منتديات انفاس الحب

منتديات انفاس الحب (https://a-al7b.com/vb/index.php)
-   ۩۞۩ انفاس الخيمة الرمضانية ۩۞۩ (https://a-al7b.com/vb/forumdisplay.php?f=162)
-   -   - درَّة المفاخر في العشر الأواخر ~ (https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=92097)

- شقاء.. 17-04-2023 08:50 PM

- درَّة المفاخر في العشر الأواخر ~
 
-
,





بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده
الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده
ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد:
لا يخفى على أحد ما لهذا الشهر من الخصاصِ العديدة والمزايا الفريدة، فهو موسم المواسم وغنيمة الغنائم وفرصة الفرص.
اجتمعت في هذا الشهر عموما جميع دواعي الرحمات والتجليات والروحانيات والنفحات، وعلى وجه الخصوص في
هذه الليالي الجليلات المجيدات العظيمات، التي يتجلى فيها العطاءُ الرباني والرحمةُ الإلهية؛ تظهرُ فيها جليا طاعةٌ
عظيمة وقربةٌ جليلة، هي من أعظمِ ثمار وغنائم وكنوز هذا الشهر الكريم لمن عقل وفطن، من حازها غنم وفاز وأفلح
وربح في الدارين، هي المسارعة والمسابقة والمنافسة في فعل الخيرات!

فالبذل والعطاء والجود والسخاء؛ خصيصة عظيمة وميزة فريدة، هي كنز لمن حازها، ودرة لمن حافظ عليها، فهذه
الأيام أعظمُ فرصةٍ وغنيمة، لتكون منطلقا لجميع أفعال الخير، حتى تصبحُ ملكةً وسجيةً ودُربةً وطبيعةً.
هنالك فرق بين فعل الخير وبين اعتياده والمسارعة والمسابقة والمنافسة وعدم التردد والبحث والتحري والتقصي وبذل
المعروف، فَدُرَّةُ المفاخر في العشر الأواخر؛ تطويع النفس وتزكيتها وتنميتها وتدريبها وتأهيلها على الجود بكل أنواعه وأحواله.

والفرصة والدواعي كلها متاحة في هذا الشهر وهذه الأيام، للأسباب التالية:
1- ابتداء من المنادي الذي ينادي مع أول ليلة من رمضان: يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ.
2- فيه حث على تفطير الصائم.
3- سائر العبادات والطاعات هي في حقيقتها جود بالنفس والجوارح والجهد والوقت والمال.
4- فيها ليلة القدر خير من ألف شهر!
فهي ليلة مباركة شريفة لكثرة الخير فيها {إنا أنزلناه في ليلة مباركة}، والطاعات فيها والبر أعظم من ألف شهر.
إنها ليلة سلام خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير وتكثر فيها السلامة من العذاب
{سلامٌ هي حتى مطلعِ الفجرِ}.
5- الملائكة فيها بعدد الحصى:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ أَكْثَرُ فِي الْأَرْضِ مِنْ عَدَدِ الْحَصَى".
رواه ابن خزيمة وحسن إسناده الألباني.
6- زكاة الفطر: وهي من العبادات والطاعات التي تكون في آخر هذا الشهر، طُهْرةً للصَائم مِن اللغو والرَّفثِ وطُعْمةً للمساكينَ.
7- في الحديث المتفق عليه: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَأَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ،
وَكَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ
مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ ".
وفي رواية عند البخاري ومسلم: "أجودَ الناس بالخير".

"أجودُ بالخير من الريح المرسلة": هذا التشبيه البليغ العجيب الفصيح يدل على ثلاثة أمور عظيمة، هي درة المفاخر في
العشر الأواخر:
الأول: سرعة البذل دون تردد أو تلكؤ أو تواني.
الثاني: الكثرة وعموم النفع بجوده، فالريح المرسلة التي تهب على جميع البلاد.
الثالث: الديمومة والاستمرار: فالريح المرسلة تستمر مدة إرسالها، وكذا كان عمله صلى الله عليه وسلم في رمضان ديمةً لا ينقطع.
والجود: هو كثرة البذل والإعطاء والعطاء، وهو أعم من مجرد الصدقة والإنفاق.
فقد يكون الجود بالنفس أو المال أو الجهد أو الوقت، جود بكلمة أو بزيارة أو بهدية أو بموقف أو بنصيحة أو بمشورة وهكذا.
والجود: هو إعطاءُ ما ينبغي لمن ينبغي.
قال ابن حجر في فتح الباري (1/31): " قَوْلُهُ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ قِيلَ الْحِكْمَةُ فِيهِ أَنَّ مُدَارَسَةَ الْقُرْآنِ تُجَدِّدُ لَهُ الْعَهْدَ بِمَزِيدِ غِنَى
النَّفْسِ وَالْغِنَى سَبَبُ الْجُودِ وَالْجُودُ فِي الشَّرْعِ إِعْطَاءُ مَا يَنْبَغِي لِمَنْ يَنْبَغِي وَهُوَ أَعَمُّ مِنَ الصَّدَقَةِ وَأَيْضًا فَرَمَضَانُ مَوْسِمُ
الْخَيْرَاتِ لِأَنَّ نِعَمَ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ فِيهِ زَائِدَةٌ عَلَى غَيْرِهِ فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤْثِرُ مُتَابَعَةَ سُنَّةِ اللَّهِ فِي عِبَادِهِ
فَبِمَجْمُوعِ مَا ذُكِرَ مِنَ الْوَقْتِ وَالْمَنْزُولِ بِهِ وَالنَّازِلِ وَالْمُذَاكَرَةِ حَصَلَ الْمَزِيدُ فِي الْجُودِ وَالْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى.
وَالْمُرْسَلَةُ أَيِ الْمُطْلَقَةُ يَعْنِي أَنَّهُ فِي الْإِسْرَاعِ بِالْجُودِ أَسْرَعُ مِنَ الرِّيحِ وَعَبَّرَ بِالْمُرْسَلَةِ إِشَارَةً إِلَى دَوَامِ هُبُوبِهَا بِالرَّحْمَةِ وَإِلَى
عُمُومِ النَّفْعِ بِجُودِهِ كَمَا تَعُمُّ الرِّيحُ الْمُرْسَلَةُ جَمِيعَ مَا تَهُبُّ عَلَيْهِ وَوَقَعَ عِنْدَ أَحْمَدَ فِي آخِرِ هَذَا الْحَدِيثِ لَا يُسْأَلُ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ".
وقال الشهاب الخفاجي في منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري (1/54): "كان صلى الله عليه وسلم يُسَرُّ بملاقاة جبريل
وإمداده بالبشرى والكرامة، فيُحسِن كما أحسن الله إليه".
قال الإمام الشافعي في معرفة السنن والآثار للبيهقي (6/381): أُحِبُّ للرجلِ الزيادةَ بالجودِ في شهر رمضان، اقتداءً برسول
الله عليه الصلاة والسلام ولحاجةِ الناسِ فيه إلى مصالحهم، ولتشاغُلِ كثيرٍ منهم بالصوم والصلاة عن مكاسبهم.
وقيل لحكيم أيُّ فعلٍ للبَشَر أشبه بفعل الباري تعالى، فقال: الجُود.
قال ابن الجوزي في التبصرة: تَاللَّهِ لَوْ قِيلَ لأَهْلِ الْقُبُورِ تَمَنَّوْا لَتَمَنَّوْا يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ.
ومع أنه صلى الله عليه وسلم مَعْدِن الجود والكرم وجميع المحاسن في كل وقت، إلا أن جوده يتضاعف في رمضان،
ومحاسنه تزدادُ فيه.
جُوده عليه الصلاة والسلام في هذا الشهر منقطعُ النظير، إذ كان أجودَ الناس، وكان أجودَ ما يكونُ في رمضانَ، لَدلالةٌ
عظيمةٌ وحثٌ كبيرٌ على البذلِ والعطاء والنفقة والسخاء، في شهر يظهرُ فيه الكرماءُ ويتسابقُ فيه الأتقياءُ الأصفياء.

فهذا الشهرُ مدرسة عظيمة ودورة متقنة في تأهيل وتطويع وتدريب النفس على ركنين عظيمين وأمرين هامين في
الجود والبذل والعطاء:

الأول: الكثرة وعدم الشح.
الثاني: المسارعة وعدم التردد.
فلَرَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أكرَمُ وأكثَرُ عَطاءً وفِعلًا لِلخَيرِ، وأعظَمُ نَفعًا لِلخَلقِ مِنَ الرِّيحِ الطَّيِّبةِ التي
يُرسِلُها اللهُ بالغَيثِ والرَّحمةِ.
وقد حث ربنا سبحانه وتعالى ورغب عباده في غير ما آية على المسارعة والمبادرة لفعل الخيرات:

قال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي
السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[آل عمران:133-134].
وقال سبحانه: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ..}[الحديد:21].
وقال عز وجل: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ..}[البقرة:148].
وقال سبحانه عن إبراهيم وذريته {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ
الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ}[الأنبياء:73].

وعن ابن عمر رضي الله عنهما كما في ( صحيح الترغيب برقم 2623 )، قال عليه الصلاة والسلام: "أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ
أنفعُهم للناسِ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ ، تَكشِفُ عنه كُربةً ، أو تقضِي عنه دَيْنًا ، أو
تَطرُدُ عنه جوعًا ، ولأَنْ أمشيَ مع أخٍ في حاجةٍ ؛ أَحَبُّ إليَّ من أن اعتكِفَ في هذا المسجدِ يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا...".
وبعث الحسن البصري قوماً من أصحابه في قضاء حاجة لرجل وقال لهم: مُرُّوا على ثابت البُناني فخذوه معكم فأتوا ثابتاً
فقال: أنا معتكف فرجعوا إلى الحسن فأخبروه فقال: قولوا للأعمش: أما تعلم أن مشيك في حاجة أخيك المسلم خير لك
من حجة بعد حجة فرجعوا إليه فترك اعتكافه وذهب معهم"..

اللهم اختم لنا شهر رمضان برضوانك، والعتق من نيرانك، وجُد علينا بفضلك ورحمتك ومغفرتك وامتنانك، وتقبل منا
الصيام والقيام وسائر الأعمال، واجعلنا من المرحومين المقبولين ولا تجعلنا من المحرومين المطرودين.


~

غيمہّ فرٌح 18-04-2023 04:07 AM

جُزاكّ الله خُير علىّ مُـا قُدمتّ
ورزُقكّ بُكُل حَرف خّطتهَ أناملكّ جُزيل الحُسناتّ

ودق الحروف 19-04-2023 06:08 PM

جزاك الله خيرا
ونفع بك ع الطرح القيم والمفيد
وعلى طيب ماقدمت
اسعد الله قلبك بالأيمان
وسدد خطاك لكل خير وصلاح
وفي ميزان حسناتك ان شاء الله
دمت بطاعة الرحمن

https://4.bp.blogspot.com/-sqcdp4Lo8...65r4ew32q1.png

عـز الأصايل 20-04-2023 01:54 AM

جزاك الله خير :tr-2:
تسلم كفوفك ..:68:
لطيب الجهد وَ تمُيز العطاء:ff1 (-8):
لاحرمنا الله روائِع مجهوداتك:241:
لقلبك الفرح:239:

ناطق العبيدي 20-04-2023 09:19 PM

سلمتِ وسلمت يدآك
ربي يعطيك ألــــــف عـآفيه
الله يسعد قلبك يآرب

قَـلـبْ 22-04-2023 05:21 AM




جزاك الله خير:241:
وجعله في موازين حسناتك:241:
وانارالله دربك بالايمان:241:
ماننحرم من جديدك المميز:241:
امنياتي لك بدوام التألق والابداع:241:
دمـت بحفظ الله ورعايته:241:

سهاد 25-04-2023 06:53 PM

بارك الله فيك
جزيت الجنة
:241:

أميرة أميري 26-04-2023 03:39 AM

جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

عفاف 29-04-2023 12:56 AM

بارك الله فيك على طرحك القيم..
جزيت جنة عرضها السماوات والارض..
وجعلها ربي في ميزان حسناتك..
مع أطيب التحايا لـجهودك القيمة..

تحياتي وتقديري والاحترام.

حنين الشوق 29-04-2023 03:13 PM

جزاك الله خيراً
وَ جعلها الله في ميزان أعمالك
شكراً لك بحجم السماء


الساعة الآن 08:59 PM

تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant