منتديات انفاس الحب

منتديات انفاس الحب (https://a-al7b.com/vb/index.php)
-   ۩۞۩ انفاس الركن الإسلامي ۩۞۩ (https://a-al7b.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   الهداية على الطريق (https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=55195)

رتيــــــل 25-06-2021 06:20 PM

الهداية على الطريق
 
يقول ابن القيم "فالهداية إلى الطريق شيء والهداية في نفس الطريق شيءٌ آخر ..

ألا ترى أن الرجل يعرف أن طريق البلد الفلاني هو طريق كذا وكذا ولكن لا يحسن أن يسلكه؟

فإن سلوكه يحتاج إلى هداية خاصة في نفس السلوك؛ كالسير في وقت كذا دون وقت كذا، وأخذ الماء في مفازة كذا مقدار كذا، والنزول في موضع كذا دون كذا .. فهذه هداية في نفس السير قد يهملها من هو عارف بأن الطريق هي هذه، فيهلك وينقطع عن المقصود" [رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه (1:9)]
وقد علمنا أن الطريق الوحيــد الموصل للجنة، هو:: إتبـــاع كتاب الله وسُنَّة رسوله بفهم السلف الصالح
لكن بعد أن علمنا الطريق، كيف نسير خلاله حتى نصل إلى الهدف؟!
يُبين الإمام ابن القيم مدى حاجتنا إلى الهداية أثناء سيرنا على الطريق، في كتابه (شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر) قائلاً:
أمر سبحانه عباده كلهم أن يسألوه هدايتهم الصراط المستقيم كل يومٍ وليلة في الصلوات الخمس، وذلك يتضمن: الهداية إلى الصراط
والهداية فيه.
كما أن الضلال نوعان: ضلال عن الصراط فلا يهتدي إليه، وضلال فيه .. فالأول: ضلال عن معرفته، والثاني: ضلال عن تفاصيله أو بعضها.

ولما كان العبد في كل حال مفتقرًا إلى هذه الهداية في جميع ما يأتيه ويذره، فإنه بين أمور لا ينفك عنها:

1_
من أمور قد أتاها على غير الهداية، فهو محتاج إلى التوبة منها ..

كأن يقوم ببعض الأعمال على غير علم، وإنما مجرد تقليد لغيره.

2_
وأمور هدي إلى أصلها دون تفصيلها، فهو محتاج إلى هداية التفصيل ..

كأن يُهدى إلى الالتزام الظاهري دون الاهتمام بالباطن، أو يُهدى إلى الصلاة دون الخشوع فيها، أو إلى الصيام دون تحقيق التقوى منه ..
وهذا خلل لابد من علاجه حتى لا يتعثَّر على الطريق،،

3_
أو هدي إليها من وجه دون وجه، فهو محتاج إلى تمام الهداية فيها ليزداد هدى ..

كأن يُهدى إلى الإيمان عن طريق العلم، لكن لا يستكمل طلب العلم الذي يورثه الخشية من الله عزَّ وجلَّ .. فيظل يتنقل بين فروع العلم المختلفة دون أن ينتهي من الأصل؛ وهو العلم الذي يؤدي إلى معرفة الله عزَّ وجلَّ.

4_
وأمور هو محتاج إلى أن يحصل له من الهداية فيها في المستقبل مثل ما حصل له في الماضي ..

فبداية التوبة تصاحبها همة ونشاط، ولكن الإيمان يبلى فيصاب صاحبهبالفتور بعدها .. لذا فهو دائمًا بحاجة إلى تجديد الإيمان في قلبه وألا يركن على نشاطه في بداية الالتزام ..

قال رسول الله "إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله تعالى أن يجدد الإيمان في قلوبكم" [رواه الطبراني وصححه الألباني، صحيح الجامع (1590)]
والطاقة الإيمانية لا تتجدد إلا بـــالشكر ..
فمن لم يشكر نعم الله تعالى عليه واصطفائه له، يتعثَّر،،


5_
وأمور هو خالٍ عن اعتقادٍ فيها، فهو محتاج إلى الهداية ..

فهناك الكثير من الأمور التي تجهلها عن ربِّك، وعن نبيك ، وعن دينك، وحتى عن نفسك تحتاج إلى الهداية
اليه

6_
وأمور لم يفعلها فهو محتاج إلى فعلها على وجه الهداية ..

كبعض السُنن المهجورة في حياتنا، التي لا يكاد يقوم بها إلا قليلٌ جدًا من الناس.

يقول ابن القيم "ولا يتم المقصود إلا بالهداية إلى الطريق والهداية فيها، فإن العبد قد يهتدي إلى طريق قصده وتنزيله عن غيرها ولا يهتدي إلى تفاصيل سيره فيها وأوقات السير من غيره وزاد المسير وآفات الطريق.

ولهذا قال ابن عباس في قوله تعالى: {.. لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ..} [المائدة: 48] .. قال: "سبيلاً وسُنَّة"، وهذا التفسير يحتاج إلى تفسير ..

فالسبيل: الطريق، وهي المنهاج ..
والسُّنَّة: الشرعة، وهي تفاصيل الطريق وكيفية المسير فيه وأوقات المسير ..
وعلى هذا فقوله سبيلاً وسنَّة، يكون السبيل المنهاج" [شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر (16:36)]

فالطريق هو الإسلام، والسُّنَّة هي المنهج الذي ستسير وفقه والذي سيُنير لك الطريق .. وعلى الطريق يوجد مُعينات وعوائق وعلائق وقواطع .. وتتفاوت قدرات الناس في السير على هذا الطريق، فمنهم من سيسير بسرعة البرق ومنهم من سيسير زحفًا حتى يُكب على وجهه على الصراط يوم القيامة .. وبقدر تعثرك وهفواتك في طريقك في الدنيا، بقدر ما ستكون سقطاتك على الصراط يوم القيامة ..

فبنا نتزوَّد للسير على الطريق بمعرفة المُعينات والعوائق التي ستواجهنا عليه؛
حتى لا نقف أو نتعثَّر .

زهرة الربيع 25-06-2021 07:00 PM

روعه موضوع رائع ومميز
عاشت الايادي دوم التالق
تحياتي

- الوســآم 25-06-2021 07:01 PM

بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
وفي إنتظار جديدك الأروع والمميز
لك :241:.,

غيمہّ فرٌح 26-06-2021 12:41 AM

جُزاكّ الله خُير علىّ مُـا قُدمتّ
ورزُقكّ بُكُل حَرف خّطتهَ أناملكّ جُزيل الحُسناتّ

غيمہّ فرٌح 26-06-2021 12:42 AM

جُزاكّ الله خُير علىّ مُـا قُدمتّ
ورزُقكّ بُكُل حَرف خّطتهَ أناملكّ جُزيل الحُسناتّ

قَـلـبْ 26-06-2021 08:06 AM

جزاك الله خير
وجعله في موازين حسناتك
وانارالله دربك بالايمان
ماننحرم من جديدك المميز
امنياتي لك بدوام التألق والابداع
دمـت بحفظ الله ورعايته

eyes beirut 26-06-2021 01:30 PM

تسلم ايدك ع الطرح ....

يعتيك العافية ....

- وَرد. 26-06-2021 02:02 PM

-










أثابك الله الأجر ..
وَأسعد قلبك في الدنيا والأخرة
دمتِ بحفظ الرحمن ~

رتيــــــل 26-06-2021 04:56 PM

ربي يسعدكم ع التواجد
منورين يالغوالي
لاخلا منكم ولاعدم
:rose::rose::rose:

صقر المراجل ♔ 26-06-2021 10:21 PM

:h5:

إنتقاء ثري بالذائقه ..
سلمت أناملك ودام رقي ذوقك :ff1 (35):
بإنتظار جديدك القادم بشوق :-ff1 (8):
كل الود لروحك :100:
.
.


الساعة الآن 09:05 AM

تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant