إتصلت بها
إبنة عمها للسلام عليها والتأكد من الخبر الذي
وصلها ممن حولها:
أهلاً غادة ...
أهلا حبيبتي كيفك ...
وشلون عمي والوالده والأخوان كلهم ...
كلهم بخير ...
غاده أريد أن أسألك هل الخبر صحيح ...
نعم صحيح ...
وعمر؟!! ...
وهل يجهلك معرفة أمي وشخصيتها ...
ومتى بدأ ذلك ؟! ...
منذ أسبوعين .. جاء ورآني ووافق
...
غاده تعرفين وش معنى هالكلام ... تعرفين ان عمر لا
يناديني الا غاده من شدّة حبه لك ...
أعرف وأنا أحبه حباً
شديداً لكن أمي قالت لست أمك إن تقدم عمر ووافقتي عليه
...
في أمان الله ...
في أمان الله ... وأغلقت تهاني الهاتف
...
يا إلهي كيف لو عرف عمر بالأمر ... وهذه السنين
التي قضاها في حب غاده ... هاهي في لحظه تبيع حبه
لمجرد غني يتقدم لها ... وأخذ فكر تهاني يرحل
بها في كل مكان ويصل بها إلى أفق الخيال ...
وكيف لو
علم عمر بالأمر ما الذي سيحدث له بعد 17عامٍ من الحب
... كيف ينهار هذا الحب في لحظه فكرت فيها أن تعيش
حياتها وسط سعادة بينما ذلك الشاب الذي أحبها يراها بكل
سهولة ترحل عنه إلى بيت آخر غير بيته ... ولكن أي
بيت يملكه عمر وأي حياة سيعيشها في ظل مستواه
المعيشي وهل سيتحمّل بيتاً واحتياجات زوجة وأبناء ...
وبينما تجلس تهاني على طرف سريرها وهي تثني ركبتها
اليسرى عليه بينما قدمها الأخرى تلامس الأرض بأناملها
وتقلّب جوالها بأطراف سبّابتها والإبهام وتفكر في عمر
وما الذي سيفعله ... فإذا به يتصل بها ... فأصابها رعب
لأول مرة تشعر به ... وهل سيتحدث عن غادة وزواجها
ترددت أن ترد على إتصاله ... وقبل أن يتوقف الرنين
هلا عمر ...
هلا توني (كما يحب أن يسميها) ...
آمر ...
ما بك كأنك حارسة أمن ... أدركت أن عمر لم يعرف بعد
خبر زواج حبيبة قلبه ...
لا أبداً لا شيء ...
ما بك توني؟!
...
أبداً لا يوجد شيء لكني مشغوله ...
على العموم
أخبري أبوي إني مع الشباب في البر ويمكن أتأخر ... أغلقت
السماعه وأجهشت بالبكاء على قلب أخيها الذي أحب غاده
وكيف له أن يتعذب وقد أخلص لها في حبه وتمناها له
زوجه وأم أولاده وكيف لها لا تهتم لحبه وحلمه بها ...
في هذا الأثناء يدخل والد تهاني وملامح وجهه ليست
على ما يرام ... فقبّلت يده وسألته:
لم تكن هذه ملامح
أبي كل يوم فسألها عن عمر قالت:
مع زملاءه في البر ...
فذكر لها ما قاله أخوه من زواج غادة من رجل غني ...
يا بنتي كنت أتمنى أن يتزوجها عمر لكونه يحبها ...
ولكن الله أراد شأناً آخر والله أحكم الحاكمين ... ... هل قال
لك ذلك يا ابي ...
لا يا ابنتي ولكن الجميع يعرف ذلك
حتى أخي وأهل بيته ...
لعل في الأمر خيراً يا أبي ...
وتماسكت تهاني حتى لا تجهش بالبكاء مجدداً على أخيها
وأمام والدها ... فلا يتمالك نفسه ... وهو الذي يحب عمر
ويتمنى لو يملك مالاً كافياً فيجعل زواجه أجمل مناسبه
وحتى لا أطيل عليكم انتظروني في الجزء الثاني ... تحيتي لكم