اللواء عدنان ضابط وصفحةٍ مشرّفة للولاء في بلاده
وأفنى سنوات عمره في العطاء العسكري والإجتماعي
حيث لا يبخل عن المساعدة في حال كان قادراً عليها
فيشفع فيمن يطلبها منه ويسنّد للصعبات والثقيلات
ويحلّها فلا يبخس فيها مال ولا جاه ويطرق أبوابٍ
لايصلها أحد .... والناس لا ترحم فشكّكوا أن نواياه
هي كسب القلوب ليصعّب على القيادة مواجهته
خصوصاً أنه من عائلة لها تأثير في المجتمع وطلبوا
إحالته للتقاعد بسبب تسجيلاً له يقول متى ما توليت
القيادة فسأقوم بتغيير هيكلها المتهالك وأوصلوا
للقيادة أنه يخطّط للتغيير ووصل الخبر لرئيس الدوله
فاستدعى قائد مخابراته لمعرفة حقيقة الأمر ... فأثنى
عليه قائد المخابرات وأوضح لرئيس الدوله أن هذا
القائد أصبح مرؤوسيه لا يذكرونه إلا بخير ومتحمسون
جداً لخدمته ولأنه ابن شيخ قبيلته ورغم انه لم يقرّب
أحداً من قرابته إلا أن مرجعه إكتشف أسماء كثيره من
قبيلته ورفعوا لدار الرئاسه تقريراً يوحي ان هذا القائد
بدأ في توظيف الكثير من أهل قبيلته وكأنه من وظّفهم
فأشار قائد المخابرات أن يحال للتقاعد ويكون مستشاراً
لرئيس البلاد حتى تأمن شره وتستفيد من خدماته ...
وبالفعل قام رئيس البلاد بالموافقه على التقرير من
قيادة القوة بإحالته للتقاعد ثم أصدر مرسوماً بتعيينه
مستشاراً خاصاً لمكتب رئيس البلاد فما كان من اللواء
عدنان أن أصابته صدمه نفسيه من خلع بدلته العسكريه
ويكمل حياته في مكتب بعيداً عن طموحه وزاد من أوجاعه
أن من تولى المنصب الذي يتمناه رجل غير مؤهل ولا يحب
التغيير ومتميّز في بهرجة عمله وربما كان أكثر من عدنان
في توظيف أبناء قبيلته وترقيتهم حتى وإن لم يستحقوا
إعتذر إبو عمار عن وظيفة المستشار وجلس في بيته رغم
معارضة زوجته وأولاده فهم يدركون أنه حين يبقى وحيداً
قد يتعرض لإنتكاسةٍ نفسيةٍ بسبب تعلّقه بالعسكريه وأيضاً
طموحه الكبير في الوصول إلى رتبة فريق وكان لا يمنعه
من ذلك سوى حسد وزور الناس الطامعين في إزالته من
أمامهم كي يتسنى لهم ما يطمحون إليه بعد أن كان حجر
عثرةٍ بطريقهم الممتلئ بأطماع كبيره من وراء مناصبهم
وكان اللواء المتقاعد عدنان قادراً على إيصال جودة أفكاره
لرئيس البلاد لكن جرحه كان أقوى من حبه لتحديث وحدته
السابقة ويجعلها بمصاف متقدم من النهضة العسكرية
الحديثه كما في البلدان ذات القوة العسكرية الفائقه
والتي حصل عليها حين زياراته لتلك الوحدات وأعدّ تقريراً
ضخماً ينقل قوة بلاده لتكون أكثر تطوّراً وأقل جهداً
وأحسن أداءً وأفضل عطاءً ... وتم قبول إعتذاره ... وجلس
عدنان في بيته ولم تتركه الصدمه لوحده بل إنعكست
على أبناء بيته ودائرته السابقه وعائلته وكان منسوبي
دائرته السابقه لا يودّون زيارته حتى لا يحنّ لعمله
وآماله ووجاهته فتركوه يعايش أن ما قدّمه لم يكن
له أثر في نفوس الناس خصوصاً وجهاء قبيلته التي
لم تتّفق لإقامة مناسبه كبيره نظراً لتقاعده حتى لا
تقوم الحكومة بإعتبار ذلك رفضاً لإحالة إبنهم للتقاعد
وبدأت آثار العزلة تفتك بحياة أبو عمار بعد أن كان
الجميع يتسابقون لطلب فزعته هاهم نسوه أو
تناسوه ولم يعد يتناول قهوته معه سوى إبنتيه
وأمهم نظراً لسفر عمار للدراسة في الخارج بأموال
والده ... وحتى لا أطيل عليكم إنتظروني بالجزء/2