منتديات انفاس الحب - عرض مشاركة واحدة

آوسمتي · 24-11-2023

أجيد الصمت في غيابي وحضوري
فترقص حروفي وتتمرد على السطور
وحبكم أل أنفاس الحب بسمة النور
وصحوة اشراق يومي

ذهبت في سفر طويل ملوحة يدي لكم
وعلقت على جدران أنفاس الحب
خاطرتي
عواء وجع
https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=97111

وهاأنا اليوم أعود ومعي حروفي المنسابة من حبر قلمي
لعلها ترتقي إلى ذائقتكم
ودوما لاتحرموني دعواتكم

عَوْدَة
كَفَرَاشَةٍ تَأْتِي مَعَ أَنْفَاسِ اَلصَّبَاحِ
وَزْقَزَة عَصَافِيرُهُ
وَعَبِيرِ أَزْهَارِهِ

عَوْدَةً
مِنْ سَفَرِ عَبْرَ أُثِيرَ اَلتَّرْحَالُ
مِنْ خَوْفِ بِقُرْبِ إِحْتَضَارِي
فَقَدْ سَافَرَتْ وَالْوَجَعُ يَلْعَقُ سَائِرٌ جَسَدِيٌّ
حُبًّا يُسَكِّنُنِي فَيُغَادِرُ اَلرَّبِيعُ عُمْرِي
وَيَقْرَأُنِي اَلْخَرِيف سَلَامَهُ
فَيَزُفّنِي بِيبْيَاضْ كَفَنِّيِّ إِلَى ظُلْمَةِ قَبْرِي

عُدْتُ لِأُرَتِّبْ أَوْرَاقَ حَيَاتِي
وَأَسْلُبُ نِقَاطَ اَلسَّعَادَةِ مِنْ اَلْمُتَبَقِّي مِنْ حُرُوفِي
وَأَمْتَطِي سُطُورَ اَلْأَلَمِ رَكْب مُهَاجِرَةٍ
أُلَمْلِمُ حَاجِيَّاتِي مِنْ اَلدُّنْيَا
لِأَتَدَثَّر بَعْدَهَا فِي مِعْطَفْ اَلذِّكْرَيَاتِ

فِي سَفَرِي
كُنْتُ قِصَّةَ وَجَعٍ تَاهَتْ فِي دُرُوبِ اَلتَّلَوِّي أَلَمًا
زَهْرَةً مُحْتَفِظَةً بِرَحِيقِ عَسَلِ وَشَذَا عِطْرٍ
مُتَأَمِّلَةٍ بِصُبْحٍ يَأْتِي بِأَمَلٍ مُنْتَظَرٍ
بِصُبْحٍ يُجَدِّدُ مَوْعِدُهَا
بِشُرُوقِ شَمْسٍ يُحَقِّقُ أَمَانِيهَا
تَفْتَحُ بتْلَاتْهَا
فَكُلُّ اَلدُّنْيَا تَسْكُنُهَا
وَدُمُوع تَبْكِيهَا نَدَى يَتَقَاطَر مِنْ أَوْرَاقِهَا

فِي سَفَرِي
كُنْتُ أَقُودُ قَاقِلَة غُرْبَتِي
مُحَمَّلَةً بِأَسْرَابِ اَلْمَنُونِ
مُتَعَثِّرَةً اَلْخُطَى
مُتَلَاحِقَةً أَنْفَاسِي اَلْمُنَقَّحَةُ بَأَحْتَرَاقَاتْ آهَاتِي

وَمِنْ عُمْقِ ذَاكَ اَلْمَكَانِ
ضَاقَ كُلُّ شَيْءٍ وَتَقَلَّصَتْ مِسَاحَاتِهِ
اَلْغُرْفَةَ وَالسَّرِيرَ
كُلُّ شَيْءِ مِنْ حَوْلِي يَضِيقُ
يَسْتَنْفَذْ اَلْأُكْسُجِينُ مِنْ صَدْرِيٍّ
فَقَدْ أَصْبَحَ اَلظَّلَامُ يَلُفُّنِي مِنْ فَوْقِي وَمِنْ تَحْتِيٍّ وَمِنْ حَوْلِي
يَسْكُنُ كُلُّ اَلْمَكَانِ وَكَأَنَّهُ اَلْحَاكِمُ وَسَيِّدْ اَلزَّمَانِ
يُقَلِّبُونَ جَسَدِي بَيْنَ أَكُفِّهِمْ يُمْنَةً وَيُسْرَةً
وَأَنْفَاسُهُمْ تَغَلَّبَ قُوَّتَيْ
لِيَنْزِعُوا عَاشِقًا غَرْسَ مَخَالِبِهِ فِي رَأْسِي
يُطَوِّقُنِي عِصَابَةً تُزَيِّنُ جَبِينِي
سَاكِنْنِي حَلْمَلَا وَيْقَطَة
وَمُعَانَقَةٌ أَفْقَدَتْنِي بَكَارَةُ فَرَحِي
حَتَّى أَنَّهُ دَسَّ لَهِيبُ عُصَارَتِهِ فِي عُرُوقِي
لِيُلَوِّث نَقَاءَ أَوْرِدَتِي

وَفَجْأَةَ تَهُبّ نَسَمَاتٍ دَافِئَةً تَلْفَحُ وَجْهِي
تُهْدِي وُجُودِي نَقْشُهُ
مِثْل حِنَّاءٍ تُزَيِّنُ جَفَافَ كُفُوفِي
وَقُبْلَةٍ تُطَبِّعُ عَلَى جَبِينِي
يُمْسِكُ يَدِي
وَيُعَانِقُ مِعْصَمِي
صَانِعًا لِي سُوَارًا بِضَمِّ أَصَابِعِهِ
وَيَجْمَعَنِي بَيَّنَ رَاحَتَيْهِ كَوَطَنِ
وَيَرْسُمْ عَلَى وَجْهِي هِلَالَ اِبْتِسَامَتِهِ
غَزَلاً يُنْصِتُ لَهُ ذُبُولُ أَعْصَانِي
فَتَتَفَتَّحُ أَزْهَارِي
مِنْ سُبَاتِ نَوْمٍ طَالَ تَمَدُّدُهُ
لِأُولَد بِأَمْرِ اَللَّهِ مِنْ جَدِيدٍ
وَرَقَةً خَضْرَاء وَارِفَةً
وَكُلَّ حَرْفِ كَطَيْرٍ يُخَفِّضُ جَنَاحُهُ لِي
لِأَكُونَ لَمِنْ حَفِظَنِي فِي نَفْسِهِ
شِرْيَانَ اَلصَّبَاحِ عِطْر وَسَكَنَ
أَبْجَدِيَّةَ شِعْرِهِ
وَدَفْتَرُ أَشْعَارِهِ
وَكُرَّاسَةِ رَسْمِهِ وَخَيَالَاتِهِ
تَارِيخَ اَلْوَفَاءِ لَهُ
وَجُغْرَافِيَّةُ رُوحَهُ
قِيثَارةً لِنَغْمَةِ
وَشَقَاوَةِ طِفْلَةٍ تُتْرَبْعَهْ
وَتَقْبِض بِكِلْتَا يَدَيْهَا أَوْرَدَتْهُ
لِتَتَمَايَلَ لِلْخَلْفِ وَالْأَمَام
كَأُرْجُوحَةٍ رَافَقَتْ طُفُولَتُهُ
نَبْضًا لِقَلْبِهِ
مَسْجُونَةٌ خَلْفَ قُضْبَانِ صَدْرِهِ
فَمَعَهُ أَجِد اَلْأَمَانُ وَالطُّمَأْنِينَةُ

لَكِنَّ ثِقْلَ لِسَانِ اَلْحَالِ
وَسَلَّطَ ذَاكَ اَلْعَاشِقِ سَيْفَهُ فِي وَجْهِي مَرَّةً أُخْرَى
قَائِلاً : مَاهُو سِرُّكَ يَاجْمِيلْتِي
اَلَّذِي يَمْنَحُنِي حَقُّ تَخَطِّي كُلِّ اَلْحُدُودِ
ومَاَالَسَرْ اَلَّذِي يُبْقِينِي مُتَقَدِّمًا بِالْخُطْوَةِ
ومَايتَبَعْ اَلْخُطْوَةِ مِنْ اَلْمَسِيرِ
ومَايبَقِينِي دُونِ اِنْقِرَاضٍ
أَتَجَدَّد دَاخِلَكَ مَعَ مَرِّ اَلسِّنِينَ
دُونِ أَنْ يَخُطَّ اَلشَّيْبُ مَفْرِقَ رَأْسِي
هَلْ تُجْدِينِي مَغْرُورًا ؟
فَلَاأَشَبَعْ مِنْ جَوَاهِرِ جَسَدِكَ اَلْفَاتِنَةَ
وَحَتَّى وَإِنْ أُقْفِلَتْ بِوَجْهِي اَلْأَبْوَابَ
فَإِنِّي زَرْعٌ بِلَا زَارِعِ
لَنْ يَحْصُدنِي مِشْرَط جَرَّاحٍ
أَوْ سَيْفٍ مُحَارِبٍ
فَأَنَا اَلْيَوْمُ مَدَّدَتْ يَدَايَ لَكِ
لِأُجْرِكِ بَيْنَ ذِرَاعَيْ اَلْغِيَابِ وَالسُّبَاتِ
سَأَمْنَحُ رِئَتَيْكِ إِمْضَائِهِ يَدِي
وَيَبْقَى جَسَدُكِ مُبَلَّلاً مِنْ سَوَائِلِي
لِتَتَفَتَّح أَزْهَارِي عَلَى أَغْصَانِ أَنْفَاسِكِ
لِأُعِيدَ تَكْوِينِي عَلَى حُوَيْصِلَاتُكِ اَلْهَوَائِيَّةَ
يُرَدِّدُهَا وَهُوَ شَاخِصٌ اَلنَّظَرِ
فَاغِرًا فَاهَهْ
دُونِ أَنْ يَرْمِشَ لَهُ جَفْنٌ
وَكَأَنَّهُ اِسْتَوْلَى عَلَى عَرْشِ اَلْمَلِكَةِ سَبَأِ
مُرَدِّدًا أَحَقَاأَنْتِ لِي؟
أَحَقَّا أَنْتِ مَلَكِيٌّ؟
أَعِيشُ وَأَتَعَايَشُ كُلَّ يَوْمِ
مَاَالْخِيرْ اَلَّذِي قَدَّمَتْهُ لِيَرُدَّ لِي بِمَثَلِكِ كَجَنَّةِ

تَعَالِي يَاودَقْ
حَبِيبَتِي
نَامِي بِحِضْنِيٍّ
تَنَفُّسِيٍّ هَوَائِيٍّ
شَاهَدَنِي بِعَيْنِي
قَمَرًا أَنْتِ يَرْعَانِي
نُورْكْ يُبْقِينِي
وَخْضَبِي كَفِّي بِطُهْرِكِ
وَسَرِّحِي غُرَّة رَأْسِي بِأَطْرَافِ أَصَابِعِكِ
فَسَوْفَ أَبْقَى عَاشِقَكَ اَلْوَفِيَّ حَتَّى يَحِينَ أَجْلِي بِدُنُوِّ أَجْلِكِ

وَهَا أَنَا أَعُودُ مُتَكَرِّعَة
بِمِيلَادِ عَاشِقِي مِنْ جَدِيدٍ
وَمِنْ زَائِدَةٍ سَأَطْرَحُ نَدَى عِطْرِيٍّ
مُشْرِقَةٍ بِيبْيَاضْ ثَغْر تَبَنَّاهُ
وَلَحَظَاتِ تَوَلُّدِ مِنْ رَحِمِ مَابِقِىْ لِي مِنْ اَلْوَقْتِ
مُسْتَوْفَاةً كَمَالُهَا مِنْ جَمَالِ مَاعَشْتَهْ
كَمِرْسَاةِ تَوَقُّفِ اَلْقَدَمِ مِنْ عَنَاءِ اَلسَّفَرِ
وَعَلَى ثَغْرِي وَدِيعَةً مِنْ حَلَاوَةِ سُكَّرِهِ
نَأْخُذُ مَعَنَا اَلصُّبْحَ تَحْتَ وِشَاحِ اَلْمَسَاءِ . .
وَنُغْنِي بِخُطُوَاتِ اَلرَّحِيلِ أَحْلَى اَلْغِنَاءُ . .
وَلَا يَكُونُ رَحِيلٌ حِينَ نَكُونُ سَوِيَّةً . .
تُخَاصِرْ يَدَيْ يَدَيْهِ
سَلَامًا وَدُعَاءْ
وَصِيَّةَ وَأَمَانُهُ
تَلْوِيحَةَ يَدٍ وَهَامَّةٍ
وَبُكَاءٌ يَسْقِي اَلسَّحَابَةَ
تُصْبِحُ غَيْمَةٌ
تُذِيقُ اَلْأَرْضُ مُلِحًّا
رِثَاءً لِغِيَابِيٍّ
وَيَظَلّ مُرَدِّدًا

عَنْ عِشْقِكَ لَنْ أَتُوبَ