تخرجت من الجامعه/ تخصص علم النفس وتعيّنت
بمستشفى الأمراض النفسيه ... فأحدث ذلك قلقاً
لمن حولها خشية أن تنعكس معاناة المرضى إليها
ورغم تخوّفها من الوظيفة المزعجة لها ... غير
أنها قررت خوض هذه التجربه رغم مرارتها عليها
وتجوّلت بالمستشفى وزارت أقسام المرضى وبكت
للحالات التي رأتها هناك ... وانزعجت من معاملة
العاملات والطبيبات ومسئولي إدارة المستشفى
وقسوتهم على المرضى بداخله ... حتى وإن كانوا
مزعجين فهم لا يدركون أنهم مزعجين وشعر أهل
جمانه أن تصرفات أولئك المرضى بدأت تنتقل إليها
وناشدت الأم زوجها لينقلها لمستشفى آخر أو يسافر
معها للخارج لتدرس هناك ... ولكنها رفضت هذا الشيء
وتحدّث إليها والدها كثيراً بهذا الخصوص وبدأ يشعر
بعزلتها ولم يكن يعلم أن فتاته منشغلة بالكتب الأجنبية
المتخصصة في الطب النفسي التأهيلي لمرضى الإعاقة
النفسية وهم فئه من المرضى الذي ولدوا بضعف ذهني
نتيجة نقص التغذيه أو تعرض إحدى الوالدين لإنتكاسة
نفسية حادة لم يتم عرضها على الطبيب ونتج عن ذلك
ولادة طفل معاق ذهنياً أو أن الأم كانت تتعرّض لصدمة
عنيفه من قسوة معاملة أدى ذلك لتعرّض مولودها لخلل
في مسببات الإضطراب النفسي وسبب له أن يولد بهذا
الداء ولم يحسن والده في الإستعجال في معالجته وربما
مارسوا معه العنف مثل ان يتم ضربه لكي يسكت أو أن
يجبر على النوم أو يسمع الصراخ خلال رضاعته ...فبدأت
جمانه تشعر أنها في عالم بائس وقاتل ظالم إنعكس
على ملامحهم الموجعه مما جعلها تعصر قلبها الرحيم
ليفعل لهن أي شيء ... وتعجبت أن هناك مريضات هنّ
أكثر ذكاء ممن هن خارج المستشفى وتم جلبهن
إليه بسبب خوفهن من البيئة التي يعشن بها فتدّعي
الجنون لكي يتم إبعادهن عنهم ثم يصابهن الجنون بسبب
المرضى النفسيين من الطاقم الطبي وهو ما قالته لها
فتاة جميله وهادئه لكنها أدمنت على علاج نفسي ساهم
أولئك الأطباء بحقنه في دمها بعد أن إكتشفوا أنها لا
تتناوله وفي هذا العالم العجيب والسيء والمخزي حين
أدركت أن ثلاثة أرباع المرضى كان بإمكانهن أن يشفين
من أمراضهن النفسيه لكن التعاون القبيح بين موردي
الأدوية النفسيه وأطباء المعالجة النفسيه أبقى المرضى
طويلا كمرضى خطر يتوجب معالجتهم وفي أحد الأيام
توفيت مريضه نفسيه عن عمر يناهز السبعين بعد أن
إتهمها أبناءها طامعين في ثُمن الإرث الخاص بأمهم
وكانت تلك العجوز تجلس ممسكةً يد جمانه وتتحدث
إليها وهي تمسح بكفها على كفّ جمانه فنقلت لإحدى
الطبيبات فعل هذه الكبيرة في السن وتقول: إنها
تسحرني بكلامها الجميل وكأن حركة يدها هو السحر
الذي يجعلها تتحدث وأنا صامته لا أقوى على مقاطعتها
حتى تنتهي ... ولكن مع كل هذا الضجيج الذي يدمي
قلب جمانه ... تبدأ أزمة أخرى في البلد بمظاهرات الشعب
للإنقلاب على رئيس الدوله فبادر الأخير بإستخدام العنف
المسلّح ضد أبناء شعبه وتتدخّل الدول بين مؤيد لبقاء
رئيس الدوله وبين معارض لذلك وتتسع دائرة العنف
وتبدأ جمانه تسمع طلقات النار وتفجيرات كبيره بالعاصمة
ويتم إغلاق المستشفى بمن فيه وسرعان ما يتم إستهداف
مناطق عسكريه قريبه من المستشفى فتنظر جمانه من
نافذة المستشفى وترى هروب حراس وأطباء المستشفى
بينما لا يعلم أولئك المرضى بما يحدث حولهم والغريب
أنها بدأت تشاهد من النافذة من يجرّ فتيات مرضى من
المستشفى لإخراجهم وإركابهم في سيارات لا يعلم لمن
تكون تلك السيارات فيسقط صاروخ مدمّر على سقف
المستشفى في إنفجار قوي يصمت بعده كل شيء دون
أن يأبه أحد بأن من يتعالج هنا ليسوا مجانين بأكثر من
خارجه ولم يسأل أحد عن رحيل جمانه التي تعهدت أن
تنظف بنفسها هذا المستشفى من سوء إدارته لكنها
لم تعلم أن رسالتها تمزقت تحت أقدام من ينسبون إلى
فئة العقلاء .... إنتهت القصه تحيتي لكم
vshgi gl j;jlg >>>> (pwvd frgld) frgln dEv]
vshgi gl j;jlg >>>> (pwvd frgld) >>>> gl frgln frgld) j;jlg dEv]