عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 24-01-2024
غيمہّ فرٌح متواجد حالياً
Saudi Arabia    
آوسمتي
لوني المفضل Azure
 إنتسابي ♡ » 420
 آشراقتي ♡ » Jan 2020
 آخر حضور » منذ 53 دقيقة (02:23 PM)
موآضيعي » 7393
آبدآعاتي » 500,182
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلقسم آلمفضل  » الآسلامي♡
آلعمر  » ❤
الحآلة آلآجتمآعية  » » ❤
الاعجابات المتلقاة » 20529
الاعجابات المُرسلة » 12972
 التقييم » غيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond repute
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع valencia
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 11,723
تم شكره 14,147 مرة في 7,660 مشاركة
Q54 أثر الصدقات في تقوية الإيمان



أثر الصدقات في تقوية الإيمان


1 - الإيمان يزيدُ وينقُصُ:
من عقيدة أهل السنة: أن الإيمان يزيدُ وينقُصُ؛ يزيدُ بالطاعات، وينقُص بالمعاصي والسيئات؛ قال تعالى: ﴿ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا [المدثر: 31]، وقال سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ[محمد: 17]، فإذا وجد الإنسان في إيمانه نقْصًا، وفي نشاطه فتورًا، سارع بتقوية إيمانه بالزيادة في الطاعات، والمسارعة في الحسنات؛ فيُكثر من صلاة النوافل لا سيَّما قيام الليل، ويُكثر من صيام النوافل كالاثنين والخميس، ويُكثر من الذكر وتلاوة القرآن، ويهتمُّ ببر الوالدين وصلة الأرحام، ونحو ذلك ممَّا يُقوِّي الإيمان، ويُقرِّب العبدَ من الرحمن.

ومن هنا جعلتُ عنوان هذه الخطبة: (أثرُ الصدقات في تقوية الإيمان).
وسوف نتناول فيها ثلاثة أمورٍ:
1 - فضل الصدقات.
2 - شروط قبول الصدقة.
3 - صدقات الفقراء.

أولًا: فضلُ الصدقات
1 - الصدقة دليل على صدق الإيمان:
روى مسلمٌ في (صحيحه) عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الطُّهور شطْرُ الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسُبحانَ الله والحمدُ لله تملأان ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصَّدَقة بُرهانٌ، والصبر ضياءٌ، والقُرآنُ حجَّةٌ لكَ أو عليكَ، كلُّ الناس يغدُو؛ فبائعٌ نفسه فمُعتِقُها، أو مُوبِقُها))[1].

(الصدقةُ برهانٌ)؛ أي: دليلٌ واضِحٌ على صِدْق الإيمان؛ لأنه حينما أنفَقَ في سبيل الله جزءًا اقتطعه من ماله، علم يقينًا أن الله سيُثيبه عليه في الآخرة، فدلَّ ذلك على صِدْق إيمانه، ولقد تصدَّق عمرُ بنصف ماله، وأبو بكرٍ بماله كلِّه[2].

2 - إن الله يُخلِفُ على المُتصدِّق في الدنيا قبل الآخرة:
قال تعالى: ﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [سبأ: 39]، قال القاسمي: ﴿ يُخْلِفُهُ ﴾: يُعوِّضه.

وفي (صحيح مسلم) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله تبارك وتعالى: يا بن آدم، أَنفِقْ أُنفِقْ عليكَ))[3].

ولقد وزَّعَ عثمان رضي الله عنه قافِلةً ألفَ بعيرٍ، محمَّلة بالبُرِّ، والزيت، والدقيق على فقراء المدينة، وأبى أن يبيعَها للتُّجار بربحٍ كبيرٍ[4].

3 - أيُّها المسلم، تصدَّق بعشرةٍ تأخُذ سبعة آلافٍ:
نعم... تاجرْ مع الله تربحْ كثيرًا:
ادفع واحدًا، تربح سبعمائة.
ادفع عشرًا، تربح سبعة آلاف.
ادفع مائةً، تربح سبعين ألفًا.
ادفع ألفًا، تربح سبعمائة ألفٍ.
ما الدليل على ذلك؟


الدليل قوله تعالى: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة: 261]؛ أي: إن الربح لا يتوقَّف عند السبعمائة، بل قد يُضاعَف فوق ذلك ﴿ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾؛ وذلك بحسب الصِّدْق والإخلاص والانكسار أثناء التصدُّق وبعده.

وفي تمثيل المتصدِّقين بالزُّرَّاع، والصَّدَقة بالزَّرْع، فيه إشارةٌ إلى أن الزارع إذا كان حاذقًا، والبذرُ جيدًا، والأرضُ خِصبةً، آتى الزرعُ ثمارًا مُضاعفةً، وإذا انعدم شيءٌ من ذلك، قلَّ الإنتاج بحسب ذلك.

فكذلك المتصدق: إذا كان مُخلصًا، والصَّدقة من حلال، وقلبُ المتصدِّق يعلمُ أن المال مالُ الله، وأنه لا فضلَ له فيه، وإنما هو نعمةٌ من الله عليه لاختباره وابتلائه، كان فضلُ الصدقة حينئذٍ عظيمًا.

وفيه إشارة أخرى، وهي: أن الزرْع يحتاج إلى تعاهُدِه بالريِّ والسقي، ومنعِ الآفات والأوبئة من الاقتراب منه حتى لا تُهلكه، فكذلك الصَّدَقة تحتاج إلى تعاهُدها بالإخلاص، وعدم الرياء، والمنِّ بها.

فقد يتصدَّق الرجل بالصدقة فيذكرُها بعد عشرين سنة، فيَمُنُّ بها فيبطُل أجرُه، ويضيع ثوابُه.
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى [البقرة: 264].

وقد يتصدَّق الرجلُ بالصَّدقة سرًّا لا يعلمُ بذلك أحدٌ، ثم يذكرُ ذلك بعد عشرين سنةً، فتخرج من ديوان السرِّ إلى ديوان العلانية، فيقلُّ أجرُه... فانْتَبِه.

ولقد كان الصحابة والتابعون، والعلماء والصالحون يُكثرون من الصدقة.

موقف أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه:
لما نزل قول الله تعالى: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ[آل عمران: 92] عمد أبو طلحة إلى أحبِّ أمواله إليه، وهي (حديقة بَيْرُحاء)، فتصدَّق بها كلِّها، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بخ، ذلك مالٌ رابحٌ، ذلك مالٌ رابحٌ!))، ثم أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يقسمها بين أقاربه[5].

شعبةُ بن الحجاج:
قال أبو داود: كنَّا عند شُعبة نكتبُ ما يُملي، فسأل سائلٌ، فقال شُعبةُ: تصدَّقُوا، فلم يتصدَّقْ أحدٌ، فقال: تصدَّقوا، فإن أبا إسحاق حدثني عن عبدالله بن معقل عن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اتقوا النارَ ولو بشقِّ تَمْرة))[6]، فلم يتصدَّق أحدٌ، فقال: فإن عمرو بن مرة حدثني عن خيثمة عن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اتَّقوا النار ولو بشِقِّ تَمْرة، فمَنْ لم يجِدْ فبكلمةٍ طيبةٍ))[7]، فلم يتصدق أحد، فقال: تصدَّقُوا، فإنَّ مُحِلًّا الضَّبي حدثني عن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((استترُوا من النار ولو بشِقِّ تَمْرةٍ، فإن لم تجدوا فبكلمةٍ طيبة))[8]، فلم يتصدَّق أحدٌ؛ فقال: قومُوا عني، لا حدثْتُكم ثلاثةَ أشهُرٍ، ثمَّ دخل منزله، فأخرج عجينًا فأعطاه السائل، فقال: خُذ هذا، فإنه طعامنا اليوم[9].

4 - أيُّها المتصدِّق: إن الذي يتقبَّل الصَّدَقة منكَ هو الله، فأنفِق من جيِّد مالك، ففي (الصحيحين) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ تصدَّق بِعَدْل تمرةٍ من كسْبٍ طيِّب -ولا يقبلُ الله إلا الطيِّب- فإن الله يتقبَّلُها بيمينه، ثم يُربِّيها لصاحبها كما يُربِّي أحدُكم فَلُوَّهُ حتى تكون مثل الجبل))[10].

قال تعالى: ﴿ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [التوبة: 104] وقد صحَّح الحاكم ووافقه الذهبي عن أنسٍ "أن أبا الدحداح اشترى النخلة بحائطه كله؛ رجاء نخلةٍ في الجنة"[11].

5 - أغنياءُ الدنيا هم فقراء الآخرة إلا المتصدقين منهم:
ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يا أبا ذرٍّ، إن الأكثرين هم الأقلُّون يومَ القيامة إلَّا مَنْ قال هكذا وهكذا؛ حَثا بين يديه يمينًا وشمالًا))[12]؛ أي: أنفق المال بكثرةٍ في جميع طُرُق الخير؛ لأن الغنيَّ مؤتمنٌ على هذا المال؛ لينظر الله ماذا سيعمل به... اختبارًا من الله له.

وعند الدارقطني عن موسى بن طلحة أن طلحة بن عبيدالله أتاهُ مالٌ من حضرموت - سبعمائة ألفٍ - فأصبح فوزَّعها على المهاجرين والأنصار[13].

6 - مَنْ تصدَّقَ في يومٍ دعا له الملَك:
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما مِنْ يومٍ يُصبحُ العبادُ فيه إلَّا مَلَكان ينزلان، فيقول أحدُهما: اللهمَّ أعطِ مُنفِقًا خَلَفًا، ويقول الآخر: اللهُمَّ أعطِ مُمْسِكًا تَلَفًا))[14].

7 - الصدقات تمحو الخطيئات:
روى الترمذي وحسنه، وصححه الحاكم والذهبي والألباني، عن كعب بن عجرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الصدقةُ تُطفئ الخطيئة كما يُطفئ الماء النار))[15]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ[هود: 114].

8 - الصدقةُ تُطهرُ القلب وتُزكِّي النفس:
قال تعالى: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا [التوبة: 103].

ثانيًا: شروط قبول الصدقة:
1 - الإخلاص:
قال تعالى: ﴿ وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ[البقرة: 265].

﴿ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ ﴾: رجاء أن يرضى اللهُ عنهم.
﴿ تَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ ﴾: أي أنهم متحقِّقون ومتثبِّتون أن الله سيجزيهم على ذلك؛ لأن الله وعد، واللهُ لا يخلف وعده.
﴿ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ ﴾: حديقةٍ في مكانٍ مرتفع.
﴿ وَابِلٌ ﴾: المطر الشديد.
﴿ فَطَلٌّ ﴾: الطلُّ مطر خفيف.
أي: إنها مُتعرِّضةٌ للسُّقيا في الصيف والشتاء؛ ولذلك فهي تُؤتي ثمارًا مضاعفةً، كذلك صدقة المسلم إذا كان مخلصًا.

وروى النسائي - وحسَّنه الألباني - عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله لا يقبلُ من العمل إلا ما كان خالصًا وابتُغي به وجهه))[16].

فلا تُقبل الصدقة ولا غيرُها من الأعمال إلا إذا كانت خالصةً لوجه الله تعالى، وهذا زينُ العابدين رضي الله عنه كان يحملُ الصدقات على ظهره في ظلمة الليل إلى بيوتات الفقراء في المدينة النبوية؛ حتى لا يعرفهُ أحدٌ، ويقول: "إن صدقة السرِّ تُطفئُ غضب الربِّ".

2 - عدم المنِّ أو إيذاء المتصدَّق عليه:
من الناس من يمنُّ بصدقته، ويُؤذي المتصدَّق عليه بذلك، لا سيما إذا حدث بينه وبينه خصومةٌ، فحينها يقول: "انظروا إلى هذا الذي كنتُ أتصدَّق عليه يفعلُ ويفعلُ، فيُبطلُ أجرَ صَدَقتِه، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى[البقرة: 264].

3 - الكسب الحلال:
فمن تصدَّق بمالٍ حرام لا يُقبلُ منه؛ لأنه لا يملكُه، ولا يجوز للإنسان أن يتصرَّف في ملك غيره، ففي (صحيح مسلم) عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: ((إن الله طيبٌ، لا يقبلُ إلا طيبًا))[17]، وفي (الصحيحين) عنه أيضًا مرفوعًا: ((من تصدَّق بعدْل تمرة من كسب طيب - ولا يقبلُ الله إلا الطيبَ - فإن الله يتقبَّلها بيمينه...))[18] الحديث.

ثالثًا: صدقات الفقراء:
حينما نتكلَّمُ عن فضل الصدقة، يقول بعض الناس: هذا خاصٌّ بالأغنياء أصحاب الملايين، أو الألوف، أما نحن، فغير مخاطبين بذلك، وهذا خطأ، فإن المسلم ينبغي له أن يُشارك في كل طاعةٍ، ولا يحرِم نفسه من خيرٍ، ولو بالقليل؛ لأن الله تبارك وتعالى يُريدُ أن يراك وأنت تتصدَّقُ ولو بالقليل، ولا يُكلِّف الله نفسًا إلا ما آتاها.

اكتب نفسك في ديوان المتصدِّقين:
إن الملائكة تصعد إلى ربِّها كلَّ يوم بأسماء المتصدِّقين، فاكتب نفسك معهم، ولو أن تتصدَّق كل يوم بدرهمٍ أو بأقلَّ من ذلك، ولو بطعام أو ثياب أو نحوها، وكان بعضهم يتصدَّق كلَّ يوم بصَدَقة، فإن لم يجد تصدَّق برغيف خبز، وفي يوم بحثَ فلم يجد في البيت شيئًا، فتصدَّق ببصلةٍ، فرآه رجل، فقال: ما هذا؟ بصلة؟! قال ألم تقرأ قول الله تعالى: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ[الزلزلة: 7، 8]، فكم في هذه البصلة من ذرات؟!!

أبواب للصدقات أيها الفقراء:
أيها الفقيرُ، إن لم تجد ما تتصدَّق به، فتصدَّق بثوبك القديم إذا اشتريت ثوبًا جديدًا.
وإذا اشتريت نعلًا جديدةً فتصدَّق بالقديمة.
إذا طبخت طبيخًا فتصدَّق ببعضه، ولا تحرم نفسك من ثوابه.
إذا حلبت بقرتك فتصدَّق ببعض لبنها.
إذا قطفت ثمار أرضك فتصدَّق ببعضه.
أيها الطالب، تصدَّق بكُتُبك القديمة.
إذا لم تجد فتصدَّق بجهدك وصحتك، فأعِنْ عاجزًا، أو أرشد أعمى، أو ارفع مع محتاج.

أبوابٌ من الصدقات في متناول الفقراء:
في (الصحيحين) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن فقراء المهاجرين أتوا الرسول فقالوا: ذهب أهل الدثور بالدرجات العُلى والنعيم المقيم، يصلُّونَ كما نُصلِّي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضلٌ من أموال، يحجُّون ويعتمرون، ويجاهدون، ويتصدَّقون، فقال: ((ألا أعلِّمكم شيئًا تُدركون به من سبَقَكُم، وتَسبقُون به مَنْ بعدكُم، ولا يكون أحدٌ أفضلَ منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم!))، قالوا: بلى يا رسول الله! قال: ((تُسبِّحون، وتحمدُون، وتُكبِّرون خلف كل صلاةٍ ثلاثًا وثلاثين...))[19].

نوع آخر من الصدقة:
إذا لم تستطع أن تتصدَّق، فسبِّح، أو هلِّل، أو كبِّر، أو احمد، بعدد الأموال التي كنت تتمنَّى أن تتصدَّق بها، يكتب ذلك لك صدقات؛ ففي (صحيح مسلم) عن أبي ذرٍّ مرفوعًا: ((يصبحُ على كل سُلامى من أحدكم صدقةٌ، فكل تسبيحة صدقةٌ، وكلُّ تحميدة صدقةٌ، وكل تهليلة صدقةٌ، وكلُّ تكبيرةٍ صدقةٌ، وأمرٌ بمعروف صدقةٌ، ونهي عن منكرٍ صدقةٌ، وتجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى))[20].

أيها الفقير، اشترِ جملًا، واذبحهُ، وتصدَّق به على الفقراء، ولكن كيف ذلك؟ ومن أين ثمنُهُ وهو غالي الثمن؟! إن لم تستطع فبقرةٌ، وإن لم تستطع فكبشًا. أنت تملك ثمنه! تأتي إلى صلاة الجمعة مبكرًا:
ففي (الصحيحين) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من اغتسل يوم الجمعة غُسل الجنابة، ثم راح في الساعة الأولى، فكأنما قرَّب بدنةً، ومن راح في الساعة الثانية، فكأنما قرَّب بقرةً، ومن راح في الساعة الثالثة، فكأنما قرَّب كبشًا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة، فكأنما قرَّب دجاجةً، ومن راح في الساعة الخامسة، فكأنما قرَّب بيضةً، فإذا خرج الإمام، حضرت الملائكة يستمعون الذكرَ))[21].

جعلنا الله وإياكُم من الذين يستمعون القول فيتَّبعون أحسنه.
الدعاء...

[1] صحيح: أخرجه مسلم (223)، والترمذي (3517)، والنسائي في (السنن الكبرى) (2217)، وأحمد في (المسند) (5/ 342، 343، 344)، وابن حبان في (صحيحه) (44).

[2] حسن: أخرجه أبو داود (1678)، والترمذي (3675)، والدارمي (1660)، وابن أبي عاصم في (السنة) (1240، 1564)، والحاكم في (المستدرك) (1/ 414)، والبيهقي في (السنن الكبرى) (4/ 181)، وحسنه الشيخ الألباني في (صحيح سنن الترمذي) (3675).

[3] صحيح: أخرجه البخاري (4684)، ومسلم (993)، والترمذي (3045)، وابن ماجه (197)، وأحمد في (المسند) (2/ 313)، وابن حبان في (صحيحه) (725)، والبغوي (1656).

[4] (الدر المنضود) (66) نقلًا عن (صلاح الأمة) (2/ 527).

[5] صحيح: أخرجه البخاري (1461)، ومسلم (998)، والترمذي (2997)، وأحمد في (المسند) (3/ 141)، وابن حبان في (صحيحه) (3340)، والبيهقي في (السنن الكبرى) (6/ 164، 165).

[6] صحيح: أخرجه البخاري (1413، 1417)، ومسلم (1016)، والنسائي (2551)، وأحمد في (المسند) (4/ 256)، والطبراني في (الكبير) (17/ 207، 208، 209، 210، 211، 212، 213، 214)، وابن حبان في (صحيحه) (473).

[7] صحيح: تقدم فيما قبله.

[8] صحيح: تقدم فيما قبله.

[9] (سير أعلام النبلاء) (7/ 228)، حيث ساقه الذهبي بإسناده إليه.

[10] صحيح: أخرجه البخاري (1410)، ومسلم (1014)، والترمذي (661)، والنسائي (2524)، وابن ماجه (1842)، وأحمد في (المسند) (2/ 381، 382، 419)، والبغوي (1632).

[11] صحيح: أخرجه أحمد في (المسند) (3/ 146)، والطبراني في (الكبير) (22/ 763)، وابن حبان في (صحيحه) (7159)، والحاكم في (المستدرك) (2/ 20) وصححه، ووافقه الذهبي.
وفي الباب عن جابر بن سمرة أخرجه مسلم (965)، وأبو داود (3178)، والترمذي (1014)، والنسائي (2025)، وأحمد (5/ 90، 95، 98، 99، 102)، وابن حبان (7158).

[12] صحيح: أخرجه البخاري (6443)، ومسلم (94).

[13] حسن: رواه الدارقطني في (المستجاد) وابن عساكر، نقلًا عن (صلاح الأمة) (2/ 530).

[14] صحيح: أخرجه البخاري (1442)، ومسلم (1010)، والبيهقي في (السنن الكبرى) (4/ 187).

[15] صحيح: أخرجه الترمذي (614)، وقال: حسن غريب، والطبراني (19/ 361)، والحاكم في (المستدرك) (4/ 422) وصححه، ووافقه الذهبي، وابن حبان في (صحيحه) (5567).
وفي الباب عن معاذ أخرجه الترمذي (2616)، وأحمد (5/ 231)، وعن أنس أخرجه ابن ماجه (3973)، وصححه الشيخ الألباني في (الإرواء) (413).

[16] حسن: أخرجه النسائي (3140)، والطبراني في (الكبير) (8/ 7629)، وحسنه الشيخ الألباني في (صحيح الجامع) (1856)، و(الصحيحة) (52).

[17] صحيح: أخرجه مسلم (1015)، والترمذي (2989)، وأحمد في (المسند) (2/ 328)، وعبدالرزاق (8839)، والدارمي (2717).

[18] صحيح: أخرجه البخاري (1410)، ومسلم (1014)، والترمذي (661)، والنسائي (2524)، وابن ماجه (1842)، وأحمد في (المسند) (2/ 381، 382، 419، 538)، وابن حبان (3316).

[19] صحيح: أخرجه البخاري (843)، ومسلم (595)، وابن حبان في (صحيحه) (2014)، والبيهقي (2/ 186).

[20] صحيح: أخرجه مسلم (720)، وأبو داود (1285، 1286)، وابن خزيمة في (صحيحه) (1225).

[21] صحيح: أخرجه البخاري (881)، ومسلم (850)، وأبو داود (531)، والترمذي (499)، والنسائي (1384، 1385)، وابن ماجه (1092)، وأحمد في (المسند) (2/ 460)، وابن حبان (2775).


Hev hgw]rhj td jr,dm hgYdlhk ljv hgY]lhk




Hev hgw]rhj td jr,dm hgYdlhk ljv hgw]rhj hgY]lhk jr,dm td




 توقيع : غيمہّ فرٌح

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس