(1)
قرر سعود أن يتزوّج شيهانه عاجلاً ... ويسافرا
معاً لدورته ولما وصل لقريته أبلغ والده بطلبه
صمت والده قليلاً فهذا القرار صادم له ويتطلب
الأمر عدم إقامة حفل زواج لأن الزواج لابد وأن
يتم بغضون يومين كي يتم إصدار وثيقة زواج
وجواز سفر لها للرفع للجامعه لتقوم بالحصول
على تأشيرة دخول الولايات المتحده ويتطلب أيضاً
تأمين سكن مستقل غير سكن المبتعثون العزاب
ووجد الأب أنه مطالب بسحب نصف رصيده لإبنه
خوفاً من حاجة الإبن للمال هناك وجزء من المبلغ
المتبقي مهراً للإبن وشعر الأب أن الوقت لا يسمح
بإقامة حفل زواج لهما وتوجه أبو سعود مرة أخرى
لأبو شيهانه يحثّه على تزوبجهم في غضون أيام
وما إن نقل أبو شيهانه الموضوع لإبنته وأمها
بعيداً عن شهد لأن الموضوع لا يعنيها ويريد جواباً
منهم في غضون عشر دقائق ... رفضت الأم الزواج
أن يكون بهذه السرعه وصمتت شيهانه لأن مثل
هذا القرار مصيري وتخشى أن تتحمل أوجاع قرارها
ويتوتّر أبو شيهانه حين تأخرتا بالرد ولم يصلوا بعد
لقرار موحّد أعطى أبو شيهانه موافقته لأبو سعود
فقام
الأخير بما تبقى معه من مال بعد عزل المهر
والمبالغ التي سيحوّلها لإبنه بإقامة صيوان كبير في
الحاره وأنار ما بين منزله إلى منزل أبو شيهانه ...
وحضر المأذون وتجهّز الجميع للمناسبه واستضاف
أغلب أهل القريه وذبحت الذبائح وتم كتابة عقد زواج
سعود وشيهانه على عجل لكنها بقت في بيت أهلها
وبارك الجميع لهما وتناولوا العشاء وغادروا وفي
الصباح زار سعود منزل أبو زوجته ومعه ذهب شراه
والده وألبسها وقال: لم قصصتي شعرك فاستغربت
لأنها لا تحب الشعر الطويل واستأذن والدها لتذهب
معه للرياض الآن لإستخراج جواز لها فركبت سيارته
وإنطلقا نحو الرياض ورغم أن الوقت في الصباح إلا
أن سعود لم يدرك أن والده يقود سيارته خلفه وأن
أم سعود أقسمت على زوجها أن ترافقه للرياض
وفي سيارة العريس كانت شيهانه لا يبدو منها أي
شيء فقط صوتها الجميل وهي تتحدث لزوجها
فطلب منها سعود أن تفتح درج السيارة ... سألته:
ما الذي تريده من الدرج قال :
لا شيء أريد فقط أن أرى
يدك فاستحت وأخفت يدها سألها :
ألا تلاحظين أننا
لم ننعم كغيرنا بمراسم زواج يليق بنا كزوجين
... لم تجد جواباً على سؤاله فصمتت ... وأراد أن
يسمع صوتها مجدداً فسألها عن السنه التي
تدرس فيها وما خططته لمستقبلها فانطلقت
تتحدث عن المدرسه والمعلمات ومدى قرابة المعلمات
لها وسط صمتٍ منه ... وأوقف سيارته بجانب الطريق
وقال:
إركبي في الخلف حيث تأخذين راحتك وأتمكن
من رؤيتك بينما أنا أسوق .. لاحظ أبو سعود أن زوجة
إبنه تنزل وتركب في الخلف وبدأ سجالاً مع أم سعود
لمحاولة أن يقنعها أنها ربما تريد النوم في الخلف ...
وما إن خلعت زوجته غطاء وجهها ورأى ملامحها
ضحك وقال:
أظنني ألبستك الذهب دون أن أرى هذا
الجمال في ملامحك .. تدافع الخجل لوجهها وأخفضت
عينيها مع إبتسامة جميله ... أسرع أبو سعود ليرى
ملامح إبنه ويقنع زوجته ألا شيء بينهما وسط إلحاح
زوجته لمعرفة ذلك فاقترب من سيارة إبنه وأدرك
سعود أن والده من يقترب منه فضحك وطلب من
والده النوقف على جانب الطريق ... نزل والده وأمه
واتجها لسعود وسط فرحه غامره من سعود ونزل
سعود وقبل أن يسألهما
ما دعاكما لمطاردتي بكى
والده وقال :
يا بني أنت قلبنا الذي نعيش به فتراكضنا
نتبعك قال لأمه :
وأنتي أيها الملكه لماذا ترافقين أبي
لم تستطع أمه أن تتحدث ... فقبّل سعود يدها ورأسها
وقال له والده
لقد حجزت ليلتين لك جناح بالشيراتون
ومجرد أن تنتهي من الجوازات موعدنا في الفندق ثم
سأله عن عروسته فقال:
لقد سبقتك أمي لها ... نظر
أبو سعود ووجد زوجته قد إقتحمت ذلك المخبأ الذي
حوى جمال زوجة إبنه فتوجه الأب لسيارته حتى لا
يحرج العروسة وكل دقيقتين يستخدم المنبّه لكي
تقطع زوجته الحوار مع العروسه ولا تعطلهم عن
الجوازات وبالفعل ركبت معه وأكملا طريقهم نحو
الرياض وللفندق بينما توجّه سعود لمقر الجوازات
وتحدث مع المسئولين لتسريع إستخراجه وتساعد
معه المسئولين هناك وأعطوه الجواز قبل نهاية
دوامهم واشترطوا عدم السفر اليوم ليتمكنوا
من إدراج الجواز في مركز المعلومات الوطني
شكر إدارة الجوازات على ما قامت به من جهد
يشكرون عليه وتوجها بعد ذلك للفندق ومنه إلى
الجناح وحين سأل عن والده قالوا
لم يسكن هنا
ولا يوجد جوالات مع الطرفين لعدم وصول الخدمة
لقريتهم ... وحين توجهت العروسة للجناح توجّه
سعود ليصلي الظهر فوجد والده بمصلى الفندق
وسأله:
أين تسكن؟! فوجده يسكن في فندق نجمتين
وسأله عن سبب قدومهما فلم يخبراه أنهما خافا عليه
هناك تكمله في صفحة تاليه أسفل