منتديات انفاس الحب

منتديات انفاس الحب (https://a-al7b.com/vb/index.php)
-   ❀ انفاس عالم القصه والرواية ❀ (https://a-al7b.com/vb/forumdisplay.php?f=25)
-   -   قصة لحظات أخيرة (https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=12002)

- آتنفسك❀ 27-12-2019 01:35 PM

قصة لحظات أخيرة
 

اتكأ ذلك الرجل الأشمط على عكازه بكلتا يديه ، توقف لدقيقة ، ثم . .
تحركت تجاعيده وأعلن ابتسامة لا تتغير منذ الصغر !
رغم أنها لا ترى ابتسامته التي كانت تعيد الحياة لعروقها . .
إلا أنها استغرقت مُدة قصيرة لفهم ما يفعله بجانب الشجرة ، أطلقت ضحكة غلبت حزنيهما على حاليهما . .
وبدأ هو أيضًا بالضحك دون سبب ، همست :

ـ أنت تُعيد الذكريات !
جلس على الأرض وساعدها في الجلوس وقتئذٍ نظر إلى طِفلين ، صديقان ، يشبهانهما ، أومأ برأسه :
ـ نعم أريد تلك الذكريات أن تحيا أمام ناظريّ الآن ، قبل وفاتي . .
كانت تلك العبارة تخيفها عندما كانا شابان ، أما الآن فبقت هادئة تمامًا .
توجه الطِفلان إلى جانب الشجرة وهمَّا للعب ، حدّق إليهما :
ـ بجانب الشجرة طِفلان يلعبان مع بعضهما . . أتذكرين أول مرة رأيتكِ بها هنا ؟
صافحتك ، وقمت باللعب معكِ حتى تعلقت بكِ ، كنت غائرًا من صديقك ، كان جميلًا وراقيًّا ورقيقًا ، ويتعامل معكِ بهدوء .
ضحكت ووجهت غرتها الفضيّة خلف أذنها :
ـ كنت شرسًا ومجنون .
أشاح بنظره :
ـ أكثر من مجنون عندما يتعلق الأمر بكِ ، كنت أنتظر إجازات نهاية الأسبوع لكي أراكِ ، وعندما لا أجدكِ
كنت أحرّض عائلتي للعودة إلى المنزل وأكتئب بشدة طوال اليوم ، وعندما بلغت الثامنة عشر أصبحت أكثر اكتئابًا عن طفولتي ، وكنت عندما أنتهي من الدراسة آتِ إلى هنا وأنقش على الشجرة !

ابتسم بعذوبة ، ثم أخذ يديها ووضعها على الشجرة ، حررتها من يديه وبدأت بقراءة ما كان يكتبه
اتجهت للقلب المرسوم تحت عباراته وهمست :
ـ اليوم هو يوم زواجنا ؟
أجاب :
ـ أجل ، اليوم !
رحل الطفلان وهما ممسكان لعبهما ، وقد تغيّر ما كان بجانب الشجرة إلى شابان ، نظر إليهما وهما يتأملان الشجرة ، وأردف :
ـ سأشارككِ ما أرى ، الآن أتى شاب مع فتاة ، ويبدو لي بأن الشاب هو من أخبرها بالمكان . .
أومأت برأسها وابتسمت :
ـ أتقصد بأنهما يشبهاننا أيضًا ؟
ابتسم :
ـ نعم إنهما كذلك ، ينظران إلينا ، يعلمان بأنهما سيشبهاننا يومًا ، إن عينا الشاب سعيدة للغاية ، وتلتمع وكأنه سمع خبرًا سعيدًا ، ربما هي أيضًا اعترفت بحبها . .
عندما توقف ضحكت وقالت :
ـ أحب خيالك !
ربت على العشب :
ـ لا أنا لا أتخيل إنني أقول ما أراه !
هزت رأسها :
ـ كلا ، إنك عجوزٌ أوشك على الخرف ، من الطبيعي أن تتخيل وتتوهم ما لا يُرى !
قطب جبينه وعقد حاجبيه :
ـ أتقولين بأنني لست بوعيّ الآن ؟
رفعت كتفيها :
ـ قال الطبيب بأن نسبة ذلك أكيد عندما كنت تفحص ضغطك بيوم أمس ، لا تنكر ذلك . .
أشاح بنظره وقد أغضبه كلامها ، ولكن بالمقابل لم يرد عليها بغضبه ، حاول أن يكون هادئًا لأنه قدّس يومهما بشدة ، نبس باحتدام :
ـ لا تغضبيني !
ـ أومأت برأسها وأغمضت عينيها للحظات ، تحسست الأرض ومن ثم وضعت رأسها على كتفه . .
ـ أتذكرين . . عندما كنتِ شابة ، كنتِ لا تقتربين من ذلك البئر خوفًا من أن تسقطي
وضعت يديها على وجهها وأومأت :
ـ نعم كنتُ كذلك . . كنت أخاف الموت بشدة . . !
ضحك وقال :
ـ والآن ؟
هزّت رأسها :
ـ أنتظره بشدة !
غرق بالضحك ، وقد شعر بالمتعة التي نسيّها منذ أن انعمت عينيها الجميلة
لم يأخذ كلامها بمحمل الجد وقد استغرق بالتأمل والكلام . .
بينما هي بدوامة جديدة ، ثَقُلَ جسدها قليلًا وقد احضتنها إليه ، وفي تلك اللحظة . .
ارتمى رأسها الشامخ الذي لم يسقط أبدًا . .
وحين بدأ يمسح على شعرها ، شعر بنبضها الصامت..!
دفعها من كتفيها بشدة وأمسك بذراعيها النحيلين واسغرق بالنظر إلى ملامحها . .
أجهش بالبكاء واحضتن جثمانها في بكاءٍ طويل . .
أغمض عينيه للحظة ، حين اشتمَّ رائحة جديدة لم تقترب من أنفه من قبل . .
غمرته رياحًا لم يشعرها من قبل ، اتبعها مغمض العينين !
وقتئذٍ كسته الطمأنينة ، وأدرك بأنهما توفيا معًا . .

ملاك 27-12-2019 09:28 PM

.

يالله قد ايش جميله القصه
فعلاً استمتعت وانا اقرا القصه
ما قصرتي على النقل الرااائع :ff1 (12):

.

الــوافــي 27-12-2019 10:45 PM

طرح يعتلي قمم الجمآل.."
وآبدآع وتميز هو متصفحك..
"كلنآ شوق لـتذوق عذوبة إبدآعكـ.."
وإنتظأر كل جديد لكـ
لـروحك جنآئن الورد

ʂąɱąя 30-12-2019 09:01 PM

-
سلمت يداك على الطرح الطيب
لاعدمنـآ هذا التميز
يعطيكـ ربي العآفيهـ
بـ إنتظارجديدك بكل شوق
ودي ووردي

تَنْهِيدَةٌ نآي 04-01-2020 05:14 PM

*

جعل الله أيامك فرح ... :ff1 (34):
وسعاده أبديه ... :241:
كعادتك لك مع الإبداع موعد .. :ff1 (34):
لك الود وباقة ورد ... :241:

- الــعًلآ 05-01-2020 09:50 AM

_








:

سَلِمت يمنـاك
رآق لي ما خُطّ هنا يَ ألق
وافِر تحيّــاتي !

eyes beirut 05-01-2020 04:31 PM

تسلم ايدك ع الطرح

أبو محمد 08-01-2020 01:25 PM

قصه جميله ومشوقه
هنيئا لنا هذا السكب.
شكرا لكم على هذا العطاء
دمتم للأبداع عنوان
بانتظار ما ستجود به أقلامكم دائما
تقبلوا مني أعطر التحايا معطرة بالرياحين

ʂąɱąя 01-12-2022 12:57 AM

سَلِمت الأنَامِل المُتألِقة لِروعَة طَرحهَا
دَام العطَاء والتَميّز المُتواصِل
لرُوحك السّعادة

:241::ff1 (153)::241:

- وَرد. 07-12-2022 01:43 PM

-






مكنون جميل ..
سلم الجهد ولك الشكر أرتال.


الساعة الآن 12:48 PM

تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant