منتديات انفاس الحب

منتديات انفاس الحب (https://a-al7b.com/vb/index.php)
-   ۩۞۩ انفاس الركن الإسلامي ۩۞۩ (https://a-al7b.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   دعاءُ المُصلِّي (https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=54498)

- وَرد. 13-06-2021 11:01 AM

دعاءُ المُصلِّي
 








إنَّ الحمدَ لله؛ نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا
وسيئاتِ أعمالِنا، منْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومنْ يضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ
ألا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه.

أما بعدُ:
﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ ... ﴾ [النساء: 1].
أيَّها المؤمنون!
للدعاءِ عند الله -جل وعلا- شأنٌ عليٌّ؛ فهو أكرمُ شيءٍ عليه

كما قال النبيُ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ مِنَ الدُّعَاء "
رواه أحمدُ وصحَّحه الحاكمُ.
ومِن جليلِ كرمِه على اللهِ حياؤُه –سبحانَه- مِن عبدِه إذا دعاه أن يردَّه خائبًا

كما قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
" إِنَّ رَبَّكُمْ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- حَييٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ، أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا "
رواه أبو داودَ وصحَّحه ابنُ حبانَ.
ولئِنْ كان هذا قدْرَ الدعاءِ بعامّةٍ فإن لدعاءِ الصلاةِ مزيدَ شرفٍ وحظوةٍ؛ إذ هو أعظمُ الدعاءِ

وأرجاه قَبولًا، وأسرعَه تحقَّقًا؛ وذلك أن مَقَامَ الصلاةِ أقربُ مقاماتِ العبدِ مِن ربِّه؛ كما قالَ اللهُ - تعالى -
: ﴿ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ﴾ [العلق: 19]، وقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: " أقربُ ما يكونُ العبدُ
مِن ربِّه وهو ساجدٌ؛ فأكثروا الدعاءَ "؛ رواه مسلمٌ. ومِن ثمّ كانت الصلاةُ موطنَ مناجاةِ العبدِ ربَّه
بل قال بعضُ أهلِ العلمِ: هي الموطنُ الوحيدُ لمناجاةِ العبدِ ربَّه. قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
" إنَّ المؤمنَ إذا كان في الصلاةِ، فإنّما يناجي ربَّه "؛ رواه البخاريُ. والمناجاةُ مسارَرَةٌ خفيّةٌ
وخطابٌ شريفٌ بين العبدِ المملوكِ والملكِ العظيمِ؛ يَستشعرُ مِن خِلالها المصليْ عَظَمةَ الموقفِ
الذي شرّفَه اللهُ بالوقوفِ فيه، وقُرْبَ ربِّه منه قُربًا يَليقُ بجلالِه وعظيمِ سلطانِه، ومقامُ المناجاةِ
أرفعُ درجاتِ العبدِ كما قال أهلُ العلمِ. ودعاءُ الصلاةِ قد حوى خيري الأعمالِ وأحبَّها إلى الله -سبحانه-
: الدعاءَ والصلاةَ؛ فما ظنَّكم بقدْرِه عند اللهِ - تعالى -؟! قال النبيُ صلى الله عليه وسلم:
" اعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلَاة ".
رواه أحمدُ وصحَّحه ابنُ حبان.
والصلاةُ أعظمُ مواطنِ الذُّلِ والخضوعِ للهِ -جلَّ وعلا- وإظهارِ الافتقارِ إليه؛ قولًا وفعلًا وحالًا

كما كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقولُ في ركوعِه مستشعِرًا ذلك الخضوعَ والافتقارَ
في تفاصيلِ أجزاءِ بدنِه: "اللهمَّ لك ركعتُ، وبك آمنتُ، ولك أسلمتُ، خَشَعَ لك سمعي، وبصري
ومُخِّي، وعَظمي، وعَصَبي"؛ رواه مسلم. ودعاءُ الافتقارِ والخُضوعِ والانكسارِ لا يَكادُ يُردُّ.
والصلاةُ أشرفُ مواطنِ الثناءِ على اللهِ -سبحانه-، والدعاءُ بعد الثناءِ لا يَخِيبُ، كما قال النبيُّ

صلى الله عليه وسلم: " قال اللهُ –تعالى-: قَسَمْتُ الصلاةَ بيني وبين عبدي نِصْفَين، ولِعبدي ما سألَ
فإذا قال العبدُ: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾، قال اللهُ -تعالى-: حَمِدَني عبدي، وإذا قال: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قال اللهُ -تعالى-: أَثْنَى عليَّ عبدي، وإذا قال: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾، قال: مَجَّدَني عبدي - وقال مَرَّةً:
فوّضَ إليَّ عبدي -، فإذا قال: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ قال: هذا بيني وبين عبدي
ولِعبدي ما سأل، فإذا قال: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ
غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ قال: هذا لِعبدي، ولِعبدي ما سألَ "؛ رواه مسلمٌ.
وجاءت أمُّ سُلَيمٍ -رضي اللهُ عنها- إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسولَ اللهِ

علِّمني كلماتٍ أدعو بهنَّ في صلاتي، قال: " سبِّحي اللهَ عَشْرًا، واحمديه عشرًا، وكبِّريه عشرًا، ثم سَليه
حاجتَك، يقول: نعمْ، نعمْ "؛ رواه النسائيُّ وحسَّنه الحافظُ عبدُالغنيِّ المقدسيُّ. وبالإلحاحِ على اللهِ
– سبحانه- بالدعاءِ ترتفعُ درجةُ العبدِ عند ربِّه، وتزدادُ محبتُه له، وتكونُ إجابةُ دعائِه أقربَ ما يكونُ
إذ في تكريرِ العبدِ الدعاءَ إظهارُ لموضعِ الفقرِ والحاجةِ إلى اللهِ والتذلّلِ له والخضوعِ
ولذا كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا دَعا دَعا ثلاثًا ( رواه مسلمٌ )، قال الأوزاعيُّ:
" كان يقال: أفضلُ الدعاءِ الإلحاحُ على اللهِ -تباركَ وتعالى-، والتضرعُ إليه ". والصلاةُ موطنُ إلحاحٍ
على اللهِ بالدعاءِ؛ إذ فيها ستةُ مواطنٍ لم يكنِ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يتركُ الدعاءَ فيها
قال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ: " مُحَصِّلُ ما ثَبَتَ عنه صلى الله عليه وسلم من المواضعِ التي كان
يدعو فيها داخلَ الصلاة ستةُ مواطنٍ:
الأولُ: عَقِبَ تكبيرةِ الإحرامِ، ففيه حديثُ أبي هريرةَ في الصحيحين: "اللهمَّ باعدْ بيني وبين خطاياي" الحديثَ.
الثاني: في الاعتدالِ، ففيه حديثُ ابنِ أبي أوفى عند مسلمٍ أنه كان يقولُ بعد قولِه:

" مِن شيءٍ بَعْدُ": " اللهمَّ طهِّرني بالثلجِ والبَرَدِ والماءِ الباردِ".
الثالثُ: في الركوعِ، وفيه حديثُ عائشةَ: "كان يُكثرُ أن يقولَ في ركوعِه وسجودِه:

سبحانك اللهمَّ ربَّنا وبحمدِك، اللهمَّ اغفرْ لي " أخرجاه.
الرابعُ: في السجودِ، وهو أكثرُ ما كان يدعو فيه، وقد أَمَرَ به فيه، الخامسُ: بين السجدتين

"اللهمَّ اغفرْ لي"، السادسُ: في التشهدِ... وكان -أيضًا- يدعو في القُنوتِ، وفي حالِ القراءةِ
إذا مَرَّ بآيةِ رحمةٍ سألَ، وإذا مَرَّ بآية عذابٍ استعاذَ ".

عبادَ اللهِ!
إنَّ دعاءَ الصلاةِ أنجحُ أسبابِ قضاءِ الحوائجِ وتحقيقِ الغاياتِ؛ كبيرةً كانت أو صغيرةً، دينيةً

أو دنيويةً؛ كما أجابَ اللهُ -سبحانه- سؤالَ نبيِّه زكريا –عليه السلام-الولدَ الصالحَ مع عتوِّ سنِّه
وعُقْمِ زوجِه حين دعاه قائمًا يصلي في المحرابِ؛ ومِن هنا سأل أعلمُ الصحابةِ أبو بكرٍ الصديقُ
–رضي الله عنه-رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنْ يعلِّمَه دعاءً يدعو به في صلاتِه
فأرشدَه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلى سؤالِ أعظمِ غايةٍ ينشدُها المؤمنُ في أعظمِ مواطنِ الإجابةِ
فقال: " قلْ: اللهمَّ إني ظلمتُ نفسيَ ظلمًا كثيرًا، ولا يَغفِرُ الذنوبَ إلا أنت؛ فاغفرْ لي
مغفرةً مِن عندك، وارحمني؛ إنك أنت الغفورُ الرحيمُ " رواه البخاريُّ ومسلمٌ. قال الطَّبَريُّ:
" في حديثِ أبي بكرٍ مِن الفقهِ أنَّ للمصلّي أن يدعوَ اللهَ في جميعِ صلواتِه بما بَدا له مِن حاجات دنياه
وآخرتِه؛ وذلك أنه صلى الله عليه وسلم علَّمَ أبا بكرٍ مسألةَ ربِّه المغفرةَ لذنوبِه في صلاتِه
وذلك مِن أعظمِ حاجاتِ العبدِ إلى ربِّه؛ فكذلك حُكْمُ مسألتِه إياه سائرَ حاجاتِه ". وكان السلفُ
الصالحُ في أدعيةِ الصلاةِ يحرصون على الأدعيةِ الجامعةِ، سُئِلَ محمدُ بنُ سيرينَ عن الدعاءِ في الصلاةِ
فقال: " كان أحبُّ دعائِهم ما وافقَ القرآنَ ".

د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم.

فاتن 13-06-2021 03:08 PM

جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض
بآرك الله فيك على الطَرح القيم
في ميزآن حسناتك ان شاء الله ,,

Reemas 13-06-2021 07:10 PM

الله يعافيك ويسلمك

طرح مميز وراقي


لاخلا ولاعدم

بُليِتُ بِك 13-06-2021 09:35 PM




/





جزاك الله خيراً
شكراً لك

غيمہّ فرٌح 14-06-2021 01:13 AM

جُزاكّ الله خُير علىّ مُـا قُدمتّ
ورزُقكّ بُكُل حَرف خّطتهَ أناملكّ جُزيل الحُسناتّ

أميرة أميري 14-06-2021 04:24 AM

جزاك الله خيرا
يعطيك العافيه يارب
اناار الله قلبكك بالايمــــــــان
وجعل ماقدمت في ميزان حسناتكـ
لكـ شكري وتقديري

- وَرد. 14-06-2021 10:10 AM

-










شكراً لكم ولمروركم الراقي
عطرتوا متصفحي بطلتكم البهية
عبق الجوري لأرواحكم :241:.

eyes beirut 14-06-2021 02:33 PM

تسلم ايدك ع الطرح

- وَرد. 15-06-2021 10:45 AM

-










شكراً لكم ولمروركم الراقي
عطرتوا متصفحي بطلتكم البهية
عبق الجوري لأرواحكم :241:.

رتيــــــل 15-06-2021 12:28 PM

الله يعطيك العافيه
سلمت يدينك ربي يسعدك
ماننحرم منك :rose::rose:


الساعة الآن 11:36 PM

تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant