وقف طويلاً أمام متحف حروفه
ينظر لبصمة المعنى.... وإلى عباراته
ومعاني كلمات ربما لن يفهمها غيره
لوحاتٍ من حروف رسمتها أنامله
بقت معلّقة على جدران ... قلبه
وسال من ألم حروفها حبراً لم يجف
كتبها في أناسٍ لا يعلمون عنه شيئاً
ورحلوا دون أن يهتموا به ... وبحرفه
لكن بقاياهم بقت على جدار متحفه
إنها مجرد حروف إرتوت بحسرة صاحبها
حروفاً صرخت بجوفه تعاتب عالماً لم يهتم
وأناساً لم يقرأوا جرحاً كتَبهُ .... فقْدُهم
لا يعلمون عن أثره ولا عن جراحهم له
ولم تكن تلك الجراح سوى غياب حلّ بهم
غياباً لم يشعروا أن له تأثيراً على أحد
وربما لا يعنيهم هذا الأحد أو قرأوا له
أو حتى تحدثوا معه يوماً ... أو يعرفونه
وأحياناً يسأله الزمن .... من أولئك ؟!
وماذا يعنون لك ولماذا يبكيهم قلمك
أستجمع صبري وأهمس عتباً للرحيل
حين لم يتركهم يضعون رحالهم داخل
متحفٍ مظلم لا أرى فيه سوى الحروف
وملامح بشر عشت معهم في منتدى
أقرأ لهم وأسامر طيفهم ... ثم يرحلون
غير آبهين بإنسان شعر أن المنتدى بيتاً
ومن يسكن فيه لا ينبغي أن يغادره
لكنهم رحلوا ويبقى نبض بين غيابهم
وجدد قادمون يمكثون به ثم يغادرونه
ويعيش نبضاً كطفل يفتقد أهل منتدى
عاش معهم وارتوى حروفاً ليست له
كطفل تائه يبحث عن الباقين هناك
يرجوهم ألا يرحلوا فلا يسمع له أحد
ولا يهتم به من يمر به أو بحرفه
وربما لا يشعرون أن معاناة نبض ...
هي فيما يظنه أن أيام المنتدى ... حياته
يعيش مرحها ومعناتها وغيابهم
ولا يأبه به أحد ... حتى وجد عند بابه رساله
وينك؟! ..... فقدنا حضورك .... قرأها طويلاً
وكثيراً وتأكد من أسمه على ظرف الكتاب
نزلت من عينه دموع حبسها من سنين
ويتساءل : هل يشعر بنا أحد .... أو يهتم
هل يقرأون حرفي وهل حقاً يفتقدونه
ولماذا حين أسكن المنتدى أصبح رجلاً آخر
أو طفلاً صغيراً يستجدي شيئاً لا يعرفه
وما إن أخرج من المنتدى وأعيش حياتي
يختفي نبضاً وحرفه المنكسر وأبدو سعيداً
وكأن السعادة لا تعرف غيري وأغدو مرحاً
كأنما حيزت لي الدنيا بكل جمالها ... لكن
شيئاً غامضاً يجلبني للمنتدى كشخص آخر
يعيش مع أناس يحب التعايش الخفي معهم
ويحزن حين يرحلون عنه أو يهمشوا تواجده
ويصدمه أنه مرّ عابراً ورحلوا عنه حتى كسرت
تلك الحروف التي وصلته وكأنها تقول :
لا تبقى يا نبض منبوذا تكتب في كل منتدى
ثم ترحل معاتباً أن من عشت معهم في المكان
لم يسمعوا بك أو يهتمون ... وتدخل يا نبض في
عتابٍ مع نفسك ما الذي تريده بالضبط
فأنت لا تعرف أحداً ولا تريد إزعاج أحد
ثم تمضي بك السنين لا يسأل عنك أحد
وفي يوم وقبل أن ترحل للأبد تأتيك رساله
تعيد كل شيء وتضاء أنوار متحف حروفك
وتشعر أن وجود حرفك له قيمه
وينزرع أمل بمجرد كلمات قرأتها كثيراً
فقدنا حضورك .... عساك بخير
,dk; ?! >>> ush; fodv fddv ?
,dk; ?! >>> ush; fodv fddv ush; ,dk; ?