18-09-2020
|
|
سحرة فرعون
توارثَت الأجيال عبر التاريخ كلمة فرعون، وأصبح لها معنى خاصٌّ يعي الجميع مدلوله وما تَحتويه
هذه الكلمة بمجرَّد نُطقِها من صفات العلوِّ والكبر والعظمة والبطش وتقديس وعبادة الذات
وإذلال الناس، والقضاء على المخالفين والمصلحين؛ إما بالقتل أو السجن او الإبعاد والتشريد.
كل هذه الصفات المظلمة تَرتسم في الذهن مباشرة عندما يُذكر هذا الاسم البغيض: "فرعون".
واجه سيدنا موسى عليه السلام - وهو أستاذ المربِّين والمصلحين - هذا الصَلف وهذا الطغيان
بعلوِّ الإيمان، وثبات كثباتِ الجِبال الراسيات، وتوكَّل على الله سبحانه في كل حرَكاته وسكناته.
أراد فرعون بيان قدرته وجبروته ومَكرِهِ، وتثبيت دعائم ملكه أمام الملأ، فجمع عُتاةَ سحرتِه
من شتى الأقطار لعله يَنتصر في المعركة الفاصلة على سيدنا موسى عليه السلام.
لا شكَّ أن السحَرةَ أتوا بسحرٍ عظيم سرَق ألبابَ الجماهير، وكاد يَحسم المعركة لصالح
فرعون لولا تدخُّل القدرة الإلهية التي ألغتْ هذا الدجل والمكر لدى فرعون وسحرته.
الطغاةُ على مدى العصور يتفنَّنون ويَعملون ليل نهار على تحديد بوصلة الجماهير إلى حيث يُريدون
والأنبياء والمصلحون أيضًا يعملون على مدى التاريخ على توجيه هذه البوصلة إلى وجهتها الصحيحة
إلى خالق الكون، إلى الله، إلى عبادته والخضوع لملكوته سبحانه وإرادته.
فقط هم الدهماء الرِّعاع، وخفيفو العقول، وقليلو العلم، وعُبَّاد الدنيا والشهوات ومعدومو الفطرة
مَن تسحرهم أسلحة فرعون، أما العقلاء النجباء أصحاب الفكر والألباب فتَزيدُهم إيمانًا وتعلقًا بالله سبحانه.
التاريخ يعيد نفسه على مدى الأجيال المتتالية، فتجد أن فرعون يتكرَّر، وأدواته أيضًا
تتكرَّر ولكن بطرق مختلفة، الهدف واحد ولكنَّ الأساليب تختلف من عصر إلى عصر.
علي الغامدي.
spvm tvu,k sdvm
spvm tvu,k sdvm tvu,k
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|