سيرينا وعمار (حصري بقلمي) ج /3
وقف والد سيرينا مصدوماً من سؤالها: هل تراقبني يا أبي في الجامعه ؟!! ولم يجد جواباً أكثر من : لا ... إستأذنت منه بأن تدخل غرفتها نظراً لرغبتها في النوم فدخلت وتركت باب الغرفة مفتوحاً حتى لا تغلقه بوجه والدها فأغلقه نيابةً عنها وذهب للنوم بينما هي تعيش في شتات فكري بين عمار ذلك الشاب الذي نال شيئاً من إعجابها وبدأت تقف عند هذه النقطه وتتساءل: ما الذي يحدث يا سيرينا؟! ... وتجيب على نفسها بسؤالٍ في صمت: كيف لمثلك أن يقف عند عمار ولا تهتمي بغيره من الحضور فهل يكمن ذلك في جمال نظراته أو عينيه المتلهّفه بسواد حدقة عينيه أم كثافة رمشه أم لون بشرته وتناسق جسمه أم براءة ملامحه ... لكن كل ذلك لم يكن هو السبب الذي يرغّبها بالتعرّف عليه ... وعادت تتساءل: هل لأنه مسلم رغم غرابة هذا الدين ودرجة تعلّق معتنقيه به ... ونامت في بحر فكرها تاركة ذلك الليل يهدأ نحو فكرها المكبّل بشيء يدفعها نحو كنزٍ يقع في وسط تلك الصحراء المظلمة داخل فكرها ... نامت سيرينا بينما عمار يتقلّب في فراشه بحثاً عن أمل يصحّح مساره مع سيرينا فمثلها تمثل فرصة الحياة الوحيده ليعيشها بالعيش معها ... وتمر أيام بينهما يعاند كل منهما الآخر في رغبة أن يتحدث كلٍ منهما للآخر ويأتي ذلك اليوم الذي إستباح فيه عمار شيئاً ما كان ينبغي له أن يفعله برغم تحذير الملحقية الثقافية السعودية للمبتعثين من التطرّق لهذا الموضوع وإنزعاجها من قيام الجامعة بتخصيص هذا الفصل التمهيدي قبل دخول الجامعه بدراسة الفلسفة الفكرية وراديكالية الحداثة والإعتقاد الروحي وهي مفاهيم تميل إلى الإلحاد أو التنصير العقائدي .... وفي تعليق أحدث تصفيق كبير في القاعه عندما تحدث عمار عن سلبيات المجتمعات المسلمة التي يواجهها في بيئته وتختلف عما واجهه هنا حين قال: تخيلوا أن تبدأوا حياتكم بأب مسيطر وأم مهمّشه وأبناء يخفون السلوك الذي يحبونه وفتاة تتزوّج من شخص لم تراه سوى في يومين حين يعرضونها كبضاعةٍ أمامه هل يشتريها أم يعتذر واليوم الثاني حين يشتريها وتصبح مهمّشه في الحياة معه مهمتها أن تلد له أبناءه وتنفذ كل أوامره حتى لو منعها من أهلها ... تخيلوا أن تبدأوا حياتكم أن تجبر على الصلاة وتجلد عليها إن رفضت وتمنع من اللهو والحريه وكل أحلامك تصبح وهماً حين يدفنها والدك ... وشعرك يجب أن تحلقه ويجب أن تصوم ويجب ألا ترى الحياة والفتيات والمتعه ولا ينبغي أن يُسمع لك صوت و... و... وكل ذلك جعل سيرينا ترى الوجه القبيح من الإسلام (حسب ما تظن هي) ... فيقاطعه بعض الشباب المسلمين المتواجدين بالقاعه وهو ما أثار إستهجان كل المسئولين في الجامعه ويتسائلون من يسعى لإحداث فتنه عقديه ومذهبيه بين الأديان ... وطالبوا أن يلغى الفصل التحضيري للطلبة المرشحين لدخول الجامعه وقد أدان مسئولين في الجامعه مدير الجامعه بسنّ هذا الفصل غير المبرر ... وسقط عمّار من ذلك الإطار الجميل الذي وضعته سيرينا له رغم ألوان العاطفة على ذلك الإطار ... وغادرت القاعه مع من غادر أثناء حديثه ... ولما إنتهى كان همّه أن يرى ملامح سيرينا وكيف تبدو بعد نقده للحياة التي يعيشها فصدمه أنها خرجت مع من خرجوا ... وبعد أن أنهى كلمته وجد ترحيباً من الكثير مختلفي الفئات والأجناس أما سيرينا فتوجهت كعادتها للبحر لتجلس على أطرافه كي يداعب البحر قدميها بلطف حين تلامس أمواجه أسفل قدميها وتسحب كل الهموم من بين أناملها ... سألت نفسها هل البيئة الاجتماعية مختلفة بين راشي وبين عمّار وما الذي دعى عمار ليصبر على هذه الحياة التي يذكرها دون أن تبدو ملامح آثارها على وجهه أو كان ذلك من باب مجاملة الحضور ... ولما رجعت لمنزل والدها الكبير وجدت عمار مع والدها فاستشاطت غضباً وكيف يجرؤ للوصول إلى منزلها ورأت ضحكات والدها له فبدا لها ان الأمر تجاوز رقّة تلك الخيوط التي تحرّكهم ... نزلت من السياره وسط إبتسامةٍ من والدها وملامح مربكه من عمّار فاقتربت من عمار ولم ترد على ترحيب والدها على عودتها وقالت وهي تحمل كمية غيظ يكاد ينفجر في وجه عمّار: ما الذي سمح لك أن تأتي إلى هنا؟! سؤال أزال إبتسامة والدها وأبدله بغيظٍ شديد منها وقال لها: سيرينا!! ... ولم تهتم لغضب والدها ققالت: هل أنت حقّاً مقتنع بما قلته اليوم ؟! ... بدى متلعثماً وقبل أن يفتح فمه المليء بـ أأأأأأأأأأأأ ولا شيء غير هذا الحرف قالت له : مقزّز ما فعلت اليوم والإسلام بريء منك ... ثم تركتهم غير ملبيّةً لنداءات والدها الحادّه ... دخلت غرفتها وأجهشت بالبكاء فرسم لها خيالها صورة راشي وهو يبكي فزاد بكاؤها ... وبعد دقائق طرق والدها الباب فصرخت من خلف الباب : لا أريد أحداً ولا أن أسمع شيئاً ... صمت والدها وتجاوب مع طلبها وغادر لغرفته ... ورغم شعورها بالندم أن تتعامل مع والدها بتلك الطريقه لكنها تجد نفسها مجبرةٌ على مثل هذا الشيء ... فأخذت تتساءل هل حقاً هذه الصورة الحقيقية للإسلام يا .... وكرهت أن تذكر إسمه (عمار) وعند الساعة 8 مساء وبينما والدها في شركته وأمها في يوم لقاء الجارات الأسبوعي قالت للسائق: خذني إلى حي الجالية المسلمة وقبل أن تدخل الحي أوقفها مسئول أمني يطلب منها معرفة دخولها الحي مستغرباً أنها بريطانيه بهذا الجمال وسيارتها الفارهه تدخل هذا الحي القديم ... فأخبرته أنها تود شراء بعض المأكولات العربيه ... ولما دخلت الحي وجدت شباباً لا تبدو على ملابسهم الريب كما في بعض الأحياء وعند البحر ... هنا نبّهها السائق أنه وجد شريطاً مخبأ تحت مقعده فتذكرت راشي وشريطه وقالت له : ضعه في المسجل فما إن دار الشريط حتى طلبت منه رفع الصوت وشعرت أن جوّاً من الحياة لم تشعر به من قبل فبدأت تجهش بالبكاء لا إرادياً فأغلق السائق الشريط بسرعه فطالبته غاضبه بإعادة تشغيله ورأت كل من يمر بالسياره يكبّر ولا تعلم ما معنى هذا التكبير ولا لماذا يقولونه غير أن روحاً جديده دبّت فيها فأشار إليها شيخاً كبيراً لتتوقف وتتناول القهوة فرحبت بالفكره وأمرت السائق بالتوقف وصرخت به لرفضه التوقف وطالبته أن يرجع للشيخ ... إنتظروني ج/4 |
شكرا لك أديبنا ع نقاء الحروف
صدمني عمار كثيرا! وحزنت بسبب اقواله وافعاله لكن استطاعت سيرينا تنتشلني من احزاني بسبب موقفها لما خرجت وكلامها له عندما التقته في بيتها بصحبة والدها الخبيث بحماس لمعرفة نتائج رحلتها في حي المسلمين |
الختم
الرفع 150م/ت |
تمت الإضافة
يثبت مع بقية الأجزاء |
صدمة جد
قصة رووعه احداث حماس يسعد قلبك و بانتظار الجزء |
والله في كل مرره
تزيد الاحداااث حماس وتشششويق هذي حقيقتهم يشوهون صوره الاسلام والمسلمين باي طريقه والد سيرينا مجرم خبيث وحاقد على الاسلام وش بيصيرر مع سيرينا في الحي المسلم مبدع والله يانبض كاني اقرا قصه حقيقه واحداث واقعيه لاحوال المسلمين في الغرب بانتظاركك ربي يسعدكك بالجزء الاخر تحياتي لكك |
عمار صورة من الاغلبية اللي شوهت
صورة الاسلام وحتى صورة عاداتنا وتقاليدنا كعرب هالاشخاص ساخطين ع حياتهم ومو عاحبيتهم مجتمعاتهم وبعتبروا انفتاح الغرب هو الحياة الحلوة.. المهم يارب سيرينا تدخل الاسلام وبانتظار الجزء القادم بشوق يستحق الاعجاب والتقييم و :rose: |
https://www.a-al7b.com/vb/image.php?...ine=1641352655
أهلاً بالأخت صدى وبحضورها الأجمل في كل الأجزاء وما تقوم به رفع وختم وعطاء تبادر به قبل الجميع وتأكدي أن كل جزء ينال عنايه بأكثر ما سابقيه وهذا نتيجة إهتمامك كإداره بما نكتب فلو لم يأتي تواجدك بمثل هذه الروعة كإداره متابعه وتعليق جميل وتثبيت أجمل ونتج عن ذلك الحماس لإضافة ما هو أحمل عند كل تعليق نرفع أكفّ الدعاء لك بالتوفيق والحفظ ورضى رب الأكرمين أن تشمل سعادتك الدارين كل التقدير والثناء والبركة لك سيدتي |
الساعة الآن 02:32 AM |
تصحيح تعريب
Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب