" خواطر مُهاجرة "
في ذلك الصمت ... يكثر ضجيج الحاجة للبوح ... غير أن المكان قد يكون له القول الفصل ... لهذا يكون الصمت هو ملاذ المضطر . |
المؤلم : حين تمر على حروف من ترتوي بهم اكتقاء ... تظن بذلك أنك المقصود ... وفي حقيقة الأمر تبقى رهين التردد والوهم . |
في هذه الحياة : الكثير من الناس يعيش الحياة على مقاس ما يُريده الناس ! لذلك : ستمضي به الأيام وهو يعيش لغيره ... ليعيش في غيبوة العناء ... أما : عن " نفسه " فيسحقها بحذاء الاهمال ! |
ربما : كثيرا من الألم لحق بنا ونحن نجتاز قنطرة الحياة ... ولكن : سرعان ما ضمّدنا الجراح ... بعدما عانقنا النجاح ... تيقنوا : بأن على قدر الألم يكون النجاح باهرا ... إلى حد أنك تتمنى الرجوع لأحضان ذاك الألم !. همسة : معدن الذهب لن تصل إلى نقاءه ... ما لم تُدخله في نار قدر حرارتها 1063... كذلك : نفسك وذاتك لن تصل إلى ماهيتها ... ما لم تعرّضها للصدمات وعنيف التجارب . |
لا نزال نتنفس الحياة ونتهادى بين جنباتها نُقارع ما يكتنفها وينتابها من غربة روح وبعد جسد ، فبينما كان الوصل نتقاسمه بين من نبدد بهم ذاك الضيق والأدواء ، نشكو لهم ما حضر ووقع في كياننا ووجداننا من رزايا ثقال أثقلت كاهل صبرنا وعزمنا ، لتكون السكينة بمواساتهم ، والمسح على قلوبنا بكلمات التشجيع والإطراء . ليتبدل الحال للنقيض ! فبعدما كان ذكرهم لنا دواء أصبح هو الداء ، والتواصل معهم سر الحياة بات بعدهم عنا فيه معنى الفناء ! السعادة : التي يسعى إليها ويخطب ودها كل الأنام ويُسعى لنيلها ولو بذلوا من أجلها كل غالٍ ورخيص ، ومن فروعها تلك المشاعر التي تُمنح من غير مقابل بل تكون عن طيب نفس لمن تربع على عرش القلب وفيه بات مستكين . وليس هنالك أعظم من أن تكون تلك المشاعر أداة ضغط وابتزاز من قبل من أهديناهم عزيزها وعظيمها ، لأنهم يعلمون مدى الكم الهائل من المعزة والمحبة وأن الحياة من دونهم ليس لها طعم ولا لون ! يريدون منا أن نجري خلفهم نتوسل إليهم نُصّرح ونصدح بصعوبة الحياة من دونهم . لنبقى بعدهم بين حالين نتقلب بين حديهما : الحاجة لتلك المشاعر المتبادلة التي كنا نعزف على لحن حروفها . وبين الفراغ الذي أحدثه بعدهم عنا . عندما نبث الشكوى لأحدهم يقول : لا يستحقون هذا الذي أصابك من قبلهم ! تذكرهم وهم قد جعلوك في طيات ماضيهم ، تتقرب منهم وهم يبتعدون عنك ، تتودد إليهم وهم يقابلون ذاك بالجفاء ويُشيحون عنك الوجوه ! في بعض المرات نلوم أنفسنا لأننا نحن من كان السبب في كل ذلك ! حين أفردنا لهم الحب وأغرقناهم به حتى جعلناهم من ذلك يعظمون في أعينهم ونفوسهم ليكون منهم ذاك : الغرور و البعد و الجحود ! تنتشينا وتناغينا بعض الوشوشات التي بها نُسّكن ما فينا أن الحياة لن تتوقف في بعدهم ، وإن كنا تعودنا قربهم ووصلهم . نحاول عبثا طردهم من واقعنا من تفاصيل حياتنا ، ولكن نفشل في كل مرة ! فطيفهم يتعاهد على زيارتنا ليفرضوا بذاك أنفسهم علينا ! |
المعادلة تعتل وتختل عندما يكون ذاك الشخص قد بادلنا وبادلناه زلال المعزة والمحبة ، وارتشفنا معا شهد المودة ، عرف كل منا سكنات الآخر وحركاته صمته ونطقه ، ومشاغبات حرفه ، ومع هذا يتبدل الحال 180 درجة ليتحول الحب لكره _ وإن كان مجرد احساس ندافعه بحسن الظن كي لا يزداد _ وذاك القرب بعدا ! ليكون له أبعاد وندخل به في متاهات وأهوال ! عندما يأتي الابتزاز من الغريب يكون أمره بسيط ومستساغ ! لكون الأصل أن نكون بالحذر متلفعين ، وأننا لم نُسقط الحساب من تعاملنا معهم فلعل غدرا لنا منهم يُساق . تتعدد طرق وأساليب الابتزاز حتى تتجاوز حتى الذي لا يخطر على بال ! بتلك الخاتمة من تعقيبكم الكريم يكون طوق النجاة وسلامة البال ، أن يجعل الانسان ما بينه وبين صنوف الأنام مسافة أمان ، كي لا يُعّرض قلبه للصدمات التي تورده وتُسلمه لضواري وكواسر الهموم والملمات . |
ففي غالب الأحيان وهو الذي يقع فيه غالب الأنام يكون فيه الإنسان لا يملك زمام أمر مشاعره ، لكونها تتسلل من غير استئذان ، يدفعها ذاك الذي حرك في القلب نبضه ، وماعصف في العقل أمره ، يسبل على ذاك الضيف ثوب حسن الظن ليكرم ضيافته ، ويحسن وفادته ، وبذاك ومن ذاك يقوم على خدمته ، حتى يطول بذاك المقام ليستوطن في القلب والوجدان ، ليكون بعده التشبث والحرص على بقاءه فلا يستطيع من ذاك طرده من ذهنه ! حينها يتغاضى عن طيش ما يلقاه منه لكونه لا يعرف للحياة معنا بغيره ، يصبر على ضيمه وهجره ، يحتسب كل ما يناله من أجله على أمل الاستقرار والبقاء على عهده ! يستنزف بذاك دم الكرامة ، ويسفك من أجل ذاك ماء وجهه ليتجنب الملامه ! الهروب : ذاك الهروب لا يكون غير الهروب للأمام إذا ما كان حبه لذاك المجافي يفوق التصور والخيال ، وكما أنهيت به تعقيبك : يبقى الأمر معقود ومرهون بيد ذاك المبتلى ؛ أيمسكه على هون ؟! أم يدس حبه له في تراب التناسي والاغتراب ؟! |
نواسي ونناغي بها ما اعترك في قلوبنا وشاغب وعارك عقولنا ، لنُربت على ظهر الصبر ليواصل الصبر ، أحيانا نستجدي بدواعي الايمان لنضمد به الجراح فلعله من باب التبرك ! لأن ما في القلب يُغالب تلكم الحقيقة بأن ذاك الايمان مُجلي لكل الأحزان والدليل هو ذاك الاسترسال في النواح على الأطلال ورفع سقف الأمنيات وإن كانت المعطيات تبدد تلك التمنيات ! ف" ليرحلوا ولا يأتوا " هي كلمة سهلة الحروف ! ويسهل نطقها ولكن لا ولن تجاوز الآذان ! وليس لها حبل وصل لتسُلّ ما في القلب مستقر ومستودع !! نحاول بها دفع تلك العواطف والمشاعر ولو نهرب بها للأمام من أجل التقاط الأنفاس ، وكما عقبتم به عن ذاك التراجع الذي يفرضه ذاك الحب الذي ليس له دافع غير التغاضي وإرجاع الملام للنفس ولو كنا من وعن ذلك الذنب أبرياء ! كم هو جميل عندما يتلفع الواحد منا ذاك السمت وذاك الاتزان بحيث لا نسرف بحبنا لغيرنا ولا نرفع سقف القداسة والعصمة عن الوقوع في براثن الخلاف وأسباب البعد والجفاء ، فهذه الحياة محفوفة بالمفاجآت والمطبات . تبقى لكرامة الإنسان ثمن ولحريته دماء تراق ، فمن لم يراعي توسلاتنا فما استحق منا الوقوف على الأطلال وسكب دموع المآقي والحسرة على ما فات ، هنا يكون الدور للعقل الذي يكون للنفس والمشاعر دفة القيادة ليكون بيده الزمام ، لعلنا بذاك نذكر : تنظيرات و عنتريات و مغالبات و مبالغات ولكن ... " هي في حقيقتها طوق النجاة ، والخروج من قعر تلكم الويلات والمعاناة " . وما كان الصبر : " إلا المفتاح الذي به نفتح لقلوبنا السعادة وراحة البال " . |
ليت هناك من يعلم حقيقة ومعنى " المحبة " ، فوالله لو كان هناك من يعلم " حقيقتها" لما اختار بعد ذاك : البعد بعد القرب ، والفراق بدل اللقاء ، والكره مكان الحب ! " أسأل الله تعالى أن يؤلف بين قلوب المسلمين ، ويردنا لدينه ردا جميلا " ، الذي فيه تلك المعاني السامية التي به وفيه : نصون و نحفظ و نحرص على من اخترناه واصطفيناه ليكون لنا من بين الناس " حبيب " . |
هناك من ينظر _ بقصر النظر _ أنه اشقى الناس ... وأن حياته لم يبقى لمعناها غير انفاس ! ولو أنه امعن النظر لمن حوله ... لشكر الله على ما به قد أنعم . |
الساعة الآن 11:24 AM |
تصحيح تعريب
Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب