منتديات انفاس الحب

منتديات انفاس الحب (https://a-al7b.com/vb/index.php)
-   ۩۞۩ انفاس الركن الإسلامي ۩۞۩ (https://a-al7b.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   المن في العبادة (https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=2066)

أبو محمد 19-06-2019 04:05 PM

المن في العبادة
 

المن في العبادة الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

إذا ما ذكَّرت الناس بصيام ستة أيام من شوال؛ فكثيرًا ما يتذرَّعون لتركهم السنة أو تهاونهم في كثير من المكروهات، وإفراطهم في المباحات، فيقولون: نفعل الواجبات والفروض أولًا وبعدها نفعل السُّنَن، عظيم أن نؤدي الواجب والفرض، فنحن أفضل من غيرنا بكثير فهناك من لا يصلي، ومن يفطر في شهر رمضان، ومن لم يدخل المسجد في عمره ولا مرة، فالمسلم لا يتهاون في أمر المستحبَّات والسنن، وكذلك لا يُفرط في المكروهات والمباحات، ونقول وبالله التوفيق:

الأوامر في الشريعة الإسلامية تنقسم إلى أقسام خمسة:
1- فرض (واجب). 2- حرام. 3- مستحب. 4- مكروه. 5- مباح.

ويشترك الكل في أنه من الشريعة الإسلامية؛ إما من نصوص القرآن، أو نصوص السنة.
1- الفرض مثاله من القرآن ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾ [البقرة: 43]، ومن السنة عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: "فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاةِ"؛ رواه البخاري ومسلم.

2- الحرام من الكتاب ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 32]، ومن السنة "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ بَيْعِ الذَّهَبِ بِالْوَرِقِ دَيْنًا"؛ رواه البخاري.

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ، وَرَخَّصَ فِي الْخَيْلِ"؛ رواه البخاري.

3- المستحبُّ مثاله قيام الليل، والصلوات المسنونة، دليله من الكتاب ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ﴾ [الإسراء: 79]، ومن السنة عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: ((عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ وَهُوَ قُرْبَةٌ إِلَى رَبِّكُمْ وَمَكْفَرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ وَمَنْهَاةٌ لِلإِثْمِ))؛ الترمذي.

4- المكروه من السنة؛ مثل: حديث كراهة السَّمَر بعد صلاة العشاء: "كَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَ الْعِشَاء، وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا".

5- المباح؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا ﴾ [المائدة: 2]، وقال أيضًا: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ﴾ [البقرة: 187].

قيمة السنة بين أوامر الشريعة:
الفرضُ أحَبُّ ما يتقرب به إلى الله، ولا تقبل النافلة حتى تُؤَدَّى الفريضة، فلا يعقل أن يصلي قيام الليل ويترك الفجر مثلًا، ولا يصحُّ أن يكون قيام الليل عذرًا لفوات صلاة الفجر.

والسنن والمندوبات (السنة ما يُثاب فاعلُها، ولا يُعاقب تاركها) طريق الوصول إلى محبة الله عز وجل؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطُشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ))؛ رواه البخاري.

فمن أراد محبة الله فليسلك طريق السنن والنوافل؛ فهي الموصلة إلى محبة الله.

السنة (التطوع) مكملة للفرض:
((إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ النَّاسُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أَعْمَالِهِمُ الصَّلاةُ، قَالَ يَقُولُ رَبُّنَا جَلَّ وَعَزَّ لِمَلاَئِكَتِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ: انْظُرُوا فِي صَلاةِ عَبْدِي أَتَمَّهَا أَمْ نَقَصَهَا، فَإِنْ كَانَتْ تَامَّةً كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً، وَإِنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْئًا، قَالَ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ، فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ، قَالَ: أَتِمُّوا لِعَبْدِي فَرِيضَتَهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ، ثُمَّ تُؤْخَذُ الأَعْمَالُ عَلَى ذَاكُمْ))؛ أخرجه أبو داود وأحمد، وصحَّحه الألباني.

وصيام ستة أيام من شوال لجبر صيام رمضان ولصيام الدهر.

السنة حامية للفرض:
لقد سنَّ لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم التبكير لصلاة يوم الجمعة استعدادًا للصلاة والتعايش مع خطبة الجمعة الموعظة الأسبوعية والمجدِّدة للإيمان والبرنامج التربوي كل أسبوع؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ، ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ حَضَرَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ))؛ متفق عليه.

والنصوص في هذا كثيرة، ومن حكمة التبكير مع تحصيل الأجر والثواب هو الاستعداد والتهيئة لتلقي تلك الفريضة، وترقيق القلب وتهيئته لتلقي الجرعة التربوية، وذلك بالتبكير وصلاة ما شاء له أن يصلي، وقراءة قرآن وذكر وتفكُّر وتصفية للذهن، فماذا لو انشغل العبد في هموم الدنيا؟ ماذا لو انقلب من السوق إلى المسجد يتصبَّب عرقًا، ويلهج بأنفاسه والإمام على المنبر، وربما أكمل تفكيره فيما اشترى أو باع، وهل بقي شيء لم يشتره؛ فيخرج من الجمعة كما دخل، ما ينتفع بالجرعة الأسبوعية التربوية؟! فمن هنا كانت النافلة (التبكير) حامية للفريضة.

الحلالُ بيِّن والحرام بيِّن:
عن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((الْحَلالُ بَيِّنٌ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاس، فَمَنِ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِيِنِهِ وَعِرْضِه، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ، أَلا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلا إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ، أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِي الْقَلْبُ))؛ رواه البخاري ومسلم.

فلو رسمنا دائرة تُمثِّل الحرام، بداخلها دائرة تُمثِّل المكروهات، وبداخل المكروهات دائرة تمثل المباحات، فمن خرج من دائرة المباحات إلى المكروهات أوشك أن يخرج إلى دائرة الحرام، وكذلك لا تستصغر شيئًا حتى لو كان من باب الكراهة فتراكمه يورث القلب حُب وإلْفَ المعصية ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [المطففين: 14]، والإفراط أيضًا في المباحات قد يؤدي إلى الكراهة.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ يَأْخُذُ عَنِّي هَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ، فَيَعْمَلُ بِهِنَّ، أَوْ يُعَلِّمُ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ))، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَقُلْتُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَعَدَّ خَمْسًا، وَقَالَ: ((اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ، وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا، وَلاَ تُكْثِرِ الضَّحِكَ؛ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ))؛ رواه الترمذي وأحمد، وفي رواية لابن ماجه: ((يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، كُنْ وَرِعًا تَكُنْ أَعْبَدَ))، فالورع وهو التعفُّف عن الدنايا، وترك المكروهات والمحرَّمات والتخفُّف من الدنيا؛ بابٌ من أعظم أبواب العبَّاد الربَّانيين.

عن طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِاللَّهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، ثَائِرُ الرَّأْس، يُسْمَعُ دَوِيُّ صَوْتِه، وَلاَ يُفْقَهُ مَا يَقُولُ حَتَّى دَنَا، فَإِذَا هُوَ يَسْأَلُ عَنِ الإِسْلامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ))، فَقَالَ هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا، قَالَ: ((لا، إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ)).

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((وَصِيَامُ رَمَضَانَ))، قَالَ هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ، قَالَ: ((لا، إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ)) قَالَ وَذَكَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الزَّكَاةَ، قَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا، قَالَ: ((لا، إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ))، قَالَ فَأَدْبَرَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَقُولُ: وَاللَّهِ لا أَزِيدُ عَلَى هَذَا، وَلا أَنْقُصُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ))؛ البخاري ومسلم.

عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِذَا صَلَّيْتُ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ، وَصُمْتُ رَمَضَانَ، وَأَحْلَلْتُ الْحَلالَ، وَحَرَّمْتُ الْحَرَامَ، وَلَمْ أَزِدْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا، أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ، قَالَ: ((نَعَمْ))، قَالَ: وَاللَّهِ لا أَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا؛ رواه مسلم.

ومعنى حرمت الحرام: اجتنبته، ومعنى أحللت الحلال: فعلته معتقدًا حلَّه.

هذا الرجل السائل هو النعمان بن قوقل بقافين مفتوحتينِ، قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله تعالى: الظاهر أنه أراد بقوله: "وحرَّمْتُ الحرام" أمرين أحدهما: أن يعتقد كونه حرامًا، والثاني: ألَّا يفعله بخلاف تحليل الحلال، فإنه يكفي فيه مجرد اعتقاده حلالًا.

قال صاحب المُفْهِم: لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم للسائل في هذا الحديث شيئًا من التطوُّعات على الجملة، وهذا يدلُّ على جواز ترك التطوُّعات على الجملة؛ لكن من تركها ولم يعمل شيئًا، فقد فوَّت على نفسه ربحًا عظيمًا، وثوابًا جسيمًا، ومن داوَمَ على ترك شيء من السنن كان ذلك نقصًا في دينه، وقدحًا في عدالته، فإن كان تركه تهاونًا ورغبة عنها، كان ذلك فِسْقًا يستحق به ذمًّا، ولقد كان صدر الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم يثابرون على فعل السنن والفضائل مثابرتَهم على الفرائض، ولم يكونوا يُفرِّقون بينهما في اغتنام ثوابها؛ وإنما احتاج أئمة الفقهاء إلى ذكر الفرق؛ لما يترتَّب عليه من وجوب الإعادة وتركها، وخوف العقاب على الترك ونفيه إن حصل ترك بوجه ما؛ وإنما ترك النبي صلى الله عليه وسلم تنبيهه على السنن والفضائل تسهيلًا وتيسيرًا لقُرْب عهده بالإسلام؛ لئلا يكون الإكثار من ذلك تنفيرًا له، وعلى أنه إذا تمكَّن في الإسلام، وشرح الله صدره، رغب فيما رغب فيه غيره، أو لئلا يعتقد أن السنن والتطوُّعات واجبةٌ، فتركه لذلك.

وكذلك في الحديث الآخر: "أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة، فأخبره أنها خمس، فقال: هل عليَّ غيرُها؟ قال: ((لا، إلَّا أنْ تطوَّعَ))، ثم سأله عن الصوم والحج والشرائع فأجابه، ثم قال في آخر ذلك: والله، لا أزيد على هذا، ولا أنقص منه"، فقال: ((أفلح إنْ صدق))، وفي رواية: ((إنْ تمسَّكَ بما أمر به دخل الجنة)).

وإنما شرعت لتتميم الفرائض، فهذا السائل والذي قبله، إنما تركهما النبي صلى الله عليه وسلم تسهيلًا عليهما إلى أن تنشرح صدورهما بالفهم عنه، والحرص على تحصيل المندوبات فيسهل عليهما.

وهذا يُسمَّى بمحافظته على فرائضه وإقامتها، والإتيان بها في أوقاتها من غير إخلال بها فلاحًا كثير الفلاح والنجاح – ويا ليتنا وقفنا - كذلك ومن أتى بالفرائض وأتبعها بالنوافل كان أكثر فلاحًا منه؛ شرح الأربعين حديثًا النووية في الأحاديث الصحيحة النبوية؛ ابن دقيق العيد.

إيَّاك والتبرُّمَ والمنَّ وكثرة السؤال والحجج؛ فهي المحبطة للعمل.

ذهب بعض الصالحين لزيارة شيخ لهم وهو مريض مرض الموت، فوجدوه يبكي، فقالوا له: لمَ تبكِي وقد وفَّقك الله للصالحات؟! كم صليتَ! وكم صمتَ! وكم تصدَّقْتَ! وكم حججتَ! وكم اعتمرتَ! فقال لهم: وما يدريني أن شيئًا من هذا قد قُبل، والله تعالى يقول: ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 27]، وما يدريني أنِّي منهم.

فالمنُّ مبطلٌ للعبادة ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 264]، وكذلك لم يتقبل الله عطاءً ممن منَّت به نفسه، فخصَّ نفسه بالغالي والثمين، تبارك الله وتعالى عمَّا يشركون، فقال تعالى: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 27]، ﴿ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحجرات: 14 - 18].

يقول تعالى منكرًا على الأعراب الذين أول ما دخلوا في الإسلام ادعوا لأنفسهم مقام الإيمان، ولم يتمكَّن الإيمان في قلوبهم بعد، فأُدِّبوا وأُعلِمُوا أن ذلك لم يصلوا إليه بعد، وإنما قيل لهؤلاء تأديبًا: ﴿ قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ﴾ [الحجرات: 14] أي: لم تصلوا إلى حقيقة الإيمان بعد.

وقوله: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ ﴾؛ أي: إنما المؤمنون الكُمَّل ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا ﴾؛ أي: لم يشكوا، ولا تزلزلوا؛ بل ثبتوا على حال واحدة، وهي التصديق المحض، ﴿ وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾؛ أي: وبذلوا مهجهم ونفائس أموالهم في طاعة الله ورضوانه ﴿ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾؛ أي: في قولهم إذا قالوا: "إنهم مؤمنون"، لا كبعض الأعراب الذين ليس معهم من الدين إلا الكلمة الظاهرة؛ قال تعالى: ﴿ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ﴾؛ يعني: الأعراب الذين يمنون بإسلامهم ومتابعتهم ونصرتهم على الرسول؛ يقول الله ردًّا عليهم: ﴿ قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ ﴾ فإن نفع ذلك إنما يعود عليكم، ولله المنة عليكم فيه ﴿ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾؛ أي: في دعواكم ذلك ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ [الحج: 11].

قال مجاهد، وقتادة، وغيرهما: ﴿ عَلَى حَرْفٍ ﴾: على شك، وقال غيرهم: على طرف، ومنه حرف الجبل؛ أي: طرفه؛ أي: دخل في الدين على طرف، فإن وجد ما يحبُّه استقر، وإلا انشمر.

وروى البخاري: عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: "﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ ﴾ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ يَقْدمُ الْمَدِينَةَ، فَإِنْ وَلَدَتِ امْرَأَتُهُ غُلامًا، وَنُتِجَتْ خَيْلُهُ قَالَ: هَذَا دِينٌ صَالِحٌ، وَإِنْ لَمْ تَلِدِ امْرَأَتُهُ وَلَمْ تُنْتَجْ خَيْلُهُ قَالَ: هَذَا دِينُ سُوءٍ"؛ تفسير ابن كثير.

ولم يقبل الله من بني إسرائيل البقرة التي أمروا بذبحها؛ وذلك لكثرة أسئلتهم وحججهم، وتحايلهم على شرع الله، ولأنهم فعلوا لا عن حب وطواعية؛ بل عن بُغْضٍ وكراهية وتبرُّم، فقال الله فيهم ﴿ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [البقرة: 71]، قال الضحاك، عن ابن عباس: "كادوا ألا يفعلوا، ولم يكن ذلك الذي أرادوا؛ لأنهم أرادوا ألا يذبحوها؛ يعني: أنَّهم مع هذا البيان وهذه الأسئلة، والأجوبة، والإيضاح ما ذبحوها إلا بعد الجهد، وفي هذا ذمٌّ لهم، وذلك أنه لم يكن غرضهم إلا التعنُّت؛ فلهذا ما كادوا يذبحونها"؛ تفسير ابن كثير.

لا تُحْصِي فَيُحْصِي اللَّهُ عَلَيْك:
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ: كُنَّا يَوْمًا فِي الْمَسْجِدِ جُلُوسًا وَنَفَرٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، فَأَرْسَلْنَا رَجُلًا إِلَى عَائِشَةَ لِيَسْتَأْذِنَ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهَا، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ سَائِلٌ مَرَّةً وَعِنْدِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرْتُ لَهُ بِشَيءٍ، ثُمَّ دَعَوْتُ بِهِ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((أَمَا تُرِيدِينَ أَنْ لا يَدْخُلَ بَيْتَكِ شَيءٌ، وَلا يَخْرُجَ إِلَّا بِعِلْمِكِ))، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: ((مَهْلًا يَا عَائِشَةُ، لا تُحْصِي فَيُحْصِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكِ))؛ رواه البخاري ومسلم، والنسائي واللفظ له، وأحمد، ((لا تحصي فيحصي الله عليك))؛ أي: لا تعدِّي ما تتصدَّقين به وتجمعينه، فيحصي الله ما يعطيك ويَعُدُّهُ عليك، وقيل: هو المبالغة في التقصي والاستئثار، فلا تقل: صمت كذا، وصليت كذا، فيُقال: لك مِنَ الله كذا وكذا من النعم والفضل الذي لا تحصي.

﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم: 32، 34].

تخيَّل أن شخصًا له عندك ملايين وأنت تُسدِّدها جنيهًا بجنيه، فهل تعطي له الجنيه كل يوم في تبجُّح وعجب ومنٍّ منك عليه، أم أنك تعطيه بعين منكسرة وفي تواضُع وخجل جمٍّ؟! هكذا صلاتنا وصيامنا وحالنا مع الله تبارك وتعالى، يغذونا صباح مساء بنعمه وشكرًا له نُصلي ونصوم، كمن يقدم الجنيه منكسرًا معترفًا بالفضل والجميل؛ عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الْجَنَّةَ))، قَالُوا: وَلا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ((لا، وَلا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ، فَسَدِّدُوا، وَقَارِبُوا، وَلا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ، إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَزْدَادَ خَيْرًا، وَإِمَّا مُسِيئًا، فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعْتِبَ))؛ رواه البخاري.

من تأمَّل أحوال الصحابة وجدهم في قمة العمل مع قمة الخوف، ونحن جمعنا بين التقصير؛ بل التفريط والأمن.

عن أبي بكر الصديق قال: وددت أني شعرة في جنب عبد مؤمن؛ (أورده أحمد في الزهد)، وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ سورة الطور إلى أن بلغ قوله: ﴿ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ ﴾ [الطور: 7]، فبكى، واشتدَّ بكاؤه، حتى مرض وعادوه، وقال لابنه وهو في سياق الموت: ويحك! ضع خدي على الأرض؛ عساه أن يرحمني، ثم قال: ويل أمي إن لم يغفر الله لي؛ ثلاثًا، ثم قضى؛ (الزهد؛ لأحمد).

وهذا عثمان بن عفان رضي الله عنه كان إذا وقف على القبر؛ يبكي حتى تبل لحيته؛ أخرجه الترمذي، وقال: لو أنني بين الجنة والنار، لا أدري إلى أيتهما يؤمر بي؛ لاخترت أن أكون رمادًا قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير؛ أخرجه أحمد في الزهد.

وقرأ تميم الداري رضي الله عنه ليلة سورة الجاثية، فلما أتى على هذه الآية: ﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ [الجاثية: 21]، جعل يُردِّدها ويبكي حتى أصبح؛ أخرجه أحمد في الزهد.

وختامًا: إليكم قول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [المائدة: 35]، اتقوا الله، واطلبوا إليه الوسيلة، وتلمَّسوا ما يصلكم به من الأسباب، وفي رواية عن ابن عباس: ابتغوا إليه الوسيلة؛ أي: ابتغوا إليه الحاجة.

فابتغوا كل وسيلة لتصلوا إلى ربكم؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ))، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: ((إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَى إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ))؛ رواه مسلم.

أرغموا أنفسكم على الطاعة، وجاهدوها حتى تصلوا إلى ربكم، فتوضئوا وأنتم مكرهون، وصلوا بالليل وأنتم متعبون، وصوموا وأنتم راغبون في الملذَّات، وتصدَّقوا وأنتم مُقلون.

اللهم تقبل منا واقبلنا، واجعلنا من المقبولين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



̨اڵــداٰنــہّ 19-06-2019 04:21 PM

تسسسلم الايـآدي على روعه طرحك
الله يعطيك الف عافيه يـآرب
بانتظـآر جــديدك القــآدم
آحتـرآمي لك

ريُـ‘ـُآحُـ‘ـُ آلُـ‘ـُشُـ‘ـُۅقُـ‘ـُ 20-06-2019 04:55 AM

جزاك الله كل خير
على هذا الموضوع القييم
بارك الله فيكِ وعافاك
سلم لنا طرحكِ المفيد
وسلم لنا ذوقــــك
جزاك الله خيراعظيما
وجعل ماقدمتيه
في ميزان حسناتك

أبو محمد 20-06-2019 02:54 PM

ترف
لكم الشكر والتقدير على هذا المرور الكريم
يسعدني ويشرفني مروركم العطر
دمتم بحفظ الله ورعايته.

أبو محمد 20-06-2019 02:54 PM

رياح الشوق
لكم الشكر والتقدير على هذا المرور الكريم
يسعدني ويشرفني مروركم العطر
دمتم بحفظ الله ورعايته.

ڜـآمِخـہ ♪✿ 22-06-2019 12:47 PM

لآجَديِد غٌير التَآلقْ بآلطرْحَ
وآنتَقآءْ الأفضًل دوٌماً
آشكَر ذآئْقتك اللتِي طآلمَا
أمتعَتتنْآ بآعَذبْ الموَـآضِـيعٍ وأرْقهُا
يعطَيكـًم العآفية ..ولـآحرَمنآ منَكـًم
بإنتظَآرَجَديِدكًـم بشغفَ

ڜـآمِخـہ ♪✿ 22-06-2019 12:47 PM

لآجَديِد غٌير التَآلقْ بآلطرْحَ
وآنتَقآءْ الأفضًل دوٌماً
آشكَر ذآئْقتك اللتِي طآلمَا
أمتعَتتنْآ بآعَذبْ الموَـآضِـيعٍ وأرْقهُا
يعطَيكـًم العآفية ..ولـآحرَمنآ منَكـًم
بإنتظَآرَجَديِدكًـم بشغفَ

- مِيعآد. 26-06-2019 08:16 PM

**


أبدآعٌك رَبيعٌ فاتِنْ ..
أروتني معرفتٌك حد الإكتفاء
لقلبك بياض لا ينتهي ~

أنفاس الحب 27-06-2019 07:20 AM

طرح راقي
أهنيك على هذا الموضوع الرائع
والجميل
أعجبني كثيراً وراق لي
لاحرمنا الله من تجدد مواضيعك
يعطيك الف عافيه
مودتي

العاشق الذى لم يتب 13-07-2019 07:50 PM

شكرا
وروعة الجلب المفيد
جزيت خيرا


الساعة الآن 10:06 PM

تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant