منتديات انفاس الحب - عالم نجيب .... إهداء لـــ eyes beirut (حصري )ج 2/الأخير

أرادت كرستينا أن تخبر صديقتها اليهوديه باتيل عن الشاب
الذي لا تعلم ما الذي جعلها تهتم به ... وبدأت تحكي عن
الوسيم وأخلاقه الراقيه وما إن قالت أنه مسلم حتى
قالت باتيل: لا تهمّك أخلاقهم فهم قتلة وإسألي عمّك
عنهم ليتحوّل حديثها عن ذلك الكتاب الذي أبكاه حتى أن
أصدقاؤه تركوه يكمل القراءه ... ثم أخبرت كرستينا صديقتها
أنها تودّ التعرّف على نجيب ولم تهتم برفض باتيل لهذا الرأي
وبينما يجلس نجيب في هدوءٍ بالقطار منتظراً محطة الوصول
تتقدم منه وكأنها تسابق الوقت إليه وسألته: هل تسمح لي
بطرح سؤال أشغلني منذ أيام ؟! ... ورغم الإرباك الذي أحدثه
قدومها إليه وازداد بسؤالها الذي لم يتوقعه منها ... وكان
حوارهما لطيفاً رغم أنه يحاول ألا ينظر إليها حتى لا يدفعه
قلبه للتلذّذ برؤية جمالها سألته: قبل سؤالي لك لِمَ لا تنظر
إليّ حين أتحدث معك ؟! ... إرتبك قليلاً ثم قال: هذا الجمال
لزوجك ولا يحق لي أن أتطلع لما ليس لي ... لكنني عزباء
... يا سيدتي ديننا ينهانا عن رؤية ما ليس لنا ... لماذا؟! ...
لأن ذلك من حق من سيتزوّجك ... وهل تفرّغ دينكم لهذه
الأشياء التافهه وترك القتل والمجازر التي تقومون بها ...
لنسترجع التاريخ حتى نعرف من كان صاحب المجازر في العالم
... قام الصليبيين في معرة النعمان بسوريا في أبشع مجزره
عام 1088م حين هاجمت حملتهم المسلمين ومن كثر القتل
أكلوا لحوم من قتلوهم للتشفّي منهم إقرأي كتاب الحضارة
العربية للكاتب غوستاف لوبون ... ومن ألقى القنبلة النوويه
على هروشيما وناجزاكي أليسوا من دينكم ... قاطعته: أنا
ملحده ولست مؤمنه بوجود الله ... أنا لا أتحدث عنك بل عن
بلدك التي يؤمن بهذا الدين ... ولن ننسى المليون شهيد
في الجزائر وتدمير العراق بحجة وجود أسلحة تدمير شامل
ثبت فيما بعد كذب من قام بالحرب .. والكثير والكثير مثل
فيتنام و أفريقيا وإستعباد شعوبها والقائمة طويله سيدتي
إرجعي للتاريخ وليس لإعلامكم الكاذب في حروب المسلمين
... أنا لست هنا لمناظرتك ... أنتي تلقين إتهاماً مزيفاً على
المسلمين ... سكتت ثم أدركت سؤالها الذي تودّ أن تسأله إياه:
قبل أيام رأيتك تبكي وأنت تقرأ كتابكم وسؤالي ما الذي جعلك
تبكي ... سألها : هل أنتي ملحدة لا تؤمنين بوجود الرب ... نعم
وإلا كيف يرضى أن أفراده يقتّلون كما قلت في سرويا والعراق
ولا يساعدهم للنصر على خصمهم ... أبكاني من ظننتي أنه
غير موجود من خلال آيات يتحدث فيها لماذا أوجدنا ثم
فتح المصحف المترجم وقال: إقرأي وهو ممسكاً بالقرآن
(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) ... إذا لم
يكن الله موجوداً فلن يستطيع أحد في الكون أن يخلق
كائناً مثلك بهذا الجمال والعقل ... طيب لماذا يخلقنا
ولا يدافع عنا لو آمنا به ؟ ... كل ذلك مذكور في القرآن
سألته ماذا يقصد بخليفه .... يخلف بعضهم بعض ...
ليظهر لنا معنى أن يخلف بعضهم بعض ... ثم دعاها
أن تقرأ ترجمة آية بعدها (قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ
فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) قالت
الملائكه لماذا لم تخلقهم ملائكه يعبدون ولا يفسدون ...
يقدسون ولا يسفكون الدماء ... فعلاً لماذا لم يخلقنا ملائكه
بدلاً من قتلهم لبعض لماذا يخلق هذا الكائن العدائي والذي
يسعى للتدمير بينما يملك قدرة جعلهم ملائكة لا يتمردون
كالبشر ... أكملي القراءة (قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)
: هل تظن يا نجيب أن هذه الإجابة مقنعة للملائكه كلا ...
الله عز وجل يا كرستينا لم يتهرب من الإجابه بل علّم
آدم أسماء كل شيء فسردها آدم بكل سهوله لكن
الغاية من تعليمه أن آدم خلقه الله ليتعلم ثم يخلف من
بعده هذا العلم ومن عاش قبل آلاف السنين ليس كمن
عاش الآن فالخليفه هنا أن يستخلف علم من سبقه
فيطوّره وهكذا ولذلك أثبت الله أن الإنسان قادر أن
ليستوعب المعرفيّه التراكميّة من الأجيال التي تسبقه
للأجيال القادمة كمساهمة من كل جيل لمن بعده ثم قام
نجيب بفتح المصحف على سورة العلق وذكر آياتها
(إقرأ وربك الأكرم * الذي علّم بالقلم* علم الإنسان
ما لم يعلم) فالله أكرمنا أن نطوّر هذه المعرفة التراكميّة
فنكتبها لنحفظ العلم التراكمي ونعلّمه غيرنا ... وعاد للآية
التي ابكته: قال تعالى (قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)
والتي قلتي فيها هذه ليست إجابه مقنعه للملائكه هاهو يعود
مجدداً ليخبرهم بحقيقة الهدف من تعليم آدم الأسماء فيقول
(أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إنِّي أَعْلَم غَيْب السَّمَوَات وَالْأَرْض وَأَعْلَم مَا تُبْدُونَ
وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ) فالذي ابدوه هو الإفساد وسفك الدماء أما الذي
أخفوه فهو قدرة الإنسان على تطوير نفسه وعمل الخير وتعلّم
الأخلاق الفاضله ومعالجة المرضى وسنّ قوانين لمحاربة الفساد
والقتل والقدرة على الإبداع وسن قوانين الحمايه لكل شيء
يستحق الحماية وتحقيق مقومات الحياة فأوضح الله أن على
كل إنسان أن يساهم في هذا المشروع الكبير وهو أن الإنسان
ممكن أن يكون كالملائكة في صنع الخير وقد يكون شيطاناً
في السفك والإفساد فيقول تعالى (ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِف فِي
الْأَرْض مِنْ بَعْدهمْ لِنَنْظُر كَيْفَ تَعْمَلُونَ) حينها أدركت كرستينا
أن المسلمين من عقيدتهم عدم الإفساد وسفك الدماء وأن
مهمتهم في الحياة هو تطوير المعرفة الإنسانية فيما يخدمها
فأسلمت وتزوّجت نجيب فلم يحضر أحداً من أهلها زواجها
وعاشت كرستينا(فاطمة) وهو الأسم الذي منحه إياها والد
نجيب تيمناً بأعظم النساء على وجه الأرض وهي إبنة نبي
هذه الأمه ..... إنتهت القصه .... أرجو أن تنال إعجابكم