عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-2023   #23


الصورة الرمزية رآجہل مہتمہيہز

 إنتسابي » 1207
 آشرآقتي ♡ » Dec 2022
 آخر حضور » 27-03-2024 (08:03 AM)
موآضيعي » 85
آبدآعاتي » 83,375
 حاليآ في » أعلى نقطه منكم ..!
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »  male
 حالتي الآن » ♞لَا يشبهنى إلَّا أَنَّا •●
آلقسم آلمفضل  » الأدبي♡
آلعمر  » 34سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مطلق 😔
الاعجابات المتلقاة » 2319
الاعجابات المُرسلة » 1645
 التقييم » رآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك pepsi
قناتك max
اشجع ۆ̲ف̲آ̲ت̲ ق̲ط̲آ̲ر̲ آ̲ل̲ع̲م̲ر̲
سيارتي المفضلةBMW
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  
мч ммѕ ~
MMS ~


آوسمتي

رآجہل مہتمہيہز غير متواجد حالياً

افتراضي



(20)
وقفت السيارة أمام عش سقارة. غادرها في وقتٍ واحد الأستاذ حسن حمودة ومنى زهران. مضيا إلى خميلة في الناحية الجنوبية من الحديقة، فجلسا تحت مصباحٍ خافت يرسل نورًا أزرق من خلال أوراق اللبلاب. جميلة كعادتها، ولكن ثبتت في أعماق عينيها نظرةٌ حزينة. وكان يعتبر أنه تخطى العقبات الأساسية، فتبدَّى مرحًا بقامته الطويلة، وبشرته العميقة السمرة، وثقته بنفسه التي تلازم حركاته وسكناته. ونظر إليها طويلًا. وجعل يبتسم وكأنما يدعوها إلى الابتسام أيضًا. وقال وهو يتنفس بعمق هواء الليل المعبق بروائحَ نباتية: المكان هادئ، بعيد عن الدنيا، ينتمي إلى عالمٍ آخر.

فهمست: نعم.

وشعرت بأنها جاوزت الحد في الاعتراف بالسعادة، فاستدركت: ولكنا نحمل في قلوبنا هموم العالم الأول.

– لكِ نصيب موفور من الهموم، ولكنكِ لست أتعس مَن على سطح الأرض، هل تدركين معنى خسارة ألف فدان في ثانيةٍ واحدة؟ ومصرع أبٍ مهيب بأزمةٍ قلبية، وتلويث سمعة أسرةٍ كبيرةٍ كريمة شاركت في حياتنا الوطنية منذ الثورة العرابية؟

وترددت وقتًا قبل أن تتساءل: ترى ألا تعلم بأنني لا أعد صديقة للإقطاع؟

فابتسم بسماحة وقال: لا يدهشني ذلك بطبيعة الحال، فأنتِ من جيل الثورة، ولكن لعلكِ لا تعدين نفسك عدوة لثورة الطلبة؟

– هذا أمرٌ مختلف.

– ليكن، ولنعد إلى همومكِ الحقيقية، فأقول لك ألَّا ذنب عليكِ مطلقًا!

– ولكننا كما ترى، أما هو …

فقاطعها بقوة: أكرر ألا ذنب عليكِ!

وأدنى وجهه حتى انعكس الضوء الخافت على جناحي أنفه، وقال: ستظل القبور مكتظة، وكذلك المستشفيات، ولن يمنعنا ذلك من أن نأكل ونشرب ونتزوج!

وتنهدت بصوتٍ مسموعٍ وتمتمت: كنا على وشك الهجرة!

فقال ضاحكًا: شد ما تمنيتُها، ولكن بلا أمل، وعلى أي حال، فخيرٌ لنا أن نختار موضوعًا آخر للحديث.

فواصلت حديثها بإصرار: وقيل لنا تفكران في الهرب، وسفينة الوطن تواجه الشدائد؟

– آه .. أعترف لكِ بأنني نشأت وطنيًّا، ولكنني لم أعد أبالي شيئًا، ساعديني من فضلك على تغيير الموضوع.

– ألا يهمكَ أن ينتصر الوطن؟

فضحك يائسًا، وقال: يهمني أن نعيش في سلامٍ وسعادة، فإن تحقق ذلك عن طريق النصر فأهلًا به وسهلًا، وإن تحقق عن طريق الهزيمة فأهلًا بها وسهلًا.

فنظرت إليه بذهولٍ وقالت: لا أفهم!

– لكِ العذر، ولكني جئت بكِ إلى هنا لأني أحبكِ.

الواقع أنه كان يريد أن يقول أكثر من ذلك، وفي الموضوع الذي يتهرب منه. وقال لنفسه: لا مهرب من السياسة، فهي كالهواء. وقال: لو أنهم انتصروا في حرب يونيو، فماذا كان يفعل أمثالنا؟ فالهزيمة رغم شرِّها لا تخلو من بركة للمغلوبين على أمرهم!

صمتت منى. خُيِّل إليه أنها لا تستطيع هضم قوله، وأراد أن يؤكد رأيه بنغمةٍ جديدة، رقيقة نوعًا، فقال: الوطن هو الأرض التي يسعد فيها الإنسان ويكرَّم.

– وهل نسعد ونكرَّم إذا هزمتنا إسرائيل؟

فلم يستطع أن ينبس بكلمة. فنفخت في ضيقٍ وقالت: على أي حال، فلن أرميك بحجرٍ ما دمت قد عزمت يومًا على الهجرة؟

وجاء النادل متمهلًا، فأمر — بعد مشاورة — بزجاجة بيرة وحمام مشوي، ثم قال بعد اختفاء الرجل في ظلام الحديقة: لقد رُميتُ بألف حجر!

ثم قال بنبرة وعظٍ وإرشاد: كلما اشتد البلاء حُقَّ للإنسان أن يتفانى في البحث عن السعادة.

– رأيٌ غريب!

– ولكنه طبيعي وحقيقي، ولا شيء كالهم يمتصُّ من السعادة رحيقها الشهي!

فقالت منى بأسف: لي صديقتان عزيزتان، توقفت مشروعات سعادتهما بسبب الحرب!

وساءل نفسه: كيف نتملص من هذه اللعنة؟ وروت له مأساة عليات وسنية، وهو يتظاهر بالانتباه والاهتمام. وقال لنفسه: إنها شديدة المراس، ولكنها ستكون زوجةً ممتازة، ولكن ماذا أبغي من ورائها؟ لا حنين إلى الأبوة ولا إلى الاستقرار، ولا إلى الخلود، ولكني أريد الحب! ورفع قدحه وهو يقول: في صحة زواجنا القريب!



 توقيع : رآجہل مہتمہيہز



رد مع اقتباس