عرض مشاركة واحدة
قديم 02-01-2023   #3


الصورة الرمزية رآجہل مہتمہيہز

 إنتسابي » 1207
 آشرآقتي ♡ » Dec 2022
 آخر حضور » 27-03-2024 (08:03 AM)
موآضيعي » 85
آبدآعاتي » 83,375
 حاليآ في » أعلى نقطه منكم ..!
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »  male
 حالتي الآن » ♞لَا يشبهنى إلَّا أَنَّا •●
آلقسم آلمفضل  » الأدبي♡
آلعمر  » 34سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مطلق 😔
الاعجابات المتلقاة » 2319
الاعجابات المُرسلة » 1645
 التقييم » رآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك pepsi
قناتك max
اشجع ۆ̲ف̲آ̲ت̲ ق̲ط̲آ̲ر̲ آ̲ل̲ع̲م̲ر̲
سيارتي المفضلةBMW
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  
мч ммѕ ~
MMS ~


آوسمتي

رآجہل مہتمہيہز غير متواجد حالياً

افتراضي




(3)
ثمينةٌ جدًّا الساعات القلائل التي يقضيها إبراهيم عبده في القاهرة. تأبطت شقيقته عليات ذراعه، وهو في بذلته العسكرية ومضيا يشقَّان الطريق وسط خضمٍّ هائل من البشر تحت فيضٍ متدفقٍ من الأضواء. وكان يشبهها لدرجةٍ محسوسة، بعينَيه العسليتَين خاصة، ورغم ما بأنفه من فطسٍ خفيف، وما في شفتَيه من دسامة، وما في بنيانه من متانة. وكان يلتهم كل شيء بحواسه، ويتلقَّى سيلًا متواصلًا من المشاعر، ويدخل أحيانًا في وجودٍ غريبٍ عابرٍ بين الواقع والحلم، أو يتردد مع خواطره بين الواقع والحلم. وسألته أخته: كيف تجد الليلة صدمة الانتقال من باطن الأرض المزلزلة بالانفجارات إلى دنيا القاهرة الثملة بالصخب؟

وكانت تستعيد كلماته القديمة بالحرف، ولكنه أجاب بلا اكتراث: أصبحت عادة.

– وامتعاضك العتيد؟

فأجاب بنفس اللهجة: أصبح عادة أيضًا.

ثم وهو يبتسم: الموت نفسه أصبح عادةً يومية.

فسألته برقَّة، وهي تتفادى من شابٍّ ينطلق كالصاروخ: كيف تريد لنا أن نعيش؟

– لا أريد تغيير نظام الكون، أريد فقط أن أشعر بأنني أُستقبَل بين أصدقائي استقبال العائد من جبهةٍ مشتعلة في سبيل الدفاع عن الوطن.

فلاذت بالصمت، فمضى وهو يقول: لا أعني تكريمًا أو هتافًا. أطمع فقط في شيءٍ من الاهتمام والجدية.

– ولكن لا حديث للناس إلا الحرب!

– … دون المستوى المطلوب.

فقال بعد تردد: لهم بعض العذر!

– اللعنة .. مهما كان، مهما يكن، فالموت شيءٌ حقيقي!

فضغطت على ذراعه، وقالت: لا تسمح لشيءٍ بأن يفسد عليك ساعةً طيبة .. نتناول بعض الشطائر، ثم نذهب إلى السينما.

فلم يعارض، ولكنه قال: غريب أنني لم أعرف خطيبك مرزوق من قبلُ!

– ألا يعجبك؟

– شكله لطيف، ولكن أخته ألطف!

فنظرت إليه باهتمام وهما يقفان في ظل عند مشرب قهوة على الناصية، وتساءلت: سنية؟

– أجل، أظنها صديقتكِ؟

– جدًّا، سبقتْني بعام، وهي موظفة بالإصلاح الزراعي. الظاهر أنها أعجبتك؟

فقال بيقين: جدًّا!

فضحكت عليات وتساءلت: حب من أول نظرة؟

فقال ضاحكًا: أعتقد أني نلت منها مائة نظرة!

– كل ذلك من وراء ظهورنا؟

– المهم …

ولما سكت تساءلت: المهم؟

– أهي لائقة كزوجة؟

– ما شروط اللياقة في نظركَ؟

– نحن كما تعلمين أسرةٌ محافظة!

– أعترف بأنكَ متشبع جدًّا بأبي.

– تهمني الأخلاق.

فلفتته إلى إعلانٍ سينمائيٍّ فاضح، يوشك أن يكون مضاجعة، وقالت محذرة: اخفض صوتك!

– أنتِ نفسكِ محافظة في الناحية الأخلاقية على الأقل.

– أشكر لكَ حسن ظنك!

– والآن خبريني؟

فقالت بضيق: ما أعرفه عنها يشهد بأنها ممتازة.

– لا أحب أن أقلق.

فضحكت، ولكنها قالت بعطف: لا يجوز أن يقلق جندي لأسبابٍ تجيئه من المدينة!

وانطفأت الأنوار بغتة، كأنما ماتت بسكتةٍ؛ فغرق الطريق في ظلامٍ دامس. وهللت هتافاتٌ شابة مهرجة في عبثٍ ومجون، وصرصرت آلات التنبيه بالسيارات. توترت أعصاب إبراهيم، واجتاح رأسه أصداءُ أوامرَ خاطفةٍ بالاستعداد والقبوع في المواقع، ولكن جاءه صوت عليات ناعمًا، وهي تقول: تنطفئ الأنوار كثيرًا لأسبابٍ مجهولة.

فاستردَّ راحته، وقبض على يدها، فتراجع بها، حتى لامس ظهراهما جدار المشرب، وسألها: أيطول ذلك؟

– من دقيقة لساعة. وأنتَ وحظك!

وسرعان ما ألِفت عيناه الظلام، فرجع يسألها: بمَ تنصحينني؟

– ننتظر حتى يعود النور.

– أعني سنية!

فضحكت قائلة: سنية .. تزوجها إن كنتَ تحبها.

– الحب ليس المشكلة!

فسألته ساخرة: بمَ نحكم عليك لو أخذنا بماضيك؟

– ليس الرجل كالمرأة!

فضربت الأرض بقدمها غيظًا، ولكنها لم تنبس، فعاد يقول: لا تريدين أن تعطيني رأيًا قاطعًا!

فقالت بحدة: قلتُ إنها ممتازة، فتزوجها إن كنتَ تحبها.

– سأقابلها صباح الغد.

فضحكت عليات وتساءلت: لماذا يطفئون الأنوار إذا كانت أمهر المؤامرات تدبر في رابعة النهار؟


 توقيع : رآجہل مہتمہيہز



رد مع اقتباس