فَضَائِلُ وخَصَائِصُ شَهْرِ رَمَضَان
فَضَائِلُ وخَصَائِصُ شَهْرِ رَمَضَان 1- صِيَامُ رَمَضَانَ رُكْنٌ عَظِيمٌ مِنْ أَرْكَانِ الْإِسْلَامِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ» وَذَكَرَ مِنْهَا: «صَوْمِ رَمَضَانَ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. 2- نَسَبَ اللَّهُ تَعَالَى الصِّيَامَ إِلَى نَفْسِهِ، وَتَوَلَّى جَزَاءَهُ بِنَفْسِهِ: فَلَا أَحَدَ يَعْلَمُ مِقْدَارَ ثَوَابِهِ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى؛ فَفِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ: «قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ [أَيْ: فِيهِ حَظٌّ وَمَدْخَلٌ لِاطِّلَاعِ النَّاسِ عَلَيْهِ]، إِلَّا الصِّيَامَ؛ فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ. 3- تَبْشِيرُ النَّبِيِّ ﷺ أَصْحَابَهُ بِقُدُومِ رَمَضَانَ: بِقَوْلِهِ: «أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ» صَحِيحٌ – رَوَاهُ النَّسَائِيُّ. وَالْبَرَكَةُ: هِيَ كَثْرَةُ الْخَيْرِ، وَتَصْفِيدُ مَرَدَةِ الشَّيَاطِينِ يُضْعِفُ حَرَكَتَهَا، فَلَا يَخْلُصُونَ فِيهِ مِنْ إِفْسَادِ النَّاسِ إِلَى مَا يَخْلُصُونَ إِلَيْهِ فِي غَيْرِ رَمَضَانَ. 4- صِيَامُ رَمَضَانَ سَبَبٌ لِمَغْفِرَةِ الذُّنُوبِ: لِقَوْلِهِ ﷺ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. أَيْ: مَا تَقَدَّمَ مِنْ صَغَائِرِ الذُّنُوبِ، وَلَيْسَ مِنْ كَبَائِرِهَا، وَهُوَ قَوْلُ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ؛ لِقَوْلِهِ ﷺ: «رَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ. 5- أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ: قَالَ تَعَالَى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [الْبَقَرَةِ: 185]؛ وَنَزَلَ فِي اللَّيْلَةِ الْمُبَارَكَةِ؛ لَيْلَةِ الْقَدْرِ: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾ [الدُّخَانِ: 3]. 6- فِيهِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ؛ وَهِيَ خَيْرُ اللَّيَالِي وَأَعْظَمُهَا وَأَفْضَلُهَا: قَالَ تَعَالَى: ﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ [الْقَدْرِ: 3]؛ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. 7- صِيَامُ رَمَضَانَ، ثُمَّ إِتْبَاعُهُ بِسِتٍّ مِنْ شَوَّالٍ يَكُونُ كَصِيَامِ الدَّهْرِ: لِقَوْلِهِ ﷺَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ؛ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وَقَالَ ﷺَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ فَشَهْرٌ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ، وَصِيَامُ سِتَّةِ أَيَّامٍ بَعْدَ الْفِطْرِ، فَذَلِكَ تَمَامُ صِيَامِ السَّنَةِ» صَحِيحٌ – رَوَاهُ أَحْمَدُ. 8- فِي الصَّوْمِ تَزْكِيَةٌ لِلنَّفْسِ، وَوِقَايَتُهَا مِنَ الْأَخْلَاقِ الرَّذِيلَةِ: لِقَوْلِهِ ﷺَ: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ؛ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. 9- مِنْ ثَمَرَاتِ الصَّوْمِ الِاجْتِمَاعِيَّةِ: تَعْوِيدُ النَّفْسِ عَلَى الْإِحْسَانِ، وَالْبَذْلِ وَالْعَطَاءِ لِلْمَسَاكِينِ، وَالشَّفَقَةِ عَلَى الْمُحْتَاجِينَ؛ لِأَنَّهُ إِذَا ذَاقَ طَعْمَ الْجُوعِ وَالْعَطَشِ، يَرِقُّ قَلْبُهُ نَحْوَ إِخْوَانِهِ الْمُحْتَاجِينَ. 10- صِيَامُ رَمَضَانَ سَبِيلٌ إِلَى الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا، وَمَلَذَّاتِهَا وَشَهَوَاتِهَا: فَفِي الْحَدِيثِ الْقُدُسِيِّ: «يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: الصَّوْمُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ؛ يَدَعُ شَهْوَتَهُ، وَأَكْلَهُ، وَشُرْبَهُ؛ مِنْ أَجْلِي» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. 11- مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ؛ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ: لِقَوْلِهِ ﷺ – فِي قِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ: «إِنَّهُ مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ؛ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ» صَحِيحٌ – رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. 12- الْعُمْرَةُ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ أَجْرَ حَجَّةٍ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ: «إِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ؛ تَقْضِي حَجَّةً مَعِي» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. وَفِي رِوَايَةٍ: «إِنَّ عُمْرَةً فِيهِ [أَيْ: رَمَضَانَ] تَعْدِلُ حَجَّةً» رَوَاهُ مُسْلِمٌ. 13- يُسَنُّ الِاعْتِكَافُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، مَعَ الِاجْتِهَادِ فِي الْعِبَادَةِ: عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا؛ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ«كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. 14- يُسْتَحَبُّ تَفْطِيرُ الصَّائِمِينَ فِي رَمَضَانَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ – فِي ثَوَابِ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا: «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا؛ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا» صَحِيحٌ – رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. 15- رَائِحَةُ أَفْوَاهِ الصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ أَطْيَبُ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. 16- الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ! مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ؛ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ؛ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، فَيُشَفَّعَانِ» صَحِيحٌ – رَوَاهُ أَحْمَدُ. 17- صِيَامُ رَمَضَانَ سَبِيلٌ لِتَحْقِيقِ التَّقْوَى: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الْبَقَرَةِ: 183]. 18- الصَّائِمُونَ وَالصَّائِمَاتُ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: قالَﷺ: «إِنَّ لِلَّهِ عُتَقَاءَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ [يَعْنِي: فِي رَمَضَانَ] لِكُلِّ عَبْدٍ مِنْهُمْ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ» صَحِيحٌ – رَوَاهُ أَحْمَدُ. وَقَالَ ﷺ: «ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمُ: الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ...» حَسَنٌ – رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. 19- رَمَضَانُ شَهْرُ الْكَرَمِ وَالْجُودِ، وَمُدَارَسَةِ الْقُرْآنِ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. 20- فَرْحَةُ الصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ بِصَوْمِهِمْ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ. 21- الصِّيَامُ يُهَذِّبُ اللِّسَانَ عَنِ الْكَذِبِ وَالْفُحْشِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ؛ فَلَا يَرْفُثْ، وَلَا يَصْخَبْ. فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ؛ فَلْيَقُلْ: "إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ"» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. 22- الصّيَامُ جُنَّةٌ، وَحِصْنٌ مِنَ النَّارِ: قَالَﷺ : «الصِّيَامُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ؛ كَجُنَّةِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْقِتَالِ» صَحِيحٌ – رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ. 23- مِنْ فَوَائِدِ الصَّوْمِ الصِّحِّيَّةِ: تَقْوِيَةُ جِهَازِ الْمَنَاعَةِ، وَإِرَاحَةُ الْجِسْمِ وَتَخْلِيصُهُ مِنَ السُّمُومِ، وَتَجْدِيدُ الْخَلَايَا وَالْأَنْسِجَةِ، وَتَحْسِينُ الْهَضْمِ وَالِامْتِصَاصِ، وَتَقْوِيَةُ الْإِدْرَاكِ، وَتَفْتِيحُ الذِّهْنِ، وَالْوِقَايَةُ مِنْ تَصَلُّبِ الشَّرَايِينِ. وَالْعِبَادَاتُ لَا تُعَلَّقُ بِالْفَوَائِدِ الْحِسِّيَّةِ، وَلَكِنْ يُسْتَأْنَسُ بِهَا. |
جزاك الله خير الجزاء
وجعله الله فى ميزان حسناتك ورزقك الفردوس الأعلى من الجنه تحياتي لك |
جزآك الله خيرا
بآرك الله فيك على الطَرح القيم وَ جعله في ميزآن حسناتك .. |
جزاك الله خير
طرح قيم |
جَزاكِ اللهِ خُيرِ الجَزاء
ونفِعُ بكٌ وبطِرحكَ القيَيم ولاَ حَرمُكِ الاًجَر بُاركِ اللهِ فيُك ..~ |
-- جَزاك الله جنّةٌ عَرضها السّمواتِ والأَرض ولا حَرمك الأجِر ..:241: |
جزاك الله خيرا
ونفع بك ع الطرح القيم والمفيد وعلى طيب ماقدمت اسعد الله قلبك بالأيمان وسدد خطاك لكل خير وصلاح وفي ميزان حسناتك ان شاء الله دمت بطاعة الرحمن https://4.bp.blogspot.com/-sqcdp4Lo8...65r4ew32q1.png |
كان لحضوركِم هنا جمالاً واشراقًا ..
سُعدت بوجودكِم الرآقي |
الساعة الآن 10:39 AM |
تصحيح تعريب
Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب