مراجعة
لمقال إكسير الحياة والبحث عن الخلود
الكاتب هو اياد العطار وموضوع المقال هو الكلام عن إطالة الحياة والهروب من الموت وهو موضوع تكلم فيه القدامى من خلال حديثهم عن مادة لا وجود لها اسمها اكسير
الخلود وفى ابتداء الكلام تكلم الكاتب عن تأملاته في الصور وأنه يتمنى تحقيق العلم لإطالة الحياة حيث قال :
"أعشق الصور القديمة، خصوصا تلك التي يزيد عمرها عن قرن من الزمان، أبحث عنها على الانترنت، أنظر أليها بدقة متمعنا في وجوه الرجال والنساء والأطفال الذين يظهرون فيها .. طريقة وقوفهم وجلوسهم .. تعابير وجوههم .. أزيائهم وملابسهم .. أتساءل دوما كيف عاشوا وأين ماتوا! فالبدايات والنهايات تجذبني دوما .. لكنها تربكني أيضا، فما بين البداية والنهاية عمر قد يطول ويقصر، لكنه محتوم بنهاية واحدة لا مناص منها .. نهاية تمنى البشر منذ أقدم العصور تجنبها .. أو على الأقل تأخيرها .. فهل يا ترى ينجح العلم في تحقيق هذه الغاية التي شغلت عقول الناس على مر العصور؟ هل يمكن للإنسان حقا أن يعيش لقرنين أو ثلاثة في المستقبل؟ وهل سينجح العلماء أخيرا في صنع إكسير الحياة الذي بحث عنه أقرانهم القدماء بدون جدوى."
وفى المقال عرض لوحة امرأة تتزين وخلص منها أن كل جمال سيزول في النهاية حيث قال :
"هذه اللوحة تصور امرأة تجمل نفسها وتنظر الى وجهها في المرأة لكن اذا نظرت الى اللوحة بمزيد من الدقة ستشاهد جمجمة بشرية، اي ان هذا الجمال زائل الى الموت لا محالة "
وتناول بداية حياة كل منا خلال سباق الحيوانات المنوية في عملية الجماع للدخول إلى البويضة لتخصيبها حيث قال :
الحيوانات المنوية تسعى نحو البويضة
"حياة الإنسان تبدأ بمشهد قد لا يتخيله العقل .. ماراثون عظيم تسعى فيه ملايين الحيوانات المنوية إلى غاية واحدة .. العجيب هو إن هذا السباق الجماهيري المهيب لا يحظى بأي تغطية إعلامية فلا تكتب عنه الصحف ولا تنقل وقائعه الفضائيات!! كما أن الفائز الوحيد فيه لا يتم تكريمه بأي ميدالية ولا يمنح أي وسام رغم انجازه الكبير!. جائزته الوحيدة ستكون دخوله إلى جسم كروي يدعى "البويضة" ودونه يغلق الباب بوجه ملايين المتسابقين الخاسرين الذين يتركون ليموتوا ببطء في الخارج.
عملية اتحاد الحيوان المنوي الفائز مع البويضة هي أولى الخطى نحو تكوين حياة جديدة. الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل التي قد تستغرقها الحياة نحو نهايتها الحتمية."
هذا السباق هو خرافة باسم العلم الحديث فلو كانت الحيوانات المنوية تتسابق لدخول البويضة فأين هذا السباق في فترات الحمل حيث لا بويضة وأين هذا السباق فى فترة اليأس حيث لا بويضات ؟
العملية تتم في خفاء تام ولا يمكن رؤيتها ومن ثم فالحديث عن هذا السباق هو مجرد استنتاج قد يصح وقد لا يصح
وتناول سخط البعض على عملية الجماع لأنها تسببت في ولادتهم بعاهات كالمعرى حيث قال :
"الطريف هو أن بعض الناقمين على الدنيا من أمثال شاعرنا الفيلسوف أبوالعلاء المعري يلعنون هذه الخطوة الأولى ويعتبروها جناية ارتكبها أبائهم بحقهم!!:
هذا ما جناه أبي عليّ *** وما جنيت على أحد"
وتناول ما بين الولادة والموت ثم ذكر لنا متوسط اعمال بعض العمار حيث قال :
على أية حال، وبغض النظر عن رضانا من عدمه حول قدومنا إلى هذه الدنيا، فالحياة البشرية، وحياة كل المخلوقات على كوكبنا الأزرق، تمر بالعديد من المراحل، لكنها تنتهي جميعها إلى نهاية واحدة لا مناص منها، والفترة الزمنية ما بين البداية والنهاية نطلق عليها تسمية العمر، وهو يطول ويقصر ويختلف مداه من مخلوق لآخر ... فبعض الحشرات لا تعيش سوى بضع ساعات أوأيام.
الفأر قد يعيش لسنتين في أفضل الأحوال.
الكلب 13 عاما والقطة 15 عاما.
الحصان 30 عاما والفيل 70 عاما.
الإنسان قد يعيش لـ 80 عام.
بعض أنواع السلاحف لـ 190 عام.
زاحف التوتارا (Tuatara) النيوزلندي قد يعيش لـ 200 عام.
حيتان الرأس المقوس (Bowhead whale) قد تعيش لـ 220 عام.
أسماك الكوي اليابانية (Koi) الزاهية الألوان قد تعيش لـ 245 عاما.
بعض أنواع المحار تعيش لأكثر من 400 عام.
بعض أنواع أشجار الصفصاف (Bristlecone pine) قد يصل عمرها إلى 5000 عام.
بكتيريا تدعى (bacillus permians) عمرها 250 مليون عام!! إذ تمكن العلماء في الولايات المتحدة من إعادتها للحياة عام 2008 بعد استخراجها من صخرة كلوريد صوديوم عثر عليها داخل كهف في المكسيك."
وبالطبع لا وجود لما يسمى المتوسط العمرى لأى كائن حى لأن الأعمار متفاوتة قد تطول وقد تقصر ولذا بين الله أن الموت قد يأتى في الطفولة وقد يأتى في الشباب وقد يأتى في الشيخوخة حيث قال :
"هو الذى خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى ولتبلغوا أجلا مسمى"
بالطبع ما قاله عن وجود كائنات لها أعمار بمئات أو آلاف السنوات أمر لا يمكن اثباته في الأنواع غير الإنسان لأنه يتطلب مثلا في حالة الصفصاف أن يعيش الإنسان خمسة آلاف عام ليرى هل هى نفسها الشجرة أم لا وبالطبع لم يعش أحد هذا العمر ولا يمكن أن يعيش 25 مليون عام هى العمر المزعوم للبكتريا المزعومة
وأخيرا قال سؤالا عن مخلوق لا يموت وأجاب بوجوده حيث قال :
"لكن هل هناك مخلوق لا يموت؟
قنديل البحر العجيب الجواب هو نعم ولا في آن واحد!! .. فهناك قنديل بحر عجيب يدعى هايدروزون وأسمه العلمي (Turritopsis nutricula)، هذا الكائن البحري الصغير هو المخلوق الوحيد على وجه الأرض الذي أحتال على الموت واستطاع خداعه، فحين يصل هذا الحيوان إلى مرحلة الشيخوخة التي يليها الموت عادة عند جميع المخلوقات، يقوم هذا القنديل "المحتال" بعكس مراحل حياته ليعود أدراجه إلى مراحلها الابتدائية، وهي مرحلة تعرف باسم البوليب (polyp) ثم يبدأ بالنمو مجددا حتى يصل إلى سن الشيخوخة وهكذا دواليك. وهذه العملية المعقدة يمكن أن تستمر وتتكرر بشكل غير محدود لدى هذه القناديل العجيبة، أي إنها "خالدة" بكل معنى الكلمة، لكن هذا لا يعني بأنها لا تموت، فهذا الكائن غالبا ما يتعرض للافتراس من قبل كائنات أخرى وبالتالي فهو يموت أيضا مثل الآخرين.
العلماء الذين درسوا هذا القنديل البحري يقولون بأنه يستخدم آلية معينة لإعادة تدوير حياته، وذلك عن طريق تحويل خلايا جسمه من نوع وشكل إلى أخر، وهي آلية يطلق عليها تسمية (transdifferentiation)، ويمكن ملاحظتها على نطاق محدود لدى بعض أنواع الزواحف كالسمندل (salamander) الذي بإمكانه تعويض وإعادة بناء بعض أطراف جسمه في حالة تلفها أو فقدها."
بالطبع الكلام متناقض فمرة القنديل لا يموت ومرة يموت عندما تفترسه الكائنات الأخرى
وعلميا لا يمكن التأكد من هذه الحياة المتكررة للقنديل لأن هذا يتطلب أن يعيش إنسان حتى القيامة للتأكد من صحة المعلومة
وأما حكاية تكرار القنديل لحياته فقد فهمها القوم خطأ لتعارضها مع قوله سبحانه :
" كل نفس ذائقة الموت"
العملية هى عملية موت وولادة لكائن جديد كما يحدث لدود القز عندما يموت ويخرج من نفس مكان الموتى دود أخر
وتناول أعمار الناس وعدم خلودهم مبينا أن الشعوب لديهم حكايات عن المعمرين وعن الخالدين حيث قال :
"لكن ماذا عن الإنسان .. كم بإمكانه أن يعيش؟ وهل يمكن أن يصبح خالدا؟
بالنسبة للشق الأول من السؤال، فأساطير وفلكلور الشعوب تغص بقصص المعمرين، والطريف هو أن هناك اعتقاد لدى بعض الناس في أن أعمار القدماء كانت أطول بكثير من أعمار البشر اليوم، رغم أن متوسط عمر الإنسان في العصور القديمة لم يكن ليتجاوز 25 عاما في أحسن الأحوال، وانخفض هذا المعدل إلى 18 عاما في العصور الوسطى وذلك نتيجة لتفشي الأوبئة والمجاعات والحروب."
والتعليق على كلام الكاتب هو حكاية أن المتوسط العمرى للإنسان قبل عصرنا هذا كان منخفضا هو ضرب من الوهم اخترعه الغرب للترويج لمنتجاته كالأمصال واللقاحات وغيرها فالقرآن بين أن الناس منهم من يموت في طفولته ومنهم من يموت في شبابه ومنهم من يموت في شيخوخته وهذا ما يتكرر في عصور ما بعد البعثة النبوية الأخيرة لأن الموت الشائع قبلها كان الموت الجماعى بالهلاك بواسطة وسيلة ما كالغرق أو الريح أو الزلازل للكفار
وفى كتاب البيولوجية كايدلوجية بين الكاتب الأمريكى ليونتين أن هذه اشاعة وليست حقيقة يمكن للغربيين التأكد من كذبها من خلال لوحات مقابرهم وهى الشواهد التى يكتب عليها تاريخ الولادة وتاريخ الوفاة لكل ميت
وتناول أن خلود الإنسان لا يوجد إلا في الأساطير وروايات بعض الأديان حيث قال :
"وبالعودة إلى سؤالنا حول أمكانية أن يصبح الإنسان خالدا، ففي الحقيقية لم يثبت أن هناك إنسان أستطاع التغلب على الموت سوى في الأساطير، وكذلك في بعض روايات الموروث الديني، وقصة الخضر هي إحدى الأمثلة على ذلك، رغم أن الروايات عنه متضاربة، فالمسلمون يختلفون في كونه نبيا أم مجرد عبد صالح، كما يختلفون في حياته ومماته، فهناك من يقول بأنه مات منذ عهد طويل وهناك من يزعم بأنه مازال حيا حتى اليوم. وهناك العديد من القصص حول سبب طول عمر الخضر، لعل أشهرها هي حكايته مع ذو القرنين وعين الحياة التي تمنح الخلود، حيث أستطاع الخضر من الوصول إلى تلك العين وشرب منها فيما أخطأها ذوالقرنين."
بالطبع روايات الخضر وذو القرنين (ص)وملكى صادق تتعارض مع عدم الخلود البشرى حيث قال سبحانه نافيا إياه:
" وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت أفهم الخالدون"
وتناول بعض ما جاء في أساطير الشعوب عن الخلود حيث قال عن جلجامش :
"في الأساطير، كان جلجامش ملك أوروك السومري (2750 ق. م) أول الباحثين عن الخلود، وقد خلدت قصته في ملحمة شعرية طويلة حملت أسمه. ورغم أن القصة ليست سوى أسطورة إلا إنها تحمل في طياتها معاني وحكم جميلة حول معنى الحياة والموت والخلود.
إلى أين تمضي جلجامش؟
الحياة التي تبحث عنها لن تجدها.
فالآلهة لما خلقت البشر، جعلت الموت لهم نصيبا، وحبست في أيديها الحياة.
أما أنت يا جلجامش، فأملأ بطنك.
افرح ليلك ونهارك.
اجعل من كل يوم عيدا.
ارقص لاهيا في الليل وفي النهار.
اخطر بثياب نظيفة زاهية.
اغسل رأسك وأستحم بالمياه.
دلل صغيرك الممسك بيدك، واسعد زجك بين أحضانك.
هذا نصيب البشر ... (ملحمة جلجامش / اللوح العاشر/ العمود الثالث) هذه الأبيات قالتها سيدوري ساقية الآلهة وهي تحاول أقناع جلجامش بأن الموت هو مصير محتوم للبشر .. لا فرار منه .. لذلك فبدلا من أن إضاعة الوقت في البحث عن سر الخلود، نصحته بأن يجعل "من كل يوم عيدا" وليستمتع بحياته قدر المستطاع قبل أن توافيه المنية .. لأن هذا هو قدر البشر. لكن جلجامش تجاهل نصيحة الساقية الحسناء ومضى في طريقه عابرا مياه الموت بحثا عن ضالته المنشودة لكنه للأسف عاد خائبا مكسورا، فالعشب السحري الذي يمنح الحياة الأبدية، والذي كان قد اقتلعه من أعماق مياه البحر في دلمون (البحرين حاليا) ابتلعته أفعى بينما كان يستحم في النهر. في النهاية عاد البطل حزينا إلى أوروك، لكن حين اقتربت السفينة التي تحمله من أسوار المدينة الضخمة والمحكمة البناء والتي قام هو بتشييدها أدرك جلجامش بأن عملا عظيما كهذا السور هوالذي سيخلد أسمه إلى الأبد."
وتناول قولة كاذبة صدقها عن إيمان قدماء المصريين بالحياة بعد الموت والحساب حيث قال :
"عنخ .. رمز الحياة الابدية لدى الفراعنة
وإذا كان جلجامش قد وجد سر الخلود في سور مدينته، فقدماء المصريين قدموا للعالم أعظم الصروح التي أدهشت البشرية لقرون مديدة من اجل الوصول إلى هذا الخلود لكن اغلب الناس للأسف لا يفقهون شيئا حول مغزى وفلسفة الحياة والموت لدى الفراعنة، فترى بعضهم يتساءل حول معنى إهدار كل تلك الثروات والموارد العظيمة للمملكة المصرية القديمة في بناء قبور حجرية فخمة كالأهرامات .. لكن ما لا يدركه اغلب هؤلاء هو أن الفراعنة لم يبنوا ويشيدوا من اجل الموت وإنما من اجل الحياة، فالموت لم يكن في نظرهم نهاية وإنما كان بداية جديدة لحياة أخرى خالدة، والمتعمق في دراسة عقيدة الموت لدى المصريين القدماء سيجد بأنها أقدم عقيدة بشرية حول مفهوم الروح والحياة الأخرى ويوم الحساب وفكرة العقاب والثواب في العالم الآخر. بعيدا عن الأساطير والوصفات السحرية .. "
بالطبع هذه العقيدة التى ذكرها الكاتب هى مجرد كذبة فأهل مصر في عهد يوسف(ص) كانوا كفرة بالبعث والآخرة كما قال يوسف(ص):
" إنى تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون"
وقال موسى (ص) عن كفر فرعون وقومه بالحساب ومن ثم الحياة بعد الموت :
" إنى عذت بربى وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب"
وتناول الكاتب علم الشيخوخة حيث قال :
"الشيخوخة اليوم علم قائم بذاته، وهناك اليوم العديد من الدول والمؤسسات العلمية التي تنفق الملايين للبحث في هذا المجال، وذلك لأسباب عديدة، فالشيخوخة تؤدي إلى إلحاق خسائر فادحة بالاقتصاد العالمي بسبب رواتب التقاعد التي يجب على الدول دفعها لكبار السن من الموظفين السابقين وكذلك نفقات علاج ورعاية المسنين الذين تزداد أعدادهم يوما بعد أخر نتيجة لتطور الطب ووسائل العلاج. أضف إلى ذلك، فأن الشيخوخة تسلب البشرية أفضل علماءها ومفكريها الذين وصلوا إلى قمة إبداعهم ونضوجهم الفكري نتيجة تراكم التجارب والخبرات عبر السنين. ولهذه الأسباب مجتمعة فأن القضاء على الشيخوخة أو الحد من آثارها السلبية سيكون له عظيم المنفعة على الإنسانية جمعاء."
وكلام الكاتب عن القضاء على الشيخوخة هو محض وهم وخيال لا أساس له فالشيخوخة ستظل تصيب البشر طالما وجدوا في دنيانا كما قال سبحانه :
" ثم لتكونوا شيوخا"
وتناول أسباب الشيخوخة حيث قال مجيب على سؤاله:
"لماذا نشيخ؟
لكن محاولات إطالة عمر الإنسان وإبطاء الشيخوخة تستلزم أولا معرفة الأسباب التي تجعل الإنسان يشيخ، والعلماء رغم الأبحاث المطولة والتقدم الكبير الحاصل في هذا المجال إلا أنهم لم يستقروا بعد على نظرية شاملة تفسر سبب حدوث الشيخوخة. لكن بشكل عام، الشيخوخة تحدث على مستوى الخلية (Cellular senescence) عندما تتوقف الخلية عن الانقسام والتجدد بعد عدد محدد من الانقسامات، وذلك بسبب خلل يطرأ على عملية نسخ جزئيات الحمض النووي (الشفرة الوراثية) أثناء عملية الانقسام، ولهذا فكلما ازداد عدد الانقسامات أزداد أيضا الخلل والنقص الحاصل في شفرة الحمض النووي لدى الخلايا الجديدة وهوالأمر الذي يؤدي في النهاية إلى شيخوختها وتوقفها عن الانقسام وبالتالي شيخوخة الكائن الحي ككل. واليوم هناك أبحاث جدية حول إطالة عمر الإنسان عن طريق الهندسة الجينية والهرمون والإنزيمات، وقد نجح العلماء في تحقيق نتائج مذهلة في بعض تجاربهم على فئران المختبرات حيث تمكنوا من إطالة عمرها بنسب تصل إلى 40%، أي انه في حالة نجاح إجراء هذه التجارب على الإنسان فأن معدل عمره سيرتفع إلى 120 عاما، بل أن هناك بعض العلماء يتحدثون عن عمر 1000 عام!! وذلك عن طريق هرمونات معينة تتحكم بعمل الجينات.
وإذا كان الإنسان قد نجح في إطالة عمره بنسبة الضعف أو الضعفين خلال قرن واحد من الزمان، فلك أن تتخيل عزيزي القارئ الآفاق المستقبلية لحياة البشر خلال القرن أو القرنين القادمين، فالعلماء اليوم لم يعودوا يتحدثون عن إضافة عدة عشرات من السنين فقط .. كلا فقد أصبح هذا الموضوع قديما! لكننا صرنا نسمع همسا هنا وهناك عن تحدي الموت نفسه، وظهرت بالفعل أفكار ونظريات حول كيفية جعل الإنسان خالدا ابد الدهر، بعضها قد تبدو في نظرنا اليوم مجرد أفكار خيالية مستحيلة التطبيق كما كان أسلافنا يعتبرون السيارة والطائرة والحاسوب من أمور الخيال العلمي البعيدة المنال. أو كما كنا قبل ثلاثين عاما فقط لا نتخيل ولا حتى في الأحلام بأنه سيأتي يوم نحمل فيه الهاتف ونتكلم بواسطته أثناء مشينا في الشارع وبدون أن نجر خلفنا سلكا طوله مئات الأمتار، لا بل الأدهى من ذلك هو أن نستمع للموسيقى ونشاهد الأفلام بواسطة هذا الهاتف الصغير! .. فهذه الأمور كنا لا نراها إلا في أفلام الخيال والجاسوسية وبطريقة ساذجة لا ترقى لتقنيات الهاتف الخلوي المعاصرة.
لعل احدث المقترحات المتعلقة بصحة وحياة الإنسان هي تلك التي تروم إلى استغلال تكنولوجيا النانو(Nanotechnology) لصنع روبوتات فائقة الصغر بإمكانها المرور عبر الأوعية الدموية بسهولة لتعثر على الفيروسات والجراثيم المسببة للإمراض لتفتك بها في الحال وكذلك تساهم في إصلاح وترميم الأنسجة التالفة. هناك أيضا فكرة أو نظرية تدعى (Mind-to-computer uploading) تعتقد بأن الإنسان في المستقبل سيصل إلى مرحلة من التطور العلمي بحيث يصبح بإمكانه نسخ ذاكرته بصورة كاملة من دماغه إلى داخل الحاسوب أوإلى رقاقة اليكترونية. وبعد الموت يتم استنساخ هذا الإنسان مجددا ويتم تحميل ذاكرة حياته السابقة إلى دماغه عند ولادته أوفي سنوات مبكرة من حياته الجديدة فيستعيد بالتالي جميع خبراته السابقة، وبالطبع طفل أو شخص كهذا لن يحتاج للذهاب إلى المدرسة ولا إلى تعلم الرياضة وقيادة السيارات والتعامل مع الناس والقانون .. الخ، لأن جميع هذه الأمور ستكون مخزنة في دماغه، بل إن إنسانا كهذا يمكن أن يتحول إلى نابغة لأنه سيحظى بالعديد من الخبرات متراكمة .. تصور عزيزي القارئ أن نتمكن من استنساخ اينشتاين وغيره من العباقرة لعدة مرات متكررة مع الاحتفاظ بذاكرتهم كاملة .. كيف سيصبح حال العالم آنذاك؟. في الحقيقة توجد في عالم اليوم الكثير من الاكتشافات والنظريات والفرضيات حول إطالة عمر الإنسان، وهناك أناس صاروا يؤمنون بأن البشرية ستتمكن في المستقبل القريب من تحقيق العديد من الأمور التي قد تبدو لنا مستحيلة الآن، لذلك صرنا نسمع عن أشخاص يجمدون أجسادهم في الجليد بعد الموت على أمل أن يتمكن العلماء في المستقبل من إعادتهم إلى الحياة، وهذه التقنية يطلق عليها أسم (Cryonics)، وهي تكلف في أمريكا مبلغا قدره 80000 دولار لتجميد الرأس وحده و150000 دولار لتجميد الجسد بأكمله. ورغم أن هذه التقنية قديمة نسبيا إلا إن عدد الأشخاص الذين جمدوا أجسادهم بالفعل بين عامي 1962 - 2010 لا يتجاوز المائتين. "
وكل هذا الكلام نت الكاتب لا قيمة له فلا يمكن إطالة عمر احد وإنما يمكن تحسين صحته عن طريق اتباعه للارشادات الطبية وقد نفى الله أن يتغير العمر بالطول أو بالقصر لأحد حيث قال سبحانه :
" إن اجل الله لا يؤخر لو كنتم تعلمون"
وقال :
" فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون"
ورغم دفاعات الكاتب عن إطالة العمر إلا أنه في النهاية اعترف بكون ذلك مجرد نظريات تحتمل الصحة وتحتمل الخطأ حيث قال :
"في الختام ينبغي أن ننوه بأن جميع ما ذكرناه أنفا في هذه المقالة عن إطالة عمر الإنسان أو جعله خالدا هي ليست سوى نظريات، ربما تتحقق يوما ما وربما لا .. من يدري؟ لكن هل سنكون أحياء إذا تحققت .. أشك في ذلك. وعلى العموم، فأن الحياة ليست بطولها ولا بعدد سنواتها وإنما بمقدار استمتاعنا بها، فهناك أشخاص في عقدهم الخامس أو السادس من العمر إذا طرحنا من عمرهم ساعات نومهم وعملهم وأوقاتهم الحزينة والكئيبة والصعبة فلن يتبقى من عمرهم سوى ما يعد على الأصابع من السنوات. ثم ما فائدة الحياة الطويلة في العالم العربي؟ ما فائدة أن تعيش مائة عام من الحسرة والنحيب على فرص ضائعة ومهدورة .. يا الله ما أثقلها!!."
بالطبع لا وجود للخلود في أرضنا الدنيوية ولا علاج للشيخوخة ولا توجد وسائل لإطالة العمر فكل هذا تهريج وذنوب يصنعها المخادعون لخداع غيرهم