سلطان الحريم !





هزم جيشه جيوش التحالف الاوروبي في ديارهم، ووصلت الدولة الاسلامية اقصى اتساع لها على الاطلاق واحتلوا المجر ودخلوها من خلال حرب غريبة وعجيبة لا تتجاوز الساعتين، كل هذا بقيادة سلطان كان غارق في أحضان حريمه وحسناواته ، إنه سليمان القانوني



لحظة من فضلك ، سواء كنت مسلم أو غير مسلم ، مناهض للحكم العثماني او محباً له ..... هل تصدق ذلك ؟

"هل تصدق ماقيل في وصفه من ابن العماد الحنبلي الذي جاء بعده بقليل وقال فيه: ( لا يعرف الغلّ والخداع، ويتحاشى عن سوء الطباع ولا يعرف المكر والنفاق، ولا يألف مساوئ الأخلاق، بل هو صافى الفؤاد، صادق الاعتقاد) .

أم أن تصدق ميرال أوكاي التي جاءت لنا بعد خمسمائة عام بمجموعة كتب ومصادر كتبها أعداءه لتصوغ لنا (حريم السلطان) وتظهر الخليفة رجلا فاسدا معاقر خمر متقلبا بين أحضان النساء يضحكن عليه ويغوينه؟ ..

كيف حدث كل هذا وهو قد قضى ثلاثون عاماً من عمره على ظهر الخيل في الحروب !! لا اقصد هنا الدفاع عن الدولة العثمانية على الاطلاق فجميعنا يعرف مساوئها ولا شك في ذلك ، ولكن كيف لعقولنا أن نستوعب ماتُمليه علينا المصادر الغربية !!

كان قد تحدى سليمان القانوني الأوروبيين جميعهم عندما تولى مقاليد الخلافة ، وعندما تزوج الملك لايوش الثاني ملك المجر من ماري هابسبورغ في سنة 1522، خاف وارتاب العثمانيون من هذا التحالف الذي بات يشكل تهديدًا لقوتهم في البلقان فعملوا على كسره..

وبعد وصول سليمان القانوني إلى السلطة، قدم الباب العالي عرضا وربما عرضين للسلام إلى المجريين بشرط دفع الجزية كما كان وعدم انقطاعها ،

ولكن لم يكن من الواضح لماذا رفض لايوش تلك العروض برغم انه على علم جيد بوضع المجر خاصة بعد معركة جالديران والسلام البولندي-العثماني منذ 1525 ، فكان يعتقد أن الحرب هو خيار أفضل من السلام حتى في زمن السلم..

ووقتها تمرد ورفض ملك المجر وقرر الانقطاع عن دفع الجزية التي كان يدفعها للخليفة سليم الأول ظنا منه أنه أمام خليفة شاب لا يملك قوة أبيه و لم يقف الأمر عند هذا الحد فقام ملك المجر بقتل رسول الخليفة

فوقتها استعد وجهز السلطان سليمان جيشا كبير خرج على رأسه منإسطنبولفي في يوم 11 رجب 932هـ/23 إبريل 1526م، و كان مُؤَلَّفًا من نحو مائة ألف جندي، وثلاثمائة مدفع وثمانمائة سفينة ، وقام العثمانيون بمداهمة الأراضي المجرية وغزو أراضي صغيرة (القلاع الحدودية)

لكن المعركة النهائية مازالت تعطي بصيصًا من الأمل ، ولتحقيق تلك الغايات تقدمت بعثة عثمانية إلى نهر الدانوب في يونيو 1526.

وقتها كانت قد بنت المجر جيشًا باهظ الثمن مع أنه قديم الطراز وعفا عليه الزمن، فقد كانت تشكيلاته مشابهة لتشكيلات جيش الملك فرانسوا الأول في معركة بافيا، حيث اعتمد على فرسان مدججين بدروع من الطراز القديم وعلى خيول مدرعة (فرسان الدرك).

تألفت جبهة القتال الهنغارية من خطين، الأول تمركز للمشاة ومدفعية المرتزقة وأما الفرسان فكانوا بالأجنحة يميناً ويساراً ، والخط الثاني هو مزيج من مشاة الضباط والفرسان بقيادة مجموعة من أعظم قادة المجر وقتها على رأسهم: الملك لويس الثاني ، و ملك مملكة المجر “

أما تشكيلات الجيش العثماني فكانت أكثر حداثة حيث اعتمدت على المدفعية والنخبة المسلحة من الإنكشارية. أما الباقي هو مزيج من سلاح الفرسان السباهية الأشداء والقوات المجنّدة من روملي والبلقان.

كانت للجيش المجري الأفضلية في الاستفادة من التضاريس واختيار مناطق الاشتباك مع الجيش العثماني. ولديهم أيضا ميزة أن قواتهم كانت في وضع جيد على عكس الجيش العثماني الذي أكمل توا مسيرة طويلة وشاقة في حرارة الصيف الحارقة، ولكن بدلاً من مهاجمة العدو المتعب على الفور،

كان رد فعل المجريين غريب جداً حينما تركوا العثمانيون يلتقطوا أنفاسهم والمرور عبر التضاريس المستنقعية وعندما إلتقى الفريقان رسم السلطان خطة محكمة تقضي باستدراج قوات الأعداء بأن يصطف جيش المسلمين فى ثلاثة صفوف ومن ورائهم مدافع المسلمين، وفي وقت العصر هجم المجريون على الجيش،

وكان السلطان ومعه إبراهيم باشا الفرنجي الصدر الاعظم ومعهم مدافعهم الجبارة، وجنودهم من الإنكشاريين في الصف الثالث، فلما هجم فرسان المجر وكانوا مشهورين بالبسالة والإقدام أمر إبراهيم صفوفه الأولى بالتقهقر حتى يندفع المجريون إلى الداخل

حتى إذا وصلوا قريبًا من المدافع، أمر إبراهيم بإطلاق نيرانها عليهم فحصدتهم حصدًا، واستمرت الحرب ساعة ونصف الساعة او اثر بدقائق ، وفي نهايتها أصبح الجيش المجري في حالة تقهقر ، بعد أن غرق معظم جنوده في مستنقعات وادي موهاكس

ومعهم الملك لايوش الثاني وسبعة من الأساقفة، وجميع القادة الكبار، ووقع في الأسر خمسة وعشرون ألفًا، في حين كانت خسائر العثمانيين ألف و خمسمائة قتيلا، وبضعة آلاف من الجرحى.

نتائج هذه المعركة بعد معركة موهاج انقسمت المملكة إلى ثلاث أجزاء: مملكة المجر وترانسيلفانيا والجزء الذي ضمته الإمبراطورية العثمانية. كانت معركة موهاج من المعارك النادرة في التاريخ، حيث هُزم أحد أطرافها على هذا النحو من مصادمَة واحدة وفي وقت قليل لا يتجاوز ساعتين،

وترتب عليها ضياع استقلال المجر بعد ضياع جيشها على هذه الصورة في هزيمة مروعة وبعد اللقاء بيومين في 23 من ذي القعدة 932 هـ= 31 من أغسطس 1526 م قام الجيش العثماني بعمل استعراض أمام الخليفة سليمان، وقام بأداء التحية له وتهنئته، وقام القادة بدءًا من الصدر الأعظم بتقبيل يد الخليفة.

ثم تحرك الجيش نحو الشمال بمحاذاة ساحل الطونة الغربي حتى بلغ بودابست عاصمة المجر، فدخلها في 3 من ذي الحجة 932 هـ= 10 سبتمبر 1526 م ، ودخل المدينة بعيد الأضحى في سراي الملك، وكان قد احتفل بعيد الفطر في بلغراد عاصمة صربيا حالياً في أثناء حملته ومكث الخليفة في المدينة ثلاثة عشر يومًا

ينظم شئونها، وعين جان "زابولي" أمير ترانسلفانيا ملكًا على المجر التي أصبحت تابعة للدولة العثمانية وعاد الخليفة إلى عاصمة بلاده بعد أن دخلت المجر للدولة العثمانية وتقلص نفوذ الملك الإسباني بسبب جيش سليمان ..

والان هل تعتقد أن هناك قائد عسكري ماهر موفق بهذا الشكل ورأسه تائهة بين حيل النساء !!


منقوول

المصدر: منتديات انفاس الحب

---

sg'hk hgpvdl !

المصدر: منتديات انفاس الحب

---

sg'hk hgpvdl !