الحج يذكرنا باليوم الآخر
لحج يذكرنا باليوم الآخر
ليس كمثله عبادة؛ فقد فرض الله سبحانه الحجَّ في العمر مرةً واحدةً، وهو ركن من أركان الإسلام يتعلَّق بمكانٍ مقدَّس وزمان فاضل وأعمال محدَّدة، أنزل الله سبحانه سورةً كاملةً لهذا الركن لأهميته، ومن العجيب في هذه السورة أن الله سبحانه بدأها بالتذكير بيوم القيامة؛ فقال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴾ [الحج: 1]. هناك تشابه عجيب بين الحجِّ واليوم الآخر؛ فالحاجُّ يخرج مودِّعًا أهلَه، وهذا يُذكِّر بمفارقته لهم حال خروجه من الدنيا، ويجتمع الحُجَّاج في عرفة؛ يقول صلى الله عليه وسلم: ((الحج عرفة))؛ أخرجه أحمد في مسنده، ورواه أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه في السنن، وكذلك يوم الحشر يُحشَر الناس في صعيد واحد: ﴿ فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ * فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ﴾ [النازعات: 13، 14]، ويتطيَّب الحاجُّ قبل لُبس الإحرام، وكذلك يتم تطييب الميت بالطيب عندما يُلَفُّ بالكفن؛ إيذانًا بانتهاء حياته، وبَدء آخرته، ويَحج الناس ورؤوسهم غيرُ مغطَّاة تحت أشعة الشمس، ويوم القيامة تدنو الشمسُ من بني آدم، ليس عليهم ما يحميهم مِن حرِّها، ويكون العَرَق على قَدْر أعمالهم، وكذلك السعي بين الصفا والمروة يُذكِّر بخروج الناس من قبورهم سراعًا: ﴿ يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ ﴾ [المعارج: 43]، وعندما يشرب الناس من ماء زمزم يدور في مخيَّلتهم الشرب من حوض النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، والشيطان يُخزيه الله في هذا اليوم، فيُرجم بالحجارة، وكذلك يوم القيامة يُصيبه الخزي ويَحشره الله إلى جهنم. هناك عوامل أخرى مشتركة غير تلك؛ مثل: كثرة الناس، والزحام والترحال، والتعب، وذلك يذكر بعَرَصات يوم القيامة. ومن الأمور المهمَّة أنَّ مَن حجَّ ولم يرفُث ولم يفسُق خرَج مِن حجه كيوم ولدته أمُّه، ويوم المحشر يُحشر الناس حُفاةً عُراةً كيوم ولدتهم أُمهاتهم؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((مَن حجَّ لله فلم يرفث ولم يفسُق رجَع كيوم ولدَتْه أمُّه))؛ رواه البخاري ومسلم. إن مناسك الحج في أغلبها تذكِّرك بيوم القيامة، كلٌّ يتضرَّع إلى الله سبحانه بالدعاء والتلبية، ولعل في ذلك تذكيرًا لهم بيوم الحساب؛ حتى يحاسِبوا أنفسهم على تقصيرها، فكما أن الحجَّ لا بد له من الاستعداد المبكِّر، فيوم القيامة لا بد من الاستعداد له، ومحاسبة النفس على تقصيرها والعودة إلى الطريق الصحيح، فلا يزال في الوقت متَّسَع؛ فالحاج عندما ينصرف من الحج، فانصرافه يكون إلى أهله وأبنائه، والفارق هذه المرَّة أن الانصراف من اليوم الآخر لن يكون إلى الأهل والأولاد، بل إلى جنةٍ أو نار، وبعد حساب، فلنعد العُدَّة، ونَحزِم الأمتعة، ونمضي في طريق سَوِيٍّ، لنتسامح مع من أخطأنا في حقه، ونتنازل عمن أخطأ في حقنا، ولا شك أن هذه الأيام تُضاعف فيها الأجورُ والحسنات؛ فلنُبادر ولنستغلَّ الفرصة، فهذه الأيام لن تعود، ولعل محاسبتنا لأنفسنا تُسفر عن قراراتٍ ربَّما تغيِّر حياتَنا للأفضل، وتدفعنا لمزيد من الطاعة والقرب إلى الله سبحانه. |
جزآك المولى الجنه
وكتب الله لك أجر هذه الحروف كجبل أحد حسنآت وجعله المولى شاهداً لك لآ عليك لآعدمنا روعتك ولك إحترامي وتقديري |
/
تسلم ابدك ع الطرح يعتيك العافية |
جَزَاكَ اَللَّهُ خَيْر
وَأَحْسَنَ إِلَيْكَ فِيمَا قَدَّمَتْ دُمْتُ بِرِضَى اَللَّهِ وَإِحْسَانِهِ وَفَضْلِهِ |
الف شكـــر لك
على الطرح الرائع اثابك الله الاجر والثواب وجزيت خيرا وجعله في ميزان حسناتك لروحك السعادة |
جزاك الله كل خير
وجعله بميزان اعمالك |
. . بآرك الله فيك على جمآل هذا الطرح وروعة هذه الفرآئد والفوآئد جزآك الله خيراً و كتبها الله في موآزين حسنآتك :100: |
_
، جَزَاكَ اَللَّهُ خَيْر . . . وَأَحْسَنَ إِلَيْكَ فِيمَا قَدَّمَتْ دُمْتُ بِرِضَى اَللَّهِ وَإِحْسَانِهِ وَفَضْلِهِ ~ |
-
بارك الله فيك وجزاك عنا كل خير تقديري. |
جــــزاك الله خيـراً على ما قدمت
جعلـه الله في ميزان حسنـاتك دمت بحفظ الرحمان |
الساعة الآن 11:05 AM |
تصحيح تعريب
Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب