رَأَيْتُهَا
ذَاتَ لَيْلَةٍ قَمْرَاءَ
غَيْدَاءَ جَمِيلَةٍ ..
مُبْهِرَةٍ تَسِرْ اَلنَّاظِرِينَ
أَقْسَمَ أَنَّهَا كَانَتْ أَجْمَلَ مِنْ اَلْقَمَرِ
دَخَلَتْ قَلْبِيٍّ دُونَ اسْتِئْذَانْ
مُتَبَخْتِرَةٍ رَاقِصَةٍ
مِنْ أَوَّلِ نَظْرَةٍ ..
اِنْفَتَحَ لَهَا أَبْوَابُ قَلْبِي
اَلْمُغْلَقَةَ مُنْذُ سِنِينَ طَوِيلَةٍ
لَمْ أُقَاوِمْ سِحْرُ عَيْنَيْهَا
لَمْ أَسْتَطِعْ صَدُّهَا عَنِّي
اِنْغَمَسَتْ بِدَاخِلِي ..
بِكُلِّ كِبْرِيَاءَ وَعُنْفُوَانِ وَرَقَةٍ
اِسْتَسْلَمَتْ لِأَمْوَاجِ اَلْحُبِّ تُغْرِقُنِي
وَتَشُدُّنِي نَحْوهَا دُونَ إِدْرَاك
قَطَفَتْهَا مِنْ شَجَرَتِهَا تَذَوَّقَتْهَا
سَلَّمَتْهَا قَلْبِيٌّ وَرُوحِيٌّ
وَأَسْكَنَتْهَا صَدْرِي
مَنَحَتْهَا كُلُّ مَا لِي
مَالٌ وَرَاحَةٌ وَبَيْتُ وَحُبُّ
أُعْطِيَّتِهَا كُلَّ شَيْءِ
فَضْلَتِهَا عَلَى نَفْسِي
فِي كُلِّ شَيْءٍ ...
لَمْ أَرَى نَفْسِيٌّ إِلَّا مَعَهَا
سَحَرَتْنِي بُغْنَجْهَا اَلْأُنْثَوِيَّ
وَدَلَالِهَا اَلرَّقِيقِ
كَانَتْ كَنَدِيَّ اَلصَّبَاحِ
عَلَى أَوْرَاقِ اَلرَّبِيعِ
كَانَتْ كَعِطْرٍ فَاخِرٍ
يَفُوحُ عَبِيرُهَا أَيْنَمَا حَلَّتْ
كَانَتْ كُلُّ شَيْءِ لِي
أَحْبَبْتُهَا وَأحْبَبَتُ اَلدُّنْيَا مِنْ أَجْلِهَا
تَغَيَّرَتْ اَلْحَيَاةُ فِي عَيْنِي
كُلَّ اَلْأَلْوَانِ اَلرَّمَادِيَّةِ
أَصْبَحْتَ أَرَاهَا بِأَلْوَانِ زَاهِيَةٍ
كُلُّ اَلْأَشْيَاءِ اَلْبَاهِتَةِ
أَصْبَحَ لَهَا حَيَاةُ مُختَلِفَة
نَبْضُ قَلْبِي أُصْبُح يَعْزِفُ
مِنْ أَجْلِهَا لَيْلَ نَهَارٍ
يَدُقُّ بِشِدَّةِ عِنْدَ سَمَاعِ
خُطُوَاتِ أقْدَامِهَا
ورُؤْيَتِهَا وَحُضُورِهَا
لَمْ أَعْرِفْ مَاذَا فَعَلَتْ
تِلْكَ اَلْأُنْثَى اَلْغَجَرِيَّةِ بِقَلْبِي
غَيَّرَتْ تَرْتِيبَ اَلْأَشْيَاءِ بِدَاخِلِي
كُنْتَ هَادِئًا كَالْبَحْرِ بِمُنْتَصَفِ اَللَّيْلِ
وَمِنْ بَعْدِهَا أَصْبَحَ اَلْأَمْوَاجَ
يَتَقَاذَفُني وَيَتَرَاقَصُ بِي بِعُنْفِ
لَمْ تَتْرُكْنِي كَمَا كُنْتُ أبداً
أَصْبَحْتَ أُشَارِكُهَا جُنُونَهَا
وَحَرَكَاتِهَا وَمَرَحَهَا
خَرَجَتْ مِنْ قَوْقَعَةِ اَلْأَدَبِ
اَلَّتِي كُنْتُ بِدَاخِلِهَا أُمَازِحُهَا
أعَضٌ خَدًيْهَا فَتَعُضٌنِي
كَطِفْلِ اِشْتَاقَ لِأَيَّامِ شَقَاوَتُهُ
لَمْ تبْقِيَ شَيْئًا إِلَّا وَقَلَبَتهَا رَأْسًا عَلَى عَقِبِ
طِفْلَةٍ هِيَ بِقَلْبِي تُشَاغِبُ
وَتَتَرَاقَّص بِحَرَكَات جُنُونِيَّةٍ
لَايْهِمْهَا أحد ومَاذَا يَقُولُون عَنْهَا
جَعَلَتْ ذَاكَ اَلْإِنْسَانِ اَلصَّامِتِ
اَلْمَلِيءِ بِمَرَاسِمِ اَلْأَدَبِ
يَتَرَاقَصُ مَعَهَا كَالْمَجْنُونِ
وَيُقَلِّد حَرَكَاتِهَا اَلْغَبِيَّةَ
نَعَمْ هَذِهِ حَبِيبَتِي
اَلَّتِي أَحَبَّهَا قَلْبِيٌّ رَغْمًا عَنِّي
اِنْجَذَبَ إِلَيْهَا كَالْمِغْنَاطِيسِ
كَأَنَّنِي وَجَدَتْ نِصْفِيٍّ اَلشَّقِيِّ
اَلْمَفْقُودِ مُنْذُ قُرُونٍ ...
وَقَدْ رَأَيْتُ نِصْفِيٌّ اَلْآخَرِ بِهَا
لَمْ أَتَخَيَّلْ يوماً أَنَّ تَكَوُّنَ شَرِيكَتَيْ
بِهَذِهِ اَلْمُوَاصَفَاتِ أَبَدًا ..
مُخْتَلِفَةً عَنِّي بِكُلِّ شَيِّ
كَأَنَّنِي مَنَّ كَوْكَبُ ..
وَهِيَ مِنْ كَوْكَبٍ آخَرَ
مُخْتَلِفَيْنِ لِأبْعَدِ الحُدُود
بِكُلِّ شَيْءِ ..
إِلَّا فِي حُبِّنَا لِبَعْضِنَا
نَتَسَابَق فِيمَنْ يُحِبُّ اَلثَّانِي أَكْثَرَ
وَلَمٍّ أَرْضَى يَوْمًا
أَنْ يَكُونَ حُبُّهَا لِي أَكْثَرَ
بَلْ أَنَا اَلْأَكْثَرُ مِنْهَا أَضْعَافَ اَلْأَضْعَافِ
حَتَّى أَتَى ذَلِكَ اَلْيَوْمِ اَلْأَسْوَدِ
وَدَخَلَ اَلشَّيْطَانُ بَيْنَنَا
وَأَصْبَحَ يُوَسْوِسُ لَهَا
أَنَّكَ تَسْتَحِقِّينَ أَفْضَلُ مِنْهُ
وَأَجْمَلَ مِنْهُ وُووُو حَتًىَ تَمَكًنَ مِنْهَا
وتَغَيُّرِ كُلِّ شَيْءٍ فِي عَالَمِيٍّ
رَأَيْتُهَا تَتَسَلَّلُ مِنْ دَاخِلِيٍّ
وَتَنْزَوِي وَتَهْرُبُ إِلَى اَللَّامَكَانِ
سَأَلَتْهَا مَا بِكَ يَا نَبْضُ اَلْقَلْبِ
قَالَتْ مَا بِي شَيْءٌ أَنَا بِخَيْرٍ
وَيَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ تَبْتَعِدُ
وَتَهَرُّب مِنْ بَيْنِ أَحْضَانِي
سَأَلَتْهَا مِرَارًا هَلْ بِكَ شَيْءُ ؟؟
هَلْ يَنْقُصُكَ شَيْءُ ؟؟
هَلْ أَغْضَبَكَ شَيْءُ ؟؟
هَلْ هُنَاكَ شَيْءٌ أَزْعَجَكَ مِنَى؟؟
قَالَتْ لَاشَيْءً أَنَا بِخَيْرٍ
وَأَصْبَحَ اَلْهَرَبُ مُنِيَ عِنْدَهَا عَادَةٌ
وَأَصْبَحَتْ كَمَنَ يَنْتَظِرُ قَطَرَ اَلْمَطَرَ
بِأَعْمَاقِ صَحْرَاءَ قَاحِلَةٍ
حَتًىَ جَاءَ يوم وَأَعْلَنَتْهَا بِصَرَاحَةِ
اُتْرُكْنِي وَاذْهَبْ لِطَرِيقِكَ
أَنَا لَا أَصْلُحُ لَكَ
:.
لَمْ أُصَدِّقْ مَا سُمِعَتْ بِأُذُنِي
كَأَنَّنِي كُنْتَ فِي كَابُوسٍ فَظِيعٍ
وَأُرِيدُ أَنْ أُفِيقَ مِنْهُ ..
وَلَكِنِّي صِدِمْتْ أَنَّهَا اَلْحَقِيقَةُ
تَرَكَتْنِي وَحْدِي وَذَهَبَتْ
نَادَيْتَهَا لَمِنْ تَتْرُكِينِي وَحْدِي
لَمْ تَجِبْ وَلَمْ تَلْتَفِتْ إِلَي حَتَّى
كَسَرَتْ قَلْبِي اَلْمَمْلُوءَ بِحُبِّهَا
وَذَهَبَتْ بِكُلِّ كِبْرِيَاءَ كَمَا أَتَتْ
ونَسِيَتْنِي كَمَا لَمْ أَكُنْ يَوْمًا بِقَلبِهَا
:.
تَبًّا لِقَلْبِي اَلْغَبِيِّ هَذَا
كُمٌّ كُنْتُ أَحَمَقَا ..
حِينِ ظَنَنْتُ أَنَّهَا مَنْقَذَتَي مِنْ اَلضَّيَاعِ
وَالْآنِ سَحَقَتْني بِكُلِّ قُوَّةٍ
وَلَمْ تَرْحَمْ نَزْفُي وَأَنِينُ وَجَعِي
تَغَيَّرَتْ أَصْبَحَتْ وَاحِدَةً أُخْرَى
لَمْ أُحِبْهَا وَلَا أَعْرِفهَا
أَيْنَ هِيَ حَبِيبَتِي
أَيْنَ هِيَ نِصْفِيٌّ اَلْآخَرِ
أَيْنَ هِيَ اَلَّتِي كَانَتْ
تَجْعَلُ قَلْبِي يَتراْقُصُ
وَتَجْعَلُ نَبْضِي يَعْزِفُ لَحْنًا
أَوَاهُ يَا قَلْبِي
رَحِمَ اَللَّهُ حَالِكٍ
اصَبْرًا وَتَحَمُّل عَسَى اَللَّهُ يُجْبِرُكَ جَبْرًا
يَتَعَجَّبُ مِنْهُ أَهْلَ اَلسَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
فَوَّضَ أَمْرُكَ لَمِنْ بِيَدِهِ كُلَّ شَيْءٍ
سَامَحَكَ اَللَّهُ يانبْضَ الفُؤَادْ
لَمْ أَنْتَظِرْ مِنْكَ هَذِهِ اَلْقَسْوَةِ
لَمْ أَنْتَظِرْ مِنْكَ هَذِهِ اَلْجَفَاءِ
أَمِنَتْكَ قَلْبِيٌّ وَنَفْسِيٌّ
وَكُلّ مَا لَدَيَّ وَفَضًلتُك عَلَي
وَتَرَكَتْنِي وَحْدِي وَرَحَّلَتْ
وتَرِكَتَيْ لِي حَقَائِبُ خِذْلَانِ عَظِيمَة
وَخَيْبَةِ أَمَلٍ كَبِيرَة عَلَى ظَهْرِي
رَأَيْتُنِي لَا أَلِيقُ بِكَ
وَلَا يَبْلُغُ مَقَامِيٌّ اَلْمُتَقَزِّمِ
مَقَامِكَ اَلْعَالِي بِنَظَرِكَ
طَعَنَتْنِي بِمُنْتَصَفٍ قَلْبِيٍّ
آهٍ مِنْكَ وَمِنْ خِذْلَانِي بِكَ
طَعَنَتْي وَفَائِي وَطَيِّبَتَيْ بِغَدْرِكَ
سَامِحْ اَللَّهِ قَلْبِيٍّ اَلَّذِي أُحِبُّكُ
وَمَا زَالَ يَحْبُكُ بِكُلِّ غَبَاءٍ

30 يناير 2024
رماح

المصدر: منتديات انفاس الحب

---

shlp hggi rgfd hgyfd>>!!!! hlgi hgyfd shgd rgfn

المصدر: منتديات انفاس الحب

---

shlp hggi rgfd hgyfd>>!!!! hlgi hgyfd hgyfd>>!!!! shgd rgfn