منتديات انفاس الحب

منتديات انفاس الحب (https://a-al7b.com/vb/index.php)
-   ۩۞۩ أنفاس الرسول والصحابة الكرام ۩۞۩ (https://a-al7b.com/vb/forumdisplay.php?f=125)
-   -   من دروس الإسراء والمعراج.. تكريم النبي صلى الله عليه وسلم وأمته (https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=107182)

غيمہّ فرٌح 06-02-2024 04:52 PM

من دروس الإسراء والمعراج.. تكريم النبي صلى الله عليه وسلم وأمته
 
من دروس الإسراء والمعراج

تكريم النبي صلى الله عليه وسلم وأمته


تأتي المناسبات الإسلامية؛ لتجدِّد فينا المعاني الإيمانية، وتُقَدِّم لنا حلولًا لمشاكلنا الحياتية، وتفسيرات لأحداثنا اليومية، ونستضيء - في هذه المقالة - ببعض دروس حادثة الإسراء والمعراج؛ نقتدي بهديها، ونستفيد من دروسها وعِبَرِها.

من دروس الإسراء والمعراج: تكريم النبي صلى الله عليه وسلم وأمته؛ فهذا نبينا صلى الله عليه وسلم منذ أن أمره ربه جل جلاله بالجهر بالدعوة: ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء: 214]، لم يكِل ولم يمَل، صعِد رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبل الصفا، ونادى صلى الله عليه وسلم على بطون قريش: ((يا بني فهر، يا بني عدي، حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولًا لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش، فقال: أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلًا بالوادي تريد أن تُغِير عليكم أكنتم مصدقيَّ؟ قالوا: نعم، ما جرَّبنا عليك إلا صدقًا، قال: فإنني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فقال أبو لهب: تبًّا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟ فنزلت: ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ﴾ [المسد: 1، 2]))؛ [مسلم، كتاب الإيمان، (1/ 194)].

منذ هذه الدعوة الجهرية يدخل النبي صلى الله عليه وسلم دورًا آخر، ومرحلة أخرى، عنوانها: الابتلاء والاختبار؛ فقد اشتد أذى المشركين، وتعدَّدت وسائلهم - لكفِّه عن دينه، وثَنْيه عن مواصلة دعوته - من إيذاء جسدي، وإيذاء معنوي؛ باتهامه صلى الله عليه وسلم بالسحر، والجنون، والكهانة، مقاطعة اقتصادية واجتماعية له ولعشيرته من بني هاشم وبني عبدالمطلب، وفي السنة العاشرة من البعثة يموت أبو طالب، وتموت خديجة رضي الله عنها، فيحزن صلى الله عليه وسلم حزنًا شديدًا، ليس هذا وفقط، لكنه صلى الله عليه وسلم يُقرِّر أن يذهب إلى الطائف؛ لعله يجد من ينصره، ويحتضن دينه، ويَنْشر دعوته، لكن أهل الطائف بالغوا في السَّفه وسوء الأدب، فطلب منهم صلى الله عليه وسلم مطلبًا واحدًا: ((إذا فعلتم ما فعلتم فاكتموا عني))؛ [سيرة ابن هشام، (2/ 78)]؛ حتى لا تزداد قريش في إيذائه وتعذيبه.

بعد هذه الرحلة المتتالية من الابتلاءات والاختبارات، وبعد هذا الجهد العظيم، يدعو محمد صلى الله عليه وسلم ربه، ويركن إلى جواره، ويستغيث بجنابه: ((اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكِلني؟ إلى بعيد يتجهمني، أم إلى عدو ملَّكته أمري؟ إن لم يكن بك عليَّ غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن تنزل بي غضبك، أو يحل عليَّ سخطك، لك العُتْبَى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بالله))؛ [الحديث مختلف في صحته، وهو مقبول بمجموع طرقه].

تأتي حادثة الإسراء والمعراج - في هذا الجو - لتؤكد على تكريم النبي صلى الله عليه وسلم وتكريم أمته، في رسالة مضمونها: يا محمد، إذا كان أهل الأرض جفَوك، فإن أهل السماء قبِلوك، يا محمد، أنت إمام الأنبياء، وسيد المرسلين، يا محمد، لا تحزن؛ فإن رعايتنا تكلؤك، وحمايتنا تكتنفك.


هذا درس مهم من دروس هذه الحادثة العظيمة؛ فالابتلاءات ليست نتيجة لهوان المسلم على الله، بل تأتي لحِكَمٍ وعِبرٍ وعظات؛ أهمها: تكريم المؤمنين، وتقريب أهل المحبة الصالحين.

لكن البعض يتعدَّى ذلك الفهم، ويُلقي بشبهاته تجاه هذه الأحداث، التي يُبتلى فيها الناس، ويزعم بأنَّ هذا دليل على غياب الله، وأن الكون يسير بغير إلهٍ، وإلا لِمَ وجد هذا الشر في العالم؟ ولم هذه الزلازل والبراكين؟ ولِمَ لم يرحم الله الضعفاء من الأطفال والعجازى والمساكين؟

والإجابة على هذه الأسئلة بالدعوة إلى الإيمان؛ فهو السبيل الوحيد لفهم أحداث الحياة ومجريات أمورها، وبعد الإيمان بالله ينبغي أن يُعْرف الحكمة من الاختبار؛ فالابتلاءات جاءت لِحِكَم بيَّنها الله، وأوضحها في كتابه العزيز، فالله جل جلاله يُمَيِّز بها عباده، ويَقِف بها على مقدار إيمانهم، ويقيس بها مقدار استجابتهم لأوامره؛ قال تعالى: ﴿ الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ [العنكبوت: 1 - 3]، وقال تعالى: ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴾ [البقرة: 214]، وقال تعالى: ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴾ [آل عمران: 142]، فجنَّةُ الله جل جلاله لا تُمنح إلا بالصبر والجهاد، ودرجاتها لا تُبلَغ إلا بالدأب والإصرار، والعمل والإحسان.

والرسول صلى الله عليه وسلم يُبَيِّن لنا في أكثر من حديث بعض هذه الحِكَم؛ ففي الحديث المتفق عليه عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما يصيب المسلم من نَصَبٍ ولا وصبٍ، ولا همٍّ ولا حزن، ولا أذًى ولا غمٍّ، حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله بها خطاياه))، وروى الترمذي وقال: حديث حسن عن أنس رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن عِظَمَ الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضِيَ فله الرضا، ومن سخِط فله السخط))، وفي الحديث الذي رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله، حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة))، فالابتلاء ليس علامة كُرْهٍ، بل على العكس؛ علامة تكريم واصطفاء.

هكذا نتعلَّم من دروس الإسراء والمعراج: تكريم الله لرسوله صلى الله عليه وسلم، وتكريم لأمته ممَّن أعلَوا من قيمهم، وقدَّموا نموذجًا صالحًا في دينهم وأخلاقهم.

كاسبر 06-02-2024 05:05 PM

القديرة غيمة فرح
طرح قيم وفخك ومفيد
الله يكتب اجرك ويرفع قدرك وييسر امرك
احلى تحية

خالد 06-02-2024 06:10 PM

جزاك الله خير
وجعله فى ميزان حسناتك
وانار دربك بالايمان
ويعطيك العافيه على طرحك
ماننحرم من جديدك المميز
خالص تحياتي

كرستاله 06-02-2024 09:57 PM

إنتقاء ثريّ بالجمـال والروعــه
سلمت الأنامل ويعطيك العآفيه لروعة طرحك
بانتظارجديدك بكل شوق



أميرة أميري 07-02-2024 02:49 AM

اسأل الله العظيم
أن يثيبك على طرحك خير الثواب
ويرزقك الفردوس الأعلى من الجِنآن
حفظك المولى~

_ ريِمآ . 09-02-2024 03:35 AM

\










جَزاك الله جنّةٌ عَرضها السّمواتِ والأَرض
ولا حَرمك الأجِر ..:ff1 (3):

بُليِتُ بِك 09-02-2024 08:19 PM

/





جزاك الله خيراً
وَ بارك الله فيك
وَ جعله في ميزان حسناتك
شكراً جزيلاً لك

شروق 13-02-2024 10:33 AM

جزَآك آللَه خَيِرآ
علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم
وًجعله فيِ ميِزآن حسًنآتكْ
وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ
الفًردوسَ الأعلى

AL7AN 14-02-2024 03:39 PM

جزاك الله خير
طرح قيم

قَـلـبْ 14-02-2024 05:06 PM




جزاك الله خير:241:
وجعله في موازين حسناتك:241:
وانارالله دربك بالايمان:241:
ماننحرم من جديدك المميز:241:
امنياتي لك بدوام التألق والابداع:241:
دمـت بحفظ الله ورعايته:241:


الساعة الآن 05:34 PM

تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant