فرُّوا إلى الله...!
فرُّوا إلى الله...!
حانت ساعة الفرار... احمل متاعك وانطلق مع الركب المسافر.. لا تفكر ...لا تلتفت... فإن في التلكؤ مهلكة... والنجاة في الفرار إلى الملجأ والمأمن... هذه ليست حالة طوارئ أيها السادة، وليست حالة مفاجئة! وليس نذير زلزال سيصيب المدينة، ولا حربًا ضروسًا نكلت بالصغار وفتكت بالكبار... ولكنها حال المسافر المرتحل من الدنيا... المقبل على الآخرة امتثالاً لقول الله تعالى: ﴿ فَفِرّوا إلى الله إني لكم منه نذيرٌ مبين ﴾ [الذاريات 50]. إنه تعبير عجيب عن الفرار كما قال سيد الظلال... فرار الإيجاب والإقبال لا فرار الجُبنْ والانحلال! فممّ الفرار؟! وكيف يكون؟ وإلى أين؟! فلننطلق معاً في رحاب الروح لنعرف الجواب: الروح حرة طليقة، ما لم تكبلها ماديات الدنيا وآثامها، وكلما ازداد ارتباط القلب بما فيها ازداد ثقله وشد وثاقه فصار لها أسيراً وبها حقيراً.. فالإنسان الأسير في هذه الدنيا... هو ذلك المثقَل بعوالق الماديات، المقيد بموانع حقيقة العبودية لله تعالى، غايةُ الوجود: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]. هو مَن قيّد نفسه بغلال البحث عن الرزق متناسيًا الرب الذي يكفيه العناء إن هو إليه أناب، وإذا بكلاليب الدنيا تشده إلى أغوار الأرض بأثقال تنوء من حملها الجبال! فالفرار الفرار منها قبل أن تهلك في مزالقها! يوم تجد الناس كلّ يسعى لمطمع أو سلطان أو منصب أو جاه، ابتغ لروحك من الدنيا ساعة يصفو بها قلبك تغالب فيها نفسك عن شهواتها... وَانْأَ بروحك في لحظة تجرد عن شواغل الدنيا واحملها على التأمل والتدبر في ملكوت السموات والأرض لتستصغر كل ما فيها وتحيا شامخاً في عليائها... عندها لن يجد القيد إلى معصمك سبيلاً ولن تقبع في الدنيا ذليلاً، فما تحرك العالم ونهض، وما عمر الكون وازدهر إلا بجهد أولئك الذين طلقوا الدنيا وأفرغوها من قلوبهم فكانت بين أيديهم كالدمى طائعة مطواعة! فهيّا معًا نَفِرّ من الجهل إلى العلم، ومن الظلمة إلى النور، ومن الجَوْر إلى العدل، ومن الانكفاء إلى العطاء، ومن الذل إلى الكرامة، ومن البخل إلى الكرم، ومن الخوف إلى الأمان، ليكون فراراً إلى الله من هذه الأثقال! فمن لم يكن الله مولاه فلا مولى له ولو اجتمعت أقطاب الخافقَيْن لنصرته... وكلّ عدو جبار وطاغية لا يُثني المقبل على الله عن مسيره، ولو استُنفرت في محاربته الملايين تسد الأفق لغلبته... كن في حالة إنابة إلى مولاك واجتهد في السعي إلى رضاه، وحرر من عوالق الدنيا قلبك، وفارقها روحًا واترك لها جسدك، تُحلِّق في روابي العمر ويسمو دربك، وفرّ من هواجسِها ولُذْ بِباب ربك، وكن كريمًا معطاء لمن سألك، وخلِّ القلب من نوازل الدنيا يبلغ منها سعدك... إن الفرار إلى الله هو سبيل الخالدين، فابذل فيه جهدك... |
موضوع مُميَّز :ff1 (119): وإنتقِاءَ رآِئعْ تِسَلّمْ الأيَادِيْ ولآحُرمِناْ مِنْ جَزيلِ عَطّائك قلب --------------- |
-
جزاك الله خير .. وجعله في ميزان حسناتك. |
تسلم ايدك ع الطرح
|
بارك الله فيكِ
ونفع بكِ وجعله في ميزان حسناتك |
اسأل الله العظيم ان لا يحرمك الاجر
وان يجعله في ميزان حسناتك |
.، جزاك الله خير:241: وجعله في موازين حسناتك:241: وانارالله دربك بالايمان:241: ماننحرم من جديدك المميز:241: امنياتي لك بدوام التألق والابداع:241: دمـت بحفظ الله ورعايته:241: |
. . بآرك الله فيك على جمآل هذا الطرح وروعة هذه الفرآئد والفوآئد جزآك الله خيراً و كتبها الله في موآزين حسنآتك :100: |
بارك الله فيك
جزيت الجنة :121: |
شكرا ع الموضوع
|
الساعة الآن 03:08 PM |
تصحيح تعريب
Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب