![]() |
الرضا بالقضاء والقدر في السنه النبويه
الرضا بالقضاء والقدر.
انه تقدير الله تعالى للاشياء في القدم ، وعلمه سبحانه انها ستقع في اوقات معلومة ، وعلى صفات مخصوصة ، وكتابته لذلك ومشيئته له، ووقوعها على حسب ما قدرها وخلقه لها. والقرآن الكريم ذكر ذلك في كثير من الايات كقوله -على سبيل المثال- في سورة القمر : (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) القمر:49. وهذه اية ومثال ، وعدد الايات التي تكلمت عن القضاء والقدر عشرة، منثورة في تضاعيفه. والسنة النبوية المطهرة كانت لها اربع ادلة صرحت بالقضاء والقدر ، منها حديث جبريل المشهور وفيه (وان تؤمن بالقدر خيره وشره)، وعلى ذلك اجمعت الامة على وجوب الايمان به. حتى الجاهلية قبل الاسلام ، عرفت القدر ولم تنكره ، فافصحوا عنه بخطبهم ، واشعارهم ، فمن قول لعنترة : يا عبل اين من المنية مهربي --- ان كان ربي في السماء قضاها؟ ولما نردد الكلمة المشهورة على السنة الناس بـ( ان الحذر لا ينجي من القدر) نتذكر قائلها، وهو هاني بن مسعود الشيباني، اباح بها يوم ذي قار في الخطبة التي القاها. فما من شيء الا وقد خلقه الله بقدر، قال الحسن البصري رحمه الله في كلمته عن القدر: (ان الله خلق خلقا فخلقهم بقدر، وقسم الاجال بقدر، وقسم ارزاقهم بقدر، والبلاء والعافية بقدر). ولك ان تسرح في ابيات الشافعي لترسخ عندك الايمان بالقدر ، تلك التي سرحت في فكر ابن عبد البر فقال عنها (هذه الابيات مِنْ اثبت شيء في الايمان بالقدر) قوله:- وما شئت كان وان لم اشـأ ---- وما شئت ان لم تشـأ لم يكن خلقت العباد على ما علمت --- وفي العلم يجري الفتى والمسن على ذا مننت وهذا خـذلت --- وهــذا اعنـت وذا لم تعن فمنهـم شقي ومنهـم سعيد --- ومنــهم قبيح ومنهم حسن يقول الشيخ محمد الغزالي: (إحساس المؤمن بأن زمام العالم لن يفلت من يد الله يقذف بمقادير كبيرة من الطمأنينة في فؤاده، إذْ مهما اضطربت الأحداث وتقلبت الأحوال فلن تبُتّ فيها إلا المشيئة العليا ، والحق أنه لا معنى لتوتر الأعصاب واشتداد القلق بإزاء أمور تخرج عن نطاق إرادتنا، ومن ثم ينبغي أن نستقبل الدنيا بيقين وشجاعة ويعجبني قول عليّ: أيُّ يوميّ من المـوت أفــرّ؟ --- يـوم لا يُقْـدَر؟ أو يوم قُدِر؟ يـوم لا يُقـدَرُ لا أحــذره --- ومن المقدور لا ينجو الحَذِر!! وذاك ما عنته الآيات الكريمة: ( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ، قُلْ: هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ) التوبة 51-52. يعنون كسب المعركة بالنصر، أو الموت فيها دون الظفر بها، وهو حسن كذلك، لأن ما عند الله من مثوبة محفوظ مضمون. أما الذين لا دين لهم فهم إن انتصروا أو انهزموا بين عذابين: آجل أو عاجل!! هذا موقف المؤمنين بالأقدار يتّسم بالقوة والتحدي، ولا شائبة فيه لريبة أو استخذاء ، غير أن كثيراً من الناس يجهلون هذه الحقيقة أو يجحدونها، ويباشرون أعمالهم وهم يحملون بين جوانبهم هموماً مقيمة، ومشاعر عقيمة، وهم لا يجزعون من أحزان تصيبهم فحسب، بل يجزعون من أحزان يتوقعونها، ويفترضون أن المستقبل قد يرميهم بها) أ.هـ. وعلى النفس المعرفة بان الرضا هو نتاج الايمان بقدر الله، فمن رضي عن الله رضي الله عنه ، بل ان رضا العبد عن الله من ثمار رضا الله عنه ، فهو محفوف بنوعين من رضاه عن عبده ، رضا قبله اوجب له ان يرضى عنه ، ورضا بعده وهو ثمرة رضاه عنه. وابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين قال : (من ملأ قلبه من الرضا بالقدر ملأ الله صدره غنى وامنا وقناعة وفرغ قلبه لمحبته والانابة اليه ، والتوكل عليه، ومن فاته حظه من الرضا امتلأ قلبه بضد ذلك واشتغل عما فيه سعادته وفلاحه). وهذا هو السر الذي يسأل عنه الكثير من الناس في بعض مَن يُعجبوهم، تراهم يعيشون على وهن، لكنهم سعداء سعادةً ملأتهم وملأت غيرهم، وكل ذلك بالقناعة، الكنز الذي لا يفنى وإنْ فنى متاع الحياة الدنيا وايامها النزيرة، ثم اذا ابتلاهم مولاهم فوق بلواهم الاولى تراها شقينة هينة بالرضا ، وليس هذا لانه لم يحس بالم وعناء ، وانما الكرب يعيش مع نَفََسِه لكنه لا يعترض على الحكم ولا يتسخط على الحاكم ، وهذا هو الايمان. اذا اشتدت البلوى تخفَّف بالرضا --- عن الله فقد فاز الرضيُّ المراقب وكم نعمة مقرونة ببلية على --- الناس تخفى والبلايا مواهب وان كان العبد راضيا ام لا ، فلا خروج للعبد عما قدره الله عليه، فلو رضي باختيار الله اصابه القدر وهو محمود مشكور، ملطوف به، وإلا جرى عليه القدر وهو مذموم غير ملطوف به، ومتى صح تفويضه ورضاه اكتنفه في المقدور العطف عليه، واللطف فيه ،فيصير بين عطفه ولطفه، فعطفه يقيه ما يحذره ،ولطفه يهون عليه ما قدِّر له. ويعجبني ان اكرر دائما قول ابن ناصر الدين الدمشقي: يجري القضاء وفيه الخير نافلة --- لمـؤمن واثق بالله لا لاهي ان جاءه فـرح او نابه ترح --- في الحالتين يقول: الحمد لله المحور الثالث: التسخط والجزع وما يترتب عليهما . عادة ما تصاب الاسر المؤمنة بمصيبة الموت ومصائب اخرى، والبعض يقلُّ ايمانه فيعتلي جزعه ويسخط، فيقع بامور حرَّمها الشرع الحنيف، ومنها:- النياحة، والدعوى بدعاء الجاهلية ، وشق الجيوب ، وضرب الخدود، ورفع الصوت عند المصيبة، والويل والدعاء به، والنعي المحرم. روى الامام مسلم عن ابي مالك الاشعري رضي الله عنه أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: « أَرْبَعٌ فِى أُمَّتِى مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لاَ يَتْرُكُونَهُنَّ: الْفَخْرُ فِى الأَحْسَابِ وَالطَّعْنُ فِى الأَنْسَابِ وَالاِسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ وَالنِّيَاحَةُ ». وَقَالَ: « النَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ ». وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: « اثْنَتَانِ فِى النَّاسِ هُمَا بِهِمْ كُفْرٌ الطَّعْنُ فِى النَّسَبِ وَالنِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ ». فالنياحة على الميت من امور الجاهلية، وكذا الإسعاد: وهو المعونة على النياحة والاجتماع لاجلها، وكانوا ايضا الجاهليون، يرسلون بخبر الميت على ابواب الاحياء والاسواق، او يركب المخبر على دابة ويصيح في الناس ، وهذا ما يدعى بالنعي وهو النوع المحرم خصوصا اذا كانت الدعوة بنياحة النائح. كل هذه الافعال حرَّمها النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الذي ارشد فيه امته، كله كان لصلاح ديننا ودنيانا، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية » متفق عليه. ولما وجع أبو موسى وجعا غشي عليه، ورأسه في حجر امرأة من أهله، فلم يستطع أن يرد عليها شيئا فلما أفاق قال: أنا بريء ممن برىء منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بريء من الصالقة والحالقة والشاقة. متفق عليه. و( الصالقة ) هي التي ترفع صوتها عند المصيبة من الصلق وهو الصياح والولولة و( الحالقة ) التي تحلق شعرها عند المصيبة ويمكن أن يقاس عليها بالمقابل وهو من يمتنع عن حلق شعره المعتاد عند المصيبة ( الشاقة ) التي تشق ثيابها عند المصيبة ، من كل اولئك بري نبي الاسلام عليه الصلاة والسلام. والعودة الى ما فات لا يحَسُن الا لذكرى واعتبار، اما لتجديد الحزن ، وتنكيء جرح فهذا ما يرديك في جملة المنافقين ومرضى القلوب ، وما اكثرهم اليوم بيننا ، شافاهم الله. قال العلماء : الناس حال المصيبة على مراتب أربع: المرتبة الأولى: التسخط، وهو على أنواع: النوع الأول: أن يكون بالقلب، كأن يتسخّط على ربه يغتاظ مما قدره الله عليه، فهذا حرام وقد يؤدي إلى الكفر، قال تعالى: وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ [الحج:11]. النوع الثاني: أن يكون التسخّط باللسان، كالدعاء بالويل والثبور وما أشبه ذلك، وهذا حرام. النوع الثالث: أن يكون التسخّط بالجوارح، كلطم الخدود وشق الجيوب ونتف الشعور وما أشبه ذلك، وكل هذا حرام مناف للصبر الواجب. المرتبة الثانية: الصبر، فيرى أن هذا الشيء ثقيل عليه، لكنه يحتمله، وهو يكره وقوعه، ولكن الصبر يحميه من السخط، فليس وقوعه وعدمه سواء عنده، وهذا واجب؛ لأن الله تعالى أمر بالصبر فقال: (وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) [الأنفال:46]. |
تسلم ايدك ع الطرح
يعتيك العافية |
-
أثابك الله الأجر والثواب وَ أسعد قلبك في الدنيا والأخرة دمتِ بحفظ الرحمن . |
/ جزاك الله خيراً يعطيك العافية |
جُزاكّ الله خُير علىّ مُـا قُدمتّ
ورزُقكّ بُكُل حَرف خّطتهَ أناملكّ جُزيل الحُسناتّ |
بورك فيكِ وجزاكِ الله كل خير
وأنار قلبكِ وطريقكِ بنور الهداية والإيمان طرحتِ فأبدعتِ كتب الله لكِ أجر طرحكِ دمتِ في حفظ الله ورعايته |
*,
جزاك الله خير طرح يفوق الجمال كعادتك إبداع في صفحآتك يعطيك العافيه يارب وبإنتظار المزيد من هذا الفيض لقلبك السعادة والفرح ودي لك |
جزاكم الله خير الجزاء على طيب مروركم
ودمتم بحفظ الوحمن |
جزاك الله خير
وجعله في موازين حسناتك وانارالله دربك بالايمان ماننحرم من جديدك المميز امنياتي لك بدوام التألق والابداع دمـت بحفظ الله ورعايته |
جزاك الله كل الخير
و جعل ما قدمته في موازين حسناتك :85::85: |
الساعة الآن 02:08 PM |
تصحيح تعريب
Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2025
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب