عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 30-01-2023
سمو المشاعر غير متواجد حالياً
آوسمتي
لوني المفضل Cadetblue
 إنتسابي ♡ » 1186
 آشراقتي ♡ » Nov 2022
 آخر حضور » 14-06-2023 (10:21 PM)
موآضيعي » 971
آبدآعاتي » 9,600
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  male
 حالتي الآن »
آلقسم آلمفضل  » الآسلامي♡
آلعمر  » 30سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
الاعجابات المتلقاة » 1038
الاعجابات المُرسلة » 656
 التقييم » سمو المشاعر has a reputation beyond reputeسمو المشاعر has a reputation beyond reputeسمو المشاعر has a reputation beyond reputeسمو المشاعر has a reputation beyond reputeسمو المشاعر has a reputation beyond reputeسمو المشاعر has a reputation beyond reputeسمو المشاعر has a reputation beyond reputeسمو المشاعر has a reputation beyond reputeسمو المشاعر has a reputation beyond reputeسمو المشاعر has a reputation beyond reputeسمو المشاعر has a reputation beyond repute
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  
مشروبك   al-rabie
قناتك aljazeera
اشجع arsenal
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 609
تم شكره 1,226 مرة في 718 مشاركة
افتراضي خديجة تورهان والتنازل للأصلح



السلطانة الشابة خديجة تورهان، وهي أم السلطان الطفل محمد الرابع الذي حكم الدولة العثمانية من سنة 1648 إلى سنة 1687م.
قد يُظَنُّ أنه كان من الأقوياء لكونه حكم فترة طويلة، ولكن هذا غير صحيح، فلم يكن له في الحكم شيء، إنما تعود طول فترة حكمه لحكمة أمِّه!
عاشت الدولة العثمانية فترة كئيبة منذ وفاة السلطان سليمان القانوني عام 1566م إلى عام 1656م يعني حوالي 90 سنة عرفت بسلطنة النساء كان فيها الحكم لأمهات أو زوجات السلاطين، والبعض يدخل فترة سليمان القانوني ويجعل سلطنة النساء 130سنة لكن هذا غير صحيح.
بعد فتنة كبيرة عام 1648م صعد الطفل محمد الرابع إلى حكم الدولة العثمانية تحت رعاية جدَّته الشهيرة قسم، وكادت أن تقتله عام 1651م لوضع أخيه من أم أخرى على الحكم لأجل إقصاء خديجة تورهان وحزبها الداعم لها، ولكن انتهى الأمر بقتلها، وانفرد محمد الرابع بالحكم تحت وصاية أمِّه خديجة تورهان، بمعنى أنها صارت السلطانة لدولة عملاقة كالدولة العثمانية تمتد على ثلاث قارات.
عاشت البلاد فترة عصيبة من عام 1651 إلى عام 1656م يعني 5 سنوات تولَّى فيها الوزارة أحد عشر رجلًا مما يعطي فترة ولاية بمتوسط أقل من 5 شهور
تعرَّضت الدولة لهزائم مهينة من الأسطول البندقي، وفقدت عدة جزر في بحر إيجة، ولم يكن غريبًا أن تتفكَّك الدولة في هذه الظروف، أو تُحْتَلَّ من أعدائها الكثيرين.

أشار أحد مستشاري السلطانة خديجة تورهان -وهو رئيس الكتبة محمد أفندي- عليها بمقابلة رجلٍ غير مشهور، هو محمد كوبرولو باشا، وتسليمه منصب الصدارة العظمى! كان محمد كوبرولو باشا رجلًا مُسِنًّا يقترب عمره من الثمانين عامًا، ومتقاعدًا في بيته منذ أربع سنوات! كانت النصيحة غريبة؛ لكنها كانت أمينة! بعد تردُّدٍ وافقت السلطانة على مقابلة الرجل، فكان هذا سببًا في الدخول في مرحلةٍ تاريخيَّةٍ جديدةٍ لها سماتها الخاصَّة جدًّا! وعرفت بالحقبة الكوبرولية (1656-1676م).
فترة محمد كوبرولو باشا (1656-1661)
كان محمد كوبرولو باشا رجل دولةٍ قديم. كان من أصولٍ ألبانيَّةٍ غير مسلمة. أسلم في طفولته في نظام الدوشيرمة، وعمل فترةً في القصر الحاكم، ثم سلاح الفرسان، وترقَّى لاحقًا إلى رتبة باشا، وصار واليًا على عدَّة ولايات، مثل طرابزون، وإيچر، وقرمان، ثم صار وزيرًا لمدَّة أسبوع، أُحيل بعدها للتقاعد لخلافاتٍ مع القصر، وكان ذلك في عام 1652م، قبل هذه الأحداث بسنواتٍ أربع.
كان الرجل مشهورًا بنزاهته، ونظافة يده، ويبدو أن هذه الصفة كانت نادرةً في هذه المرحلة التاريخيَّة! -أيضًا- كان معروفًا بدهائه السياسي، ومهاراته الإداريَّة، وعلاقاته الواسعة، وكاريزميَّته القياديَّة، وقدرته على التأثير على المستمعين له، والمتعاملين معه، وكذلك تميَّز بأسلوبه الحازم الصلب في تسيير الأمور، وهذه الصفة الأخيرة أكسبته عددًا من الأعداء، ومنعته من البقاء قديمًا في منصب الوزير؛ لكنها كانت مناسبةً للظرف الحرج الذي تمرُّ به البلاد.
في مقابلة السلطانة خديجة تورهان لمحمد كوبرولو اكتشفت فيه صفة «الزهد في السلطة»! وهذه صفةٌ أندر من صفة الأمانة في هذا الزمن! لم يكن كوبرولو راغبًا في منصب الصدر الأعظم ولا غيره، ولم ينبهر في لقاء السلطانة بالعرض المطروح عليه؛ إنما على العكس وضع شروطًا لقبوله للمنصب! اندهشت السلطانة من رجلٍ في هذا الزمن يشترط قبل أن «يُمْنَح» أعلى منصبٍ في إحدى القوى العالميَّة آنذاك؛ لكن هذا ما حدث. كان شرط الباشا الرئيس هو أن يُعْطَى صلاحيَّاتٍ مطلقة، فلا يعترض على قراراته أحد، كائنًا مَنْ كان، ولو كان السلطان نفسه! من أعجب الأمور أن السلطانة وافقت على شرط الباشا دون تردُّد؛ بل زادت على موافقتها أمرًا أعجب، وهي أنها أعلنت أن السلطان قد بلغ سنَّ الرشد (14 سنة)؛ ومِنْ ثَمَّ فهي تتنازل عن منصب «نائبة السلطنة»، وتُصبح الصلاحيَّات المطلقة التي طلبها محمد كوبرولو باشا واقعًا فعليًّا قابلًا للتنفيذ! الواقع أن هذه المرأة كانت من أفضل النساء في التاريخ العثماني، وقد انصرفت بعد تسليمها «الأمانة» إلى كوبرولو إلى الأعمال الخيريَّة؛ حيث أسهمت في عدَّة مشاريع كبرى كان لها أكبر الأثر على الحياة الاجتماعيَّة والدينيَّة والثقافيَّة والتعليميَّة العثمانية في هذه الفترة.
استلم محمد كوبرولو باشا الصدارة العظمى في 15 سبتمبر 1656م، وهذه لحظةٌ مهمَّةٌ في التاريخ العثماني؛ لأنها تُحدِّد نهاية الفترة التي عُرِفَت «بسلطنة النساء»؛ حيث انسحبت السلطانة خديجة تورهان من الحياة السياسيَّة بشكلٍ رسميٍّ وواقعي، هذا التاريخ كان بدايةً لفترةٍ سيحكم فيها رئيس الوزراء (الصدر الأعظم) البلاد بشكلٍ كامل، ويُصبح السلطان مجرَّد رمز. ستستمر هذه الفترة إلى آخر القرن الثامن عشر تقريبًا.
ليس من السهل التنازل الفعلي عن القيادة للأصلح
نحن نطلب من المسلمين ألا يتنافسوا على الإمارة للنهي النبوي عن ذلك، ولكن أن توجد الإمارة بالفعل في اليد ثم يتنازل عنها الإنسان للأصلح، فهذا تجرُّد عظيم.
فعل هذا الحسن رضي الله عنه عندما وجد أن الأمة ستجتمع على معاوية، ولا تجتمع عليه مع فضله، فتنازل له على الحكم لأن هذا أصلح للأمة، ومن هذا المنطلق وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه سيد.
روى البخاري عن أَبِي بَكْرَةَ: رَأَيْتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى المِنْبَرِ وَالحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى جَنْبِهِ، وَهُوَ يُقْبِلُ عَلَى النَّاسِ مَرَّةً، وَعَلَيْهِ أُخْرَى وَيَقُولُ: «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ»[1].
الأصلح ليس بالضرورة أن يكون هو الأفضل في التقييم الشخصي للأفراد، ولكنه الأقدر على أداء المهمة.
ليس هذا منطبقًا على الإمارة العظمى فحسب، بل على كلِّ إدارة أو قيادة، وهذا صعب، ويحتاج إلى نفوس خاصة.
رحم اللهُ خديجة تورهان، فقد جعلها اللهُ بموقفها القدوة سببًا في استمرار مسيرة الدولة العثمانية عدة قرون أخرى![2].
[1] البخاري: كتاب الصلح، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي رضي الله عنهما (2557).



o]d[m j,vihk ,hgjkh.g ggHwgp gglwgd ,hgj,hwg




o]d[m j,vihk ,hgjkh.g ggHwgp gglwgd j,vihk o]d[m ,hgj,hwg




 توقيع : سمو المشاعر

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ سمو المشاعر على المشاركة المفيدة:
 (31-01-2023)