![]() |
أهل الجنة
أهل الجنة
لقد وصف القرآن الكريم أصحابَ الجنة بصفات؛ منها: أولاً: المتقون: وهم الذين يراقبون الله سبحانه وتعالى، ويَقُوون أنفسَهم من عذابه. قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾ [الحجر: 45]. وقال تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133]. كما أن التقوى هي: تجنُّب القبيح خوفًا من الله تعالى، وأصلها الوقاية، وعي كذلك: التحرُّز بطاعة الله عن عقوبتِه، وهي صيانة النفس عما تستحق به العقوبة[1]. ثانيًا: الصادقون: قال تعالى: ﴿ قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [المائدة: 119]. قال الرازي[2]: "اعلَم أنه تعالى لَمَّا أخبر أن صدق الصادقين في الدنيا ينفعُهم في القيامة، شرح كيفية ذلك النفع، وهو الثواب، وحقيقة الثواب أنها منفعة خالصة دائمة مقرونة بالتعظيم، وقوله تعالى: ﴿ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ﴾ إشارة إلى دوام ذلك النعيم[3]. ثالثا: الطائعون - الذين يعملون الصالحات: قال تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ [البقرة: 25]. إن الذي يحصُلُ عليه أصحاب الجنة قد يشبه ما كان في الدنيا من حيث الاسم فقط، أما من حيث اللون والشكل والطعم، فهو يختلف تمامًا. قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ [النساء: 13]؛ أي: مَن يطع الله والرسول يدخله جنات النعيم. رابعًا: التائبون: وقد وعد الله سبحانه وتعالى التائبين بالجنة، وهذا من الكرم الإلهي، فهي لمن أراد العودة إلى الله سبحانه وتعالى، والعبد التائب يغفِرُ الله ذنبَه كرمًا من الباري، قال تعالى: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ﴾ [مريم: 60]؛ أي: مَن رجَع عن ترك الصلوات واتِّباع الشهوات، فإن الله يقبَلُ توبتَه، ويُحسِن عاقبتَه، ويجعله من ورثة جنة النعيم؛ لأن التوبة تجبُّ ما قبلها. خامسًا: الأبرار: قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا ﴾ [الإنسان: 5]، والأبرار هم أعلى درجة، وأقرب في طاعاتهم إلى من الطائعين والتائبين. سادسًا: المقربون: قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴾ [الواقعة: 88، 89]. • ومن الصفات أيضًا ما جاء في قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [آل عمران: 134 - 136]. وقال تعالى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ [النازعات: 40، 41]. وهذا في القرآن كثير، مقداره على ثلاث قواعد: إيمان، وتقوى، وعمل خالص لله، على موافقة السنة، فأهل هذه الأصول الثلاثة هم أهل البشرى دون من عداهم من سائر الخلق، عليها دارت بشارات القرآن والسنة[4]. • وهي تجتمعُ في أصلين: إخلاصٌ في طاعة الله، وإحسانٌ إلى خلقه، وضدها يجتمع في الذين يراؤُون ويمنعون الماعون، وترجع إلى خصلة واحدة، وهي موافقة الرب تبارك وتعالى في محابِّه، ولا طريق إلى ذلك إلا بتحقيق القدوة ظاهرًا وباطنًا برسول الله صلى الله عليه وسلم. أما الأعمال التي هي تفاصيل هذا الأصل، فهي بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق[5]. • وكذلك في سورة المؤمنون أيضًا هناك صفات الذين تكون لهم الجنة وخاصة الفردوس الأعلى: • الذين هم في صلاتهم خاشعون. • الذين هم عن اللغوِ معرضون. • الذين هم للزكاة فاعلون. • الذين لفروجهم حافظون. • الذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون. • الذين هم على صلاتهم يحافظون. • وفي هذا العرض الموجز تعرَّفْنا على أهل الجنة وصفاتهم، والذين خصَّهم القرآن الكريم بالذِّكر، عسى الله أن يجعلنا وإياكم ممن تنطبق عليهم هذه الصفات. [1] زين الدين محمد، عبدالرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الحدادي، ثم المناوي القاهري (ت: 1031هـ)، التوقيف على مهمات التعاريف، (عالم الكتب - القاهرة)، ط1، 1410هـ - 1990م (ج1/ص106). [2] أبو عبدالله محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن بن علي التيمي البكري الطبرستاني الأصل، الرازي المولد، الملقَّب بفخر الدين، المعروف بابن الخطيب، له تصانيف مفيدة؛ منها تفسير القرآن الكريم، وشرح سورة الفاتحة، وكتاب البيان والبرهان في الرد على أهل الزيغ والطغيان، وكتاب تهذيب الدلائل في عيون المسائل، ولد فخر الدين في الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة أربع وأربعين، وقيل: ثلاث وأربعين وخمسمائة، بالري، وتُوفِّي يوم الاثنين - وكان عيد الفطر - سنة ست وستمائة بمدينة هراة؛ (أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر ابن خَلِّكان البرمكي الإربلي، (ت: 681هـ)، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، تحقيق: إحسان عباس، (دار صادر - بيروت)، (ج4/ ص248 - 249 - 252). [3] أبو عبدالله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي، الملقب بفخر الدين الرازي، (ت: 606هـ)، مفاتيح الغيب - التفسير الكبير، (دار إحياء التراث العربي - بيروت)، ط3، 1420هـ، (ص468/ج12). [4] حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، مصدر سابق، (ج1/ص408). [5] حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، مصدر سابق، (ج1/ص408). |
/ جزاك الله خيراً شكراً لك |
جزاك الله خير
وجعله في موازين حسناتك وانارالله دربك بالايمان ماننحرم من جديدك المميز امنياتي لك بدوام التألق والابداع دمـت بحفظ الله ورعايته |
تسلم ايدك ع الطرح
يعتيك العافية |
-
يعطيك العافية عَ الطرح القيم جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك دمتِ في طاعة الرحمن https://www.a-al7b.com/vb/images/smilies/ff1%20(8).png. |
موضوع مفيد
ربي يجزيك الخير |
بارك الله لك وسدد خطاك وأنار قلبك
ورزقك الفردوس الأعلى من الجنـــــة لك شكري وتقديري |
يعافيك ربى ويسلمك
على هالطرح المميز لاخلا ولاعدم |
-
جَزآك آلمولٍى خٍيُرٍ " .. آلجزآء .. " |
الله يعطيك العافيه
جزاك الله كل خير سلمت يمناك ... |
الساعة الآن 05:06 PM |
تصحيح تعريب
Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2025
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب