منتديات انفاس الحب

منتديات انفاس الحب (https://a-al7b.com/vb/index.php)
-   ۩۞۩ أنفاس القصص والروايات الاسلاميه ۩۞۩ (https://a-al7b.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   السيدة مريم أم نبي عيسى المسيح (https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=9399)

يحيى الشاعر 25-11-2019 05:08 PM

السيدة مريم أم نبي عيسى المسيح
 












..

https://www.islam.ms/ar/wp-content/i...awi-madina.jpg



بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله رب العالمين له الفضل وله النعمة وله الثناء الحسن، صلوات الله البـر الرحيم والملائكة المقربين على سيدنا محمد سيد المرسلين وعلى جميع إخوانه من النبيين والمرسلين وءال كل وصحب كل وسائر الصالحين.

وبعد، السيدة مريم عليها السلام أم النبي عيسى المسيح هي أفضل نساء العالمين وهي امرأة جليلة عفيفة طاهرة، صبرت على أذى قومها، وكانت تقية عارفة بالله تعالى فقد أكرمها الله عز وجل بكرامات ظاهرة، واصطفاها من بين جميع النساء، لتكون أمًّا لنبيه عيسى المسيح عليه الصلاة والسلام دون أن يكون لها زوج أو يمسها بشر.

والسيدة الجليلة مريم عليها السلام هي أفضل نساء العالمين بنص القرءان الكريم فقد قال الله عز وجل في محكم تنـزيله: { وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ }، فقوله تعالى: اصطفاك ؛ أي اختارك واجتباك وفضلك.

وبنص الحديث النبوي الشريف فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: « وخير النساء مريم بنت عمران ثم فاطمة بنت محمد ثم خديجة بنت خويلد ثم ءاسية بنت مزاحم »
ولادة السيدة مريم عليها السلام


أما ولادة السيدة مريم عليها السلام ونشأتها، فقد كانت أمها واسمها حنة وهي امرأة عمران، لا تلد فرأت ذات يوم طيرًا يزق فرخه، فتحركت فيها عاطفة الأمومة، وطلبت من الله عز وجل أن يرزقها ولدًا صالحًا، ونذرت أن تجعله خادمًا في بيت المقدس، لأنها كانت تظن أنه سيكون ذكرًا، ولأن الذكر عادة يصلح للاستمرار على خدمة بيت المقدس موضع العبادة، ولا يلحقه عيب بذلك.

لكن الله تبارك وتعالى شاء لحنة امرأة عمران أن تحمل بأنثى، تكون سيدة نساء العالمين، وأمًّا لنبي من أولي العزم من الرسل وهو عيسى المسيح عليه الصلاة والسلام.

ولما ولدت امرأة عمران مولودتها الجديدة أسمتها مريم، وتولاها الله سبحانه وتعالى برحمته وعنايته وشاء الله عز وجل لنبيه زكريا عليه السلام، وكان زوج أخت مريم، أن يتكفلها دون غيره من الرجال.

فكان زكريا عليه السلام يعلمها تعاليم دين الإسلام والأخلاق الحسنة وينشئها على الأخلاق الفاضلة، فنشأت مريم عليها السلام صالحة عفيفة، طاهرة، عارفة بالله عز وجل، وتقية وولية تداوم على طاعة ربها عز وجل آناء الليل وأطراف النهار.

فأكرمها الله سبحانه بالكرامات الظاهرة التي كانت آيات عجيبة دالة على عظيم قدرة الله سبحانه وتعالى، فقد كان نبي الله زكريا عليه السلام يرى عندها في المحراب، وبعد أن يغلق عليها أبواب المسجد، كان يرى فاكهة الصيف في الشتاء، وفاكهة الشتاء في الصيف، كرامة لها من الله عز وجل، يقول الله تعالى: { فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }.

ثم إن الله عز و جل قدر في الأزل أن يوجد نبيه عيسى عليه السلام من غير أب و كان هذا أمراً محكوماً به سابقاً في علم الله كونه فتنفذت مشيئته تعالى و كان و تحقق ما شاء الله و قدر في الأزل يقول الله تعالى: { إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }، و المعنى أن ما شاءه الله تعالى و قدره في الأزل فإنه يكون و يوجد بلا تأخر و لا ممانعة له من أحد و هذا ما حصل في أمر عيسى المسيح عليه السلام

وكان أمين الوحي جبريل عليه السلام لما جاء مريم عليها السلام حاملاً روح نبي الله عيسى المسيح المشرف المكرم، فنفخه في جيب درعها، وكان مشقوقًا من قدامها فدخلت النفخة في صدرها، فحملت من وقتها بقدرة الله ومشيئته، بعيسى عليه السلام وتنفذت مشيئة الله تعالى في مريم عليها السلام، كما شاء ربنا تبارك وتعالى وقدر في الأزل.

واستمر حمل مريم عليها السلام بعيسى المسيح كحمل بقية النساء، بعدد من الأشهر، ثم تنحت مريم عليها السلام بحملها إلى مكان بعيد عن الناس، خوفًا من أن يعيرها الناس بولادتها من غير زوج وبعد أن صار بعض الناس من قومها يطعنون بعفتها وشرفها، ويطعنون في نبي الله زكريا عليه السلام، الذي كان يكفلها ويشرف على تربيتها، وتعليمها أحكام دين الإسلام، حتى تضايقت مريم عليها السلام من كلامهم تضايقًا شديدًا، فصبرت على مصيبتها صبرًا جميلاً، ولما حان لمريم عليها السلام وقت وضع حملها الجديد، جاءها المخاض وهو وجع الولادة الذي تجده النساء عند الوضع، فألجأها هذا الألم إلى ساق نخلة يابسة، فأسندت ظهرها إلى جذع تلك النخلة وقد اشتد همها وكربها وقالت: { قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا }.

وهنا جاءها الفرج واليسر بعد العسر، فقد جاءها الملك جبريل عليه السلام أمين الوحي بأمر من الله تعالى فطمأنها وناداها من مكان منخفض، من المكان الذي كانت فيه ” أَلَّا تَحْزَنِي “.

وكان الحزن قد انتاب مريم عليها السلام بسبب أنها ولدت من غير زوج، وبسبب جدب المكان الذي وضعت فيه مولودها الجديد عيسى المسيح عليه الصلاة والسلام، فطمأنها جبريل عليه السلام وبشرها، بأن الله عز وجل قد أجرى تحتها نهرًا صغيرًا عذبًا فراتًا، وأنه يطلب منها أن تهز جذع النخلة ليتساقط عليها الرطب الجني، وأن تأكل وتشرب مما رزقها الله عز وجل، وأن تقر عينها وتفرح بمولودها الجميل عيسى عليه السلام، وأن تقول لمن رءاها وسألها عن ولدها إنها نذرت للرحمن أن لا تكلم أحدًا ؟

وبعد أن ولدت السيدة الجليلة مريم عليها السلام مولودها الجميل عيسى صلى الله عليه وسلم، انطلقت به إلى قومها، وكان قومها قد انطلقوا يطلبونها ويبحثون عنها، فلما رأتهم من بعيد، حملت ولدها عيسى عليه السلام، وضمته بين ذراعيها برأفة وحنان، ثم أتتهم به، وهي تحمله، وكان ذلك بعد أربعين يومًا من ولادتها له، فتلقتهم به وهي تحمله وقلبها كله ثقة وتوكل على الله عز و جل.

وحين كلمها قومها في شأن مولودها الجديد أشارت السيدة مريم عليها السلام إلى ولدها عيسى المسيح أن كلموه فتعجبوا من ذلك وقالوا لها مندهشين ” كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ” فأنطقه الله تبارك وتعالى، الذي أنطق كل شىء، أنطقه الله تعالى فقال لهم بلسان فصيح: ” قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ” أنطقه الله عز وجل ليخفف عن أمه مريم عليها السلام الوطأة.

فهذه صورة مشرقة عن قصة السيدة الجليلة مريم عليها السلام مع ابنها عيسى المسيح صلى الله عليه وسلم، تلك المرأة الصالحة التقية الصديقة العارفة بالله سبحانه وتعالى، والتي انقطعت لعبادة ربها وخالقها عز وجل وكانت خير مثال للمرأة التقية، التي تحملت المصائب من قومها بنفس راضية مرضية، غير معترضة على ربها، حتى نالت هذه المنـزلة عند خالقها فكانت سيدة نساء العالمين، لذلك ذكرها الله تعالى باسمها في القرءان الكريم من بين النساء، وأثنى عليها الثناء الحسن.

فكم هو حري بالنساء في كل زمان ومكان وعلى مر الدهور والأجيال أن يقتدين بالسيدة الجليلة مريم عليها السلام ويتخذنها قدوة حسنة في حياتهن وسلوكهن، ليكتسبن المعالي والدرجات العالية.

ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرحمنا برحمته الواسعة ويرزقنا حسن الختام بجاه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.












eyes beirut 25-11-2019 05:28 PM

تسلم ايدك ع الطرح ...

مرآم 25-11-2019 05:49 PM

جزيل الشكر لك ولجهودك الرائعة
دمت بكل خير وسسعادة ..

مرآم 25-11-2019 05:50 PM

جزيل الشكر لك ولجهودك الرائعة
دمت بكل خير وسسعادة ..

AL7AN 25-11-2019 06:48 PM

-

انتقاء رائع
سسلمت الايادي
يعطيك العافيه
:241:

الــوافــي 26-11-2019 08:28 AM

جزاك الله خير
طرح رآقي گ روحـگ
لآعدمنا جمآل ذآئقتگ
وبآنتظار جديد آبداعكگ دائمآ
ودي لك

أسير الشوق 26-11-2019 11:55 AM

نسأل الله تبارك وتعالى أن يرحمنا برحمته الواسعة ويرزقنا حسن الختام

بورك فيك
وجزاك الله كل خير
وأنار قلبك وطريقك بنور الهداية والإيمان
طرحت فأبدعت كتب الله لك أجر هذا الطرح
دمت في حفظ الله ورعايته

‏‏نبُض جآمح ❥ 29-11-2019 06:00 PM

جزاك الله خيرا
وجعله في ميزان حسناتك

صدى الشوق 30-11-2019 01:11 PM

بآرَكـَ الله فيكـ عَ آلمَوضوعْ

آسْآل الله آنْ يعَطرْ آيآمكـ بآلريآحينْ

دمْت بـِ طآعَة الله

تَنْهِيدَةٌ نآي 01-12-2019 04:38 PM

*

جعل الله أيامك فرح ... :ff1 (34):
وسعاده أبديه ... :241:
كعادتك لك مع الإبداع موعد .. :ff1 (34):
لك الود وباقة ورد ... :241:


الساعة الآن 12:31 PM

تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant