منتديات انفاس الحب

منتديات انفاس الحب (https://a-al7b.com/vb/index.php)
-   ۩۞۩ انفاس الركن الإسلامي ۩۞۩ (https://a-al7b.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   مفهوم الأمر بالمعروف (https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=54606)

أميرة أميري 15-06-2021 06:18 PM

مفهوم الأمر بالمعروف
 
مفهوم الأمر بالمعروف
رأفت مصطفى عليوة





إن من دواعي الفرح والسرور أن يحافظَ المجتمعُ على أمن وسلامة أفراده، وأن يأخذَ على يد مَن تُسوِّل له نفسُه أن يهدِّدَ أمنه وسلامتَه، ويُشرِّع من أجل ذلك الشرائعَ والعقوباتِ الرَّادعة، وأعظمُ من ذلك أن يجعلَ من جميع أفراده منظومةً متكاملة متناسقة تتعاون على هذا الأمر؛ فإن غفل البعضُ انتبه غيرُهم، على قواعدَ وأصولٍ ثابتة ومُتَّفَق عليها، لا تتغير، ولا تخضع لمِزاج الأفراد؛ كل فرد يفعل ما يريد؛ بل لا بد من مراعاة المصالح العامة ومشاعر الآخرين على قواعد أصيلة؛ حتى لا تعُمَّ الفوضى وينتشر الهَرْجُ والمَرْج، وحتى لا يتهدد أفرادُ المجتمع في أعظم غاية تخُصُّ حياتَهم، وهي الأمن والأمان، فإن افتقد الفردُ الأمنَ فلا يفتقد الأمان، والفرق بينهما أن الأمنَ شعورٌ داخلي يرجع إلى مدى ثقة كل شخص بالواقع المحيط من حوله، فقد يكون الواقعُ في أمان عام، إلا أنه لا يستشعر هذا الأمان؛ كمَن يخوِّفه اللهُ من كل شيء، أو يكون هذا الشخص في المجتمع الآمن إلا أنه هارب من قضية ما، فهو يعيش في رُعبِ طلبِ هذه القضية له، أمَّا الأمانُ، فهو القواعدُ العامة التي تحفظ سلامةَ الشخص، ولا تختلف باختلاف الأشخاص؛ بل هي قواعد عامة، ولأن الإسلام هو الدينُ الكامل والنظام المُحكَم، لم يتركْ عامًّا ولا خاصًّا، فقد شرع لهذا الأمر نظامًا محكَمًا؛ لأنه قضيةُ مجتمعٍ، والمنصفون من المسلمين وحتى من غيرهم يدرك هذه الحقيقة، وأن الإسلام قد شرع لقضايا المجتمع أشدَّ العقوبات؛ فحدُّ الحِرَابة شديد وقوي، لا لأن الجريمةَ كبيرة وبشعة فحسب؛ ولكن ليحدَّ منها، ويقطعَ الطريق على مَن تُسوِّل له نفسه أن يقومَ بمثل هذه الجرائم، فإن الإسلام يحد من انتشار الجريمة، ويضع أسبابَ علاجِها، والعقوبةَ المانعة الرادعة لها.



ويلفت نظري أمرٌ وأنا أكتب هذه الكلمات، ألا وهو أن الإسلام في مثلِ هذه العقوبات مع هذه الجرائم، يقطع سبيلَ الرَّجعةِ إليها على الذين قد يتمرَّسون على مثل هذه الجرائم ويألفونها، فإن قتل الذي تمرس على قطع الطريق ومات قلبُه، أو خلا قلبُه من الرحمة والشفقة لصرخات المستغيثين وتوسُّلاتهم - فقد انقطع به سبيلُ العودِ إلى مثل هذا الأمر بقتله، وجعله عِبرةً لمَن توسوس لهم أنفسُهم أن يرتكبوا مثلَ هذه الجرائم.



ومن أعظمِ القواعد التي وضعها الإسلام: الأمرُ بالمعروف والنهي عن المنكر، وجَعَلَ في القيامِ به نجاةَ الآمر والمأمور، والناهي عن المنكر والمنتهي عنه، وجعل من المجتمع منظومةً متكاملة للقيام به، وجعله من أعظم الأعمال وأجلِّها، ورغَّب فيه؛ بل جعله دليلًا على صدق الإيمان، وزَعْمِ المحبة، وسبيلًا للمحافظة على النفس قبل المحافظة على الغير في الأمان من سَخَطِ الله وغضبه، وإنزال عقابه على الساكتين على المنكر قبل القائمين به.



واستشعرْ معي - أخي المسلم، المحب لله، الغيور على محارمه - حديثَ حبيبك ونبيِّك معلِّمِ الخير صلوات ربي عليه وتسليماته، وهو يقول فيما رواه أبو داود عن عبدالله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أولَ ما دخل النقصُ على بني إسرائيل، كان الرجلُ يلقى الرجلَ فيقول: "يا هذا اتَّقِ اللهَ ودَعْ ما تصنع؛ فإنه لا يحِلُّ لك، ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكونَ أَكِيلَه وشَرِيبَه وقعيدَه، فلما فعلوا ذلك ضرب اللهُ قلوبَ بعضِهم ببعضٍ))، ثم قال: ﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ * تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [المائدة: 78 - 81]، ثم قال: ((كلَّا،والله لتأمُرُنَّ بالمعروف، ولتنهَوُنَّ عن المنكر، ولتأخُذُنَّ على يدي الظالم، ولتَأْطُرُنَّه على الحقِّ أَطرًا، ولتقصُرُنَّه على الحقِّ قصرًا))؛ [سنن أبي داود]، وفي رواية ابن أبي شيبة عن عبدالله بن نمير، قال: حدثنا رزين الجهني، قال: حدثنا أبو الرقاد، قال: خرجتُ مع مولاي وأنا غلام، فدفعت إلى حذيفة وهو يقول: "إن كان الرجلُ ليتكلم بالكلمة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فيصير منافقًا، وإني لأسمعها من أحدكم في المَقعد الواحد أربعَ مرات، لتأمُرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، ولتُحاضُّنَّ على الخير، أو ليُسحِتَنَّكم اللهُ بعذاب جميعًا، أو ليُؤَمِّرنَّ عليكم شرارَكم، ثم تدعو خيارُكم فلا يُستجاب لهم"؛ [(114) مصنف ابن أبي شيبة]، انظر يا أخي الفاضل، "بعذاب جميعًا"؛ أي: لا طاقةَ لأحد عليه، ولايعلم أحدٌ كُنْهَه؛ بل على ما يليق بغضب العزيز الجبار.



ويقول صلى الله عليه وسلم في أمر نجاةِ الجميعِ بالنهيِ عن المنكر في تشبيهٍ بليغ، يقطع على مرضى القلوب بابَ السَّفَه والجدال بالباطل، وغَمْطِ الحق في أن سُوءَ فعلِ هؤلاء لا يعود على أشخاصهم فحسب؛ بل يهدد الأمَّةَ كلها، فيقول صلى الله عليه وسلم في البخاري والبيهقي ومسند أحمد عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((مَثَلُ القائمِ على حدود الله والواقعِ فيها كمثل قومٍ استَهَمُوا على سفينة، فأصاب بعضُهم أعلاها وبعضهم أسفلَها، فكان الذين في أسفلِها إذا استقَوا من الماء مرُّوا على مَن فوقهم، فقالوا: لو أنَّا خرقنا في نصيبنا خرقًا، ولم نُؤْذِ مَن فوقنا؟ فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجَوا ونجَوا جميعًا))؛ [2540]، [21199].




فلا يعجزْك - يا أخي الحبيب - أن تنصحَ لله ولو بكلمةٍ ليِّنة تُبرئُ بها ذمَّتَك من الله، وتعلنها لله عملًا وقولًا وشعورًا ومحبة، وإياك والسَّلْبيةَ؛ فإن فيها إغراقَ السفينة بالجميع، وإلحاق غضب الجبار بك وإن كنتَ من الأبرار، علمًا بأن الأبرار يغضبون لغضبِ الجبار، ثم إن السلبيةَ أسكنت في قلوب المجرمين والفاسقين وأهل الزيغ والضلال أنه قد خلتِ الدنيا من الذين يغضبون لله ويَغارون على محارمه، وجعلتهم يتبجَّحون على أشد ما تكون الوقاحة؛ مع العلم بأن هناك مَن لا يخاف إلا من العباد، فإن سكت العبادُ، أظهرَ الفسقَ والفساد، نسأل الله الحليم الكريم سلامةَ القلب، ولقاءه على الإسلام الحنيف.

بُليِتُ بِك 15-06-2021 09:32 PM



/







جزاك الله خيراً
شكراً لك

Reemas 15-06-2021 11:17 PM

يعطيك العافية

لاخلا ولاعدم

غيمہّ فرٌح 16-06-2021 03:23 AM

جُزاكّ الله خُير علىّ مُـا قُدمتّ
ورزُقكّ بُكُل حَرف خّطتهَ أناملكّ جُزيل الحُسناتّ

eyes beirut 16-06-2021 06:52 AM

تسلم ايدك ع الطرح

قَـلـبْ 16-06-2021 06:56 PM

جزاك الله خير
وجعله في موازين حسناتك
وانارالله دربك بالايمان
ماننحرم من جديدك المميز
امنياتي لك بدوام التألق والابداع
دمـت بحفظ الله ورعايته

صقر المراجل ♔ 17-06-2021 10:47 PM

:h5:

إنتقاء ثري بالذائقه ..
سلمت أناملك ودام رقي ذوقك :ff1 (35):
بإنتظار جديدك القادم بشوق :-ff1 (8):
كل الود لروحك :100:
.
.

- وَرد. 18-06-2021 10:29 AM

-










أثابك الله الأجر ..
وَ أسعد قلبك في الدنيا والأخرة
دمتِ بحفظ الرحمن :241:.

- سِيمَــا. 19-06-2021 08:36 AM

-






جَزآك آلمولٍى خٍيُرٍ " .. آلجزآء .. "
و ألٍبًسِك لٍبًآسَ
" آلتًقُوِىَ " وً " آلغفرآنَ "
وً جَعُلك مِمَنً يٍظَلُهمَ آلله فٍي يٍومَ لآ ظلً إلاٍ ظله .~
وً عٍمرً آلله قًلٍبًك بآلآيمٍآنَ .~
علًىَ طرٍحًك آلًمَحِمًلٍ بنًفُحآتٍ إيمآنٍيهً .!

ابو الملكات 19-06-2021 03:21 PM

جزاك الله خير ورحم والديك وانار قلبك وعقلك بنور الايمان وجعل عملك هذا في ميزان حسناتك وجعل الجنة مثواك امين يارب


الساعة الآن 02:50 PM

تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant