/










من بين جميع الّذين تقع عيني
‏على صورِهم
‏واسمائِهم
‏من الذي أتذكرهم تارةً
‏وتارةً أنساهم
‏كُنت وحدك محط انتباه
‏لشخصٍ لا ينتبه
‏كُنت في ذاكرتي
‏رُغم نسياني المُستمر
‏كُنت في وجهي
‏في جسدّي
‏في روحي
‏كان عُمقًا مخيفًا
‏أنت الساكن بِلا حراك بي
‏لو تعلم
‏كيف ترتجِفُ لك روحي.

/










سامِح حَنيني إنْ أتَاكَ وأزعَجكَ
أو مرّ في أذَنيك صَوتي المُرتبك
أخَفيتُ أشَواقي وتَفضح نَبرتي
والدَربُ خَان خَطاي حِينَ مَررتُ بكَ
بالأمَس قَلبي فُراقكَ قَد نَوى
أنْ لا تَعود دُروبنا أو تَشتَبك
واليَومُ قَلبي مِن حَنينهُ قَد طَغى
ما أسَهل الغُفران وما أصَعبكَ .

/










عزيزي يا صاحب الظل الطويل اكتب لك رسالتي التاسعة بعد رسائلي السابقة .. اكتب و الكلمات تتردد في ذهني و مخيلتي في لحظة صفاء باغتتني عند وقوفي تحت السماء .. قبل عدد من الأيام اعلنت الأرصاد بداية الانقلاب الربيعي العجيب في الأمر ان البلاد غرقت من الامطار في اليوم التالي ، انه امر مضحك أعلم لكن في وجهة نظري انه محزن جدا .. لم يعد أي شيء كما في السابق أبدا ، لعلي كتبت و لا زلت أكتب عن الكثير مما أرى ، و لعلي في هذه الرسائل أحاكي ذاتي الضائعة بين مشاغل الأيام و عدمها ، و لعلي لا أحبذ الحزن ، لست فتاة تهوى الحزن و الهم أبدا و لست من محبي التعاسة أتمنى أن تكون متيقنا بذلك .. لكن كل ما أراه في هذه الأيام يخبرني و كأن العالم أصبح مختلف بل و كثيرا ، و رغم أنني لست من حقبة الجيل الذهبي و لا التسعينات لكن عمري العقلي الآن يضعني في خانتهم الاربعينيه و الثلاثينية و انا لست ممن يرغب بأن يكون عقلانيا لهذا الحد لست كذلك أبدا .. بت أشعر و كأن داخلي عجوز شائخ يرغب في تأكسد هذا القناع بارتداء قناع يعيد الشباب لروحه لكن لا أدري كيف ذلك ؟ حتى الربيع باهت ، الشوارع و الازهار و السماء أيضا العصافير تخيل لم تعد تغرد في الصباح ببهجة و كأنها شاخت أيضا رغم أن عمرها قصير جدا ،لربما بات كل شيء في هذه الأوقات مختلف ، كل المشاعر متراكمة ما بين أحداث مدمية تحاصر واقعنا المتخاذل و المؤلم و موت الانسانية و كل المشاهد التي يعجز القلم عن وصفها و في النظر الى ما نحن فيه نجده لا شيء .. لكن يا عزيزي أود أن أخبرك بكل تواضع و ليس تبريرا .. بأنني و بكل ما بي أحاول رغما عما بي برسم خطة لمستقبل اعود فيه تلك الفتاة القوية و الناجحة المحبة للحياة و حقًا في هذه المرة أنا أحاول رغم ان المؤشرات منحدرة قليلا ، انها دعابة .. أنا أحاول حقا في هذه المره و اذا فشلت سأعيد الكرة مجددا لا بأس بذلك ، سيكون الشعار الا نستسلم و نكمل دائما يا عزيزي اليس كذلك ؟ ..
و في تساؤل اخير يراودني .. كيف حال سمائك اليوم ؟
اتمنى ان تكون مشرقة و صافية يا رفيق الظلال !

/








حين تُحبني
ستعرِفُ أن اللوحات
أجمل مما تظُن
سأُريكَ الأغاني من منظورٍ آخر
سترى بأن الندوبَ شيءٌ مُقدس
سأجعلك تُعطي إهتمامًا
لقطّةٍ مُشرّدة تسيرُ في الشارع
حين تُحبني
سأجعلك تُغير رأيك بالغيوم
سأُرغِمُك على حُبها
وسأُجبِرُك أن تُحدد شكل
كُل غيمةٍ أُشيرُ إليها بأصابعي
حين تُحبني
سترى بأن الحياة سوداوية
لكنها جميلة وليست كما تعتقد
ستُحب كوني أُحِبُك
حين تفعل كُل هذهِ الأمور
أنتَ حين تُحبني
ستكتشفُ حلمُك الضائع
الذي تبحثُ عنهُ مُذ كُنتَ طفلًا ..

/









أستبق توقع الأشياء؛ أُبدي ردات فعلٍ سريعة
‏حَدسي يأخذني دومًا للمجهول
‏أمضي وقتي في توقع ما سيحدث؛ قبل أن يحدث
‏اتنبأ مسبقًا
‏وأضع تركيزًا عاليًا في الترقب
‏مضيتُ حياتي هكذا
‏تحدُث الأشياء التي حدثت في خيالي مسبقًا
‏وكأنني أرى حياتي مرتيّن
‏مرةً بتعجُب؛ ومرةً بلا مُبالاة.