بدأت العجوز سونيفا تهذي بكلمات لم يفهم حقيقتها
إلا أطفالاً إحتضنتهم بمنزلها القابع بمنطقة منبوذة
كونها الأشد فقراً في العاصمة حيث ينتشر مهربي
المخدرات ولصوص المنازل ومجرمي القتل المأجورين ...
سونيفا وحولها الأطفال يسمعون ما رأتـه العجوز من
الذي قابلها في الشارع وأعطاها ظرفاً وقال: ربما
لا نعرف بعضنا البعض وربما لم تريني من قبل لكنني
أشعر أنك ورغم الإختلاف في كل شيء بيننا إلا أنك
حركتي في قلبي شيئاً ما شعرت به من قبل فضحكت
العجوز وقالت: أتتغزّل بي أم جئت تهزأ كوني عجوزاً
ضحك الشاب وقال: إعتبريه غزلاً فمثلك يبدو أنها
عانت كثيراً في الحياة ... تغيّرت ملامح سونيفا البالغة
من العمر 73 سنه وخرجت منها (آآه) جمعت فيها
معاناة السنين ... ولكن من أنت يا فتى كي تتغزّل بي
... أنا يا سيدتي قادم من مكانٍ ليس على الأرض ...
عادت العجوز تبتسم وتسأل : كيف ذلك .. (مبتسماً)
أنا يا أميرتي جئت من مكان لا ينبغي أن يكون على
الأرض نظراً لقداسة المكان ... هل تقصد الكنسيه ...
إبتسم الشاب وقال: لا يا سيدتي بل من مكه فهل
سمعتي بها ... وأين تكون هذا المكان يا بني ...إنه
في دولةٍ بعيدةٍ من هنا ... وصاحب المكان دفعني
إلى هنا رغم أنني لا أعلم سبباً لذلك سوى أنني
الآن أقف أمامك بسبب طفلاً تائهاً شاهدتك حين
أخذتيه من السوق وهو جائع وبدون أهل وتابعتك
حتى دخلتي هذا الطريق الذي أظن أنك متجهه
إلى بيتك وها أنا أقف مجبراً لأتحدث إليك وأخبرك
أن من أرسلني إليك قد أمرني أن أمدّ إليك هذا
المبلغ ... إفتحي الظرف ... ثم فتحت الظرف مجدداً
وهي تقص للأطفال الذين يحيطون بها وينظرون
إلى ذلك الظرف فإذا به 100 دولار وهم أطفال
بؤساء لا أهل لهم جمعتهم من شوارع يتكاثر
فيها مدمني المخدرات وقد جلبهم أهلهم لذلك
الشارع لغرض تناول المخدرات وما إن يتناولون
المخدرات حتى ينسون أن لهم أطفالاً ويخرج
الصغار بحثاً عن ماء أو طعامٍ لهم .. ولما اتجهت
لتشتري لهم من المحل سرق صاحب الدكان المبلغ
وطردها فاستدعت له الشرطه والجميل أنها قد
قرأت آخر رقمين (للورقة النقدية) فأمر قائد
الشرطه أن يعيد لها المال ويعطيها طلبها مجاناً
وأخذها مع صاحب المحل لمركز الشرطه للتحقيق
في قضية هذا المبلغ الكبير فأفادت بالقصه وحين
سألوها من أي مكانٍ جاء ... من السماء ... حسب ما
قاله الشاب ... وفي هذه الأثناء تواجد رجلاً مسلماً
معتدى عليه من أناس ملثمون فأخبرهم أن مكه هي
مدينة مقدّسة بالسعوديه وقبلة المسلمين وشرح
لهم ما تعنيه كلمة (قِبله) ثم وجدها فرصه لنشر
سماحة هذا الدين الذي يسعى لإصلاح العالم السيء
الذي يعيش فيه من لا يؤمن بالله عز وجل وبدا كل
من في المركز يسمع لأول عن هذا الدين وعن هذا
الرجل المسلم الذي تبدو ملامحه أكثر طهراً ونقاءاً
وسماحه ... فتنبّه مدير القسم من صمته وكيف حلّ
هذا الهدوء وهذه السكينه من الجميع وأمر بسجن
صاحب المحل وأعطى العجوز المبلغ وأعادها أفراد
الشرطة لمنزلها بعد أن أبلغت قائد الشرطه: يوجد
أطفال جائعين في بيتي ... وبعد أن صمت الأطفال
: هيا أحضروا الأكياس لنتناول عشاءنا المجاني بعد
أن قصصت عليكم هذه القصه ... وهنا رفعت الشرطة
إلى فنادق العاصمة بطلب الإفادة عن سائح سعودي
للتأكد من صدق سونيفا ....... إنتظروني في الجزء 2