شرح حديث أبي هريرة: "ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان"
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس المسكين الذي ترُدُّه التمرة والتمرتان، ولا اللقمة واللقمتان؛ إنما المسكين الذي يَتعفَّف))؛ متفق عليه. وفي رواية في ((الصحيحين)): ((ليس المسكين الذي يطوف على الناس ترُدُّه اللقمة واللقمتان، والتمرة والتمرتان ولكن المسكين الذي لا يجد غِنًى يُغنيه، ولا يُفطَن به فيُتصدق عليه، ولا يقوم فيسأل الناس)). قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: أما الحديث الثالث: فإن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: ((ليس المسكين الذي ترُدُّه التمرة والتمرتان ولا اللقمة واللقمتان؛ إنما المسكين الذي يَتعفَّف)). يعني المسكين ليس (الشحاذ) الذي (يشحذ) الناس، تردُّه اللقمة واللقمتان: يعني إذا أعطيتَه لقمة أو لقمتين أو تمرة أو تمرتين ردَّتْه بل المسكين حقيقة هو الذي يتعفف كما قال تعالى: ﴿ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ ﴾ [البقرة: 273]، هذا هو المسكين حقيقة لا يَسأل فيُعطى، ولا يُتفطن له فيُعطى. كما يقول العامة: عاف كاف، ما يُدرى عنه، هذا هو المسكين الذي ينبغي للناس تفقُّدُه، وإصلاحُ حاله، والحنوُّ عليه، والعطف عليه. وفي هذا إشارة إلى أنه ينبغي للمسكين أن يصبر وأن ينتظر الفرج من الله، وألا يَتكفَّفَ الناس أعطَوْه أو منَعُوه؛ لأن الإنسان إذا علَّق قلبَه بالخلق وُكِل إليهم، كما جاء في الحديث: ((مَن تَعلَّقَ شيئًا وُكِل إليه))، وإذا وُكِلتَ إلى الخلق نسيتَ الخالق، بل اجعل أمرك إلى الله عز وجل وعلِّق رجاءك وخوفك وتوكُّلَك واعتمادك على الله سبحانه وتعالى؛ فإنه يكفيك، ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ﴾ [الطلاق: 3] كل ما أمر الله عز وجل به فهو بالغُك، لا يمنعه شيءٌ، ولا يردُّه شيء. فالمسكين يجب عليه الصبر، ويجب عليه أن يمتنع عن سؤال الناس، لا يَسأل إلا عند الضرورة القصوى؛ إذا حلَّتْ له الميتةُ حلَّ له السؤال، أما قبل ذلك، ما دام يمكنه أن يتعفَّف، ولو أن يأكل كسرة من خبز، أو شقًّا من تمرة، فلا يَسأل. ولا يزال الإنسان يَسأل الناس، ثم يسأل الناس، ثم يَسأل الناس، حتى يأتي يومَ القيامة وما في وجهه مُزعةُ لحم والعياذ بالله؛ لأنه قد قشر وجهه للناس في الدنيا؛ ولهذا ذمَّ أولئك القوم الذين يتردَّدون على الناس يَسألونهم وهم أغنياء الذين إذا ماتوا وُجِد عندهم الآلاف، توجد عندهم الآلاف من الذهب والفضة والدراهم القديمة والأوراق. وهم إذا رأيتهم قلت: هؤلاء أفقرُ الناسِ، ثم يؤذُون الناس بالسؤال، أو يَسألون الناس وليس عندهم شيء لكن يريدون أن يجعلوا بيوتَهم كبيوت الأغنياء، وسياراتِهم كسيارات الأغنياء، ولِباسَهم كلِباس الأغنياء، فهذا سفهٌ ((المتشبِّع بما لم يُعطَ كلابسِ ثوبَي زُور))، اقتنع بما أعطاك الله؛ إن كنتَ فقيرًا فعلى حسب حالك، وإن كنت غنيًّا فعلى حسب حالك. أما أن تقلِّد الأغنياء وتقول: أنا أريد سيارة فخمة، وأريد بيتًا فارهًا، وأريد فرشًا، ثم تذهب تسأل الناس، سواء سألتَهم مباشرة قبل أن تشتري هذه الأشياء التي أردتَ، أو تشتريها ثم تذهب تقول: أنا عليَّ دَيْنٌ، وما أشبه ذلك، فكل هذا خطأ عظيم. اقتصِر على ما عندك، وعلى ما أعطاك ربُّك عز وجل، واسأل الله أن يرزقك رزقًا لا يطغيك، رزقًا يُغنيك عن الخلق وكفى. نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسلامة. المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 97- 99) _ سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين. |
جَزاك الله خَير وجَعلهُ فِي مِيزان حَسناتك ،
يَعطيك العَافية . |
جزاكم الله خيرا |
|
_
، جَزَاكَ اَللَّهُ اَلْجَنَّةَ وُوَالُدِيكْ سَلَّمَتْ يَدَاكَ وَنَفَّعَنَا اَللَّهِ بِمَا طَرَحَتْ - لَا عَدِمْنَا هَذَا اَلنَّقَاءِ . . :-ff1 (8): ~ |
|
طرح رآقي گ روحـگ
لآعدمنا جمآل ذآئقتگ تحية صادقه من الاعماق وبآنتظار جديد آبداعكگ دائمآ ودي لگ :tr-2::tr-2::tr-2: |
-
شُكرًا لك وَ لجمَال حضُورك لقلبك الفرَح .. |
,‘*
سَلمتْ أنآملكْ ، وشُكراً لكْ , وبِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض , لقلبكَ السعآده والفـرح .. |‘, |
- شُكرًا لك وَ لجمَال حضُورك لقلبك الفرَح :241:.. |
.، جزاك الله خير:241: وجعله في موازين حسناتك:241: وانارالله دربك بالايمان:241: ماننحرم من جديدك المميز:241: امنياتي لك بدوام التألق والابداع:241: دمـت بحفظ الله ورعايته:241: |
|
..:85:
جزاگ اللهُ خَيرَ الجَزاءْ.. جَعَلَ يومگ نُوراً وَسُرورا وَجَبالاُ مِنِ الحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحورا جَعَلَهُا آلله في مُيزانَ آعمآلَگ دَآمَ لَنآ عَطآئُگ |
|
جزاك الله كل خير :rose:
وبارك الله فيك :rose: |
مشاركه جيده ومفيده
وتفاعل طيب ...وتواجد جميل بارك الله فيك |
-
إزدان مُتصفحي بتشريفكم لكم جنائن الوَرد. |
|