منتديات انفاس الحب

منتديات انفاس الحب (https://a-al7b.com/vb/index.php)
-   ۩۞۩ أنفاس الرسول والصحابة الكرام ۩۞۩ (https://a-al7b.com/vb/forumdisplay.php?f=125)
-   -   أبوبكر الصديق واللحظة الحاسمة (https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=20828)

- وَرد. 15-03-2020 06:05 PM

أبوبكر الصديق واللحظة الحاسمة
 




كانت وفاة النبي عليه السلام، لحظة موجعة لأصحابه، وجدوا ألمها شديدًا عليهم
حتى قال أنس بن مالك: «لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
المدينة، أضاء من المدينة كل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -، أظلم من المدينة كل شيء، وما فرغنا من دفنه حتى أنكرنا قلوبنا»[1].
واشتدت الخطوب بالمسلمين، ونشطت خلايا المنافقين واليهود والفرس في طول البلاد وعرضها
لإتمام خطة القضاء على الدولة الوليدة، وزاد نشاط الحمقى الذين ادعوا النبوة زورًا وكذبًا ليضلوا
الناس، ويُلبسوا عليهم دينهم، لمحاربة ختم النبوة، والقضاء على هذه العقيدة في بداياتها.
فالمعركة الآن داخل الدولة الإسلامية، والجبهة الداخلية بدأت تتمزق، بعدما ضنّت بعض القبائل بزكاتها
ظنًا أنها لا تُدفع لغير النبي - عليه السلام -، وهي فكرة قريبة من فكرة اليهود المتظاهرين بالتشيع لأهل البيت
الذين يعطلون الجمعات وغيرها لعدم وجود إمام، وهذا دليل آخر على نشاط الخلايا اليهودية داخل الدولة.
فنحن أمام أطياف من الأعداء، ولفيف من الأصدقاء المغرر بهم، والجبهات كلها مفتوحة، والأمر خطير.
وثمة جيش يقوده أسامة بن زيد - رضي الله عنهما -، يقف في انتظار إشارة خليفة رسول الله - عليه السلام -
هل يمضيه إلى هدفه الذي حدده له النبي - عليه السلام - قبل موته؟ أم يحتفظ به قريبًا من المدينة
عاصمة الدولة التي تتهددها الأخطار، وتموج حولها الفتن، وتعصف الأفكار بالناس عصفًا.
ويحكي عروة بن الزبير أن أسامة رجع إلى أبي بكر، فقال: إن رسول الله بعثني وأنا على غير حالكم
هذه، وأنا أتخوف أن تكفر العرب، فإن كفرت كانوا أول من يُقَاتَل، وإن لم تكفر مضيتُ. قال:
فخطب أبو بكر الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: والله لأن تخطفني الطير أحب إِلَيَّ من أن أبدأ
بشيء قبل أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم[2].
ويتمسك أبو بكر بتنفيذ الأمر النبوي، ويرفض أن يحل راية عقدها رسول الله، فيرسل أسامة على رأس هذا الجيش
وتظهر بركة الاستجابة لأمر رسول الله، فيمضي الجيش، ويؤدي مهمته على أكمل وجه، ويرجع سالمًا غانمًا.
إنها لحظة ثمينة جدًا في عمر المسلمين، فالناس من حول المدينة تتهاوى، والهامات تسقط في أتون
الفتنة والردة، والمدينة مهددة بالاقتحام في أي وقت، ويقف الخليفة يخطب ويطالب الناس بالانصياع
لأمر رسول الله - عليه السلام -، ويرى أن فيه خيرًا لهم، ويرسل الجيش وسط هذه الخطوب، فمن للمدينة إذن
إذا خرج الجيش؟ لها الله، الذي اصطفى هذا الجيل الفريد، فأراه ما لا تصل إليه عقولنا، ولا يتحمله إيماننا الضعيف.
وستبقى أسئلة كثيرة جدًا حائرة لا تجد لها جوابًا في عقول الذين لا يعرفون الصحابة
ولا يدركون سلاحهم الفتاك، الذي لا تقف أمامه كل جيوش الدنيا.
سلاح الانضباط بأوامر الله ورسوله، سلاح الصدق مع الله، والاتكال عليه، والاعتماد عليه دون سواه
واليقين في امتلاكه ناصية كل شيء، وأن النصر بيده، والموت والحياة بيده، والدين له، والمدينة له
وعباد الله فيها هم عباده سبحانه، فمن تعلّق به كفاه، ومن ركن إليه آواه، ومن اتكل عليه عافاه
فلا مجال لحسابات أرضية، ولا خرافات فلسفية، فالأمر هنا أمر دين، والقضية قضية إيمان.

نعم؛ إيمان يطلق الروح من قيود الأرض، ويرفعها على قواعد الطين، فترى وتشاهد وتبصر، وتُقدم عندما يجبن
الآخرون، وتثبت إذا فزعوا، لأنها هنا بيننا بجسد روحه هناك عند بارئها، ويمضي الجسد حيث تأمره الشريعة.
فينتصر الجيش ويعود مظفرًا، وتتسامع الأمم، ويتداول العرب، خبر الجيش المظفر، ويقولون:
«
ما خرج هؤلاء من قوم إلا وبهم مَنَعَةٌ شديدة»[3].
نعم؛ إذا كنا نرسل جيشًا في هذا الوقت الخطير، فنحن أهل قوة بلا شك، فيعيد المرجفون حساباتهم
مرة أخرى، ويرجع ويثبت من ضعف إيمانه، وتنحصر الجيوب الباقية في المشهد في عدد محدود، يحاربه
أبو بكر وينتصر عليه، وتسلم الجبهة الداخلية، وتبقي الأمة، ويزول الخطر.

وصدق علي بن المديني حين قال: «إن الله أعز هذا الدين برجلين ليس لهما ثالث:
أبو بكر الصديق يوم الردة، وأحمد بن حنبل يوم المحنة»[4].
لوضوحهما وحسمهما وصلابتهما في التمسك بالشريعة آنذاك، ولو فعلاً غير ذلك
لضاعت الأمة، فاعتبروا يا أولى الأبصار!.

[1] [رواه أحمد 13312، والترمذي 3618].
[2] [طبقات ابن سعد 4/67].
[3] [البداية والنهاية 9/422].
[4] [تاريخ مدينة السلام 6/97-98].



صلاح فتحي هَلَل

‏‏نبُض جآمح ❥ 15-03-2020 06:49 PM

جزاك الله خيرا
وجعله في ميزان حسناتك

Reemas 15-03-2020 07:15 PM

ربى يعافيك ويسلمك

ويسلم اناملك على هالطرح الرائع

ماننحرم يارب

أبو محمد 15-03-2020 07:24 PM

جزاكم الله خير الجزاء على الموضوع القيم
وجعل كل ما تقدموه في موازين حسناتكِم
دمتم بحفظ الله

أسيرة الصمت 15-03-2020 10:44 PM

رزقك خالقي
أعالي جنانه
ووفقك لخيري
الدنيا والأخره
أسأل الله
لك الجنه
:100:

أسير الشوق 16-03-2020 01:37 AM

رضي الله عنه

بورك فيكِ
وجزاكِ الله كل خير
وأنار قلبكِ وطريقكِ بنور الهداية والإيمان
طرحتِ فأبدعتِ كتب الله لكِ أجر هذا الطرح
دمتِ في حفظ الله ورعايته

المهاجره 16-03-2020 03:33 AM

جزاك الله كل خير
طرح رائع يحمل العبر بين سطوره
ويحمل الابداع في محتواه
سلمت يمينك
ولك احترامي وتقديري

- وَرد. 16-03-2020 04:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ‏‏نبُض جآمح ❥ (المشاركة 414534)
جزاك الله خيرا
وجعله في ميزان حسناتك

شُكراً بِ مداد السماء لِتواجدك
وردك الذي فاق جممال طرحي
لقلبك الجوري :241:.

- وَرد. 16-03-2020 04:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة reemas (المشاركة 414646)
ربى يعافيك ويسلمك

ويسلم اناملك على هالطرح الرائع

ماننحرم يارب

شُكراً بِ مداد السماء لِتواجدك
وردك الذي فاق جممال طرحي
لقلبك الجوري :241:.

- وَرد. 16-03-2020 04:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد (المشاركة 414701)
جزاكم الله خير الجزاء على الموضوع القيم
وجعل كل ما تقدموه في موازين حسناتكِم
دمتم بحفظ الله

شُكراً بِ مداد السماء لِتواجدك
وردك الذي فاق جممال طرحي
لقلبك الجوري :241:.


الساعة الآن 02:27 PM

تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant