منتديات انفاس الحب

منتديات انفاس الحب (https://a-al7b.com/vb/index.php)
-   ❀ انفاس عالم القصة والرواية الحصرية ❀ (https://a-al7b.com/vb/forumdisplay.php?f=127)
-   -   قلوبٌ يؤلمها الحب (حصري بقلمي) ج4/ الأخير (https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=62337)

نبض المشاعر 08-12-2021 01:22 AM

قلوبٌ يؤلمها الحب (حصري بقلمي) ج4/ الأخير
 


(1)


لم يتحدث السائق مع الإستقبال كي يخبروا عمر لينقله
للدار ... ولما طال إنتظار عمر أخذ جواله وتردد كثيراً في
الإتصال بأماني ... وبقى كليهما ممسكاً بجواله ليتم
أن ينادي أحد الجهازين ذلك الآخر ... وتبدو تلك اليدين
اللتين تمسكا بالجهازين تشعر بالإرباك ولكن تردد أماني
كان الأقل والأسرع بالإتصال وحين رنّ جوال عمر حتى
سقط من يده فأسرع لإلتقاطه: نعم ... كظمت غيظها من
رده وقالت في نفسها: نعم !! ترى أسمي وتجيب بهذه
الطريقه
... أهلاً يا عمر ... أهلاً بك سيده أماني أنا قد
لا أجيد الحديث مع النساء وقد يصيبني الإرباك لأنها أول
مره أسمع صوتاً نسائياً
... عمر ليس هذا أول إتصالٍ بك
لقد رن جهاز الكشف عن (...) عن ماذا يا عمر
... وكأنها
تمارس ضغطاً عصبيّاً معه ... وبدأ التعرّق يعود مجدداً
لملامح وجهه ... ولا يعرف كيف يجيبها ... فقالت: عمر
هل تود أن تكون المقابلة في بهو الفندق أم
المقهى أم ماذا
... كما تشائين سيدتي ... أحتاج
30 دقيقه لأكون في الفندق هذا في حال لم يكن
هناك زحمه
.... توادعا ... ووضع عمر جواله بعيداً
ليرمى بجسده على السرير من فرحته بهذا الحظ الذي
جعل أماني تبعده عن أنظار الناس والخشيه أن يطول
حديثهم ويعطّل الدار فيستغرب الموظفين من هذا
الذي أخذ كثيراً من وقت أماني وجعلها تتراكض إليه

رغم قوة شخصيتها ورفضها للتنميق في التعامل
ومحاولة كسب رضاها ... وبينما تقود سيارتها وتنظر
للمرآة التي تعكس وجهها تتساءل: من تكون يا عمر
حتى أخرج من مكتبي لأجلك؟!
وبينما تنظر للطريق
ولعينيها في المرآة تقول: يجرفني إليك ياعمر شيئاً
لا أعلم ما هو ولا ما الذي اريده منك وما هو الشعور
الذي إعتراني وأنا أقرأ روايتك سوى أنك تصفني بكل
شيء يحتويه حرفك
ثم تذكرت ... وأخذت جوالها
وإتصلت به وقالت : عمر لا تغادر غرفتك سآتي إليك
وهو ما جعل عمر يسرع في ترتيب غرفته ويعطرها
وبدا أن الشيطان يشاطره التفكير بأنها ستأتيه بغرفته
فصرخ في وجه نفسه وتوقف برهه وتحدث إلى نفسه:
عمرررررر إعقل واترك عنك ذلك التفكير فلربما تكون
إنسانه مختلفه
... ورغم أن سعادته غامره إلا أنه مرتبك
وصلت للفندق وتوجهت للمقهى وطلبت قهوتها التي تحب
وقبل أن يغادر الجرسون قالت له: قبل أن يجلس الرجل
على الطاولة إسأله عن مشروبه ثم أحضر الطلبين معاً

وجلست في مقعد يجعلها تراقب عمر بدءاً من فتح باب
المصعد حتى يصل إليها لتقرؤه وتعرف من أي الرجال
يكون هذا العُمِر ثم رفعت جوالها وطلبت منه ان يأتي
للمقهى وبالفعل بعد دقائق فتح باب المصعد فخرج منه
شاباً أنيقاً في لبسه ويلبس ثوباً جديداً وتبدو ملامحه أنه
يملك رزانة العقلاء في ممشاه ... راق لها طوله ...
وأعجبها ملامح سعادته على وجهه ... فاقترب منها
ومدّت يدها لتشير إلى المقعد الذي إختارته ليجلس
عليه فتوقع أنها تريد مصافحته فمدّ يده لكنها سحبت
يدها وهو ما أربكهما إضافة للجرسون ... وبدت ملامحه
وكأن صدمةً حلّت به جلس على المقعد الذي أشارت إليه
وسط تقلّب ملامحه وكأنها صفعته في تعلّم الإتيكيت ...
شعرت بالحرج وأرادت التخفيف عليه بطلبٍ للجرسون
أن يسأله عن مشروبه فقال وقد إمتعض وجهه وتمنى أن
ينتهي الحوار معها سريعاً ... أريد ماءً وحتى لا تزيد
عليه توتره طلبت من الجرسون مشروب القهوة الفرنسية
التي تعرف ... لم يبالي عمر بما قالت ووجهت له سؤالاً
كان يراودها كل حين: من يكون عمر الذي جعلني أبحث
عنه وأستضيفه في جده وأزوره في الفندق تاركةً أشغالي
لأجل روايه
.... قال: لا أدري ... شعرت أن الجو متوتر
ولن يحقق ما تتمنى تحقيقه أن يكون كاتباً لروايات
تطبعها الدار التي تملكها لتحقق إيرادات باهظة
الثمن ... نظر إليها وكأنه لأول مرة يراها ووجد في
عينيها حاجةً تطلبها منه وربما لا تعرف أن عينيها قد
باحت له بذلك وهذه الحاجه شعورها بالفقد ولكن أي فقدٍ
تشعر به وهي التي يتوفر كل شيء تحت يديها ... نظر
إلى عينيها فرأى جرحاً لا يراه غيره ورأى جبروت أنثى
في جسدٍ هــشّ ... وكم في عينيها من حاجة للحديث مع
أحد تثق فيه لكن خبأته ليموت بداخلها لكنه لم يمت ...
ووجد جمالاً تحرسه أنثى قويه وتمنعه عن الجميع أن
يصفون جمالها فيعجبها حديثهم ... نبّهته حين قالت:
سألت وربما فكرك ليس معي ... وبدا عليه لم يكترث بما
تقول فعاد ليسألها: هل الوالده متوفيه؟! ... كان سؤاله
صادماً لها فأجابت: نعم ... في عينيك ألم فقـد فأدركت أن
هذا الفقد الذي تحكيه العيون إنما هو فقد أم
نظرت إليه
وقالت: عمر في روايتك تحليل نفسي جميل وهذا التحليل
ربما هو الذي جذبني لقراءة روايتك
... ثم سألته: والدك
ميت
... فضحك وقال: ما السر في مثل هذا السؤال؟ ...
قالت: هناك عالمٌ خفي بداخل كل إنسان لا يخلو فيه من
صراعات صامتة لا نسمح فيها للعقل أن يتدخل لأن
عواطفنا لم تصل بعد لقناعات أننا بحاجة لكل تغيير في
حياتنا فهي قد عشقت واقعها وتلذذت بالألم على أمل أن
يعود الغائب ويندم من كسرنا حينها سنشعر بالإنتصار
على المواقف التي أبعدتنا عن بعضنا ... والغريب أن
ظنوننا تصبح كالسراب الذي نلحق به فيبتعد عنا وكأننا
تناولنا جرعة لا إستقرار فكري ولا توازن ذهنيّ وغارقة
في تفاصيل الميلودرامية في توهٌ نفسي لا يستقر فيه نبض
قلب
... ثم صمتت ... وهي تتحدث إليه تلك الحروف
التي قالتها وكأنها تتحدث عنه وعن قلبه وقال في نفسه ما
علاقة رحيل أبي وأمها على كلينا ولن أسألها عنه
... ثم
نظر إليها وقال في نفسه كل شيء فيها جميل بين ملامح
وعيون وحديث وحوار وثقافه
.. فقالت: عمر ... ربما
يجمعنا شيء
... ثم صمتت ... وصمت معها منتظراً
ما قد تبوح به له ... فقالت: خيالنا أوسع من حقيقتنا ...
ولذلك ينقصنا فن صياغة ما نفكر فيه من الهدف من
رواياتنا
... أخذ يفكر عمر عن معنى ما قالت والهدف
منه ولكنه لم يخرج بنتيجه سوى أنها تود البوح بشيء
أكبر من مجرد روايه وكاتب وتعاون مشترك وطباعه

يوجد تكمله للقصة تحت

نبض المشاعر 08-12-2021 01:23 AM


(2)

نظر إلى عينيها مجدداً فوجد زخماً من حروف ترددت
كثيراً أن تبوح به لكن المستمع لم يكن كما توقعت
أو ربما وجدت في روايته شيئاً من تعابير تكنّها أو
بوحاً كان مخصصاً لصاحب تلك الرواية أنه لامس شيئاً
من روحها أبكاها كثيراً .... فتراكضت لشيء يمكّنها
من البوح له ... وكم آلمها ذلك الأمل الذي وجدته في
كاتب تلك الرواية الذي كاد أن يكتب عن سرّها فصمت
وتركها تود معرفة ذلك السر الذي لا يزال موجعاً لها
ولم تجد من تبوح له وتذكُرُ له سِرّ تعلّقها بروايته ...
خاب أملها في عمر واستأذنت منه وقامت تحمل سراً
كان عمر هو الأقرب لسماعه منها ... ودعته دون أن
تنظر إليه وقالت له وهي تعطيه ظهرها ... أستر ما
واجهت يا عمر
وغادرت الفندق وكم تمنى عمر لو
لحق بها وشعر أنها مزقت فيه جراحاً كانت صامته
متوقّعاً أنه برأ منها منذ زمنٍ بعيد ... غادرت أماني
وبقى عمر يمشي متجهاً صوب البحر ويخبر ذلك
الهادئ عن هذا الضجيج في مشاعره ويتساءل ماذا
كانت تريد أماني ... وما الذي وجدته في روايتي

ثم نظر للبحر وسأله: ما الذي جعلك اليوم هادئاً
أيها البحر لقد رحلت اماني وتركتني على ساحلك
تركتني أسألك :
هل بدر مني شيئاً ... وبينما هو على
ساحل ذلك البحر ... عادت للفندق كي تخبره بتلك
الحقيقة التي أخفتها طوال حديثها معه وحين لم تجده
غادرت مجدداً وتركت عمر أكثر تعباً مما كان عليه
قبل أن يصل لجده .... وتمضي السنين وتتوفى أم
عمر فبدأ يبحث عن أماني مجدداً بجده ولدار نشرها
فيخبره العاملين بالدار أنها مع والدها في الخارج
وفي يومٍ أخبروه أنها ستعود للمملكه فانتظرها
بالمطار ويستقبل العائدين من الخارج لعله يراها
ووصلت طائرتها وأخذ ينظر لملامح العائدين ومع
تدفق الواصلين سمع : عمر؟! .. فالتفت إليها ووجدها
تلبس نظارةً شمسيه وقد تغيّر شكلها عما كانت عليه
إلا أن الجمال لا يزال في إبتسامتها وملامح جسدها
وقلبها الذي لم ينسى عمر .... فبكت وتركت العامله
التي ترافقها وأمسكت يد عمر وسحبته لأقرب مقعد
وجلسا وكليهما قد إمتلأت تلك العيون بدموعهما
ثم قالت له : لقد عدت إليك ذلك اليوم لأخبرك سراً
كان بحوزتي يعنيك
... ثم إنتبهت وسألته: جئت هنا
لإستقبال من؟!
... إبتسم ولا زالت الدموع في عينيه
ما جئت إلا لإستقبالك ... ثم سألها عن ذلك السر
الذي خبأته طويلاً عنه ... لم تتماسك نفسها وقالت له:
كم كنت محتاجة لك يا عمر ولا أعلم ما الذي حمل كل
هذه القصة لأتعرف عليك سوى أن في روايتك عنواناً
قتلني دوماً (قلوباً يؤلمها الحب)


أرجو أن تكون القصة قد أعجبتكم ... تحيتي لكم

دانه 08-12-2021 02:10 PM

عمر واماني
قصة قريبة من الوجدان
قصة رائعة معبرة
لم أستطع مقاومة الابتسام مع نهاية القصة ..
تمنيت أنها لو لم تنتهي ..
جميلة جميلة ..
قوية السبك والتركيب..
بأناقة السرد تشد القارئ نحو النهاية
ليكون نصيبه من الجمال أكثره

نبض المشاعر
تبقى دائما راقيا في اسلوبك
متميزا في لغتك القاموسية
دمت متألقاً
احترامي وتقديري
وبانتظار جديدك

نبض المشاعر 09-12-2021 02:48 AM

https://www.a-al7b.com/vb/image.php?...ine=1637334869

هذي القصه بمثابة محاكاة الوجدان والسلوك
تلاحظين يا سيدتي أكثر كتاباتي في الملامح
وردود افعال السلوك وهو ما جعلته يغلب على
التسلسل الذي ينتظره القراء مني
احب ان استشعر نبضات الآخرين لكل حرف أكتبه
والقادم من القصص بإذن الله سيكون الاجمل
كل الشكر والتقدير لك سيدتي

غلا الشوق 13-12-2021 04:19 PM

الله يانبض
عمر واماني
قصه حلوووه بدات بينهم
باحساس ماله وصف
كل واحد يستشعر الثاني
من غير تصريح
القلوب اجتمعت
والعيون تكلمت
حبيت النهايه انهم اجتمعوا
وتلاقت القلوب رغم البعد
نهايه حلوووه
لقصه روعه
دمت مبددددع ربي يسعدكك
اعجابي والختم و 150 مشاركة وتقيم

غلا الشوق 13-12-2021 04:19 PM

تمت الاضافه

eyes beirut 13-12-2021 06:55 PM

قديش بيتحمل هل القلب
و الكتابة هي جزء بسيط بما تحمله القلوب
مميزة القصة

نبض المشاعر 16-12-2021 11:02 AM

https://www.a-al7b.com/vb/image.php?...ine=1633911336

حيا الله الأخت غلا وحيا الله تعليقها الرائع
الله يسعدك بعطاياك ومشاركتك والختم
والإعجاب والتقييم وتلك الكلمات الرقيقه
في وصفك للقصه وكم يسعدني ذلك
حضورك في حد ذاته شرف لي أخت غلا
وكم تصبح قصصي بهيّه بهذا الحضور
أتمنى لك سعادةً في الحياة ورضى ربٍّ كريم
شكراً لك

نبض المشاعر 16-12-2021 11:05 AM

https://www.a-al7b.com/vb/image.php?...ine=1638901254

التميّز موصول بمشاركة الحضور
وخصوصاً إن كان الحضور بمثلك أيتها الأميره
ممتن لهذا التواجد أخت عيون بيروت
وأشكرك لكل تعليق يرافق قصصي
تحيتي لك ياأميره


الساعة الآن 08:17 AM

تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant