23-04-2024
|
|
وصف عيني النبي صلى الله عليه وسلم
كان صلى الله عليه وسلم أشكل العينين؛ أي إن عينيه قد أشرب بياضهما بحمرة على الصحيح. قال القسطلاني في المواهب: الشُّكلة - بضم الشين - هي الحمرة تكون في بياض العين، وهي محبوبة محمودة. وقال الزرقاني: قال الحافظ العراقي: هي إحدى علامات نبوته صلى الله عليه وسلم، ولما سافر مع ميسرة إلى الشام، سأل عنه الراهب ميسرة فقال: في عينيه حمرة؟ فقال: ما تفارقه. قال الراهب: هو.
شرح المواهب للزرقاني.
أما ما رواه حرب بن سماك عن جابر بن سمرة رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضليع الفم، أشكل العينين، منهوش العقب. قال شعبة: قلت لسماك: ما ضليع الفم؟ قال: واسع الفم. قلت: ما أشكل العينين؟ قال: طويل شق العين. قال: قلت: ما منهوش العقب؟ قال: قليل اللحم. [1]
فقد قال عنها القاضي: هذا وهم من سماك باتفاق العلماء، وغلط ظاهر، وصوابه ما اتفق عليه العلماء، ونقله أبو عبيد وجميع أصحاب الغريب: أن الشُّكلة حمرة في بياض العين.
ويدل على ذلك ما رُوِيَ عن عليٍّ رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عظيم العينين، هَدِب الأشفار، مشرب العينين بحمرة.
فمعنى قوله: مشرب العين بحمرة. أي: عروق حمر رقاق. وهي من علاماته صلى الله عليه وسلم التي في الكتب السالفة. وقال مقاتل بن حيان رضي الله عنه: أوحى الله إلى عيسى بن مريم: جدَّ في أمري ولا تهزل.. إلى أن قال: صدِّقوا النبي العربي الأنجل العينين[2].
وعن عليٍّ رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أدعج العينين، أهدب الأشفار[3]. وعنه أيضًا قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسود الحدقة[4]. وقال أبو هريرة رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكحل العينين. [5]وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كانت عيناه صلى الله عليه وسلم نجلاوين، أدعجهما، وكان أهدب الأشفار حتى تكاد تلتبس من كثرتها. وعن عليٍّ رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسود الحدقة. دلائل النبوة للبيهقي.
فهذه العين الكريمة قد دعجت في صفاء، ونصع بياضها في رواء، واتسعت في حسن وبهاء، وطالت أهدابها وكثرت حتى كادت أن تلتبس، وكل هذه الصفات تحمدها العرب وتمتدحها، كما أنها صفات جمال عند أصحاب الذوق السليم.
يقول الثعالبي في فقه اللغة عن محاسن العين: من محاسنها: الدعج: أن تكون العين شديدة السواد مع سعة المقلة. البرج: شدة سوادها وشدة بياضها. النجل: سعتها. الكحل: سواد جفونها من غير كحل. الحور: اتساع سوادها كما هو في أعين الظباء. الوطف: طول أشفارها وتمامها. وفي الحديث: أنه كان في أشفاره وطف. الشُّهْلة حمرة في سوادها.
ويقول القلقشندي في ما يستحسن من صفات الجمال: ومنها: حسن العينين، ويستحسن في العين الحور، وهو خلوص بياض العين. والنجل: وهو سعتها، ويقال فيه حينئذ: أنجل. وربما قيل: أعين، ومنه قيل للحور: عين. والدعج: وهو شدة سواد الحدقة. الكحل: وهو أن تسود مواضع الكحل من العين خلقة. [6]
وزان ذلك كله، أجفان صبغت خلقة بسواد ليس مثله سواد، جعل مَن ينظر إليه يحسبه أكحل العينين وليس بأكحل، فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يضحك إلا متبسمًا، وكنتَ إذا نظرت إليه قلت: أكحلَ العينين، وليس بأكحل. رواه أحمد والترمذي.
فقوله: ليس بأكحل. أي: كانت عينه كحلاء من غير اكتحال. قاله القاري، وقال في اللمعات قوله: أكحل وليس بأكحل. الظاهر أن المراد: ظننت أنه اكتحل - أي استعمل الكحل في عينيه - والحال أنه لم يكتحل، بل كان كحل في عينيه. والكَحَل (بفتحتين): سواد في أجفان العين خِلْقَة. والرجل أكحل وكحيل، كذا في القاموس.
ومَنْ وقف عند هذه الصفات وتأملها، يقف على عظيم، فالعين ترجمان القلب، تتحدث عنه بأصدق لسان، وتعبر عما فيه بأبلغ بيان، فهي المرآة التي تعكس ما يطويه القلب من شعور وإحساسات، وما تتزين به النفس من أخلاق وصفات، وما يعتريها من أحوال وانفعالات، والنبي صلى الله عليه وسلم كان صَفِي القلب، رَضِي النفس، مشرق الفؤاد، تعكس عيناه ما يعتري نفسه وقلبه في المواقف والأحداث، إن فرحًا أو حزنًا.
فهذه العين التي أشرقت بنور الإيمان، وبكت من خشية الله وفرط محبته هي التي فرحت بانتصار دعوة الحق، وسُرَّت بانكسار راية الباطل، وهي العين التي ترقرقت فيها دموع الذل والانكسار بين يدي الله سبحانه وتعالى، ولمع فيها شعاع العزة والتعالي على الكفرة والمشركين.
يقول الحافظ العراقي في صفة عينيه:
وَفِي الصَّحِيحِ أَشْكَلُ الْعَيْنَينِ
أَيْ حُمْرَةٌ لَدَى بَيَاضِ الْعَيْنِ
وَلِعَلِيٍّ أَدْعَجٌ وَفُسِّرَا
بِشِدَّةِ السَّوَادِ فِي الْعَيْنِ يُرَى
ويقول أيضًا:
أَدَعْجُ وَالأَهْدَابُ فِيهَا وَطْفُ ♦♦♦ مِنْ طُولِهَا أَوْ غَطَفٌ أوَ عَطْفُ
,wt udkd hgkfd wgn hggi ugdi ,sgl hlgi hgkfn wgd u],n ksHg kwt
,wt udkd hgkfd wgn hggi ugdi ,sgl hlgi hgkfn wgd ugdi u],n ksHg kwt
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|