عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-2023   #8


الصورة الرمزية رآجہل مہتمہيہز

 إنتسابي » 1207
 آشرآقتي ♡ » Dec 2022
 آخر حضور » 27-03-2024 (08:03 AM)
موآضيعي » 85
آبدآعاتي » 83,375
 حاليآ في » أعلى نقطه منكم ..!
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »  male
 حالتي الآن » ♞لَا يشبهنى إلَّا أَنَّا •●
آلقسم آلمفضل  » الأدبي♡
آلعمر  » 34سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مطلق 😔
الاعجابات المتلقاة » 2319
الاعجابات المُرسلة » 1645
 التقييم » رآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك pepsi
قناتك max
اشجع ۆ̲ف̲آ̲ت̲ ق̲ط̲آ̲ر̲ آ̲ل̲ع̲م̲ر̲
سيارتي المفضلةBMW
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  
мч ммѕ ~
MMS ~


آوسمتي

رآجہل مہتمہيہز غير متواجد حالياً

افتراضي



(6)
وخيم الهدوء الشامل على مقهى الانشراح، فلم يندَّ عنه إلا قرقرة النارجيلة المتقطعة. وكان عشماوي يتناول عشاءه — رغيفًا وطعمية — عند الباب، أما عبده بدران فجلس على مبعدةٍ يسيرة من حسني حجازي متحفزًا للحديث أو لتقديم أي خدمة. وتساءل حسني حجازي في نفسه: كيف يواجه رجل مثل عبده بدران أعباء الحياة الفاحشة الغلاء بأسرته الكبيرة؟ كيف تتوازن ميزانيته المحدودة، ولو اقتصر الطعام على الخبز، والكساء على مخلفات سوق الكانتو، والمسكن على بدروم؟ وأولاده مع ذلك تلاميذ في المدارس، واثنان منهم — إبراهيم وعليات — أتمَّا تعليمهما الجامعي، فأي معجزة تمارس في غفلةٍ من المؤمنين! وقال إن ما ينفقه في ليلةٍ يكفي لإعالة أسرة بضعة شهور، ومع ذلك فهو لا يخلو من تذمر، وإذا مرَّ شهران دون عمل في فيلمٍ طويل أو قصير تولَّاه القلق، فماذا يكمن وراء نظرة عم بدران الثقيلة الهادئة؟! وأقنعته عليات بأنها تحافظ على المظهر اللائق بفتاةٍ جامعية بفضل النقود التي تربحها من الترجمة، فصدَّق الرجل الطيب، ولم يخطر بباله أن نقوده هو ضمن النقود التي تسهم في تربية كريمته! آه .. يوم عرف عليات عرف أنها كريمة عم بدران، وداخله قلق، وشيء من مناقشة الضمير، ولكنه قتل وساوسه بعقله البارد. وقال إنه لا يؤمن بذلك كله. ولم يتزعزع احترامه لعليات. وقال: عليهم اللعنة، فهم يقبلون الضيم والظلم والاستعباد، وينقلبون أسودًا فاتكة في وجه الحب واللهو.

وهمَّ أن يسأل عم عبده كيف يواجه الحياة، ولكنه سرعان ما أقلع عن فكرته، خشية أن يفسد عليه هدوء جلسة نصف الليل، أو أن يشجعه سؤاله على استجداء مساعدة، أو طلب سلفة. ولما طال صمت الأستاذ قال عم عبده بدران: تمت خطبة إبراهيم وسنية أخت مرزوق.

علم بذلك في حينه، فأتحف العروس بهبةٍ ماليةٍ كما أتحف عليات من قبلُ، ولكنه قال: ليحفظ اللهُ العريسَ ويُسعد العروسَ.

– ناس طيبون وعلى قدِّ حالهم مثلنا، وهي موظفة بالإصلاح الزراعي!

فجاء صوت عشماوي من عند الباب قائلًا: لا تعجبني المرأة الموظفة!

فقال له عم عبده بدران: جميع بنات درب الحلة تلميذات والكبار منهن موظفات.

فقال العجوز بسخرية: ولو!

– لو كانت لك بنتٌ لتغيَّر رأيك.

فقال بفخار: أنجبتُ أربعةً كلهم ذكور!

ولكن حسني حجازي يسمع لأول مرة عن أبناء عشماوي، فسأله: ماذا يعملون يا عشماوي؟

– اثنان بين الخمسين والستين في المذبح.

ثم بفتور: الثالث قُتل تحت الترام، والرابع في السجن!

وصمتوا دقيقةً إعرابًا عن التأثر والتأمل، ثم سأل الأستاذ حسني عم عبده: وهل يتزوج إبراهيم في أول فرصة أو يؤجل ذلك لوقت السلم؟

– هذا شأنه، أنا أتمنى أن يتزوج اليوم قبل الغد، ولكن متى تنتهي الحرب؟

– من يدري يا عم عبده!

– حقًّا من يدري، إنهم يعانون معاناة الأبطال.

– هذا حق.

– ومع ذلك فلا يهتم بهم أحد!

– كلا، ليس هذا صحيحًا، المسألة أن الناس لم يتخلصوا بعدُ من مرارة الهزيمة.

وجذب حديثُ الحرب عشماوي من الخارج إلى الداخل، فجاء بهيكله الضخم، وهو يقول: ولكن الله سينصرنا في النهاية!

فقال حسني حجازي: قل إن شاء الله.

فقال عشماوي: كل شيء بمشيئته، لا بد أن نهزمهم وإلا فقل على الدنيا السلام.

فسأله حسني: وإذا انتهى الموقف بحلٍّ سلمي؟

فهتف العجوز الأعمش: أعوذ بالله!

وأراد أن يدلل على قدرة الله، فقال: ربك كبير، أتصدق أنني ضاجعت الولية ليلة أمس مرتين؟

فذُهل الأستاذ حسني وهتف: مرتين؟!

– وحق كتاب الله!

– عوفيت .. عوفيت يا عشماوي!

– فلا تيئسوا من رحمة الله!

وضحك حسني عاليًا، ونظر صوب عبده بدران، فأحنى رأسه مصدقًا! وعاد عشماوي يقول: لم حصل ما حصل؟ لأننا خسرنا الدين والأخلاق!

وقال حسني لنفسه: ولكن ما الأخلاق؟ أزمتكم الحقيقية أنكم في حاجةٍ إلى أخلاقٍ جديدة!


 توقيع : رآجہل مہتمہيہز



رد مع اقتباس