منتديات انفاس الحب

منتديات انفاس الحب (https://a-al7b.com/vb/index.php)
-   ۩۞۩ انفاس الركن الإسلامي ۩۞۩ (https://a-al7b.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   أغلى ما يملكه المسلم (https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=104299)

أُرجُوَان . 30-12-2023 07:40 AM

أغلى ما يملكه المسلم
 
إن أغلى ما يملكه المسلم في هذه الحياةِ دينه، وكيف لا يكون كذلك وهو بمثابة الروح للجسد؟! وهو سبب سعادته وفلاحه، وسبيلُه إلى الجنة، وبدونه لا يشم ريحَها أبدًا، قال تعالى: ﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ [المائدة: 72]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنة إلا نفسٌ مسلمة))، ولا يقبل الله من أحد دينًا سوى الإسلام ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ﴾ [آل عمران: 19]؛ ولذا كان من دعائه صلى الله عليه وسلم: ((اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي).

فالمصيبة في الدين أعظم المصائب؛ ولذا فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بقوله: ((ولا تجعل مصيبتنا في ديننا))، والمصائب تكون في مال الإنسان أو بدنه أو مسْكنِه أو أهله، وكلها تهون وتسهل أمام مصيبة الدِّين، فمن أصيب في دنياه بموت أو خوف أو جوع أو فقر أو مرض أو غير ذلك، فقد نقص من دنياه ما قدر عليه، ثم إن هو صبر واحتسب ورضي عوَّضه اللهُ خيرًا منه.

والمصيبة في الدين على قسمين: إمَّا أن يُبْتَلى المرء بالمعاصي كأكْل الحرام واعتِقاد السوء، أو يُبْتَلى بما هو أعظم من ذلك كالشِّرْك والكُفْر والنِّفاق وما أشبه ذلك، فهذه مهْلكة مثل الموت للبدن، ومن عَزَّ عليه دينُه هانت عليه نفسُه، فالمُبْتلى في دينه أخطرُ من المبتلى في بدنه، وداؤه أعظم.

والمرء ليعجب ويكاد لا ينقضي عجبُه عندما يرى بعضَ ضعاف الإيمان يبيع دينه بمتاعٍ زائلٍ ولا يبالي، نسأل الله العصمة من الفتن، في حين أن أهل الباطل في المقابل يصبرون على باطلهم، ويعظم تمسُّكُهم بدينهم الفاسد، ومنافحتُهم عنه، وخشيتهم أن يتبدَّل إلى دين آخر، كما قال فرعونَ الطاغية: ﴿ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ ﴾ [غافر: 26]، أي دين هذا الذي يخاف فرعون من تغييره وتبديله؟! إنه دينُ عبادةِ فرعون، دينُ السحرة والكُهَّان، يخاف تبديلَه إلى الدين الحق، وهو عبادة الله وحده لا شريك له، ويتواصى المشركون فيما بينهم بالثبات على باطلهم وعدم تركه ﴿ وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ ﴾ [ص: 6]، ولم يقتصر أعداء الله على التمسُّك بدينهم الباطل؛ بل هم يقاتلون من كان على مِلَّة الإسلام ليصدوهم عنه عداوةً لدين الله ولمن قام به، فهم يقاتلون المسلمين عن دين وعقيدة، ولا تزال محاولاتهم الجادةُ والمتكررة حتى يحققوا هدفَهم المنشود ﴿ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ﴾ [البقرة: 217].

أما المؤمنون الصادقون فهم متمسِّكون بدينهم، لا يطلبون له بدلًا، ولا يبغون عنه حولًا، فالإيمان حين تخالط بَشاشتُه القلوب فلا يمكن للمؤمن أن يتخلَّى عن دينه فضلًا عن أن يرتد عنه مهما كانت الأسباب، والتمسك بالإسلام له لذَّة عظيمة، كما قال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحَبَّ إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود للكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يُقذَف في النار))؛ متفق عليه.

وسأل هرقل أبا سفيان قبل أن يسلم أبو سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم: هل يزيد أتباعه أم ينقصون؟ قال أبو سفيان: يزيدون. قال هرقل: هل يرتدُّ أحدٌ منهم؟ قال: لا. قال هرقل: وكذلك الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب؛ رواه البخاري.
والدين أهمُّ وأعظم المقاصد الضرورية، وحفظ الدين هو تثبيت أركانه وأحكامِه والعملُ على إبعاد ما يخالف دين الله ويعارضه؛ كالبدع ونشر الكفر والرذيلة والإلحاد والتهاون في أداء واجبات التكليف، فما أحوجنا عباد الله إلى أن نستشعر نعمة الله علينا، وأن نشكر الله تعالى دائمًا أن هدانا لدين الإسلام، وجعلنا من أمة خير الأنام عليه الصلاة والسلام.

بُليِتُ بِك 30-12-2023 08:11 AM

/






جزاك الله خيراً
وَ جعله في ميزان حسناتك
يعطيك العافية

أُرجُوَان . 30-12-2023 09:36 AM

-










أسعدني توآجدك
كل الشكر وَ التقدير ..:241:

عواد الهران 30-12-2023 09:39 AM

طرح هادف, يستحق الوقفه والتامل.

المشاركه المفيده , تتكون من كلام طيب,

والكلمه الطيبه صدقه.... بارك الله فيك.

أُرجُوَان . 30-12-2023 09:58 AM

-










أسعدني توآجدك
كل الشكر وَ التقدير ..:241:

عَجبْ عَينك 30-12-2023 09:59 AM

بوركت يداك
جزاك الله الخير الوفير
:-ff1 (8):

أُرجُوَان . 30-12-2023 10:11 AM

-










أسعدني توآجدك
كل الشكر وَ التقدير ..:241:

غيمہّ فرٌح 30-12-2023 10:05 PM

جَزاكِ اللهِ خُيرِ الجَزاء
ونفِعُ بكٌ وبطِرحكَ القيَيم
ولاَ حَرمُكِ الاًجَر
بُاركِ اللهِ فيُك ..~

أُرجُوَان . 30-12-2023 10:12 PM

-










أسعدني توآجدك
كل الشكر وَ التقدير ..:241:

أنثى لآتنسى 31-12-2023 02:31 AM




بارك الله فيك على الجلب الطيب
وضاعف لك الأجر


::



الساعة الآن 05:12 PM

تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant