منتديات انفاس الحب

منتديات انفاس الحب (https://a-al7b.com/vb/index.php)
-   ❀ انفاس عالم القصة والرواية الحصرية ❀ (https://a-al7b.com/vb/forumdisplay.php?f=127)
-   -   إبنة العم / ج 3 (https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=37932)

نبض المشاعر 30-09-2020 01:45 PM

إبنة العم / ج 3
 


(1)

وصل عمر إلى المنزل عند الفجر ووجد أمه تنتظره عند
باب المنزل بعد أن مضى ليلها تقترب من الباب لتسمع
بقدوم إبنها من البر ... فالأمس لم يكن يوماً عادياً لها
والخبر الذي وصلها أوجعها كما أوجع عمر وربما أكثر
وكم تمنت أن يكتب الله السعادة بين عمر وغاده نظراً
لأن قلب ابنها لا يرى غيرها ... ولم يكن ألمها هذا جديداً
بل هو إمتداد لألم رحيل أخوه السابق الذي لم يوفّق مع
زوجته السابقه التي كانت لا تصمت أبداً بل تذمّ الحياة
وحالها معه وتسخر منه كل يوم ... فلا يريد أن يمد يده
عليها حتى لا يكسرها أمام أبناءه الصغار فيأتي لأمه
يشتكي ولا يجد عندها حلّاً لمعاناته وخوفاً أن تقول له
(طلّقها) وهو لا يفضل هذا الحل ... وحاولت أن تتحدث
معها لكن زوجته نهرتها وقالت: لا تتدخلي بيني وبين
زوجي
... حتى والده كم يتمنى أن يعاقبها على فعلها مع
إبنه لولا أن أحفاده قد ينالهم صدمة من جدّهم وزادت الزوجة
نكاية بأمه فحرمت أبناءها من زيارة جدّتهم ولم يغفر ذلك
ألم زوجها ومعاناته من الخبيث الذي سرعان ما انتشر في
جسده من أن ترحمه وكانت لمجرد أن يأتي راتبه تتراكض
إليه غاضبه وتتهمه بالتقصير في تأمين حاجيات البيت
ولم تتركه في المستشفى حين إشتدت حالته فأخذت تردد
عليه أن أبناءه لا يلبسون إلا الممزّق من ملابسهم لعدم
وجود ملابس أخرى لهم وتوبّخه على تقصيره في تجنيسها
وتطالبه أن يستعجل في ذلك قبل أن يقبضه الله ويموت
وحاول والده أن يوقف زياراتها له في المستشفى للتدهور
السريع في نفسية ولده لكنه لم يستطع ورحل أبنه البكر
ولا يدري أحد هل قتلته أوجاع الخبيث أم خبث زوجته
هذا ما قاله والده وهو يبكي لرحيل ابنه وكم هو مؤلم
أن يرحل الابن أمام مرأى والديه وكأنهما بعدم تدخلهما
من أن يتزوج بأجنبيه هو السبب في تراكم أوجاعه وهو
ذلك الذي لا يبخس عن أهله شيء قبل أو حتى بعد زواجه
وهاهو شريط الآلام يعود للأم مع إبنها الثاني وكم حاولت
مع غاده أن تقبل بالزواج منه لكن غاده فاجأتهم بالزواج
من آخر وتركت ابنهم يحمل حسرات ذلك الحب الذي طال
في قلبه وتجذّرت عروقه في حبها ... وما إن إستقبلته
حتى ضمته إلى صدرها دون أن تشعر ورغم أنها لا تريد
أن تُظهِر له مدى قلقها عليه ... إبتسم عمر ثم بكى
من خوف أمه عليه وكيف تسبب في أذيتها وسهرها
قالت له لا تبكي يا بني فلا أريد اليوم أن أبكي مثلك
لعل الله قد أراد بك خيراً يا بني في عدم الزواج منها


(يتــــبع)


نبض المشاعر 30-09-2020 01:47 PM


(2)



قال: يا أمي أنا لا أبكي على زواج غاده أنا أبكي
على ملامح الأسى في وجهك هاهي تعود مجدداً
من أذيّـة أبناءك لك في زواجاتهم ورحم الله أخي

فبكت الأم حين نطق بإسمه وكم في قلبها من
وجعٍ على رحيله وكم عصرها ذلك الألم حتى أوجع
جسدها وأضطرت لعملية جراحيه حين أصابها فشلاً
كلوياً من تأثير المهدئات التي تتناولها لكي يسكُن
ذلك الرأس وتجف تلك الدموع ... إنه إبنها الكبير
الذي رحل حزيناً على وضعه ... رحل إبنها الذي بكته
في حياته قبل أن يمسك يد أمه بلطفٍ قبل رحيله
لينقل لها رسالة حبّه لها حين ملأت فمه الأجهزه
ولم يستطع التعبير لأمه بحبه لها ... وقبل أن تسقط
يده ويرحل فلذة كبدها وصمتت الأجهزه فقبضه الله
وأمه تنظر إليه في رحيل إبنها أمام عينها ...
إبنها الذي يهنأ بحياته حين سخّرها للجميع ...
وهاهو المشهد يتكرر في خيال أم عمر بأن يرحل
الآخر كما رحل الأول ووعدته وهي تنظر لعينيه
وهي تعبّر عن حبّه لهذه الأم التي ما تمنت أن ترى
عواطف أبناءها لا تجد تقديراً من أحد وقالت له:
يا بني إبحث الآن عن عمل واترك الأمر لله في زواجك ...
إذهب إلى عمّك فلان واطلب منه أن يسعى لتوظيفك
فهو يستطيع بمشيئة الله قادر على ذلك
... كان عمر
يرى في عمه ذلك الرجل المستقل بحياته ويسافر كثيراً
مع أبناءه وهو ما جعلهم أكثر حرية وتفتّحاً على الحياة
وقبل أن يذهب إتصل به: أهلاً يا عمي ... أهلاً يا بني
عمي أنت تدرك وضعي وكثيراً ما سعيت فيه للعمل
ولم أتوفق فيه ... وتحدثت مع والدي بأنني أرغب الزواج
ولن يقبل بي أحد لو كنت بلا عمل ... فهل بالإمكان أن
آتي إليك
... قاطعه عمه وقال له: على الرحب والسعه ...
فركب سيارته وتوجّه إلى بيت عمه ومعه ملف سيرته
الذاتيه ومؤهلاته ... وما إن فتح له الباب حتى رحب فيه
عمه وأخذ يثني عليه ويقول له : أهلاً بك يا بني واللي
مثلك يشترى وجميل انك فكرت بالزواج وأخترت من بنات
عمك
... وقبل أن يذكّره عمر بزواجها قال عمّه: ذريتي
يا ولدي كلهم بنات وانت واحد من عيالي .. والخير
من الله كثير وعطايا الله في رحمته ومرام يا ولدي
ما لها الا ولد عمها ولا ظنيت ان فيه أحد يحافظ على
البنت ومالها بعد وفاتي إلا ولد عمّها ... وانت فيك الخير
والبركه ولا والله نفكر نردّك لأن ما عندك عمل والعمل
سهل والمعارف واجد وتساهيل ربك سريعه
... بعد هذه
الكلمه لم يعد عمر يسمع شيئاً من عمّه حتى أن الدهشه
منعته أن يقول لعمّه (بعد عمر طويل ياعم) .... صدمه لم
يتوقعها عمر من عمّه ..... عمر ... عمر !! ... آسف يا عم ...
وش جايك يا ولدى يعني تتوقع عمّك بيردّ طلبك ...
إلا قل لأخوي اني موافق ويقول لك تأمر عليه أمر
مهوب يرسلك تكلمني
............................. يتبع



نبض المشاعر 30-09-2020 02:04 PM



(3)


نظر فوجد الملف بيد عمر ... وش هاللي بيدك ... هذا
ملف خبراتي وشهاداتي
... أطلق عمّه ضحكه كبيره
وقال هي مهيب وظيفه تحتاج تقدم لها ملفك
وانت الله يصلحك ما يحتاج تعلمنا عن نفسك على
العموم كويس انك جبت الملف خلينا نلاقي لك وظيفه
علشان تحصل على الثنتين
(وهو يضحك) خرج عمر
مصدوماً من الموقف وذهب ليخبر والده بالأمر وكيف
حدث ذلك معه .... سأله والده وهل أنت لا تريد إبنة
عمك ؟!
... يبه انت عارف انا ما أبي الا غاده ...
يا ولدي غاده راحت لغيرك وعمّك بيتوقع انك استغليت
الزواج لتحصل على الوظيفه .... وتراه يحسّب انك
لعبت عليه
... طيب بلاها وظيفه ... يا ولدي تزوّج
بنت عمك وعمّك مهوب مقصر معك وبنت عمّك بتقدّر
ظروفك
... أبوي أنت تعرف عمي راعي سفر وأخاف
بنته تعوّدت على السفر وبتشغلني
... بيدك تمنعها
وتقول لها لا ... وعمّك بما انه اشتراك فلا تبيعه
تمّم له اللي قاله منها تتخلص من التفكير في غاده
وتتوظّف ولا تختلف البيئه عليك
... قولك وهداية
الله
وتمت الموافقه على عمر وأجّل عمر الزواج حتى
يتهيّأ نفسي ... ويحاول نسيان حبيبة قلبه التي تزوّجت
وسافرت مع زوجها خارج المملكه كي تقضي شهر
العسل وطوال تلك الفترة وعمر يسأل تهاني هل عادت
غاده أم لا
وبدت تهاني تُحرِّك فيه غيرته ليكرهها
فتقول له هي سعيده مع زوجها وأنت هنا حزين
وزادته إحتقان على غاده حين قالت له (كاذبه):
تقول غاده لأختها وهي تضحك ربما لا أُكمل مدة
التسعة أشهر الحمل
... هنا ثارت الدماء في جسد
عمر وخرج من المنزل وركب سيارته متوجهاً إلى
مكان وأخذ يفكّر في هذا الحب الذي إنتهى وحالت
غيرته أن يستمر في حبه لها ... وبدأ يستجمع
غيظه ليبرهن لها أنه يحب زوجته الجديده أكثر
من حبه لها ويحاول أن يختلق حبُّاً جديداً في
قلبه لتلك الجديده لعلّه ينسى حبه للتي رحلت
ولا تريده ولا تريد حبه وإختارت غيره ... وتزوّج
عمر وسافر بمبلغٍ أهداه إياه والده ... وفي السفر
وبينما كانت نائمه توجه إلى سوق الذهب واشترى
لها عقداً جميلاً بإسمها وعاد لغرفته وأختبأ في
مكان ليصوّر فرحتها بذلك العقد ... وأخرج جواله
وبدأ يصوّر ... فخرجت بعد إستحمامها وهي تمسك
جوالها وتقول: مروان وانت وش اللي مزعلك؟!

إنتظروني في الجزء القادم


صدى الشوق 30-09-2020 06:45 PM

تسلم أديبنا ع الحروف المميزة
تستاهل
الختم والرفع والتثبيت
و
150م+ت
ولي عودة للقراءة

صدى الشوق 30-09-2020 06:47 PM

تمت الإضافة
تقييمي مع النجوم

Reemas 30-09-2020 10:57 PM

الله يعافيك ويسلمك

طرح مميز وراقي


لاخلا ولاعدم

هيبة مشاعر 30-09-2020 11:28 PM

ارتكب غلط بزواجه لايمكن ينسى حبه الاول بزوجه ثانيه
ومين مروان ذا :ff1 (183):
احداث مشووقة نبض
متابعه وبانتظار بقية الاحداث
كل الشكر على هكذا طرح
امتعتنا باسلوبك الشيق
لروحك السعادة
ولطرحك اعجابي وشكري والتقيم

- الــعًلآ 02-10-2020 07:02 AM


:











:

كُتلة شُكر تنحنِي لـِ أُلق صنيعُك
سلِمت الأكُف .. وسلِم لنا هَذا الطِرح المُميز
اسعَدك الله , و لَك الإمتنَان أبدًا وَ مددًا ..كُل الوّد و التقدِير لشخصّك.
أعَـذب تحـايّاي


sumayah 02-10-2020 09:00 PM

يوووه يانبض البارت الاول حزنت على الام
وانا اقراء القصه بكيت مره تحزن وقصة ولدها الكبير
البارت الثاني كرهت الاب ليش يعرض بنته لزواج
اكرههه كل رجل يعرض اخته وبنته لزواج
بعدين مين مروان توقعت عمر بتتغير حياتو
حزينه على عمر متى تسير حياته حلوه
الله يقطع الحب اللي كذا
نبض بنتظار التكمله

نور القلب 04-10-2020 05:42 AM

اهلا بالروائي الفاضل نبض المشاعر
دائما نقاشاتك وقصصك يعجبني قراءتها
وليس غريبا علي ابداعك ولكن اعذرني

مابقدر ارد على رائعتك هذه الا بعد قراءتي لها
من البدايه احترامي لك


الساعة الآن 03:19 AM

تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant