منتديات انفاس الحب

منتديات انفاس الحب (https://a-al7b.com/vb/index.php)
-   ۩۞۩ انفاس الركن الإسلامي ۩۞۩ (https://a-al7b.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   النظافة قيمة إسلامية (https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=75486)

غيمہّ فرٌح 10-09-2022 02:51 AM

النظافة قيمة إسلامية
 
النظافة قيمة إسلامية


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ [التوبة: 119]، ​النظافة في الإسلام قيمة إيمانية عظيمة الشأن، فهي من الأشياء التي يحبها الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222]، وهي جزءٌ لا يتجزأ من الإيمان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الطهورُ شَطْرُ الإيمانِ))، فهي عبادةٌ رفيعةٌ يُثابُ فاعلها، ويأثم تاركها في بعض مظاهرها، يُراعيها المسلم، ويتحلَّى بها في كل الأوقات والظروف.

لقد جعل الإسلام الطهارة شرطًا لصحة الصلاة التي هي عمود الإسلام، قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تُقبلُ صلاةٌ بغيرِ طهورٍ، ولا صدقةٌ من غُلولٍ))؛ رواه مسلم والترمذي وابن ماجه.

وقد امتدح الله عز وجل أهل قباء، وجعل حرصهم على النظافة والطهارة سببًا في حبه تعالى لهم، فقال سبحانه: ﴿ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴾ [التوبة: 108]؛ أي: يتطهرون من الأحداث والجنابات والنجاسات، وقال عطاء: كانوا يستنجون بالماء ولا ينامون بالليل على الجنابة؛ (تفسير البغوي).

وحثَّ الإسلام أبناءه عليها في جميع أحوالهم، عند صلاتهم، وفي اجتماعاتهم ومجالسهم، ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31].

ومن مظاهر النظافة في الشريعة الإسلامية سنن الفطرة، وهي عبارة عن بعض السلوكيات التي تعتني بنظافة الإنسان، قال صلى الله عليه وسلم: ((الفطرةُ خمسٌ أو: خمسٌ من الفطرةِ: الخِتانُ، والاستحدادُ، وتقليمُ الأظافرِ، ونَتْف الإبطِ، وقصُّ الشَّارِبِ))؛ رواه البخاري ومسلم.

وغسل جميع البدن، واجب بعد الجِماع والاحتلام، وبعد الحيض والنفاس وغير ذلك من المواطن التي يلزم معها الغسل، ومندوب إليه في المناسبات الشرعية ومواطن الاجتماع والازدحام؛ كالجُمَع والعيدينِ، قال صلى الله عليه وسلم: ((إذا جاءَ أحدُكم الجمعةَ فَلْيَغْتَسِلْ))؛ رواه البخاري ومسلم.

وحثَّ نبيُّ الإسلام أُمَّتَه على استعمال السواك في اليوم والليلة، فيُسَنُّ عند الوضوء وعند الصلاة وعند القيام من النوم وعند تغيُّر رائحة الفم، قال صلى الله عليه وسلم: ((لولا أنْ أشَقَّ على أُمَّتي لأمَرْتُهم بالسواكِ عندَ كُلِّ وضوء)).

فالطهارة لا سيما لأهل الإيمان في الدنيا والآخرة؛ فقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ أُمَّته تُعرَف من بين الأمم على كثرتها بأثر الطهارة والنظافة؛ فقال صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ أمَّتي يُدعَون يومَ القيامةِ غُرًّا مُحجَّلين من آثارِ الوضُوء)).

النظافة مسؤولية مجتمعية؛ فالإسلام كما اهتمَّ بنظافة الإنسان، فقد اهتمَّ بنظافة البيئة والمكان، وجاء بآداب وأخلاق تدرأ خطر النفايات على صحة الإنسان والبيئة، قال صلى الله عليه وسلم: ((الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ -أَوْ: بِضْعٌ وَسِتُّونَ-شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ))؛ متفق عليه، وقال ((عُرِضَتْ عليَّ أعمالُ أُمَّتي حسنُها وسيِّئُها، فوجدتُ في محاسِن أعمالها: الأذى يُماطُ عن الطريقِ))؛ رواه مُسلمٌ.

وقد ورد النهي عن إلقاء الأذى في الطرق والحدائق والأماكن العامة التي يركن إليها الناس للاستراحة والاستظلال؛ قال: ((اتقوا اللاعنين))، قالوا: وما اللاعنان؟ قال: ((الذي يتخلَّى في طريق الناس أو في ظِلِّهم))؛ رَوَاهُ مُسْلِمٌ؛ بل رغَّب الشرع في إزالة ما يؤذي المسلمين في طريقهم، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((بينما رجلٌ يمشي بطريقٍ وجد غُصْنَ شوكٍ على الطريق، فأخَّرَه فشـكر اللَّه له، فغفر له))، وفي رواية: ((مَرَّ رجلٌ بغُصْنِ شجرةٍ على ظهر الطريق، فقال: والله لأُنحينَّ هذا عن طريق المسلمين لا يؤذيهم؛ فأدخل الجنة)).

ومن هنا عباد الله؛ يجب أن نُعلِّم أبناءنا معنى النظافة، وأنها ليست كلمة تُقال؛ وإنما هي سلوك يظهر، ونُعلِّمهم أنها من الدين، ونُبيِّن لهم مخاطر التهاون في النظافة، ونُحذِّرهم من بعض السلوكيات التي يقع فيها البعض من رمي النفايات والقاذورات في الطرق والساحات والحدائق وغيرها.

وبعد، عباد الله، فإن الإسلام يُعنى بالنظافة الخاصة والعامة، والظاهرة والباطنة، والمعنوية والمادية، فخلق المسلم طهارة الاعتقاد؛ وطهارة القلب: من الشرك والنفاق والغل والحسد، ونظافة المظهر والمأكل والمشرب والمسكن والمركب، كل ذلك وغيره من فضل الله على عباده المؤمنين، وتشريفًا وتكريمًا لهم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [المائدة: 6].

نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم وبهدي سيد المرسلين، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى، وسمع الله لمن دعا، وبعد:
فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن دين الإسلام لا أكملَ ولا أعظمَ منه، ولا أزكَى للعبدِ وأطهرَ له سِواه منه، والسعيدُ من طهَّرَ قلبَه وجوارِحَه ولسانَه وظاهِرَه مما يُغضِبُ ربَّه، واستعملَها فيما يحبه الله ويرضاه، وشكرَ نِعَمَ الله عليه ﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 26].

وصلُّوا وسلِّموا على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، نبيِّكم محمد رسول الله، فقد أمرَكم بذلك ربُّكم فقال وهو الصادق في قيله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِكْ على عبدك محمد الرسول المصطفى، والنبي المجتبى، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن بقية العشرة، وأصحاب الشجرة، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، وأَذِلَّ الشركَ والمشركينَ، اللهم أمِّنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، ووفِّق وليَّ أمرنا ونائبه لما تحب وترضى، اللهم أعذنا من الفتن، ما ظهَر منها وما بطَن.

اللهم اغفر ذنوبنا، واستر عيوبنا، ونفِّسْ كروبنا، وعافِ مبتلانا، واشفِ مرضانا، وارحم موتانا. ﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23]، ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201]. ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182].

فروله توت ♩ 10-09-2022 08:46 AM

الله يعطيك العافية

سلمت يداك ودام عطائك
--------------

eyes beirut 10-09-2022 12:09 PM

،

تسلم ايدك ع الطرح:241:

سهاد 11-09-2022 05:31 PM

بارك الله فيك
جزيت الجنة
:121:

عزيزان 11-09-2022 06:13 PM

شكرا ع الموضوع

أميرة أميري 12-09-2022 05:26 AM

بارك الله فيكِ
ونفع بكِ
وجعله في ميزان حسناتك

تمَرد 12-09-2022 11:38 PM

-


سَلَمِتْ أٌنآملِـگ
لـآحُرمنًآ آلمولى هًذآ الهطًول آلجمَيـٍل
لروَحِـگ گـلً آلـوَد و
محًبتيٍ وآحتَرآمي

رتيــــــل 13-09-2022 02:07 PM

الله يعطيك العافية
سلمت يدينك ربي يسعدك
ماننحرم منك :241:

صمتاً 17-09-2022 08:02 AM

.
.

بآرك الله فيك على جمآل هذا الطرح
وروعة هذه الفرآئد والفوآئد
جزآك الله خيراً
و كتبها الله في موآزين حسنآتك :100:

قَـلـبْ 18-09-2022 05:38 AM




جزاك الله خير:241:
وجعله في موازين حسناتك:241:
وانارالله دربك بالايمان:241:
ماننحرم من جديدك المميز:241:
امنياتي لك بدوام التألق والابداع:241:
دمـت بحفظ الله ورعايته:241:


الساعة الآن 05:28 AM

تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant