منتديات انفاس الحب

منتديات انفاس الحب (https://a-al7b.com/vb/index.php)
-   ۩۞۩{ انفاس القرآن الكريم وعلومه }۩۞۩ (https://a-al7b.com/vb/forumdisplay.php?f=96)
-   -   تفسير قوله تعالى: { وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِي (https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=64811)

غيمہّ فرٌح 27-01-2022 04:13 AM

تفسير قوله تعالى: { وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِي
 
قوله تعالى: ﴿ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 96]

نفى عز وجل في الآية السابقة نفيًا مؤبدًا تمني اليهود الموت، ثم أتبع ذلك وأكده ببيان أنهم أحرص الناس على حياة، فكيف يتمنون الموت؟!

قوله: ﴿ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ ﴾ الواو: عاطفة، واللام لام القسم لقسم مقدر، والنون للتوكيد، أي: والله لتجدنهم أحرص الناس على حياة، فأكد حرصهم على الحياة بثلاثة مؤكدات: القسم، واللام، ونون التوكيد.

والضمير في: ﴿ وَلَتَجِدَنَّهُمْ ﴾ يعود إلى اليهود، وهو في محل نصب مفعول أول لـ"تجدن"، و"أحرص": مفعول ثانٍ، وهو اسم تفضيل، أي: أشد الناس حرصًا على الحياة والبقاء وطول العمر. والمراد بـ "الناس" جميع البشر؛ لأن الحرص على الحياة غريزة في الناس جميعًا لكنهم متفاوتون فيه، واليهود أشدهم حرصًا على الحياة.

قال أبو الطيب[1]:
أرى كلنا يهوى الحياة بسعيه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
حريصا عليها مستهاما بها صبا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فحب الجبان النفس أورده التقى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وحب الشجاع الموت أورده الحربا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


والحرص: شدة الطمع في الشيء، وبذل الجهد في حصوله، والخوف من فواته.

قال تعالى: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128].

وقال صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما: "احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز"[2].

ونكَّر "حياة"؛ ليدل على حرصهم على أيِّ حياة كانت، ومهما كانت حالتهم فيها ولو كانت حياة بهيمية، كما يقول بعضهم: "الحياة وكفى".

وقد أحسن الحريري[3] في قوله:
والموت خير للفتى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
من عيشه عيش البهيمهْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


﴿ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ ﴾ الجملة معطوفة على ﴿ النَّاسِ ﴾ أي: ولتجدن اليهود أحرص الناس على حياة وأحرص من الذين أشركوا، أي: وأحرص على الحياة من المشركين، الذين لا يؤمنون بالبعث، ولا بالجنة والنار فلا يرجون بعثًا ولا نشورًا، ويرون أن الحياة الدنيا هي فرصتهم الأولى والأخيرة؛ لهذا كانوا من أحرص الناس على الحياة.

ومع هذا كله فاليهود مع أنهم أهل كتاب يؤمنون بالبعث والجزاء، هم أشد حرصًا على الحياة من المشركين؛ ليتمتعوا بأكبر قدر منها، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر"[4].

ويحتمل أن تكون الواو في قوله: ﴿ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا ﴾ للاستئناف، وتكون الجملة مستأنفة، والتقدير: ومِن الذين أشركوا مَن يود أحدهم لو يعمر ألف سنة.

﴿ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ ﴾ بيان لشدة حرصهم على الحياة، ومدى مبلغ طمعهم في طول البقاء، أي: يحب ويتمني أحدهم، والضمير يعود إلى المشركين على احتمال كون جملة: ﴿ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا ﴾ مستأنفة، والمعنى يود أحد المشركين ويتمنى لو يعمر ألف سنة.

وعلى القول بأن هذه الجملة معطوفة على قوله: ﴿ النَّاسِ ﴾ يحتمل عود الضمير في "أحدهم" إلى المشركين؛ لأنه أقرب مذكور، والمعنى عليه أبلغ وأقوى؛ لأنه إذا كان الواحد من المشركين يود أن يعمر ألف سنة، فاليهودي يتمنى أن يعمر أكثر من ذلك؛ لأنه أحرص من المشرك على الحياة.

ويحتمل أن يعود الضمير في "أحدهم" إلى اليهود، ويكون الكلام قد انقطع عند قوله: ﴿ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا ﴾.

﴿ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ ﴾ "لو": مصدرية بمعنى "أن" تؤول مع الفعل بعدها بمصدر، والتقدير: يود أحدهم تعميره ألف سنة، أي: أن يزاد في حياته وعمره حتى يكون ألف سنة؛ أي: ألف عام.

﴿ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ ﴾ الواو: استئنافية، و"ما": نافية أي: وما هو بدافعه ومانعه ومبعده من العذاب ﴿ أَنْ يُعَمَّرَ ﴾.

"وأن" والفعل "يعمر" في تأويل مصدر في محل رفع فاعل لاسم الفاعل، "مزحزح" أي: وما هو بمزحزحه من العذاب تعميره.

والمعنى: أنه لو عمر ألف سنة أو أكثر وهو مقيم على الكفر والمعصية فإن ذلك لن يدفعه ويمنعه ويبعده من العذاب، وذلك من وجهين:
أولًا: أن زيادة العمر مع الاستمرار على الكفر والمعصية زيادة في العذاب.

ثانيًا: أن عمر الدنيا كلها ليس بشيء بالنسبة للآخرة، كما قال تعالى: ﴿ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾ [التوبة: 38].

﴿ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴾ قرأ يعقوب "تعملون" بالخطاب، وقرأ الباقون: ﴿ يَعْمَلُونَ ﴾ بالغيبة، أي: والله عليم بالذي يعملون، أو بعملهم مطلع عليه خبير به، لا تخفى عليه منه خافية، وفي هذا تهديد ووعيد لهم؛ لأن مقتضى بصره وعلمه بعملهم أن يحاسبهم ويجازيهم عليه، قال زهير[5]:
فلا تكتمن الله ما في نفوسكم https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ليخفى فمهما يكتم الله يعلم https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ليوم الحساب أو يعجل فينقم https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


الفوائد والأحكام:
1- إقامة الحجة على بني إسرائيل بما جاءهم به موسى عليه السلام من الآيات البينات ومع ذلك لم ينجع فيهم ذلك، بل اتخذوا العجل معبودًا من دون الله.

2- سفه اليهود وضعف عقولهم حيث اتخذوا العجل معبودًا لهم مع أنهم هم الذين صنعوه.

3- أن بني إسرائيل لم يتخذوا العجل إلا بعد ذهاب موسى إلى ميقات ربه، وفي هذا دلالة على هيبته عليه السلام في نفوسهم، وعلى أنهم يتحينون الفرص لمخالفته وترك ما عهد إليهم به.

4- ظلم بني إسرائيل في عبادتهم العجل؛ لأنهم يعلمون أنه لا إله إلا الله، فظلموا بصرف العبادة لغيره عن علم منهم، وظلموا أنفسهم بتعريضها لعذاب الله؛ لقوله تعالى: ﴿ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ﴾.

5- أخذ الميثاق على بني إسرائيل، وتخويفهم برفع الطور فوقهم؛ ليؤمنوا ويأخذوا ما أتاهم الله من شريعة التوراة بقوة، ويسمعوا سماع طاعة وامتثال؛ لقوله تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا﴾.

6- شدة عتو بني إسرائيل، فما آمنوا إلا حين رفع فوقهم الطور، أشبه بإيمان المكره.

7- قدرة الله تعالى العظيمة وانقياد كل شيء له من الجبال وغير ذلك، مما يوجب تعظيمه والخوف منه؛ لقوله تعالى: ﴿ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ﴾.

8- وجوب أخذ الشريعة كلها بقوة وعزم؛ لقوله تعالى: ﴿ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ ﴾.

9- شدة عناد بني إسرائيل ومكابرتهم؛ لقولهم ﴿ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا﴾.

10- أن السمع نوعان: سمع إدراك هو مناط التكليف كما في قولهم: ﴿ سَمِعْنَا ﴾، وسمع قبول؛ كما في قوله تعالى: ﴿ وَاسْمَعُوا ﴾، وهو مناط المدح لمن قبل وأجاب، ومناط الذم لمن عصى.

11- افتتان بني إسرائيل وولعهم بحب العجل وتأليهه بسبب كفرهم؛ لقوله تعالى: ﴿ وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ﴾.

12- أن الإيمان الصحيح لا يأمر صاحبه بارتكاب ما ينافي الإيمان من قتل الأنبياء وعبادة العجل ونحو ذلك؛ لقوله تعالى: ﴿ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ أي: بئس هذه الأفعال، ولو كنتم مؤمنين حقا ما فعلتم ذلك.

13- تكذيب اليهود في زعمهم أن لهم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس، وتحديهم بتمني الموت وطلبه أو الدعاء على أنفسهم بالموت، إن كانوا صادقين في دعواهم؛ لقوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾.

14- شدة كراهة اليهود للموت، وأنهم لن يتمنوه ولا يمكن أن يتمنوه أبدًا بسبب ما قدمت أيديهم من الكفر وتكذيب الرسل وقتلهم وغير ذلك ولما يعلمون مالهم من سوء المصير؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ﴾.

15- علم الله الغيب وما يستقبل؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا﴾ فنفى أن يقع منهم ذلك، كما قال في آية الجمعة: ﴿ وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا ﴾ [الجمعة: 7].

وهذا إنما هو في الدنيا، أما في الآخرة فإن أهل النار يتمنون الموت، كما قال تعالى: ﴿ وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ﴾ [الزخرف: 77]، وقال تعالى: ﴿ يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ ﴾ [الحاقة: 27].

16- علم الله عز وجل بالظالمين؛ لقوله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ﴾ وهو عز وجل عليم بكل شيء، وإنما خصَّ علمه بالظالمين تهديدًا لهم؛ لأن علمه بهم يقتضي محاسبتهم ومجازاتهم على ظلمهم.

17- أن اليهود أحرص الناس على حياة، فهم أحرص من الذين أشركوا؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا ﴾ حتى يود الواحد منهم أن يعمر ألف سنة؛ لقوله تعالى: ﴿ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ ﴾.

18- حرص المشركين على الحياة لقوله تعالى: ﴿ مِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ﴾.

19- لا فائدة في طول العمر إذا قضي في معصية الله تعالى لأنه لا يبعد من العذاب؛ لقوله تعالى: ﴿ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ ﴾.

20- لا قيمة لطول العمر ما لم يكن في طاعة الله تعالى.

21- إحاطة الله عز وجل وعلمه وبصره بما يعمل الخلق؛ لقوله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴾.
*****
[1] انظر "ديوانه" ص65 .

[2] سبق تخريجه.

[3] انظر: "مقامات الحريري" ص66.

[4] أخرجه مسلم في الزهد (2956)، والترمذي في الزهد (2324)، وابن ماجه في الزهد (4113)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[5] انظر"ديوانه" ص18.



روآية هآدئة 27-01-2022 04:40 AM

جزاك الله خيرا

ديسمبر 27-01-2022 04:53 AM


جزَآك آللَه خَيِرآ علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم
وًجعلهآ فيِ ميِزآن حسًنآتكْ
وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ الفًردوسَ الأعلى ًمِن الجنـَه
حَمآك آلرحمَن

eyes beirut 27-01-2022 10:25 AM

تسلم ايدك ع الطرح
يعتيك العافية

خــــالد 27-01-2022 11:38 AM

جزاك الله خيرا
وبارك بعمرك وعملك
واسعد قلبك بالدارين

عفاف 27-01-2022 12:33 PM

جزاك الله خير الجزاء ..
ونفع بك على الطرح القيم
وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل الا ظله
وعمر الله قلبك بالأيمان
على ما قدمت لنا بنفحات ايمانيه
سررت لتواجدي هنا في موضوعك
حفظك المولى ورعاك..

صمتاً 27-01-2022 11:14 PM

.
.

بآرك الله فيك على جمآل هذا الطرح
وروعة هذه الفرآئد والفوآئد
جزآك الله خيراً
و كتبها الله في موآزين حسنآتك :100:

آريج 28-01-2022 01:54 AM

جزاك الله خير الجزاء
بارك الله فيك ع الموضوع القيم
وآفر الشكر والتقدير:239:

- شقآء. 30-01-2022 11:31 AM

-
,


















طَرْحٌ مُعَطَّرٌ بِرُوحَانِيَّاتٍ قِيمَةٍ
جُزِيَتْ خَيْرَ اَلْجَزَاءِ ... :ff1 (90):
وَرَفْعِ اَللَّهِ قَدْرَكَ , وَجَعْلُهُ فِي مَوَازِينِ حَسَنَاتِكَ :ff1 (210):

حَفِظَكَ اَلْمَوْلَى :ff1 (49):
~

رزان 30-01-2022 12:32 PM

جزآك الله خيراً
وجُعله في ميزآن حسنآتك .


الساعة الآن 03:08 AM

تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2025 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant