عرض مشاركة واحدة
قديم 02-01-2023   #2


الصورة الرمزية رآجہل مہتمہيہز

 إنتسابي » 1207
 آشرآقتي ♡ » Dec 2022
 آخر حضور » 27-03-2024 (08:03 AM)
موآضيعي » 85
آبدآعاتي » 83,375
 حاليآ في » أعلى نقطه منكم ..!
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »  male
 حالتي الآن » ♞لَا يشبهنى إلَّا أَنَّا •●
آلقسم آلمفضل  » الأدبي♡
آلعمر  » 34سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مطلق 😔
الاعجابات المتلقاة » 2319
الاعجابات المُرسلة » 1645
 التقييم » رآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك pepsi
قناتك max
اشجع ۆ̲ف̲آ̲ت̲ ق̲ط̲آ̲ر̲ آ̲ل̲ع̲م̲ر̲
سيارتي المفضلةBMW
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  
мч ммѕ ~
MMS ~


آوسمتي

رآجہل مہتمہيہز غير متواجد حالياً

افتراضي





(2)
انتصف الليل، فخلا مقهى الانشراح بشارع الشيخ قمر من زبائنه. لم يبقَ من عماله إلا عم عبده بدران النادل، وعشماوي ماسح الأحذية. ومضى عشماوي بهيكله الضخم الخاوي إلى الخارج، فجلس القرفصاء جنب مدخل المقهى ينظر إلى لا شيء بعينَيه العمشاوين. أما عم عبده فاقتعد كرسيًّا وسط المدخل، وأشعل سيجارة. وبعد ربع ساعة مرقت سيارة مرسيدس بيضاء أمام المقهى، ثم وقفت على مبعدةٍ يسيرة لصق الطوار، فرفع عشماوي رأسه نحوها وهو يقول: الأستاذ حسني حجازي.

وقام عم عبده بدران ليستقبل القادم، الذي أقبل بجسمه الطويل النحيل، ورأسه الضخم رافلًا في بدلةٍ بيضاءَ آيةٍ في الأناقة. حيَّا الرجلَين باسمَيهما، واتخذ مجلسه، على حين مضى عم عبده ليجيئه بالنارجيلة، وزحف عشماوي ناحيته ليمسح حذاءه. ولأن حسني حجازي هو زبون ما بعد منتصف الليل الوحيد — كلما سمح له الوقت — فقد نشأت بينه وبين الرجلَين علاقةٌ حميمة، وحوارٌ متبادل. والحق أنه يأنس إلى وقار عم عبده — في الستين من عمره — ويعجب ببذلة عمله العتيقة، وصلعته المستديرة الضاربة للاحمرار، ونظرة عينَيه الثقيلة الطيبة. وأيضًا فهو يعجب كثيرًا بعشماوي الذي لا يُعرَف له سن، وإن قدره بما بين السبعين والثمانين، ويثيره منظر هيكله الضخم الخاوي كحفرةٍ متبقية من زمن الفتونة، ويحيي بكل إجلال صموده في معترك الحياة، رغم هوان الصحة والسمع والنظر وزوال المجد. وكان عم عبده يُعنى بنارجيلة الأستاذ عنايةً خاصة. لا من أجل البقشيش فحسب، ولكن لعلمه بأنها السر وراء زيارات الأستاذ للانشراح، بالإضافة إلى حنينه إلى مسقط رأسه بشارع الشيخ قمر. والأستاذ حسني في الخمسين، ولكنه يفيض بحيويةٍ عجيبة، ولم تشب له شعرةٌ واحدة، ويبدو أنه يسعد حقيقة بوجوده في المقهى المتواضع بين صاحبَيه، وفي مناجاته الطويلة مع النارجيلة. وكالعادة بدأ الحديث بتبادل النيران في الجبهة، وتساؤلاتٍ عن الغد القريب والبعيد، وكلماتٍ رقيقة بقصد الاطمئنان على إبراهيم ابن عم عبده، وغيره من المجندين من أهل درب الحلة موطن عشماوي. وكان يعتبر عشماوي نموذجًا لجماهيرَ غفيرةٍ لا يُتاح له الاتصال بها، هي المتحمسة حقًّا للقتال بلا قيدٍ ولا شرط، وبلا خوف، وبلا اكتراث للعواقب. وقال لنفسه علامَ يخافون وهم لا يملكون إلا الكرامة والأسطورة؟ وقال لنفسه أيضًا إن المعذبين حقًّا هم الوطنيون الصادقون. ولما فرغ عشماوي من مسح الحذاء اقترب عم عبده بدران من مجلس الأستاذ ومال نحوه قليلًا وهو يقول: عليات ابنتي طلب يدها شاب من زملائها.

فانبعث في صدر الأستاذ اهتمامٌ حقيقي، وقال: مبارك يا عم عبده.

فقال برضًى وفي غير ما حماس: الستر مطلوب، ولكن العريس — مثلها — لم يتوظف بعدُ!

– هكذا تجري الأمور في هذه الأيام.

– ولكني رجلٌ مثقل بالأعباء، والابن الوحيد الذي أتم دراسته مجند في الجبهة كما تعلم.

فقال حسني حجازي بثقة: ابنتك متعلمة وهي تدرك ذلك كله، وماذا يقال عن العريس؟

فقال الرجل بامتعاض: على الحديدة. حال أبيه كحالي، وهو كاتب في محلٍّ تجاري!

– جُنِّد؟

– مُعفًى؛ لأنه وحيد أبويه.

ثم مستدركًا: بقية ذريته بنات، وإحداهن زميلة وصديقةٌ حميمة لعليات.

وهنئ الأستاذ مليًّا بتدخين النارجيلة، ومضى يقول لنفسه إن النادل الطيب يعيش أيضًا في أسطورة، وإن الحقيقة خليقة بأن تصعقه، وإن أخلاقنا غير حقيقية، وهي تقوم على الريح. وقال لعم عبده: توجد فتياتٌ ذكيات، يفضلن الاقتران بالكهول الأغنياء، طلبًا للاستقرار في الحياة.

فهزَّ الرجل رأسه في حيرةٍ وقال: لا أدري.

– على أي حال، فإن كريمتك ليست واحدة منهن.

– ربنا معها.

فقال الأستاذ حسني، وهو يداري بسمةً ساخرة: آمين.

فقال عم عبده بدران بحماسٍ طارئ: عليات فتاةٌ عالية الهمة، سعت إلى الرزق، حتى وهي طالبة، واكتسبت نقودًا لا بأس بها من الترجمة، فاستطاعت أن تظهر في الجامعة بالمظهر اللائق، الذي لم يكن في مقدوري توفيره لها.

– فتاة عالية الهمة حقًّا!

– ولكن هل ادَّخرت من النقود ما يكفي لتجهيز ولو حجرةً واحدة؟

– هذه هي المسألة!

– أما هي فلا يهمها ذلك على الإطلاق.

فضحك حسني حجازي، وقال: جيل يستحق التحية والإكبار.

وسرحت خواطره إلى شقته الأنيقة بشارع شريف، فقال لنفسه بأن الصراع الحقيقي في هذه الحياة هو ما يقوم بين الحقائق والأساطير. وقال له عم عبده: سعادتك لم تفكر في الزواج أبدًا؟

– أبدًا.

ثم أشار إليه بسبابته محذرًا، وقال: ولم أندم على ذلك قط.

وتذكَّر كيف سأله صحفي في ريبورتاج عابر بالاستديو — ضمن مجموعة من العاملين في فيلم — سأله عن فلسفته في الحياة، وكيف بُهت ولم يُحِر جوابًا.

ولكن أهو حقًّا بلا فلسفة؟


 توقيع : رآجہل مہتمہيہز



رد مع اقتباس