16-05-2021
|
|
المال الحلال
يعشق عمله عشقًا شديدًا، حتى إنه قد يقضي الساعاتِ الطِّوال
وهو يحضِّر له، يعتقد أن إخلاصه وتفانيَه فيه هو طريقه وسبيله للنجاح
في حياتِه، وتحقيق ما كان يحلم به من أهداف.
النقود التي يقبضها جرَّاء عمله، يسعى إلى أن تكون حلالًا
لا يشوبها شكٌّ، فعندما يتعب ويشقى، يُحس براحة عميقة؛ لأنه يجعل
من المال الذي يقبضه جزاءً للعمل الذي يقوم به.
الضمير الذي يقبع في النفس، ينزغه بين الفينة والأخرى، ويدفعه
دفعًا إلى بذل مجهود أكبر، ذلك ما يزيده همَّة ونشاطًا، فيهدف
إلى بلوغ المراتب العليا في فعاليته المرجوة.
لا يقارن نفسه بغيره أبدًا، بل يعد نفسه مميَّزًا، وله شخصيته
المتفرِّد بها، وهذا ما يجعله يأخذ المكانة الخاصة به، والتي تجعله أكثر
ضياء بما يقوم به من عمل مفيد وإيجابيٍّ.
للعمل جانبان: ماديٌّ ومعنويٌّ، وهذا الأخير هو الذي يعشقه، تلك الحرارة
والحماسة وحب العلم الذي يغرسه لدى متعلميه، كأنها عصافير تتلقف بمناقيرها
الصغيرة المعلوماتِ لقمةً لقمةً ورشفةً رشفةً.
يستحلُّ ماله؛ حتى يستمرئ اللقمة التي يضعها في جوفِه، يخشى ويخاف
من أي تقصير يعتريه؛ لأنها مسؤولية، والمسؤولية تكليف قبل أن تكون تشريفًا
فضروري أن يأتي بها في أحسن الأحوال.
الدرس والعلم والمعلومة والتفاعل، ينسى مع ذلك كل المنغصات
فعندما ينتهي دوامُه، تنزل الراحة على قلبه بردًا وسلامًا، فيأخذ راتبَه والسعادةُ
تغمره؛ لأنه تعب فيه وشقي، فيحس بمتعة شديدة؛ لأنه ترك الأثر الذي أراده
في متعلميه، وكان القدوة التي يقتدى بها عن حق.
أسامة طبش.
hglhg hgpghg hg]ghg
hglhg hgpghg
|