منتديات انفاس الحب - الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب! منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، قال: فيشفعان) رواه أحمد في "المسند" قال الحاكم في "المستدرك": صحيح على شرط مسلم، وصححه الشيخ أحمد شاكر.

إن الجمع بين الصيام والقيام في هذا الحديث، وكذلك مشروعية صيام رمضان مع قيامه يدل على أن هناك علاقة وطيدة بينهما، فمن أعظم وأهم الحِكَم من مشروعية صيام نهار رمضان تهيئة القلب لتدبر القرآن حين القيام به في الليل، والمشَاهَد أن كثيراً من الناس يُفوِّتون على أنفسهم هذه المصلحة العظيمة، حينما يسرفون في الطعام والشراب وقت الإفطار والعَشاء.

لقد أثبت الطب الحديث، والطب البديل أهمية الصيام لصفاء القلب وقيامه بوظائفه المادية والمعنوية، وثمَّة ُكُتُبٌ كثيرة تؤكد هذه الحقيقة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر كتاب (الصوم والصحة) لنجيب الكيلاني، و(دراسة علمية لفوائد الصوم) للشيخ سعيد الأحمري، وكتاب (عالج نفسك بالصيام) للشيخ محيي الدين عبد الحميد، ويغني عن ذلك كله قول الحق سبحانه: {وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون} (البقرة:184).

إنها رسالة من رب العالمين تحمل الكثير والكثير من الإشارات والإرشادات. إن الله تعالى يقرر لنا هذه القاعدة العظيمة: أن الصيام خير لنا، وأن من بعض خيره ما تم إثباته بالتجارب المخبرية ومن تجارب العلماء، الذين يؤكدون على أهمية العلاقة بين الصيام وبين التفكير والفهم والتدبر، إن شواهد صحتها وأقوال أهل التجربة وأحوالهم من العلماء المسلمين وغير المسلمين لا يتسع له كتاب، وما لم يُنقل عنهم من أقوال وأحوال أكثر وأكثر، فالقليل منهم عبَّر عن حاله، وذكر ما وجد، وغيرهم كثير وجد ولم يذكر.

فإن أردت حقًّا تدبر القرآن، والتأثر به، فعليك بهذا المفتاح العجيب -وخاصة في رمضان- إنه الصيام، الصيام الصحيح الذي يحرص فيه الصائم على تطبيق ما جاء في حديث المقدام بن معدي كَرْبٍ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنَفَسَه)

رواه الترمذي وابن ماجه، قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وهذا الحديث أصل جامع لأصول الطب كلها. وقد رويَ أن ابن أبي ماسويه الطبيب، لما قرأ هذا الحديث، قال: لو استعمل الناس هذه الكلمات لسلموا من الأمراض والأسقام، ولتعطلت المارشايات -المستشفيات- ودكاكين الصيادلة.