لا تقتلني يا أبي .... (حصري بقلمي) إهداء للأخت شجون الروح
(1) هند فتاة جميله تعلّق والدها بها كثيراً بعد وفاة أمها وكان والدها قصيراً جداً ولم يتزوّج إلا متأخراً ... بسبب رفض الناس له لقصر قامته فاشتغل بالفلاحه في مزرعته الصغيره والتي ورثها من والده ... وقصر القامة متوارث في عائلة والدها مما جعل الجميع لا يزوّجونه إبنتهم ... فتزوّج إبنـــة خالته (أم هند) ومرت سنين تحمل منه ويسقط جنينها فاعتقدت أمها أنه بسبب عملها معه في المزرعه فمنعته أن يجعل إبنتها تساعده بالمزرعة أو البيت فوافق ... لكن أم هند ظلت تخدمه في البيت وتعدّ له ما يحتاجه وبعد ثلاثة أبناء يموتون في بطنها ودون معرفة السبب أدى لتطلب أمها أن يطلّق إبنتها خوفاً على صحتها لكن زوجته رفضت ذلك بحجة حبها الشديد له وحسن تعامله معها رغم أنها أطول منه بكثير... وحملت منه مجدداً إبنتهم هند على إسم أمه ليصدمه الأطباء بخبر نزل عليه كالصاعقه وهو أن أولاده الذين ماتوا كانوا بسبب المرض الخبيث الذي أصاب الأم ويتعجبون من ولادتها بفتاة جميله ... فقال له الأطباء ربما لا تكمل أم هند سنة علاجية نظراً لوصول ذلك الخبيث لأجزاء حساسة من جهازها الهضمي فتقلّصت السنة لشهر وتتوفى أم هند وتبقى هند في أشهرها الأولى عند حاضنات القريه تتنقّل بينهم وغدا والد هند أكثر تعلّقاً بإبنته لأنه يجد فيها رائحة إنسانة أحبها كثيراً من صغره وقبلت به كزوجة وصمدت في وجه الجميع سواءً قبل الزواج أو بعده وقد أحدثت عزلته ببيته لصدمةٍ نفسيّه عانيا منها طويلاً وحتى المناسبات التي يحضرها كان يجلس منفرداً صامتاً لا يتحدث معه أحد ولا يقرّبه أحد من رأس المجلس فظهرت عليه أوجاع رحيلها عنه وهي الوحيدة التي تتحدث معه وتمازحه وكانت تبكي بعيداً عنه حينما يشتكي لها من الناس وتهميشهم له وكل يوم يزيد حبّها له فتستمع لحديثه الطويل لأنه لا يجد غيرها من يتحدث معه ووصل بها في إهتمامها به أن قال لها : أدرك أن الله جعل في قلبك رحمة بي وإلا فمن يتحملني أو يتحمل قصر طولي أو عزلة من حولي لي ... نظرت إليه وبدت الدموع تتجمّع في عينيها وبدت الكلمات تتدافع لشفتيها فقالت: الحمد لله أنني من حظي بك ... فهي تدرك حجم جرحه من أناس لا يتقبّلون حديثه ولن يلومهم أحد فهو إنسان كأنه بقى في طابور الإنتظار طويلاً لكي يأتي دوره فيتحدث ثم تخيلوا كم حجم الكلمات التي إستجمعها قبل وطوال فترة الإنتظار ... وهاهي الجميلة ترحل عنه وتتركه لدنيا قسى عليه من فيها وأغلقت جميع المسامع بعد رحيلها وبقى وحيداً ينتظر فتاته لتكبر فتعوّضه عن أمها ليهذي كما يهذي لبيتهم بعد رحيل حبيبته التي تترك كل شيء بيديها لتستمع لحديثه الطويل ... وحين يصمت المكان ولا يجد تلك التي تبتسم في وجهه ... يبكي كالطفل لرحيلها ورحيل دنياه الجميلة معها ولما وصلت الطفلة 6 سنوات عادت لبيت والدها بأمر الشرطه حين رفضت جدة هند أن تنتقل حفيدتها لمنزل والدها وبقى وحيداً وسط رفضٍ من النساء للزواج منه واستطاع أن يكون للفتاة الأب والأم وبدأ يتحدث معها بينما هي بين ألعابها وازداد تعلّقه بها وكبرت وبدأت تدرس وسط عناية من جدتها ووالدها وغدت مراهقة وأصبح حديث والدها شيئاً يتميّز به بيتٌ يجمعهما وكأن مخزون كلماتٍ حبسها لم ينضب بعد وتعايشت مع صوته وبدأ الجميع يرى في الفتاة جمال أمها وباع المزرعه لكي يؤمن لها كل ما تريده من حياة تشبه حياة صديقاتها واشترى منزلاً تمنت أن تعيش فيه وشعرت أن هذا الوالد هو حجر يقف أمام زواجها رغم هذا الجمال الجذّاب في ملامحها وبنية جسدها وشعرها الناعم وكبر الأب وأصبح أكثر حاجة لإهتمامها واشترطت من زوج المستقبل أن يقبل أباها فأدركت أن الجميع ينتظر وفاة والدها للظفر بها ... ومضت سنين على غياب العرسان فخشت على نفسها ألا يمر بها قطار الزواج بسبب والدها ولم يقصّ عليها والدها ماذا فعلت أمها معه حين حاربت الجميع لأجله ... لأنها حين تسأله عنها يبكي فينغلق الموضوع بينهما وأما خالته فكانت تصف أن أمها عانت من والدها الكثير وهند تعلم إهتمام الطرفين بأمها حتى أن سباق هذا الاهتمام طال الحصول عليه عن طريق الشرطه ... تابعوا القصة بالأسفل (2) |
(2) ظهرت مشكلة أخرى أمام هند حين جاءهم جار لهم وطلب منها ليصلي والدك في البيت لأنه بدأ يهذي في صلاته وقد إنزعج منه المصلين ويقسم لها أنا لم أتكلّم أثناءها فحاولت كثيراً مع والدها حتى أقنعته أن يصلي في البيت وبدأت تسمع حديثه لنفسه وهو يصلي ... فسجلت ذلك له وأسمعته ... ليس أنا ... فزلّ لسانها: أبي لا تقتلني فانتفض كالجبل وقال: ماذا بك يا إبنتي ثم إنتبه وتذكّر كلمتها التي قالتها فانفجر يبكي كالطفل ويردد أنا!! أنا أقتل نفسي قبل أن يمسّك شيء ... فانفجرت تبكي على بكاءه وتضمّه وتقبّل يديه ... وبعد هدوء بينهما وتمتمةٍ من الأب طرق أحدهم الباب ... فذهبت الفتاة ونظرت من شاشة الكاميرا لتجد خالها الذي عاد من بعثته الخارجيه يقف أمام الباب ففتحت له الباب وتراكضت لتسلّم عليه ... واقترب الخال من والد هند وقبّل يده واستغربت هند التصرف الجميل من خالها وقال لهما : أنا من المطار إلى هنا مباشره ثم جلس معهم وأطال الجلوس وهو يستمع لوالد هند ويتضاحك معه في الكلام وبدأ هذا التصرف من خالها غريباً نوعاً ما ثم إلتفت إلى إبنة أخته وقال وبدت عيناه تحتضن دموعه : تعرفين يا هند أن أجمل قصة حب حدثت بين هذا الرجل وأمك رحمها الله ... وأخذ يقص لها كيف تركه الناس واحتضنته أمك وكيف عاشا معاً وكم كنت أتمنى زوجةً تشابه أختي لأكون رجلاً يشابه أباك وأخذ يتحدث لها بينما والدها يتمتم بكلمات لا تدل أنه معهما في حديثهما وقال لها : يا ابنة أخي ما أصاب والدك لهو مصاب جلل والحمد لله أن حالته لم تتجاوز ذلك رغم طول المعاناة وصبره على الناس وسخريتهم والدك يا هند رجل عظيم ويستحق أن يكون أول من أسلم عليه بعد سفري فقد رحلت أمك وهي تحبه حبّاً حبّبني إليه وكم هو جميل أن تكوني له البنت والأم ورائحة حبيبته التي فقدها في غمضة عين ... وعلى فكره فأنا أخذت على نفسي عهداً بأن أعزمه وأضعه على رأس المجلس وسأطرد من حياتي كل شخص لم يحضر أو لم يرحب به ... ثم قام ليغادر المنزل قبل أن تنطلق هند فتعدّ القهوة له ... وتركهم ... وبدت هند تنظر إليه من كاميرا الباب لتتفاجأ أنه لم يغادر المكان وطال مكوثه في سيارته واستغربت فعله هذا وبعد نصف ساعه يُطرقُ الباب مجدداً وتعيد رفع السماعه لتجد خالها أمام الباب وحين فتحت له بالجهاز قال لها: هناك ضيف يريد السلام على والدك ... فدخل والدها المجلس واستغربت من يكون هذا الرجل فإذا هو جارهم السابق في القريه ويريد هند لولده فكان جلوس خالها في سيارته طويلاً ليخبر الضيف عن حالة والدها الصحيه والعريس في المقعد الخلفي يوافق على كل كلمه يقولها خال الفتاة قبل أن ينزل الجميع ويدخلون المنزل ويرحب والدها الذي عرف جاره وبدأ يذكّره بكل المواقف الجميلة بينهم وسط إستغراب من الخال أن ذاكرة زوج أخته لا تنسى شيئاً من تلك الذكريات وتزوّجت هند وعاشت مع والدها وسط إهتمام من الزوج بكل من يسكن هذا البيت وحتى يعبّر ذلك الزوج بحبه لهند يجلس طويلاً يستمع لوالدها ويضاحكه ويقول له ستكون هند عندي مثل أمها عندك فيبكي والدها ويدعو أن تحل السعادة بينهما وإلتفت الزوج لهند وقال: يا هند الجميع يراقب ما يحدث ببيتكم على ألسنة الناس وكنت أتمنى أن أعيش مثل هذا الحب ولم أكن أعتقد أن حبّي لقصص هذا البيت بأن أحظى بأجمل وردةٍ فيه ... إنتهت القصه |
دام بحر عطاءك بما يطرح متميزا …
لفت انتباهي العنوان … كل الشكر ع الاهداء .، دمت بسعاده |
مشاركه جيده ومفيده
وتفاعل طيب وتواجد جميل بارك الله فيك |
ماشاء الله ع روعة الحروف
تستاهل الختم الرفع 500 م+ت |
تمت الإضافة
التثبيت لي عودة للقراءة |
ما بين بشاعة التنمر
وجمال الحب شدني الحرف وكيف يصاغ بهذه الاسلوب المحترف ليسلب وباقتدار جميع الحواس بين تفاصيله.. دائماً مبدع يا نبض.. راقني النهايه السعيده للقصه.. تستاهل شجون هذا الاهداء الجميل |
_
، اَلسَّرْد هَا هُنَا كَأَنَّهُ يَقِفُ عَلَى حَالَةٍ أَكْثَرَ مِنْ وُقُوفِهِ عَلَى حَدَثٍ . . . وَلَكِنَّ اَلْمُفَاجَأَةَ هِيَ اَلنِّهَايَةُ . . . صَاعِقَةٌ بِحَقٍّ . . . . أُحَيِّيكُ يَا نَبْضٌ . . وَقَلَمُكَ . . وَنَبْضَكَ . . وَبَوْحُكَ أَجْدَتْ اَلْوَصْفَ وَأَتْقَنَتْ إِيصَالَ اَلْمَغْزَى اِحْتِرَامِي . . ~ |
https://a-al7b.com/vb/image.php?u=66...ine=1654248212
يا مرحبا ومسهلا بالشيخه شجون يارب عسى القصه إن شاء الله أعجبتك ما ظنيت !! ردك مختصر يدل على عدم إعجابك بها لكن ابشري بالعوض .... تراها جت على عجل .... والحقيقه أنا ما رديت على القصه بسبب عدم قناعتي أن فيه أحد بيقرأ القصه وبيعلق عليها ولأنها ما اعجبتك إختاري اسم أحد أهدي له قصتي الجديده ... على العموم شكراً لحضورك وتعليقك الله يسعدك ... تحيتي لك |
قلم باذخ
وسرد مشبع بتفاصيل ابداع وعطاء مميز تقديري |
الساعة الآن 03:38 AM |
تصحيح تعريب
Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب