الموضوع: - الله أكبر ~
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 17-04-2023
- شقاء.. متواجد حالياً
Oman     Male
SMS ~ [ + ]
آوسمتي
لوني المفضل Darkgray
 إنتسابي ♡ » 554
 آشراقتي ♡ » Jun 2020
 آخر حضور » منذ 8 ساعات (11:57 PM)
موآضيعي » 2323
آبدآعاتي » 480,096
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Oman
جنسي  »  male
 حالتي الآن » بَيْنَ نَبْضَتَيْنِ وَتَنْهِيدَةٌ ~
آلقسم آلمفضل  » الأدبي♡
آلعمر  » 28سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » » ✌
الاعجابات المتلقاة » 12377
الاعجابات المُرسلة » 15386
 التقييم » - شقاء.. has a reputation beyond repute- شقاء.. has a reputation beyond repute- شقاء.. has a reputation beyond repute- شقاء.. has a reputation beyond repute- شقاء.. has a reputation beyond repute- شقاء.. has a reputation beyond repute- شقاء.. has a reputation beyond repute- شقاء.. has a reputation beyond repute- شقاء.. has a reputation beyond repute- شقاء.. has a reputation beyond repute- شقاء.. has a reputation beyond repute
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  
مشروبك   star-box
قناتك fnoun
اشجع hilal
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 12,902
تم شكره 9,167 مرة في 3,415 مشاركة
A R 2 - الله أكبر ~



-
,








كانت رؤية العاصمة حلماً ذهبياً بالنسبة له . لم يخرج من القرية إلا مرات معدودة ؛ كانت لأقرب مدينة ،
والتي لا تبعد سوى القليل من الكيلوات ، ولم يكن يحلم بذلك اليوم الذي يُخـبرفيه أنه قد رشح للكلية بالقاهرة .
الأيام الأولى وقبل بدأ الدراسة ، خرج من سكنه مع صديقه ابراهيم والذي يعرف القاهرة جيدا من كثرة تردده
عليها فخاله يسكن حيا من أحياء جنوبها . أخذهم التجوال بأحياء القاهرة القديمة . إلى أن وصلا حي البساتين
بمبانيه القديمة .
كان شعوره يفيض مهابة ، ورجلاه تخطوان الخطوات الأولى حين اقترابهما من مبني (جامع الامام الشافعي )
العريق في جذور تاريخ القاهرة . تناولت يده اليسرى طرف ثيابه حتى لا تتعثر أقدامه بعتبة الجامع العالية ،
تأبط نعليه ، ولم يستطع نظره أن يحيط بما حوله من مشاهد أبهرته عند تأملها . المباني ـ مع قدمها ـ شاهقة .
الجدار برسومه وخطوطه الدقيقة ، العريقة . التي لم يشاهد مثلها في سالف أيامه . كانت نظراته يملؤها العجب
مما يرى ، وكأنه في حلم . ظل يقلب نظره في زوايا الجامع ، نسي أن صديقه إبراهيم يرافقه . كان يستمتع بغرز
أصابع قدميه بالسجاد الذي يفرش أرض الجامع ، وطبقاته الناعمة , وشُغل عقله ثواني : كم يساوي هذا السجاد
الفاخر ؟ ومن دفع ثمنه كله !! يااااه ! . . . استدار استدارة كاملة ولم يشعر بصديقه لأنه ظهر وكأنه يعد أعمدة
المسجد الكبيرة ، الكثيرة ، الضخمة .
تعثرت قدماه في حمالة المصاحف الخشبية ، أيقظه ذلك ، لينتقل بذاكرته للزاوية الصغيرة بقريتة ، والتي كان
يصلي فيها مع شباب القرية وشيوخها الكبار ، والتي تطل على الترعة الصغيرة .
تذكر يوم أن تهدم بيت الشيخ صالح فتبرع ببعض الأحجار ليتم بها ترميم ( السلالم ) التي تربط الزاوية بالترعة
و يصلون بها إلى حافة الترعة للوضوء ، وتذكر يوم اشتد المطر واضطرهم إلى تبرع كل بيت من القرية بما يستطيع
لشراء أخشاب وبعض الجريد لتكون سقفاً يحميهم عند الصلاة من بلل المطر في الشتاء ،
والمروحة الجميلة التي أحضرها الأستاذ سيد للزاوية عند ما رجع من الإعارة .
تذكر اجتماع رجال القرية وهم يفرشون الزاوية بالحصيرالجديد قبل سفره بعشرة أيام ؛ حيث يجتمعون لتجديده كل
ثلاثة أو أربعة أعوام . وتذكر فرحتهم يوم رجوع ,, أبوأنس ,, من السعوديه وقد أحضر للزاوية سجادة متوسطة الحجم .
وكم كانت فرحتهم برسومات الكعبة ، والمسجد النبوي عليها . وظل الجميع يهنئون بعضهم بها حتى أخروا وقت
الصلاة قليلاً إلى انتهاء الحديث عنها، و كم كانت فرحة الحاج صالح كثيراً بها ، فهوإمام الزاوية . وقد ظل يحكي
عنها وعن مصليات الحجاز وروعتها . ياااااااه .
ذكريات لم يخرج منها إلا عندما شده صديقه إبراهيم ، وناداه بصوت عال : إيه . إيــه .
أين أنت الآن ؟ كم مرة أناديك ، ولا تجيب . لم يرد عليه حيث لم يستجمع يقظته بكاملها إلى الآن .
مشى ابراهيم شمال المسجد , ومشى هو خلفه وكأنه ذاهل مما يراه . تتابعت خطواتهما .
اقتربا من غرفة واسعة ، يطل بابها على داخل المسجد وقريب من بابها لمح قبة كبيرة . وقبل أن يسأل صديقه
إبراهيم عن القبة لمح عليها قماشاً أخضر . وقبل تحرك لسانه بالحديث سمع صوتاً عالـيًا ؛ صراخا ، اقترب بنظره بسرعة .
لكن ارتفاع الصوت شده للخلف ، هيبة المسجد ، ارتفاع الصوت ، امرأة ؟ بشعرها ا لمكشوف المتدلي على أكتافها
بطوله الملحوظ ، يرتفع صوتها بالبكاء . لماذا ؟ أين ؟ ماذا تمسك بيدها ؟ إنها ,, طرحتها ,, التي كانت تغطي بها
شعرها . إنها تكنس بها الأرض . لم يستطع أن يفهم ما يراه ، التمتمة مع ارتفاع حدة البكاء :
انطـــق ، عرفــني
وكأنه حلم مزعج وقف لسانه مشدوهـاً لم يتحرك إلا بصعوبة كصعوبة فهمه لما يدور حوله .
وما استطاع النطق إلا بكلمات فهمها صديقه بعد فترة .
ما هذا ؟؟ رد صديقه ابراهيم وقد وعى سبب ما يدور بخاطره . وأراد أن يزيل حيرته قائلاً:
إنها تشكو لصاحب الضريح سرقة شقتها ، وهي غاضبة لتكرر شكواها ، ولم يجبها ، ولم تعرف السارق .
سحبه ابراهيم من يده حتى وصلا إلى ,, حنفيات ,, الماء . فتح الحنفية بشدة تنبىء عن عصبية ،
نزل الماء يتدفق . تلقاه براحتيه ، ملأهما .غمر به وجهه عدة مرات . لم يشعر أنه أفاق رغم أنه كرر عدة مرات
. وضع رأسه تحت الماء طويلاً . لم يفق إلا على صوت المؤذن :
الله أكبر ، الله أكبر .

~


- hggi H;fv Z hlgi




- hggi H;fv Z




 توقيع : - شقاء..

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
4 أعضاء قالوا شكراً لـ - شقاء.. على المشاركة المفيدة:
 (13-05-2023),  (28-05-2023),  (24-04-2023),  (18-04-2023)