منتديات انفاس الحب - شتات القلـــوب (حصري) ج2/الأخير إهداء للأخت غلا الشوق

بعد أن سردت لي قصتها ... وحلّ صمت بيننا لمدة ثواني
قلت لها: زواجك منه لن يحلّ مشكلة زوجته أو مشكلة
والدك بل سيزيدهما سوءاً ولن يفيدك ... وسيبدأ يشكي
لك عن والدك في أنه يطلب شيئاً ليس له لأنه فقط والد
زوجته ... ومثله قادر أن يخلق جوّاً غير ودّي بينك مع زوجته
بل بالعكس أنتي قادره على حل كل هذه المشاكل فهو
حين يمنع والدك من أي شيء يتمناه والدك سيقول الناس
بسبب أنه رفض زواجه من إبنته ... وقادره أن تخططي مع
زوجته فيما ينفع زوجته في تغيير تفكيره ... ستكسبينها
أولاً كصديقه بسبب رفضك له والحلول التي سأذكرها لك
قادره على جذب إنتباهه وتركيزه على حياته مع زوجته ....
قالت متحمسه: كيف؟! ... سهله لكن علينا أن نجعلها تجيبنا
على أسئله تتعلق بوضعهما ومكامن قوة كل طرف ونقاط
ضعفه ... يا سيدتي حتى العقول تحتاج لفكّ لغزها ... بحاجه
إلى محادثتها وفهم أسباب تلك القسوه وربما تكون هي
أحدها حين تكثر عليه طلباتها وهو لم يخلع بدلته بعد ...
سأضع لك مجموعة أسئلة ودعيها تجيب عليها ومن ضمن
الأسئلة عن حياتها السابقه وبيئة عائلتها وكيف تعاملهم
معها وتعامل والدها لوالدتها كل هذي يا سيدتي يؤثر على
حياتها وربما سينعكس على أبناءها معها ولا ننسى بيئة
أهله وكيف يتعاملون معها ... واضح يا سيدتي أن المجتمع
الذي تعيش معهم لا يكنّون لها إحتراماً وإنعكس هذا
الإحساس على الجميع وأيضاً عليها ... وأرسلت لها القائمه
وبعد أسبوع أعادت لي القائمة محمّلةً بجميع الإجابات عليها
.. أخذت أقرأ الإجابات جميعها وللعلم هناك أسئلة أُدرِجت لفهم
كيف يفكر من يجيب على تلك التساؤلات وأيضاً كيف يستشعر
عواطفه على إجاباته ... وهناك أسئله لقياس مصداقية رغبته
في الحلول المطروحه ... وبدت الإجابات ترسم لوحة واقعية عن
الزوجة المسكينة والتي تعاني من طفولتها ودراستها التي
توقفت في المتوسط ومعاناة سخرية من حولها لتفكيرها
وكثيراً ما أجد الألم العاطفي في حروف ذكرياتها ويتضح هنا
صورة قاسية تتمثّل في نظرها بإنعدام قيمتها فيما تراه
في عيون من حولها وأدى لتعسّــر نومها وشعورها بالحزن
وتقلّب في المزاج، وصعوبة في التركيز مما ساهم بإحداث
فوضى في حياتها الزوجية لا تعرف كيف تُرضي زوجها ولا
أحاديثها تعجبه أو يحفّزه تجهيز نفسها له ولا تقوم أيضاً
بتغيير الوجبات الغذائية حتى تنوّع له في مأكله ومشربه
قلت للفتاة أبشري بكل ما حدث وقد رتّب لذلك من أرسلك
لكي تساعديها دون رفضٍ من أحد حتى زوجها لعلمه أنكِ
ستتحدثين معها بشأن الزواج وكتبتُ لها أن الزوجة بحاجة
لممارسة الرياضة بانتظام كي تتخلص من هذا التوتر، وأن
تمنح نفسها مساحة إسترخاء ذهني مما يزعجها، وتنام جيداً
وتتناول الطعام الصحي، وألا تقبل ما يمكنها تغييره، وأن
تقوم بالأشياء التي تستمتع بها، وألا تكثر من حديثها لمن
لا يثمّنه وأن تستشعر قدرتها على طرح رأيها وليكن ذلك
مختصراً وموزوناً وأشياء كثيره كتبتها لها وقلت لها:
تواصلي معها في وقت غياب زوجها عن المنزل حتى لا
تطيلين في حواركما ويسبب له إزعاجاً ... وبدأ التحسّن
من تلك الزوجة التي كانت تحتاج فقط للدعم والتحفيز
وبدأت في تغيير حياتها وأدركت أن بعض النصح ممن
حولها بدأ يأتي بثمار أن يتزوّج عليها زوجها ولأنه
لا يحب أن يتزوّج من أقاربه فقد خابت مساعيهم
إنتهت القصه ..... تحيتي لكم