منتديات انفاس الحب

منتديات انفاس الحب (https://a-al7b.com/vb/index.php)
-   ۩۞۩{ انفاس القرآن الكريم وعلومه }۩۞۩ (https://a-al7b.com/vb/forumdisplay.php?f=96)
-   -   آيتان في حق نبينا سليمان: تدبر وتأمل (https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=88355)

أميرة أميري 05-02-2023 01:54 AM

آيتان في حق نبينا سليمان: تدبر وتأمل
 
آيتان في حق نبينا سليمان: تدبر وتأمل
د. محمد أحمد صبري النبتيتي




إن العبد السعيد الموفَّق هو من يقبِل على كتاب ربه قراءةً وسماعًا، وحفظًا وتدبرًا وعملًا، والعبد التعيس البائس هو من خلَّف الكتاب وراء ظهره، لا يأتمر بأوامره، ولا ينتهي عن نواهيه، ثم جعل إلهه هواه، هذا وقد ندبنا الله في أكثر من آية إلى تدبر كتابه؛ فقال: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82]، ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 24]، ﴿ أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ ﴾ [المؤمنون: 68]، ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29].
ومن توفيق الله للعبد أن يرزقه العمل بما فهمه وتدبره من علم، وها هي بعض التأملات في آيتين تخصان سيدنا سليمان صلى الله عليه وسلم، هلم لنعيش معها ثم نطبقها ونسعد بها ونسعد غيرنا.
الآية الأولى:
رغم وجازة ألفاظها فدروسها وفوائدها كثيرة؛ قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ ﴾ [سبأ: 14].
1- الموت قضاء من الله على العباد لن يفلت منه أحد، حتى الأنبياء والملائكة.
2- تحريم أجساد الأنبياء على الأرض أن تأكلها، فقد قيل: إنه ظل سنةً ميتًا، وهو متكئ على المنسأة؛ وهي العصا.
3- قدرة الله تعالى؛ حيث أمسك سليمان عن السقوط رغم مفارقته للحياة على خلاف عادة من يموت.
4- ملك سليمان عليه السلام الكبير وتسخير الجن له.
5- الدنيا مهما عظمت فهي حقيرة، فقد مات الملك، وترك ملكه، وذهب إلى مولاه ليحاسبه.
6- الحشرات والدواب وإن صغرت من جنود الله تعالى، سخرها لإظهار حكمته.
7- لا يعلم الجن الغيب؛ فمفاتح الغيب لا يعلمها إلا الله، ففي الآية إبطال لاعتقاد البعض بأن الجن يعلم الغيب.
8- إثبات حكمة الله ولطفه سبحانه.
فسبحان من أودع كتابه العبر والعظات رغم وجازة العبارات!
الآية الثانية:
تأمل دعاء سليمان عليه السلام وتدبره: ﴿ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴾ [النمل: 19].
من درر الآية:
1- المسلم ديدنه شكر ربه، فهذا سليمان لما رأى نعم الله تنزل عليه، فزع إلى الشكر.
2- لن تستطيع شكر ربك إلا بتوفيقه وإلهامه لك، ﴿ رَبِّ أَوْزِعْنِي ﴾ [النمل: 19]، والتوفيق للشكر يحتاج إلى شكر آخر، فستظل دائمًا يلهج لسانك وقلبك بقول: ((أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء لك بذنبي))، وبقول: ((لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك)).
3- ﴿ وَعَلَى وَالِدَيَّ ﴾ [النمل: 19]: لم ينسَ والديه؛ فهما سبب وجوده، ولهما فضل عليه ما يسرهما يسره، وما يحزنهما يقلقه؛ قال تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام: ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ﴾ [إبراهيم: 41]، قدَّم والديه على سائر المؤمنين؛ لمكانتهما وفضلهما؛ وكذا فعل نوح فقال: ﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا ﴾ [نوح: 28].
4- ﴿ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ ﴾ [النمل: 19]؛ المهم هو تعليق قلبك برضا الله، هل سيرضى بعد العمل فضلًا منه ورحمة أم سيرد العمل عدلًا منه وحكمةً؟
5- صلاح العمل يقتضي أمرين: الإخلاص، والاتباع، وبعد ذلك سَلْ ربك القبول والرضا.
6- أعمالك الصالحة كلها بتوفيق الله وإلهامه لك، فلِمَ تعجب بها وأنت لا حول ولا قوة لك إلا بالله، فلولاه ما فعلت شيئًا؟!
7- ﴿ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ ﴾ [النمل: 19]: علم عليه السلام أنه لا دخول للجنة بعمله، رغم كونه نبيًّا صالحًا، وإنما برحمة الله ابتداءً، وهذا يذكرك بسيد الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال: ((لن ينجي أحدًا منكم عمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمةٍ، سددوا وقاربوا، واغدوا وروحوا، وشيء من الدلجة، والقصدَ القصدَ تبلغوا))؛ [رواه البخاري ومسلم]، هذا حال الأنبياء، فما حالنا نحن مع الله؟
8- ﴿ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴾ [النمل: 19]، فالشرف كل الشرف أن تعيش وتموت، وتُحشر عبدًا لله صالحًا مع عباده الصالحين، تأنس بهم، ويأنسون بك.
9- أهمية الثناء على الله بين يدي الدعاء، ومن تأمل الفاتحة وكذا أدعية النبي يفهم ذلك جيدًا، فانظر إلى ثناء سليمان بين يدي دعائه هنا، وكذا دعاء الرجل الصالح في الآية الأخرى.
10- قال تعالى في آية أخرى: ﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأحقاف: 15].
فبضمِّ هذه الآية إلى تلك ينبغي أن نهتم بهذا الثناء الذي نقله لنا الله في كتابه؛ من أجل أن نثني عليه به بين يدي أدعيتنا، كما ترى هنا تم الثناء بتعبير الداعي عن عجزه عن الشكر، وسؤال ربه أن يلهمه الشكر، ثم شرع في الدعاء بالتوفيق لعمل صالح يُرضي ربه، وبالدخول برحمة الله في الصالحين، وصلاح الذرية بعد تقديم التوبة والاستسلام والإذعان.
هكذا ينبغي أن يكون الثناء والدعاء، وحينئذٍ انتظر الإجابة والتوفيق وانشراح الصدر.

فروله توت ♩ 05-02-2023 02:15 AM

جميل ورائع ومميز ماقدمته لنا
دام لنا قلمك وعطائك الجميل والرائع والمتميز
دمت بحفظ الله

قَـلـبْ 05-02-2023 05:54 AM




جزاك الله خير:241:
وجعله في موازين حسناتك:241:
وانارالله دربك بالايمان:241:
ماننحرم من جديدك المميز:241:
امنياتي لك بدوام التألق والابداع:241:
دمـت بحفظ الله ورعايته:241:

- وَرد. 05-02-2023 09:03 AM

-






بارك الله فيك
وَ جزاك عنا كل خير
تقديري.

سَديم 06-02-2023 01:34 PM

جَزاك الله خَير وجَعلهُ فِي مِيزان حَسناتك ،
يَعطيك العَافية .

- شقاء.. 07-02-2023 10:59 AM

_
،




















جَزَاكَ اَللَّهُ اَلْجَنَّةَ وُوَالُدِيكْ
سَلَّمَتْ يَدَاكَ وَنَفَّعَنَا اَللَّهِ بِمَا طَرَحَتْ
- لَا عَدِمْنَا هَذَا اَلنَّقَاءِ . . :-ff1 (8):
~

ʂąɱąя 08-02-2023 12:44 AM

طرح رآقي گ روحـگ
لآعدمنا جمآل ذآئقتگ
تحية صادقه من الاعماق
وبآنتظار جديد آبداعكگ دائمآ
ودي لگ

:tr-2::tr-2::tr-2:

تَنْهِيدَةٌ نآي 10-02-2023 03:12 AM

,‘*
سَلمتْ أنآملكْ ، وشُكراً لكْ ,

وبِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
لقلبكَ السعآده والفـرح ..

|‘,

غيمہّ فرٌح 12-02-2023 09:41 AM

..:85:





جزاگ اللهُ خَيرَ الجَزاءْ..
جَعَلَ يومگ نُوراً وَسُرورا
وَجَبالاُ مِنِ الحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحورا
جَعَلَهُا آلله في مُيزانَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآ عَطآئُگ

عواد الهران 06-07-2023 05:26 PM

مشاركه جيده ومفيده

وتفاعل طيب ...وتواجد جميل

بارك الله فيك


الساعة الآن 03:48 AM

تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant