عجبت ممن يخاف وله رب كبير سميع قريب مجيب
عجبت ممن يخاف وله رب كبير سميع قريب مجيب
لنا بالله آمالٌ وسلوى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وعند الله ما خاب الرجاءُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إذا اشتدت رياح اليأس فينا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif سيعقُب ضيقَ شدتها الرخاءُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif أمانينا لها رب كريم https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif إذا أعطى سيدهشنا العطاءُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ((احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء، يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفَرَجَ مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا)). فلا تعجب؛ فالله كريم؛ قال بعض الصالحين: "عجبت لمن خاف، كيف لا يفزع إلى قوله عز وجل: ﴿ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ [آل عمران: 173]؟ فإني سمعت الله جل جلاله يقول بعقبها: ﴿ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ ﴾ [آل عمران: 174]، وعجبت لمن اغتمَّ كيف لا يفزع إلى قوله عز وجل: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87]؟ فإني سمعت الله عز وجل يقول بعقبها: ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنبياء: 88]، وعجبتُ لمن مُكِرَ به، كيف لا يفزع إلى قوله: ﴿ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [غافر: 44]؟ فإني سمعت الله جل وتقدس يقول بعقبها: ﴿ فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ﴾ [غافر: 45]، وعجبت لمن أراد الدنيا وزينتها، كيف لا يفزع إلى قوله تبارك وتعالى: ﴿ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ﴾ [الكهف: 39]؟ فإني سمعت الله عز اسمه يقول بعقبها: ﴿ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا * فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ ﴾ [الكهف: 39، 40]. كن عن همومك معرضًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وكِلِ الأمور إلى القضا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وأبشر بخير عاجل https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif تنسى به ما قد مضى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فلرُبَّ أمرٍ مُسخِطٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif لك في عواقبه رضا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ولربما اتسع المضي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ق وربما ضاق الفضا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif الله يفعل ما يشا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فلا تكن متعرضا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif الله عوَّدك الجميل https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فقِسْ على ما قد مضى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif قال صلى الله عليه وسلم: ((فإن مع العسر يسرًا)، وهو منتزع من قوله تعالى: ﴿ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 7]، وقوله عز وجل: ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 5، 6]. هذا، ومن لطائف أسرار اقتران الفرج بالكرب، واليسر بالعسر، أن الكرب إذا اشتد وعظُم وتناهى، حصل للعبد اليأس من كشفه من جهة المخلوقين، وتعلَّق قلبه بالله وحده، وهذا هو حقيقة التوكل على الله، وهو من أعظم الأسباب التي تُطلَب بها الحوائج، فإن الله يكفي من توكل عليه؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3]؛ قال الفضيل: "والله لو يئستَ من الخلق حتى لا تريد منهم شيئًا، لأعطاك مولاك كل ما تريد". فينبغي للعبد أن يُحْسِنَ ظنَّه بالله، وأن يقوِّيَ يقينه بفرج من عنده سبحانه؛ فهو عز وجل عند حسن ظن عبده به، وأن يبذل أسباب الفرج من الصبر والتقوى، وحمد الله على كل حال؛ قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا * ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ﴾ [الطلاق: 4، 5]. ولرُبَّ نازلة يضيق لها الفتى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ذرعًا وعند الله منها المخرجُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ضاقت فلما استحكمت حلقاتها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فرجت وكنت أظنها لا تُفرَجُ |
الله يعطيك العافية :rose:
سلمت يداك ودام عطائك :rose: |
-
بَارك الله فيك وَ جزاك عنا كل خير دُمتِ بحفظ الرحمن :241:. |
|
|