تأخير الصلاة
تأخير الصلاة..
. الفكرة التي تخجلني في تأخير الصلاة عن وقتها تكمن في أنني لست أنا من حدد الموعد لهذه الصلاة . ولا أنا من اختار التوقيت . الخالق تعالى هو من قدّر ذلك . الله الذي خلق هذا الكون . الذي يُصيب عقلي بالتجمد والتشتت بمجرد التفكير بعظمته واتساعه وتعقيده وجماله وغموضه وبديع إتقانه وكثرة مخلوقاته وآلائه ومعجزاته . هو الذي يريدني أن أقف بين يديه وأكلمه وأناجيه . وأنا ماذا أفعل؟ - في كثير من الأحيان أجعل هذا الموعد آخر أولوياتي حتى يكاد يفوت وقته مُقدّما عليه كل أمر تافه وكل شأنٍ ضئيل . الله تعالى يطلبني (وأنا مجرد ذرة بلا وزن في كونه العظيم) لأقف بين يديه . وأنا منهمكٌ في سخافات الحياة وزينتها البالية . يطلبني لبضع دقائق فقط وأنا أُعرِض وأُسوّف وأُماطل وأُؤجّل ثم آتيه متأخراً كعادتي . أيّ تعاسة أكبر من ذلك؟ . يدعوني تعالى (لاجتماع مغلق) بيني وبينه . أنا صاحب الحاجة وهو الغني المتفضل . وأنا أجعله اجتماعا مفتوحا لشتى أنواع الأفكار والسرحان . أحضر بجسدي ويغيب عقلي . يريدني أن أبتعد عن كل شيء لدقائق معدودات لأريح بدني وعقلي وأفصل قليلاً عن ضجيج الحياة ومشاغلها وأبث إليه لا لغيره شكواي وهمومي . هو الخالق العظيم الغني عني وعن عبادتي ووقتي يطلبني ليسمع صوتي . وأنا الذي يماطل! ثم ها أنا أجيء إمّا متثاقلاً أو على عَجَل وكأنني آتيه رغماً عني! . أنا الحاضر الغائب! . هو تعالى يريده اجتماعاً خاصاً وأنا أجعله حصة تسميع باردة وتمارين رياضية جوفاء وعقلا شاردا فأي بؤس أكثر من هذا؟ . اللهم اغفر لي كل صلاة لا تليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك. |
_
، جَزَاكَ اَللَّهُ اَلْجَنَّةَ وُوَالُدِيكْ سَلَّمَتْ يَدَاكَ وَنَفَّعَنَا اَللَّهِ بِمَا طَرَحَتْ - لَا عَدِمْنَا هَذَا اَلنَّقَاءِ . . :-ff1 (8): ~ |
|